اقتل البرص أو السحلية و أحصل علي حسناتك
لا تزغ عن قتل الوزغ (البرص)
الحمد لله الذي خلق فسوى ، وقدّر فهدى ، والصلاة والسلام على إمام الهدى ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، أما بعد :
فإن الله تعالى خلق ما ينفع وما يضر ، وما فيه الخير وما يكون به الشر ، حكمة بالغة ، وهو الحكيم الخبير ، ولا يخفى ما في خلق الأزواج المتناقضة والمتباينة من بيان قدرته الباهرة ، وحكمته الظاهرة ، وحجته القاهرة .
ومن المخلوقات العجيبة التي أمر الشارع الحكيم بقتلها والتخلص منها ؛ الوزغ !
هذا المخلوق الذي تشمئز منه النفوس ، وتتقلب به الأكباد ، وتضيق برؤيته القلوب ، ولذلك رتّب الشارع من الأجور العظيمة والحسنات الكريمة ما تتطلع إليه نفوس الصادقين ، وتشرئب إليه أعناق المخلصين .
فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" مَن قتلَ وزغةً في أوّل ضربةٍ ، فله كذا وكذا حسنةً ، ومن قتلها في الضربة الثانية فله كذا وكذا حسنة ؛ لِدونِ الحسنة الأولى ، ومن قتلها في الضربة الثالثة ، فله كذا وكذا حسنةً ؛ لدون الثانية "
( رواه مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه )
أما قدر تلك الحسنات ، فتجليه لنا رواية الصحيح ، فقد قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" من قتل وزغاً في أوّل ضربةٍ كُتبت له مئة حسنةٍ ، وفي الثانية دون ذلك ، وفي الثالثة دون ذلك "
( رواه مسلم )
وعن عامر بن سعد عن أبيه ـ رضي الله عنه ـ قال أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أمر بقتل الوزغ ، وسمَّاه فُويسقاً .
( رواه مسلم )
أما السبب في هذا الأجر وذلك الثواب في قتل الوزغ ، فلأنها مجرمة خبيثة ، لانت للكفار ، وجارت على الأبرار ، وشاركت في إيذاء الصالحين من عباد الله المؤمنين ، فكان الجزاء لها بسوء عملها ، فعن سائبة مولاة الفاكه بن المغيرة ، أنها دخلت على عائشة ـ رضي الله عنها ـ فرأت في بيتها رُمحاً موضوعاً ، فقالت : يا أم المؤمنين ! ما تصنعين بهذا ؟! قالت : أقتلُ به الأوزاغَ ، فإن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم أخبرنا :" أنَّ إبراهيم ـ عليه السلام ـ لما أُلقي في النار لم تكن دابَّةٌ في الأرض إلا أطفأتِ النار عنه غير الوزغِ ؛ فإنه كان ينفخ عليه ، فأمر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقتله .
( رواه النسائي وابن حبان بسند صحيح )
فتأمل هذه العقوبة الفظيعة لهذه الوزغة النتنة لأنها شاركت في إيذاء الصالحين ، وتعرضت بالسوء للصادقين ، وتحالفت مع الكفار والمشركين في تقديم العون لهم على المسلمين ، والمشاركة في سوئهم ومساءتهم بالمؤمنين ، فكم في الناس اليوم من وزغ بشري حقير يستحقون الضرب بالنعال على رؤوسهم حتى تندق أعناقهم وتزهق أرواحهم ؟!