الكشف والعلاجات والاستشارات الاتصال بالشيخ الدكتور أبو الحارث (الجوال):00905397600411
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
X

ارفع عن نفسك البلاء

مملكة الاسلامية العامة

 
  • تصفية
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • روزكنزي
    كاتب الموضوع
    أعضاء نشطين
    • Oct 2010
    • 12874 
    • 510 

    ارفع عن نفسك البلاء

    ذكر الله - سبحانه وتعالى - في كتابه الكريم أن المصائب والكربات التي
    تصيب المؤمنين
    من عباده هي من عند أنفسهم سواء كانت هذه المصائب فردية أوجماعية،
    قال عز وجل ( ومَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ويَعْفُو عَن كَثِيرٍ) الشورى 30
    ومن رحمته - سبحانه - أنه جعل هذه الكربات أوالبلايا التي يصيب بها عباده
    المؤمنين بمثابة الدواء المر الذي يتجرعه المريض ليشفي من مرضه،وهذا
    المرض هو الذنوب التي تتراكم في صحائف أعمال العباد فتأتي هذه المصائب
    لتكفرالذنوب ،ولتنبه ذوي القلوب الحية إلى العودة إلى الله بالتوبة إن أراد الله بها خيراً
    .وقد يستطيع المؤمن أن يفعل بعض الأسباب التي - بمشيئته - يرفع الله بها بلاءً كتبه عليه أو يخففه عنه بهذه الأسباب ..

    ومن هذه الأسباب وأهمها :
    التقوى
    ومعنى التقوى كما هومعروف : هو فعل أوامر الله واجتناب معاصيه الظاهرة والباطنة
    ومراقبة الله في السر والعلن في كل عمل .قال - سبحانه وتعالى ( ومَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً ) الطلاق 20جاء في تفسير ابن كثير : قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في تفسيرهذه ال : أي ينجيه من كل كرب في الدنيا والآخرة .

    وقال الربيع بن خُثيم : ( يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً ) : أي من كل شيء ضاق على الناس .
    ويأتي حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعبد الله بن عباس ليوضح نتيجة هذه التقوى أو أثرها في حياة المؤمن حين قال له : ( يا غلام ، إني معلّمك كلمات : أحفظ الله يحفظك ، أحفظ الله تجده تجاهك، تعرف إلى الله في الرخاء ،يعرفك في الشدة ) .
    ومعنى أحفظ الله : أي أحفظ أوامر الله ونواهيه في نفسك .ومعنى يحفظك :
    أي يتولاك ويرعاك ويسددك ويكون لك نصيراً في الدنياوالآخرة .
    قال - سبحانه - (أَلا إنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولاهُمْ يَحْزَنُونَ )
    [يونس : 62] .

    أعمال البر ( كالإحسان إلى الخلق بجميع صوره )
    فالعمل الصالح له أثر في تفريج الكروب، والدعاء :
    ونستدل هنا على ذلك بقصة الثلاثة الذين انسدَّ عليهم الغار بصخرة سقطت
    من الجبل ،فقالوا : (لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم )
    فكلٌّ دعا بصالح عمله فانفرجت الصخرة وخرجوا جميعاً ،وهذا الحديث رواه البخاري ومسلم .

    وفعل المعروف يقي مصارع السوء
    فليثق بالله كل مؤمن ومؤمنة لهما عند الله رصيد من أعمال الخير ،
    فليثق كل منهما أن الله لن يخذل من يفعل الخير خالصاً لوجهه الكريم وأنه سيرعاه ويتولاه .
    فكما قالت خديجة - رضي الله عنها - للرسول -صلى الله عليه وسلم - عندما عاد إليها من غارحراء وهو خائف بعد نزول جبريل - عليه السلام - مذكِّرة له بسجاياه الطيبة ، وأعماله الكريمة وأن مَن تكون هذه سجاياه وأعماله فلن يضيعه الله وسيرعاه ويتولاه بحفظه . قالت له : كلا ، أبشر،فوالله لا يخزيك الله أبداً ، إنك تصل الرحم ،وتصدق الحديث ،وتحمل الكَلّ ، وتكسب المعدوم ، وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق .

    ومن أمثلة أثر الدعاء في رفع البلاء قبل وقوعه : قصة قوم يونس . قال -
    تعالى - (فَلَوْلا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إيمَانُهَا إلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَاعَنْهُمْ عَذَابَ
    الخِزْيِ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَاومَتَّعْنَاهُمْ إلَى حِينٍ)[يونس : 98] .
    وذكر ابن كثير في تفسير هذه الآية : أنه عندما عاين قوم يونس أسباب العذاب
    الذي أنذرهم به يونس خرجوا يجأرون إلى الله ويستغيثونه،ويتضرعون إليه
    وأحضروا أطفالهم ودوابهم ومواشيهم وسألوا الله أن يرفع عنهم العذاب؛
    فرحمهم الله وكشف عنهم العذاب .
    وتحدث ابن قيم الجوزية فيكتابه (الجواب الكافي) عن الدعاء قائلاً والدعاء من أنفع الأدوية ،
    وهو عدو البلاء ،يدافعه ويعالجه، ويمنع نزوله ،ويرفعه أو يخففه إذا نزل ،وهو سلاح المؤمن ،

    وله مع البلاء ثلاث مقامات :


    أحدها : أن يكون أقوى من البلاء فيدفعه .
    الثاني : أن يكون أضعف من البلاء ، فيقوى عليه البلاء ،
    فيصاب به العبد،ولكن قد يخففه وإن كان ضعيفاً .

    الثالث : أن يتقاوما ويمنع كل واحد منها صاحبه ) .
    وقال أيضاً : ( ولما كان الصحابة - رضي الله عنهم - أعلم الأمة بالله ورسوله،
    وأفقههم في دينهم ، كانوا أقوم بهذا السبب وشروطه وآدابه من غيرهم ،
    وكان عمر - رضي الله عنه - يستنصر به على عدوه وكان يقول للصحابة :
    لستم تنصرون بكثرة ، وإنما تُنصرون من السماء ) .
    الإكثار من الاستغفار والذكر

    قال - سبحانه - : ( ومَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) [الأنفال : 33] .
    وقد كشف الله الغمة عن يونس - عليه السلام - وهو في بطن الحوت لكثرة تسبيحه
    واستغفاره ،قال - سبحانه - في الصافات :
    ( فَالْتَقَمَهُ الحُوتُ وهُوَ مُلِيمٌ *فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ المُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ )[ الصافات :142-144]

    وكان من استغفاره - عليه السلام - وهو في بطن الحوت قوله
    (لاَّ إلَهَ إلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ) [الأنبياء : 87]


    وهكذا سيجد المؤمن والمؤمنة - بإذن الله - أثراً محسوساً في حياتهما بهذه الأسباب
    السالفة الذكرإن فعلاها وبالأخص في وقت الرخاء تعرَّف إلى الله في الرخاء
    يعرفْك في الشدة وأن يُراعَى فيها إخلاص النية لله ؛
    عندئذ تؤتي ثمارها بمشيئة الله وتكون كالرصيد المالي المدخر
    الذي تظهر منفعته وقت الحاجة إليه
    مواضيع ذات صلة
يتصفح هذا الموضوع الآن
تقليص

المتواجدون الآن 1. الأعضاء 0 والزوار 1.

يعمل...
X