الصلاة الأحمدية على الذات الرءوفيــة
اللهم صلي وسلم وبارك على روح الكل القائمة بالكل .. والعقل الأول القائـم بتمييز الأول من الأول .....
مُظهر مسمى الله القائم بالله لله .. سلطان إنــا أرسلناك .. المكرم بإنــا أعطينــاك .... من تفصلت عنه الموجودات .. وظهرت منه الأرض والسموات .. الدرة البيضاء التي لم تقبـل التقسيــم .. والياقوتـة الحمراء التي كانت مظهرا لإستواء الرحمن الذي هو الرحيــم ... جامع العوالــم بذاته ... وكل شيءٍ أحصينــا في إمامٍ مبين ...
المفرد بذاته لذاته ... سلطـان أنـا أحمد بلا ميــم ... البــارز من الغيب إلى الوجود .. الحــامل لك صفةٍ واسم ... يظهر حكمه في كل موجود .. من كــان منك بك ليلة إسرائه .. قاب قوسيــن أو أدنــى في مقام الغيب كانت لـه بك شهود وعليك لــه وفود .. وعـلى أسرارك له وقوف .. وعلى جمالك لــه عكوف .. من خبأت له الشفاعة العظمى يا رءوف ... حتى ترحم به عبادك الذيـن هم يوم الحشــر تحيروا من الوقوف .. هذا هو الفضل الذي لم يكن لأحدٍ من الخلق الذين هــم ألوفٌ الألوف ...
الأول بذاتــه المظهريـة ..افتتاح الأمر الذي ظهر بــه الجود ... واكتسى به العدم بالوجــود .. والآخــر برجوع كل كمــال إليه كما بدا منه وإليه يرجع الأمر كــله ولغيره لا يعود .. الظــاهر بالخلافــة عن الذات اللابس لخلع الكليــات .. الباطــن بهوية الذات والقائــم بأنوار تجليات الأسماء والصفات ....
من هو بك لك بالمعية .. من انفرد إليك بالكليـة والجزئيـة عن الخليقــة ... من جمــع بذاتــه علوم الأوليــن والآخريــن ... القائــم بالصفات المرضيــة لك بكليــة النبي المبين المشّرف بنداء وما أرسلناك إلا رحمــةً للعالميـن ... العارف بحقيقــة كنه كنت كنزاً مخفيــاً ... المعنى بقولك فبي عرفونــي .. النــور المرشوش على ظلمة العدم لإظهــار ما لم يكن وإخفــاء ما لم يظهــر ..
فصل اللهـم عليـــه صلاةً تكشف لي بهــا عن سر تعلقـي بهذا الإمام الكريم الرءوف الرحيــم .. صلي الله وسلم عليــه وعن نسبتي إليــه وإلى من توجه عليّ بواسطةٍ من الكليــات لإظهــار وجودي بالموجودات .. فاعلم بذلك من أين كنت وإلى أين أذهب .. فأعرف نفسي به فأعرف ربي منه ... فأشــاهد بتلك المعرفة تجلي الحق لي به منه إليــه .... وينكشف لي عن الســر الذي قالــه من رآني فقد رأى الحق .. فأكون مجلاً لتجلي الحق منــه فأرى الحق منه به ... لأكون لتلك التجليــات مظهراً قائمــا به .. وينبت فرعي على أصلي وأرجع بهــذا العلم من غربتي إلى وطنــي .. فيصير علمي به منه إليــه .. وافقد ظُلمانية ناسوتيتي لديــه وأقوم بلطيفــة أمره به إليه ...
وصل اللهم على الألف القائــم نوره في سماء غيب الذات قبل ظهور آثــار الأسماء والصفات .. التي كانت مستغرقة بغيب الذات .. وبظهوره ظهرت وظهرت الموجودات .. وبسطت الأرض ورفعت السموات ...
واستوى الرحمن على عرش الكائنــات .. وتنزهت الذات بالذات وظهرت الألوهيــة بصور الأسماء والصفات ... وخرج الممكن إلى عالم الآرواح السالمات .. وخلق عالم النورانيات .. وتقدر عالم الجسمانيــات ....
محبوب الدهــر الأول منبع فيض الأحد ... الواحد في العدد .. مُظهر سر الصمـد .. محبوبك المكرم الأمجد ... من أبرزت نوره ليستضــاء به من الأزل إلى الأبــد ... فصل وسلم اللهم عليــه صلاةً بعدد حروف الهجــاء وما كتبت ... وعدد الكلمات التي بهــا سُطرت وعدد ما قُرئت وما ستقرأ بأي لسانٍ قرئت ..
وكل ذلك مضروبٌ بألف ألف ألف عددٍ .. حتى ينفذ العدد من الألوف ويُضاف إلى عدد ما في علمك وبعدد معلوماتك يا رءوف .. واجعل لي إلهي من حضرتــه مدداً أكن به إلى يوم الأبــد يا فرد يا صمد يا واحد يا أحــد ...
يا من لم يلــد ولم يولد ولم يكــن له كفواً أحــد ... أسألك بذاتك المقدسة عن مقــام التقييد التي تفعل بهــا ما تشــاء وتريد ..وبأسمائك وصفــاتك العلية المقدسة عمّــا خطر في أوهــام عبادك ...
أن تصــلي على سيدنــا محمدٍ أحديّ العدد والأنبيــاء والمرسليــن الذين هــم من بعــده مراتب العــد .. وآله وأصحــابه القائمين بالمدد .. وسلامٌ على عبــاد الله الصالحين .. والحمد لله رب العالميــن .. آمين يا معيــن .
