تعرف على أساليب التأمل وطبقها
هذه بعض الطرق واساليب التأمل التي بأستطاعة كل شخص ممارستها.
التأمل بمتابعة دقات القلب :
يدق القلب مرة في كل ثانية تقريباً ولو إنه تأخر أطول من هذا لما عدنا من الأحياء ، ولهذا فإن التركيز على دقة القلب يعد من أهم أنواع التأمل وأكثرها فعالية في جذب التركيز والسيطرة على الذهن ، حتى لو إنك قمت بهذا لدقيقة واحدة حسب .
التأمل عبر الإصغاء أو الرؤية :
الطريقة االتالية من طرق التأمل لغرض تنقية العقل وترشيح الشوائب والتي ربما هي الأصعب من طرق التأمل ، تعتمد على الرؤية أو السمع فإما عن الرؤية فيمكنك أن تتخذ لك جسماً معيناً أو مادة ما لتكون مادة تأملك فتتطلع لها وتركز عليها بقوة وبدون أن تضغط على نفسك ، خذ على سبيل المثال غيمه سابحة في الفضاء أو مستقرة في موقعٍ ما من السماء أو ضوء شمعة أو شعلة متوهجة أو مصباح معين مستقر في مكان ما أو في سقف الغرفة أو ركز على الأمواج عند الشاطئ أو ما شابه .
لا تحاول أن تضفي أي معنى على هذا الذي تراه ولا تحكم عليه بأي حكم أو تصفه لنفسك أو تتأثر به عاطفياً أو شعورياً ، لا… لا شأن لك به إلا كمادة للنظر والتركيز لا أكثر ومتى غزتك الأفكار أو شتّ ذهنك ، عد ببساطة إلى مادة النظر وركز عليها
.
يفضل طبعاً اعتماد المواد أو الظواهر الطبيعية كمادة للتركيز لأنها أقل أيقاظا للفكر وأشغالا له من المواد أو الأجسام الصناعية أو الحية كالوجوه والأجسام ، لكن مع كثرة الممارسة وتوطد خبرتك بهذا النوع من التأمل ، بمقدورك أن تنظر بذات التركيز ، إلى أي شيء دون أن تتورط بما يشتت ذهنك ويضعف تركيزك ، من أخيلةٍ وأفكار .
من الأشياء التي يمكنك التركيز عليها كأجسام للرؤية وتركيز الذهن ، يدك أو الجدار أو السيارات المارة أو الناس المارون في الطريق .
بالنسبة للإصغاء يمكنك أن تمرن نفسك على الإصغاء لصوت الساعة أو صوت محركات السيارات أو أي صوتٍ آخر ، إنما كما أسلفنا سابقاً لا تعنى بماهية الشيء ولا تجيز لنفسك أن تحكم عليه أو تفكر به ، فقط أستمع وكلما غزت فكرة جانبية حتى ولو بشأن هذا الشيء أطردها وعد للإصغاء فقط .
لو إنك تمرنت جيداً على هذه التمارين ، الإصغاء والرؤية لصار بمقدورك أن تمارس التأمل في كل مكانٍ وزمان بأن تتخذ لك كائناً ما كان من أصوات أو مرئيات مادةٍ للتأمل .
التأمل بمراقبة محتوى الأفكار :
الآن ستهتم بالمحتوى ، محتوى الفكرة وذلك لا بأن تظل تقلب بهذا المحتوى وتكبر صورته أو تصغرها وتهتم بتفاصيله وتبحث عن جذوره وارتباطاته ، لا بل كل الذي تفعله أن تحدد هوية المحتوى وتمنحها اسما ولا أكثر من ذلك .
كيف ….؟
كلما وردت في بالك أو أمام شاشة الخيال فكرةٍ ما ، تمنحها اسما على ضوء محتواها ، وحبذا لو أمكن لك قبل أن تشرع في التأمل أن تدون في ذهنك أو على الورق ،
قائمة بالأنواع الأساسية من الأفكار من قبيل :
1- أفكار رغبة ( أود لو زرت صديقي ، أتمنى لو شاهدت كذا فلم ، أتمنى أن يفوز فريقنا الوطني…الخ .
2- أفكار خوف ( أخشى أن يفوتني الموعد ، أخشى أن لا يأتي فلان في موعده ، ربما لا أفوز أو أكسب كذا …الخ .
3- أفكار تخطيط ( سأزور عمتي في الغد ، سأشترى كتاب فلان ، …الخ .
4- أفكار تقييمية ( نقد شخص أو شيء ما …الخ
وهكذا بمقدورك أن تدون أي قدرٍ من الأنواع ، ثم تشرع بالتأمل
وكالآتي :
أجلس مسترخياً وتابع كل فكرةٍ ترد في بالك وبالوقت الكافي فقط لتشخيص نوعها ثم وضعها في الخانة المناسبة بأن تقول لنفسك داخلياً ” هذه فكرة رغبة …هذه فكرة خوف …الخ ” ، ثم تابع التفكير وتشخيص الأفكار ، فإن لم تأتي في بالك أي فكرة أو صورة فأنت بلغت حالة الاسترخاء الجميل الذي هو هدف التأمل الأول ، فعش في تلك الحالة الوقت الذي تريده حتى تشرع الأفكار مجدداً في غزو ذهنك ، طبعاً إذا تملكتك فكرة قوية وتشبثت بذهنك فلا عليك إلا أن تسجلها في ورقة جانبية ، ثم تتابع مسيرة التفكير وتحديد هوية كل فكرة بأن تقول لنفسك ، هذه فكرة خوف أو هذه فكرة رغبة أو …الخ .
مع كثرة ممارسة هذا التمرين سيغدو ذهنك أكثر صفاءٍ في أغلب الأوقات وتلك نعمة عظيمة تجيز لك ولا شك أن تغدو مبدعاً أو أن تنجز أعمال ذات طبيعة هامة وإستراتيجية .
التأمل التجاوزي:
اختلي بنفسك في مكان هادئ واجلس جلسة متوازنة وعمودك الفقري مستقيما سواء كان ذلك على الأرض كأن تتربع مثلا أو على كرسي ، فشرط الجلسة أن لاتقع في حالة النوم بل أن تبقى واعيا .
* أغمض عينيك دون أن تجعلهما تتشنجان وتنفس تنفسا طبيعيا .
* انتقي لنفسك ذِكرا واحـداً خـلال الجلسة ترتاح في ترديده وردده فكريا وليس قوليا مثل ( الله ـ قدوس ـ عظيم )
* لا تركز على معنى الذي تردده ولا تحلل معانيه و فقط عليك بترديده فكريا .
* إن راودتك أفكارا وأنت في الجلسة وسهوت عن ترديد الذكر فعد إليه مجرد أن انتبهت إلى ذلك وتجاهل كل ما يرد إليك من أفكار أو مشاهدات عقلية .
* دع الذكر الذي تردده فكريا يجري لديك على السجية فلا تتحكم في إيقاعه لأنه قد يتباطأ وقد يتسارع وهذا يعتمد على مدى الغوص الذي تغوصه إذ يتباطأ مع ازدياد الغوص ويتسارع عند طرح التراكمات المرضية أو النفسية في لاوعيك والتي انضافت إليك أو مررت بها خلال حياتك فمثل هذه التراكمات سوف يتم كشفها وطرحها على السطح كي تتخلص منها وسوف تشعر عند طرحها على السطح بها وتعيشها ، فقد تشعر بالألم وقد تشعر بضيق لأنك وعيتها الآن ومع كل هذا فتجاهلها ودوام على ترديد الذكر فكريا .
* عندما تشعر بأن الذكر قد ذاب وتوقف دون تدخل منك فاعلم أنك اقتربت كثيرا من منبع الفكر الصافي وسوف تبدأ لديك مرحلة جديدة وانطلاقة إلى فضاءات الروح الواسعة والشاسعة وسيتثنى لك مع المداومة استكشاف ما كنت غافلا عنه قبل ذلك .
* سوف تشعر بعد كل جلسة بنشاط وحيوية وراحة نفس وتفتح في الذاكرة والوعي وزوالا لآلام كنت تعاني منها فاعلم أن ذلك مؤشر صحيح على صحة ما تقوم به وحافزاً لك على المداومة .
* عليك أن تطبق هذه الجلسة مرتين في اليوم ويفضل أن تطبقها عند الفجر وعند الغروب وإن لم يتثنى لك ذلك فطبقها في الوقت الذي يناسبك .
* إن مدة كل جلسة هي 20 دقيقة فلا تزيد عليها ولا تصل بين جلسة وأخرى مباشرة ولا تؤجل جلسة إلى يوم تال بل عليك أن تجلس جلستان في اليوم الواحد .
* يجب أن يكون قد مضى على طعامك مدة ساعتين كحد أدنى قبل الجلسة .
* بعد انتهاء مدة الجلسة ( 20 دقيقة فقط ) أوقف ترديد الذكر ولكن لا تفتح عينيك إلا بعد مضي حوالي دقيقتين وبإمكانك خلال تلك الدقيقتين أن تتمطمط أو تمسد عينيك .
* لا ينتابك الحزن أو القلق أو الشعور بالإحباط إذا شعرت بأن الغوص لديك بطيئاً أو أن جلسة اليوم كانت أقل سوية من جلسة أمس لأن ذلك مرده إلى أنك وخلال الغوص وصلت إلى السويات التي فيها التراكمات التي كانت تعيقك وتؤذيك وأنت غير واع لها قبل ذلك فمثل هذه التراكمات مثل الصخور في طريق الحفارة إذ يجب تفتيتها وطرحها على السطح ليتثنى لك الغوص على ما هو أعمق .
* اعلم أن كل الأمراض الجسدية التي تنتابك مصدرها الفكر الخاطئ وكذلك النفسية منها واعلم أنك عندما تعيها سوف تتخلص منها إلى غير رجعة مهما كانت وهذا لا يكون إلا بالغوص في أعماق العقل والوصول إلى منبع الفكر الصافي .
* عندما تصل إلى منبع الفكر الصافي سوف تبدأ بالتوحد مع الكون والتناغم مع إيقاعه وسيمفونيته وهناك ستنتقل من مرحلة السعادة إلى ما هو أعلى منها وهي الغبطة .
تقنية تأمل القلبين التوأمين:
تهدف هذه التقنية إلى بلوغ الوعي الكوني والاستنارة ، وهي شكل من الخدمة يتم تقديمه للكون من خلال مباركة الأرض بالحنان المحب للوصول لدرجات علينا من الانسجام ، ويعتمد هذا التأمل على مبدأ كون بعض الشاكرات تمثل نقاطاً لعبور مستويات معينة أو آفاق محددة من الوعي ، وللوصول إلى الاستنارة والوعي الكوني يكون من الضروري تنشيط شاكرة التاج وشاكرة القلب التي هي مركز القلب العاطفي وشاكرة التاج التي هي مركز القلب الروحي.
تتفتح الإثنى عشرة بتلة الداخلية لشاكرة التاج عندما تنشط كفاية وترتفع نحو الأعلى كتاج ذهبي أو كزهرة لوتس ذهبية لتتلقى الطاقة الروحية التي تنتشر على باقي أعضاء الجسد
الطاقة الإلهية الهابطة أثناء التأمل للقلبين التوأمين
عندما نقوم بتنفيذ تقنية التأمل هذه فإن الطاقة الإلهية تهبط نحونا مكونة لدينا الشعور بالنور الإلهي والقوة التي تسمى تشي أو عمود النور الذي يراه المستبصرون ويشعرون به كنور غامر شديد الضياء وأحياناً يشعرون بفقدان تام للحس ، ولا يمكن تنشيط شاكرة التاج التي هي بوابة هذا المسار إلا من خلال تنشيط شاكرة القلب التي هي نسخة مطابقة لشاكرة التاج لأنها المماثل السفلي لشاكرة التاج التي هي مركز الاستنارة والحب الإلهي والاتحاد مع الكل ، وشاكرة القلب هي مركز العواطف الراقية والشفقة والفرح والحساسية والرحمة ، ومن خلال تطوير المشاعر الراقية النقية ، نستطيع اختبار المحبة الإلهية ، ويمكن تنشيط هاتين الشاكرتين باستخدام تمارين رياضية وتقنيات تنفس يوغي مع ترديد كلمات المانترا القوية وتقنيات التخيل ، وكلها فعالة ، وأهم طرق تنشيط هذه الشاكرة هي تأمل الحنان المحب عبر استخدام شاكرتي التاج والقلب في مباركة الأرض لتصبح قنوات للطاقة الروحية ، وبمباركة الأرض نقدم خدمة للعالم وتبارك نفسك ، وليس بالضرورة أن يصل الاستنارة كل من لديه شاكرة تاج منشطة ، إنها بحاجة للتمرين والمعرفة لطريق الوصول ، من خلال التأمل في المنترا أوم أو آمين وتأمل الفاصل بينهما والتركيز على النور والمسافة بين الكلمات ، فإذا كان الماء هائجاً ، من الصعب رؤية ما يوجد تحته ، وعند ركوده نرى بسهولة كل شيء تحته ، وهكذا يكون العقل والعواطف مشوشة.
معظم الناس لديهم شاكرات مفعلة تماماً مثل شاكرات القاعدة والجنس والضفيرة الشمسية ، وهي الشاكرات الخاصة بحفظ النوع والحافز الجنسي والميول للتفاعل مع العواطف الدنيا ، ومع انتشار التربية الحديثة والعمل الذي يتطلب قدرات عقلية أكثر ، أصبحت شاكرة الآجنا وشاكرة الحلق متطورة أيضاً بينا لا تكون شاكرة التاج والقلب كذلك بشكل عام ، لذلك تجد شخصاً متطوراً عقلياً لكنه بتصرفاته يتعامل بجلافة ، فهذا النوع لا يكون ناضجاً على المستوى العاطفي وشاكرة القلب عنده تكون متخلفة تماماً ، وبرغم ذكاءه فإن علاقاتها الإنسانية تكون فقيرة جداً ، وبممارسة تقنية التأمل على القلبين التوأمين يصبح الشخص متوازناً بصورة منسجمة من خلال تطوير موازنة كل شاكراته ، فعندما تكون شاكرة الضفيرة الشمسية بالغة التطور وشاكرة القلب ناقصة التطور ، أو عندما تكون العواطف الدنيا بالغة التطور والعواطف الراقية متخلفة ، فإن العقل سيستخدم بشكل هدام ، وبدون تطور القلب عند غالبية البشر ، فإن سلام العالم لن يكون ممكناً ، ولهذا يجب التأكيد على تطوير القلب في النظم التربوية.
الأشخاص دون سن 18 ينبغي أن لا يمارسون هذه التقنية من التأمل لعدم قدرة أجسادهم على الصمود أمام الطاقات الهائلة الشفافية ، وممارسة هذه التقنية تنشط جميع الشاكرات ، وعلى من ينوي ممارسة التأمل على القلبين التوأمين بصورة منتظمة أن يتجنب أكل لحم الخنزير وسمك الأنقليس وسمك السللور والتدخين والتناول المفرط للمشروبات الكحولية والسموم المؤدية للإدمان والهلوسة ، فتناول اللحوم والأسماك هذه تؤدي لظهور متزامنة الكنداليني التي تتجلى في الإعياء المزمن والضعف العام والإفراط في إحماء الجسد والأرق المزمن والكآبة والطفح الجلدي والتوتر الشرياني وأشياء أخرى.
المدخنون قد يعانون من ألم صدري بسبب تلوث شاكرتي القلب الأمامية والخلفية أثناء العمل بهذه التقنية ، وينصح بالإقلاع عن التدخين إذا كان المطلوب الانتظام بمزاولة تقنية التأمل هذه ، مع تجنب تناول المشروبات وسموم الإدمان والهلوسة لأنها تلوث الجسم الطاقي ، فالتأمل مع جسم طاقي ملوث سيؤدي لإحتقان خارجي