المسلم بين التفاؤل والتشاؤم
التفاؤل شعورٌ داخلي بالرضا وثقةُ بالله وقوة تتحول إلى راحة نفسية و جسدية، وسيطرة على مشاعر وأفكارٍ متعبة، وهو نظرةٌ إيجابيةٌ عندما توصدُ الأبوابُ، وتتبخرُ الأماني ، إن الإنسان المتفائل سعيدٌ في دنياه، متوكل على مولاه طموح ومبادر لكل جميلٍ فيرسم سعادته وسعادة الآخرين.
و ديننا الحنيف يدعونا إلى التفاؤل وليس إلى التشاؤم وإستباق الأمور التشاؤمية
و ليس إلى سؤ الظن بالله ولا يجوز لمسلم بصير بأمر دينه أن يستسلم للتشاؤم ، ويمَكِّنَه من قلبه ونفسه .وكيف يرضى المسلمون الصادقون الواعون ذلك لأنفسهم،
وهم يقرؤون قولَ ربّهم عزّ وجلّ
" لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ الله –
فكم هو جميلٌ أن نتفاءل عند الملمات ورائعٌ أن نتفاءل عندما تتوالى النكبات، هو تشريعُ ربنا عز وجل وهو طوقُ نجاة لأ نفسنا. وقد أمرنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتفاؤل.
لاشيءَ كالأمل والتفاؤل – بعد الإيمان – يولّد الطّاقة، ويَحْفز الهمم، ويدفع إلى العمل، ويساعد على مواجهة الحاضر، وصنع المستقبل الأفضل . الأمل والتفاؤل قوّة واليأس والتشاؤم ضعف ، الأمل والتفاؤل حياة واليأس والتشاؤم موت في مواجهة تحدّيات الحياة،
النّاس صنفان :
يائس متشائم يستبق الأمور التشاؤمية و يسئ الظن بالله و بنفسه وبالأخرين و يواجه تحدّيات الحياة بالهزيمة والهرو ب والاستسلام. ويصور المستقبل بنظرات سيئة إنهزامية .
وآمِلٌ متفائل يواجه الحياة بالصبر والكفاح، والشجاعة والإقدام، والضمان والثقة بنصر الله.
فما أروع الأمل والتفاؤل، وما أحلاه في القلب ! وما أعْوَنَه على مصابرة الشدائد والخطوب، وتحقيق المقاصد والغايات.
التشاؤم واليأس ثمرة من ثمرات الأنهزام والإنكسار والخيبة ، وصفة من صفاته.