ينقسم العقيق اليماني بشكل موجز وحسب ما هو متداول ألان في الأسواق إلى أنواع كثيرة منها:
العقيق الأحمر:
وهو ما كان لونه احمر صافٍ وينقسم إلى قسمين رئيسيين هما:
الرماني: وهو ما كان احمر صاف فاتح يشبه لون الرمان .
الكبدي: وهو احمر غامق يميل لونه إلى لون الكبد .
وهناك العديد من ألوان العقيق الأحمر تتدرج بين الكبدي والرماني.
العقيق المصور:
وهو العقيق الذي يكون فيه تمازج لوني طبيعي من أصل الحجر ويمثل هذا اللون صور طبيعية كأن تكون صور إنسان أو حيوان وطيور ونبات وأشكال أخرى كصورة الكعبة أو أسماء الله الحسنى وأسماء أشخاص وكتابات أخرى متنوعة.
العقيق المشجر:
وهو ما كان فيه شكل أشجار وقد يندرج تحت العقيق المصور.
العقيق المزهر :
وهو الذي يكون فيه ألوان مختلفة ولكنها لا تمثل أي شكل معين وواضح ومنه العقيق السليماني .
الجزع :
وهو نوع من العقيق اليماني لكنه معتم ومنه ألوان مختلفة وأشكال متنوعة.
(وهناك ألوان أخرى من العقيق اليماني كالأخضر والأزرق والأبيض والأسود وغيرها )
أماكن تواجد العقيق اليماني يتواجد العقيق اليماني في مناطق متعددة من اليمن فمنها منطقة آنس وعنس من محافظة ذمار ومنطقة خولان من محافظة صنعاء .
وتمثل آنس أهم المناطق وذلك لتواجد معظم أنواع العقيق فيها وتأتي بعدها عنس. أما منطقة خولان فيميزها إضافة إلى تواجد معظم أنواع العقيق فيها تفردها بأجود أنواع العقيق المشجر.
ويتواجد العقيق اليماني في مناطق أخرى من اليمن ولكن أما أن يكون بشكل قليل جدا أو أن يكون من الأنواع القليلة الجودة والاستخدام.
ويستخرج العقيق اليماني من قمم الجبال وبطون الأودية فمنه ما يكون قريب من السطح ومنه ما يتم استخراجه من عشرات الأمتار من باطن الأرض. ويستخرج العقيق اليماني من أنواع مختلفة من الصخور فمنه ما يتواجد في صخور ذات صلابة عالية جدا ومنه يستخرج من صخور رملية قليلة الصلابة.
العقيق اليماني هذا الحجر الكريم لا يأخذ قيمته من ندرته فهو موجود بدرجة تفوق كثيراً وجود الاحجار الكريمة الاخرى وانما من أنواعه و اشكاله التي تغذي مثل هذه الاساطير والحكايات التي تروى عن منافعه وفوائده حيث يعطي الشكل والحجم واللون والصورة التي نسجتها الطبيعة داخل الحجر القيمة والثمن الذي يستحقه.
وتتعدد التفسيرات والروايات المتناقلة حول العقيق اليماني تبعاً لاختلاف أنواعه واشكاله واحجامه وهناك من يزعم بوجود متخصصين في قراءة فص العقيق يخبرون المريد عن الفائدة أو المنفعة التي يجلبها هذا الفص أو ذاك لحامله ومقابل قراءتهم تلك يتقاضون أجراً ولا يسرون بذلك الا لأصحاب الثقة ممن يقصدونهم طالبين منهم القيام بهذا العمل.
وأنواع العقيق كثيرة منها المزهر، والمصور، والأحمر، والبني، واجودها الاحمر والمصور مضيفاً ان الشكل والاحجام النادرة هما اللذين يحددان العقيقة الواحدة فقد يتراوح سعر الفص الواحد بين خمسمئة إلى ألف وخمسمئة ريال الا ان هناك فصوصاً يرتفع ثمنها كثيراً خاصة اذا كانت بحجم نادر وبرسومات مميزة لا يوجد لها مثيل.
ماكتب عن العقيق اليماني - ماكتب تعبر عن وجهة نظر كاتبها و ما ورد منقول من عده مصادريقولون ان بعض أنواع العقيق جالبة للرزق أو طاردة للسحر أو شافية من الأمراض الخبيثة والمزمنة وعموماً هذه اعتقادات والعياذ بالله أنا لا أومن بها وهناك ممن يأتون لشراء العقيق يستفسرون عن مثل هذه المنافع لكني ارد عليهم ان النفع والضرر من عند الله وحده.
ان اقبال الناس على العقيق اليماني يرجع إلى جودته وتنوع ألوانه التي تتميز بالشفافية والبريق وما يحتويه الفص من رسوم جذابة علاوة على ما لهذا الحجر الكريم من مكانة خاصة يتداولها الناس وهي عبارة عن اساطير وخرافات ويقولون ان العقيق الاحمر يستخدم كواق ضد الحشرات السامة مثل العناكب والعقارب والعقيق البني يرسل اشعاعات تمنح حامله الثقة بالنفس وتعطيه الشجاعة وتمكن حامله من الانتصار على اعدائه وتهييء له فرص النجاح في الأمور النسائية وانه اذا ما علقت قطعة من العقيق على الرقبة فوق عظمة الصدر يكون لها تأثير في زيادة الفطنة والذكاء وتساعد في الشفاء من الحمى وايقاف نوبات الصرع والجنون وهناك من يعتقد انها تجلب السعادة والرزق.
والشائع لدى العديد من الناس ان للعقيق فوائد من هذا القبيل حتى ان بعضهم لا يجد غضاضة في البوح بأن ما يعتمره من عقيق قد جلب له الحظ أو الرزق أو السعادة والبعض يعتقد انه اذا ما نزع خاتمه يصاب بالصداع أو المرض .
وبغض النظر عن صدق مثل هذه الاعتقادات من عدمه فان الاعتبارات السيكولوجية والنفسية كفيلة وحدها باضفاء هذه الهالة على العقيق اليماني الذي تنسج حوله مثل هذه الاساطير والخرافات لاسيما ان هذه العوامل تبقى المحدد الأساسي لاستهواء الاشياء أو النفور منها خاصة تلك الاشياء البراقة بألوانها والفريدة بأشكالها التي تزداد رونقاً بتطعيم المصوغات الذهبية والفضية بها وبطريقة يمتزج فيها الجمالي بالاسطوري ويبعث على مثل هذه الاعتقادات الشائعة فصوص العقيق اليماني..
تستخدم للشفاء من أمراض عديدة عندما ترغب للذهاب الى سمسرة النحاس في سوق الملح بصنعاء القديمة ماعليك الا ان تؤهل نفسك للدخول الى عالم سحري خلاب إنه مكان يتعانق فيه جمال البناء المعماري للسوق وأبنيته المزخرفة مع ماتحتضنه السمسرة من اشكال سحرية للمصنوعات الفضية المطرزة بالعقيق والاحجار الكريمة فيجد الزائر ان كل من الفن المعماري، وحبيبات العقيق قد كونوا واحدية النغم ورسموا سيمفونية من الالوان الرائعة والفريدة.. فتنقلك هذه اللوحة البديعة الى مملكة من الخيال الجميل والى عالم من الالوان الفريدة الملتصقة بالعقيق والتي يفوح منها عبق التاريخ وبريقه وروعة الالوان الجذابة.
يعد العقيق اليماني والذي يمتاز بجودة ونقاوة عالية، كما تعد صناعة العقيق اليماني من افضل الصناعات التي يجيدها اليمنيون وعرفوا بصناع العقيق لذلك اصبح العقيق من السمات المميزة لليمن.
وينتمي العقيق الى مجموعة من الاحجار الكريمة وله عدة الوان وانواع كثيرة منها الرماني الاحمر والمزهر (المصور- المرسوم) والبرتقالي والطحلبي والجزع والزبرجد الاخضر والبركاني والاوينكس الأسود ويسمى (ابسيديان) والجاد الأخضر هذا بالاضافة الى الأحمر والسماوي الكبدي أما أجود انواع العقيق هو المزهر (المرسوم- المصور) والذي يحتوي على رسومات طبيعية واشكال كثيرة منها لفظ الجلالة، ومحمد والكعبة، وطيور بانواعها بالاضافة الى بعض الصور النادرة مثل احد الفصوص الذي حمل صورة لهرم مصر خوفو كما يعتبر الاحمر الرماني في المرتبة الثانية ويتم استخراج العقيق بطرق تقليدية (بالمطرقة) أو باستخدام الديناميت ولكن هذا الاستخدام يسبب بعض التشوهات والتشققات فيه ويوجد على هيئة احجار صغيرة تحتوي على بعض الطبقات من الداخل تمثل العقيق الخام والذي يتراوح بحجم قبضة اليد ويتم استخراج العقيق في اوعية تعرض للحرارة لمدة 15 يوماً.
والعقيق ذو النوعية الجيدة يستخرج من باطن الأرض ويكون (احمر قان).
حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بقوله "تزينوا بالعقيق فإن فيه البركة) وان جبل "احد" يسمى جبل "العقيق" وهو الجبل الذي شهد لله بالوحدانية.
واضاف الأخ حسن جميل ان استخراج العقيق وصناعته يعود الى اليهود في اليمن حيث حصل على نقوش من العقيق مكتوبة بالعبرية ويعود تاريخها الى ذو نواس الحميري، يذكر انه يصنع منه فص للخاتم او قلائد وعن الاعتقاد بانه يشفي من بعض الامراض، ان الاعتقاد ساد بان بعض الاحجار تشفي من الآلام حيث ان هناك متخصصين في اختيار كل نوع من هذه الانواع وتحديد نوع المرض الذي تشفيه حسب الاعتقاد الشائع ،ان الاسواق التي تصدر اليها العقيق اليماني هي دول الخليج وابرزها سوق العمرة والحج بالمملكة العربية السعودية بالاضافة الى ايران والألمان ومن اليمنيون الحضارمة وهم المغتربون.
وان منطقة آنس بمحافظة ذمار والشعر بمحافظة إب تتواجدان فيها احجار العقيق.
و إن تاريخ العقيق يعود الى مملكة سبأ والحميريين والذي تؤكده النقوش.
وعن اهميته في شفاء الامراض قال الحداد ان احد العرب حضر اليه وقال لي ان ابنه مصاب بنزول الدم من أنفه (الرعاف) ولم يتمكن من معالجته حيث زار به كل الدول لعلاجه دون فائده فوصفوه بعض الناس ضرورة زيارته لليمن ومعالجة إبنه بالعقيق فأتى اليَّ فاعطيته فص بداخله مرسوم نقط دماء فوضعه في يد ابنه ولكي يتأكد من شفاء ابنه وضع قيمة الفص في احد الفنادق واشترط انه اذا شفيَّ إبنه فسوف يسلمني المبلغ وفعلاً تم تسليمي المبلغ بعد شهر واحد واخبروني بان ابنه قد شفيَّ من المرض، كماجاء احد المرضى نفسانياً وشفيَّ بعد ان حمل على يديه فص من العقيق اليماني.
السؤال:أود أن أعرف كيف يمكننا أن نتأكد من نوع الحجر الذي نلبسه ( الخاتم ) وأعني بذلك كيف يمكننا معرفة النوعية الجيدة ؟ أم لا بأس بجميع الأحجار ؟
الجواب:وردت روايات كثيرة في الحث على لبس العقيق وأنه مبارك ويقضى للابسه بالحسنى وأنه تُقضى حوائجه ولا يفتقر .
ومن صفات الداعي عليهم السلام أن يكون في يده خاتم عقيق
(42) 24 - روينا ذلك من كتاب فضل العقيق تأليف قريش بن مهنّا العلويّ، فقال بإسناد إلى أبي عبداللَّه(ع) أنّه قال: "ما رُفِعت كفّ إلى اللَّه عزّوجلّ أحبّ إليه من كفٍّ فيها خاتمُ عقيق"(41).
(18) وقال أن آهم فصوص العقيق هو الرماني والمزهر وذلك الجزع والذي يأتي بشكل خطوط مستقيمة وغير مستقيمة.
( 48 ) الفصل الثالث : فيما نذكره من أخذ خواتيم في السفر، للأمان من الضرر.
عن أبي محمد القاسم بن العلاء المدائني قال : حدثني خادم لعلي بن محمد عليهما السلام قال : استأذنته في الزيارة إلى طوس فقال لي : " يكون معك خاتم فصه عقيق أصفر، عليه : ما شاء الله ، لا قوة إلا بالله ، أستغفرالله ، وعلى الجانب الآخر: محمد وعلي ، فإنه أمان من القطع ، وأتم للسلامة، وأصون لدينك" قال : فخرجت وأخذت خاتما على الصفة التي أمرني بها، ثم رجعت إليه لوداعه ، فودعته وانصرفت ، فلما بعدت عنه أمر بردي ، فرجعت إليه فقال : "ياصافي" قلت : لبيك يا سيدي ، قال : "ليكن معك خاتم آخر فيروزج ، فإنه يلقاك في طريقك أسد بين طوس ونيشابور، فيمنع القافلة من المسير، فتقدم إليه وأره الخاتم ، وقل له : مولاي يقول لك : تنح عن الطريق ، ثم قال : ليكن نقشه : الله الملك ، وعلى الجانب ألآخر: الملك لله الواحد القهار، فإنه خاتم أمير المؤمنين علي عليه السلام كان عليه : الله الملك (1)، فلما ولي الخلافة نقش على خاتمه :
الملك لله الواحد القهار، وكان فصه فيروزج ، وهوأمان من السباع - خاصة - وظفر في الحروب " . قال الخادم : فخرجت في سفري ذلك، فلقيني - والله - السبع، ففعلت (2) ما أمرت ، ورجعت حدثته، فقال عليه السلام لي : "بقيت عليك خصلة لم تحدثني بها، إن شئت حدثتك بها" فقلت : يا سيدي ، علي نسيتها، فقال : "نعم بت ليلة بطوس عند القبر، فصار إلى القبر قوم من الجن لزيارته ، فنظروا إلى الفص في يدك وقرؤا نقشه فأخذوه من يدك وصاروا به إلى عليل لهم، وغسلوا الخاتم بالماء وسقوه ذلك الماء فبرأ، وردوا الخاتم إليك ، و كان في يدك اليمنى فصيروه في يدك اليسرى، فكثر(تعجبك من ذلك )(3)، ولم تعرف السبب فيه، ووجدت عند رأسك حجرا ياقوتا فأخذته ، و هو معك فاحمله إلى السوق، فإنك ستبيعه بثمانين ديناراً، وهي هدية القوم إليك " فحملته إلى السوق فبعته بثمانين ديناراً، كما قال سيدي عليه السلام .
____________
(1) في " ش" : لله الملك.
(2) في "ش" : فقلت .
(3) في " ش" : من ذلك تعجبك .
( 49 )
أقول : ورأيت في حديثين عن مولانا الباقر محمد بن علي - صلوات الله عليهما - في الفص الحديد الصيني، ما نذكرالمراد منه : أن من أخذه
معه ، وعليه نقشة معينة، تنقش في وقت معين من الشهر، كان حرزاً لحامله من كل مكروه، من الجن والإنس، والشيطان والسلطان، وهوام
الأرض ، ومن كل مكروه .
وروي في الحديث أن نقش الخاتم الصيني الذي كان لمولانا علي - صلوات الله عليه - كانت نقشته وأسراره كما أشرنا إليه .
أقول : وروي في الدعاء عند لبس كل خاتم : "اللهم سومني بسيماء الإيمان ، وتوجني تاج الكرامة، وقلدني حبل الإيمان ، ولا تنزع ربقة الإيمان من عنقي ".
الفصل الرابع : فيما نذكره من تمام ما يمكن أن يحتاج إليه في هذه الثلاثة فصول .
فمن ذلك ما ذكرناه في أخذ العصا اللوز المر، أنه يقرأ قوله - جل جلاله -(ولما توجه تلقاء مدين) ولم نذكر تمام الآيات، وربما يقف على كتابنا
هذا من لا يحفظها، ولا معه من يحفظها، فيحسن أن نذكرها له، لئلا يفوته الانتفاع بتلك الروايات ، فنقول : إنه يقرأ (ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي ان يهدني سواء السبيل * ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا
لا نسقي حتى يصدرالرعاء وابونا شيخ كبير * فسقى لهما ثم تولى الى الظل فقال رب اني لما انزلت الي من خير فقير * فجاءته احداهما
تمشي على استحياء قالت ان ابي يدعوك ليجزيك اجر ما سقيت لنا فلما جآءه وقص عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين
* قالت احداهما يا ابت آستاجره ان خير من استاجرت القوي الامين * قال اني اريد ان أنكحك احدى ابنتي هاتين على ان تاجرني ثماني
حجج فان اتممت عشرا فمن عندك وما اريد ان اشق عليك ستجدني ان شاء الله من الصالحين * قال ذلك بيني وبينك ايما الاجلين قضيت فلا عدوان علي والله على ما نقول وكيل)(1).
ومن ذلك ما ذكرناه في حديث التربة الشريفة، أنه يدعو بدعاء الفراش ، وهو دعاء مولانا علي عليه السلام حين بات على فراش النبي صلى
الله عليه وآ له لما هاجر
____________
(1) القصص 28 : 22 - 28 .
( 50 )
من مكة إلى المدينة، وهذا لفظ الدعاء الذي ذكرناه كما رويناه : "أمسيت اللهم معتصما بذمامك وجوارك المنيع ، الذي لا يطاول ولا يحاول ، من شر كل طارق وغاشم ، من سائرمن خلقت وما خلقت من خلقك الصامت والناطق ، في جنة من كل مخوف بلباس سابغة حصينة، وهي ولاء
أهل بيت نبيك ، محتجزا(1)من كان قاصد لي الى أذية(2) بجدارحصين الإخلاص في الاعتراف بحقهم ، والتمسك بحبلهم جميعاً ، موقنا أن
الحق لهم ومعهم ومنهم وفيهم وبهم ، اوالي من والوا واعادي من عادوا، وأجانب من جانبوا(3)، فأعذني اللهم بهم من شركل ما أتقيه (4)، إنا جعلنا من بين أيديهم سدا، ومن خلفهم سدا، فأغشيناهم فهم لايبصرون "(5).
ومن ذلك أننا ذكرنا الفص الصيني ولم نذكرنقشته ، ولا الوقت الذي ينقش فيه ، ونحن نذكر النقشة ففيها بعض المراد، (إلى أن يتهيأ ذكر)(6) الوقت الذي ينقش فيه ، وهذه صورة النقشة:
ذكرحديث اخرفي نقش الفص الحديد الصيني ، وهو:
أتى رجل إلى سيدنا أبي عبدالله جعفر بن محمد عليه السلام فقال : ياسيدي ، إني خائف من والي بلد الجزيرة ، وأخاف أن يعرفه بي أعدائي ، ولست آمن على نفسي ، فقال عليه السلام : "استعمل خاتماً فصه حديد صيني منقوشاً عليه من ظاهره ،
____________
(1) في " ش" و"ط" وفلاح السائل : محتجبا.
(2) في " ش" : بأذية .
(3) في فلاح السائل زيادة : فصل على محمد وال محمد.
(4) في فلاح السائل زيادة: ياعظيم حجزت الأعادي عني ببديع السموات والأرض .
(5) أورده المصنف في فلاح السائل : 224
(6) في " ش" : ونحن ذكرنا .
( 51 )
ثلاثة أسطر: ألأول :أعوذ بجلال الله ، الثاني : أعوذ بكلمات الله ، الثالث : أعوذ برسول الله ، وتحت الفص سطران : الأول : آمنت بالله
وكتبه ، الثاني : وإني (1) واثق بالله ورسله ، وانقش حول الفص على جوانبه : أشهد أن لا إله إلا الله مخلصاً - وهذه صورة الفص - :
والبسه في سائر ما يصعب عليك من حوائجك ، وإذا خفت أذى (أحد من )(2) الناس فالبسه ، فإن حوائجك تنجح ، ومخاوفك تزول ، وكذلك
علقه على المرأة التي يتعسر عليها الولد، فإنها تضع بمشيئة الله تعالى، وكذلك من تصيبه العين فإنها تزول ، واحذر عليه من النجاسة والزهومة(3) ودخول الحمام والخلاء واحفظه ، فإنه من أسرار الله - عز وجل - وحراسته " ثم التفت الحسن (4) عليه السلام إلينا(5)
وقال : "وأنتم ، فمن خاف منكم على نفسه ، فليستعمل ذلك واكتموه عن أعدائكم لئلا ينتفعوا به ، ولا تبيحوه إلإ لمن تثقون به ".
قال الراوي لهذا الحديث : قد جربت هذا الخاتم ، فوجدته صحيحاً والحمد لله (6).
الفصل الخامس : فيما نذكره من فوائد التختم بالعقيق في الأسفار، وعند الخوف من الأخطار، وأنها دافعة للمضار.
روينا من كتاب (فضل العقيق والتختم به) تأليف السيد السعيد قريش بن السبيع بن مهنا العلوي المدني رضي الله عنه ، بإسناده المتصل فيه
عن الصادق
____________
(1) في " ش": إني .
(2) في "ش" : من أحد .
(3) الزهومة : الدسم ورائحته في اليد "الصحاح - زهم - 5 : 1946 ".
(4) كذا وردت وإن الرواية في البداية عن أبي عبدالله عليه السلام .
(5) في " د" و" ط ":علينا.
(6) في " ش" زيادة : رب العالمين .
( 52 )
عليه السلام ، أنه قال : "الخاتم العقيق أمان في السفر"(1).
ومن الكتاب المذكور، في حديث اخر قال : قال أبوعبدالله " ع ": "الخاتم العقيق حرز(2) في السفر"(3).
ومن الكتاب المذكور قال : وأخبرنا الغيداق ، ثم ذكر الإسناد إلى أبي هاشم داود الجعفري - رحمه الله - قال: لي إسماعيل بن جعفر، قال : قال لي أبو جعفر محمد بن علي الباقرعليهما السلام : "يا بني (4)، من أصبح وعليه خاتم فصه عقيق ، متختماً به في يده اليمنى، فأصبح من قبل أن يرى أحداً، فقلب فصه إلى باطن كفه ، وقرأ (إنا أنزلناه في ليلة القدر) إلى آخرها، ثم قال : آمنت بالله وحده لا شريك له ، وكفرت بالجبت والطاغوت، وآمنت (5) بسر ال محمد وعلانيتهم ، وظاهرهم وباطنهم ، وأولهم وآخرهم . وقاه الله في ذلك اليوم ، شرما ينزل من السماء، ومايعرج فيها، والأرض (6) وما يخرج منها، وكان في حرز الله وحرز وليه حتى يمسي ".
ومن الكتاب المذكور، بإسناده في حديث اخر، عن الباقرعليه السلام ، وذكر العقيق وأجناسه ، ثم قال بعد كلام (7) طويل : "فمن تختم بشيء منها، وهو من شيعة ال محمد عليهم السلام ، لم ير إلا الخير، ثم الحسنى والسعة في رزقه ، والغنى عن الناس ، والسلامة من جميع أنواع
البلايا، وهو أمان من السلطان الجائر، ومن كل ما يخافه الإنسان ويحذره "(8).
العقيق الأحمر:
وهو ما كان لونه احمر صافٍ وينقسم إلى قسمين رئيسيين هما:
الرماني: وهو ما كان احمر صاف فاتح يشبه لون الرمان .
الكبدي: وهو احمر غامق يميل لونه إلى لون الكبد .
وهناك العديد من ألوان العقيق الأحمر تتدرج بين الكبدي والرماني.
العقيق المصور:
وهو العقيق الذي يكون فيه تمازج لوني طبيعي من أصل الحجر ويمثل هذا اللون صور طبيعية كأن تكون صور إنسان أو حيوان وطيور ونبات وأشكال أخرى كصورة الكعبة أو أسماء الله الحسنى وأسماء أشخاص وكتابات أخرى متنوعة.
العقيق المشجر:
وهو ما كان فيه شكل أشجار وقد يندرج تحت العقيق المصور.
العقيق المزهر :
وهو الذي يكون فيه ألوان مختلفة ولكنها لا تمثل أي شكل معين وواضح ومنه العقيق السليماني .
الجزع :
وهو نوع من العقيق اليماني لكنه معتم ومنه ألوان مختلفة وأشكال متنوعة.
(وهناك ألوان أخرى من العقيق اليماني كالأخضر والأزرق والأبيض والأسود وغيرها )
أماكن تواجد العقيق اليماني يتواجد العقيق اليماني في مناطق متعددة من اليمن فمنها منطقة آنس وعنس من محافظة ذمار ومنطقة خولان من محافظة صنعاء .
وتمثل آنس أهم المناطق وذلك لتواجد معظم أنواع العقيق فيها وتأتي بعدها عنس. أما منطقة خولان فيميزها إضافة إلى تواجد معظم أنواع العقيق فيها تفردها بأجود أنواع العقيق المشجر.
ويتواجد العقيق اليماني في مناطق أخرى من اليمن ولكن أما أن يكون بشكل قليل جدا أو أن يكون من الأنواع القليلة الجودة والاستخدام.
ويستخرج العقيق اليماني من قمم الجبال وبطون الأودية فمنه ما يكون قريب من السطح ومنه ما يتم استخراجه من عشرات الأمتار من باطن الأرض. ويستخرج العقيق اليماني من أنواع مختلفة من الصخور فمنه ما يتواجد في صخور ذات صلابة عالية جدا ومنه يستخرج من صخور رملية قليلة الصلابة.
العقيق اليماني هذا الحجر الكريم لا يأخذ قيمته من ندرته فهو موجود بدرجة تفوق كثيراً وجود الاحجار الكريمة الاخرى وانما من أنواعه و اشكاله التي تغذي مثل هذه الاساطير والحكايات التي تروى عن منافعه وفوائده حيث يعطي الشكل والحجم واللون والصورة التي نسجتها الطبيعة داخل الحجر القيمة والثمن الذي يستحقه.
وتتعدد التفسيرات والروايات المتناقلة حول العقيق اليماني تبعاً لاختلاف أنواعه واشكاله واحجامه وهناك من يزعم بوجود متخصصين في قراءة فص العقيق يخبرون المريد عن الفائدة أو المنفعة التي يجلبها هذا الفص أو ذاك لحامله ومقابل قراءتهم تلك يتقاضون أجراً ولا يسرون بذلك الا لأصحاب الثقة ممن يقصدونهم طالبين منهم القيام بهذا العمل.
وأنواع العقيق كثيرة منها المزهر، والمصور، والأحمر، والبني، واجودها الاحمر والمصور مضيفاً ان الشكل والاحجام النادرة هما اللذين يحددان العقيقة الواحدة فقد يتراوح سعر الفص الواحد بين خمسمئة إلى ألف وخمسمئة ريال الا ان هناك فصوصاً يرتفع ثمنها كثيراً خاصة اذا كانت بحجم نادر وبرسومات مميزة لا يوجد لها مثيل.
ماكتب عن العقيق اليماني - ماكتب تعبر عن وجهة نظر كاتبها و ما ورد منقول من عده مصادريقولون ان بعض أنواع العقيق جالبة للرزق أو طاردة للسحر أو شافية من الأمراض الخبيثة والمزمنة وعموماً هذه اعتقادات والعياذ بالله أنا لا أومن بها وهناك ممن يأتون لشراء العقيق يستفسرون عن مثل هذه المنافع لكني ارد عليهم ان النفع والضرر من عند الله وحده.
ان اقبال الناس على العقيق اليماني يرجع إلى جودته وتنوع ألوانه التي تتميز بالشفافية والبريق وما يحتويه الفص من رسوم جذابة علاوة على ما لهذا الحجر الكريم من مكانة خاصة يتداولها الناس وهي عبارة عن اساطير وخرافات ويقولون ان العقيق الاحمر يستخدم كواق ضد الحشرات السامة مثل العناكب والعقارب والعقيق البني يرسل اشعاعات تمنح حامله الثقة بالنفس وتعطيه الشجاعة وتمكن حامله من الانتصار على اعدائه وتهييء له فرص النجاح في الأمور النسائية وانه اذا ما علقت قطعة من العقيق على الرقبة فوق عظمة الصدر يكون لها تأثير في زيادة الفطنة والذكاء وتساعد في الشفاء من الحمى وايقاف نوبات الصرع والجنون وهناك من يعتقد انها تجلب السعادة والرزق.
والشائع لدى العديد من الناس ان للعقيق فوائد من هذا القبيل حتى ان بعضهم لا يجد غضاضة في البوح بأن ما يعتمره من عقيق قد جلب له الحظ أو الرزق أو السعادة والبعض يعتقد انه اذا ما نزع خاتمه يصاب بالصداع أو المرض .
وبغض النظر عن صدق مثل هذه الاعتقادات من عدمه فان الاعتبارات السيكولوجية والنفسية كفيلة وحدها باضفاء هذه الهالة على العقيق اليماني الذي تنسج حوله مثل هذه الاساطير والخرافات لاسيما ان هذه العوامل تبقى المحدد الأساسي لاستهواء الاشياء أو النفور منها خاصة تلك الاشياء البراقة بألوانها والفريدة بأشكالها التي تزداد رونقاً بتطعيم المصوغات الذهبية والفضية بها وبطريقة يمتزج فيها الجمالي بالاسطوري ويبعث على مثل هذه الاعتقادات الشائعة فصوص العقيق اليماني..
تستخدم للشفاء من أمراض عديدة عندما ترغب للذهاب الى سمسرة النحاس في سوق الملح بصنعاء القديمة ماعليك الا ان تؤهل نفسك للدخول الى عالم سحري خلاب إنه مكان يتعانق فيه جمال البناء المعماري للسوق وأبنيته المزخرفة مع ماتحتضنه السمسرة من اشكال سحرية للمصنوعات الفضية المطرزة بالعقيق والاحجار الكريمة فيجد الزائر ان كل من الفن المعماري، وحبيبات العقيق قد كونوا واحدية النغم ورسموا سيمفونية من الالوان الرائعة والفريدة.. فتنقلك هذه اللوحة البديعة الى مملكة من الخيال الجميل والى عالم من الالوان الفريدة الملتصقة بالعقيق والتي يفوح منها عبق التاريخ وبريقه وروعة الالوان الجذابة.
يعد العقيق اليماني والذي يمتاز بجودة ونقاوة عالية، كما تعد صناعة العقيق اليماني من افضل الصناعات التي يجيدها اليمنيون وعرفوا بصناع العقيق لذلك اصبح العقيق من السمات المميزة لليمن.
وينتمي العقيق الى مجموعة من الاحجار الكريمة وله عدة الوان وانواع كثيرة منها الرماني الاحمر والمزهر (المصور- المرسوم) والبرتقالي والطحلبي والجزع والزبرجد الاخضر والبركاني والاوينكس الأسود ويسمى (ابسيديان) والجاد الأخضر هذا بالاضافة الى الأحمر والسماوي الكبدي أما أجود انواع العقيق هو المزهر (المرسوم- المصور) والذي يحتوي على رسومات طبيعية واشكال كثيرة منها لفظ الجلالة، ومحمد والكعبة، وطيور بانواعها بالاضافة الى بعض الصور النادرة مثل احد الفصوص الذي حمل صورة لهرم مصر خوفو كما يعتبر الاحمر الرماني في المرتبة الثانية ويتم استخراج العقيق بطرق تقليدية (بالمطرقة) أو باستخدام الديناميت ولكن هذا الاستخدام يسبب بعض التشوهات والتشققات فيه ويوجد على هيئة احجار صغيرة تحتوي على بعض الطبقات من الداخل تمثل العقيق الخام والذي يتراوح بحجم قبضة اليد ويتم استخراج العقيق في اوعية تعرض للحرارة لمدة 15 يوماً.
والعقيق ذو النوعية الجيدة يستخرج من باطن الأرض ويكون (احمر قان).
حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بقوله "تزينوا بالعقيق فإن فيه البركة) وان جبل "احد" يسمى جبل "العقيق" وهو الجبل الذي شهد لله بالوحدانية.
واضاف الأخ حسن جميل ان استخراج العقيق وصناعته يعود الى اليهود في اليمن حيث حصل على نقوش من العقيق مكتوبة بالعبرية ويعود تاريخها الى ذو نواس الحميري، يذكر انه يصنع منه فص للخاتم او قلائد وعن الاعتقاد بانه يشفي من بعض الامراض، ان الاعتقاد ساد بان بعض الاحجار تشفي من الآلام حيث ان هناك متخصصين في اختيار كل نوع من هذه الانواع وتحديد نوع المرض الذي تشفيه حسب الاعتقاد الشائع ،ان الاسواق التي تصدر اليها العقيق اليماني هي دول الخليج وابرزها سوق العمرة والحج بالمملكة العربية السعودية بالاضافة الى ايران والألمان ومن اليمنيون الحضارمة وهم المغتربون.
وان منطقة آنس بمحافظة ذمار والشعر بمحافظة إب تتواجدان فيها احجار العقيق.
و إن تاريخ العقيق يعود الى مملكة سبأ والحميريين والذي تؤكده النقوش.
وعن اهميته في شفاء الامراض قال الحداد ان احد العرب حضر اليه وقال لي ان ابنه مصاب بنزول الدم من أنفه (الرعاف) ولم يتمكن من معالجته حيث زار به كل الدول لعلاجه دون فائده فوصفوه بعض الناس ضرورة زيارته لليمن ومعالجة إبنه بالعقيق فأتى اليَّ فاعطيته فص بداخله مرسوم نقط دماء فوضعه في يد ابنه ولكي يتأكد من شفاء ابنه وضع قيمة الفص في احد الفنادق واشترط انه اذا شفيَّ إبنه فسوف يسلمني المبلغ وفعلاً تم تسليمي المبلغ بعد شهر واحد واخبروني بان ابنه قد شفيَّ من المرض، كماجاء احد المرضى نفسانياً وشفيَّ بعد ان حمل على يديه فص من العقيق اليماني.
السؤال:أود أن أعرف كيف يمكننا أن نتأكد من نوع الحجر الذي نلبسه ( الخاتم ) وأعني بذلك كيف يمكننا معرفة النوعية الجيدة ؟ أم لا بأس بجميع الأحجار ؟
الجواب:وردت روايات كثيرة في الحث على لبس العقيق وأنه مبارك ويقضى للابسه بالحسنى وأنه تُقضى حوائجه ولا يفتقر .
ومن صفات الداعي عليهم السلام أن يكون في يده خاتم عقيق
(42) 24 - روينا ذلك من كتاب فضل العقيق تأليف قريش بن مهنّا العلويّ، فقال بإسناد إلى أبي عبداللَّه(ع) أنّه قال: "ما رُفِعت كفّ إلى اللَّه عزّوجلّ أحبّ إليه من كفٍّ فيها خاتمُ عقيق"(41).
(18) وقال أن آهم فصوص العقيق هو الرماني والمزهر وذلك الجزع والذي يأتي بشكل خطوط مستقيمة وغير مستقيمة.
( 48 ) الفصل الثالث : فيما نذكره من أخذ خواتيم في السفر، للأمان من الضرر.
عن أبي محمد القاسم بن العلاء المدائني قال : حدثني خادم لعلي بن محمد عليهما السلام قال : استأذنته في الزيارة إلى طوس فقال لي : " يكون معك خاتم فصه عقيق أصفر، عليه : ما شاء الله ، لا قوة إلا بالله ، أستغفرالله ، وعلى الجانب الآخر: محمد وعلي ، فإنه أمان من القطع ، وأتم للسلامة، وأصون لدينك" قال : فخرجت وأخذت خاتما على الصفة التي أمرني بها، ثم رجعت إليه لوداعه ، فودعته وانصرفت ، فلما بعدت عنه أمر بردي ، فرجعت إليه فقال : "ياصافي" قلت : لبيك يا سيدي ، قال : "ليكن معك خاتم آخر فيروزج ، فإنه يلقاك في طريقك أسد بين طوس ونيشابور، فيمنع القافلة من المسير، فتقدم إليه وأره الخاتم ، وقل له : مولاي يقول لك : تنح عن الطريق ، ثم قال : ليكن نقشه : الله الملك ، وعلى الجانب ألآخر: الملك لله الواحد القهار، فإنه خاتم أمير المؤمنين علي عليه السلام كان عليه : الله الملك (1)، فلما ولي الخلافة نقش على خاتمه :
الملك لله الواحد القهار، وكان فصه فيروزج ، وهوأمان من السباع - خاصة - وظفر في الحروب " . قال الخادم : فخرجت في سفري ذلك، فلقيني - والله - السبع، ففعلت (2) ما أمرت ، ورجعت حدثته، فقال عليه السلام لي : "بقيت عليك خصلة لم تحدثني بها، إن شئت حدثتك بها" فقلت : يا سيدي ، علي نسيتها، فقال : "نعم بت ليلة بطوس عند القبر، فصار إلى القبر قوم من الجن لزيارته ، فنظروا إلى الفص في يدك وقرؤا نقشه فأخذوه من يدك وصاروا به إلى عليل لهم، وغسلوا الخاتم بالماء وسقوه ذلك الماء فبرأ، وردوا الخاتم إليك ، و كان في يدك اليمنى فصيروه في يدك اليسرى، فكثر(تعجبك من ذلك )(3)، ولم تعرف السبب فيه، ووجدت عند رأسك حجرا ياقوتا فأخذته ، و هو معك فاحمله إلى السوق، فإنك ستبيعه بثمانين ديناراً، وهي هدية القوم إليك " فحملته إلى السوق فبعته بثمانين ديناراً، كما قال سيدي عليه السلام .
____________
(1) في " ش" : لله الملك.
(2) في "ش" : فقلت .
(3) في " ش" : من ذلك تعجبك .
( 49 )
أقول : ورأيت في حديثين عن مولانا الباقر محمد بن علي - صلوات الله عليهما - في الفص الحديد الصيني، ما نذكرالمراد منه : أن من أخذه
معه ، وعليه نقشة معينة، تنقش في وقت معين من الشهر، كان حرزاً لحامله من كل مكروه، من الجن والإنس، والشيطان والسلطان، وهوام
الأرض ، ومن كل مكروه .
وروي في الحديث أن نقش الخاتم الصيني الذي كان لمولانا علي - صلوات الله عليه - كانت نقشته وأسراره كما أشرنا إليه .
أقول : وروي في الدعاء عند لبس كل خاتم : "اللهم سومني بسيماء الإيمان ، وتوجني تاج الكرامة، وقلدني حبل الإيمان ، ولا تنزع ربقة الإيمان من عنقي ".
الفصل الرابع : فيما نذكره من تمام ما يمكن أن يحتاج إليه في هذه الثلاثة فصول .
فمن ذلك ما ذكرناه في أخذ العصا اللوز المر، أنه يقرأ قوله - جل جلاله -(ولما توجه تلقاء مدين) ولم نذكر تمام الآيات، وربما يقف على كتابنا
هذا من لا يحفظها، ولا معه من يحفظها، فيحسن أن نذكرها له، لئلا يفوته الانتفاع بتلك الروايات ، فنقول : إنه يقرأ (ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي ان يهدني سواء السبيل * ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا
لا نسقي حتى يصدرالرعاء وابونا شيخ كبير * فسقى لهما ثم تولى الى الظل فقال رب اني لما انزلت الي من خير فقير * فجاءته احداهما
تمشي على استحياء قالت ان ابي يدعوك ليجزيك اجر ما سقيت لنا فلما جآءه وقص عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين
* قالت احداهما يا ابت آستاجره ان خير من استاجرت القوي الامين * قال اني اريد ان أنكحك احدى ابنتي هاتين على ان تاجرني ثماني
حجج فان اتممت عشرا فمن عندك وما اريد ان اشق عليك ستجدني ان شاء الله من الصالحين * قال ذلك بيني وبينك ايما الاجلين قضيت فلا عدوان علي والله على ما نقول وكيل)(1).
ومن ذلك ما ذكرناه في حديث التربة الشريفة، أنه يدعو بدعاء الفراش ، وهو دعاء مولانا علي عليه السلام حين بات على فراش النبي صلى
الله عليه وآ له لما هاجر
____________
(1) القصص 28 : 22 - 28 .
( 50 )
من مكة إلى المدينة، وهذا لفظ الدعاء الذي ذكرناه كما رويناه : "أمسيت اللهم معتصما بذمامك وجوارك المنيع ، الذي لا يطاول ولا يحاول ، من شر كل طارق وغاشم ، من سائرمن خلقت وما خلقت من خلقك الصامت والناطق ، في جنة من كل مخوف بلباس سابغة حصينة، وهي ولاء
أهل بيت نبيك ، محتجزا(1)من كان قاصد لي الى أذية(2) بجدارحصين الإخلاص في الاعتراف بحقهم ، والتمسك بحبلهم جميعاً ، موقنا أن
الحق لهم ومعهم ومنهم وفيهم وبهم ، اوالي من والوا واعادي من عادوا، وأجانب من جانبوا(3)، فأعذني اللهم بهم من شركل ما أتقيه (4)، إنا جعلنا من بين أيديهم سدا، ومن خلفهم سدا، فأغشيناهم فهم لايبصرون "(5).
ومن ذلك أننا ذكرنا الفص الصيني ولم نذكرنقشته ، ولا الوقت الذي ينقش فيه ، ونحن نذكر النقشة ففيها بعض المراد، (إلى أن يتهيأ ذكر)(6) الوقت الذي ينقش فيه ، وهذه صورة النقشة:
ذكرحديث اخرفي نقش الفص الحديد الصيني ، وهو:
أتى رجل إلى سيدنا أبي عبدالله جعفر بن محمد عليه السلام فقال : ياسيدي ، إني خائف من والي بلد الجزيرة ، وأخاف أن يعرفه بي أعدائي ، ولست آمن على نفسي ، فقال عليه السلام : "استعمل خاتماً فصه حديد صيني منقوشاً عليه من ظاهره ،
____________
(1) في " ش" و"ط" وفلاح السائل : محتجبا.
(2) في " ش" : بأذية .
(3) في فلاح السائل زيادة : فصل على محمد وال محمد.
(4) في فلاح السائل زيادة: ياعظيم حجزت الأعادي عني ببديع السموات والأرض .
(5) أورده المصنف في فلاح السائل : 224
(6) في " ش" : ونحن ذكرنا .
( 51 )
ثلاثة أسطر: ألأول :أعوذ بجلال الله ، الثاني : أعوذ بكلمات الله ، الثالث : أعوذ برسول الله ، وتحت الفص سطران : الأول : آمنت بالله
وكتبه ، الثاني : وإني (1) واثق بالله ورسله ، وانقش حول الفص على جوانبه : أشهد أن لا إله إلا الله مخلصاً - وهذه صورة الفص - :
والبسه في سائر ما يصعب عليك من حوائجك ، وإذا خفت أذى (أحد من )(2) الناس فالبسه ، فإن حوائجك تنجح ، ومخاوفك تزول ، وكذلك
علقه على المرأة التي يتعسر عليها الولد، فإنها تضع بمشيئة الله تعالى، وكذلك من تصيبه العين فإنها تزول ، واحذر عليه من النجاسة والزهومة(3) ودخول الحمام والخلاء واحفظه ، فإنه من أسرار الله - عز وجل - وحراسته " ثم التفت الحسن (4) عليه السلام إلينا(5)
وقال : "وأنتم ، فمن خاف منكم على نفسه ، فليستعمل ذلك واكتموه عن أعدائكم لئلا ينتفعوا به ، ولا تبيحوه إلإ لمن تثقون به ".
قال الراوي لهذا الحديث : قد جربت هذا الخاتم ، فوجدته صحيحاً والحمد لله (6).
الفصل الخامس : فيما نذكره من فوائد التختم بالعقيق في الأسفار، وعند الخوف من الأخطار، وأنها دافعة للمضار.
روينا من كتاب (فضل العقيق والتختم به) تأليف السيد السعيد قريش بن السبيع بن مهنا العلوي المدني رضي الله عنه ، بإسناده المتصل فيه
عن الصادق
____________
(1) في " ش": إني .
(2) في "ش" : من أحد .
(3) الزهومة : الدسم ورائحته في اليد "الصحاح - زهم - 5 : 1946 ".
(4) كذا وردت وإن الرواية في البداية عن أبي عبدالله عليه السلام .
(5) في " د" و" ط ":علينا.
(6) في " ش" زيادة : رب العالمين .
( 52 )
عليه السلام ، أنه قال : "الخاتم العقيق أمان في السفر"(1).
ومن الكتاب المذكور، في حديث اخر قال : قال أبوعبدالله " ع ": "الخاتم العقيق حرز(2) في السفر"(3).
ومن الكتاب المذكور قال : وأخبرنا الغيداق ، ثم ذكر الإسناد إلى أبي هاشم داود الجعفري - رحمه الله - قال: لي إسماعيل بن جعفر، قال : قال لي أبو جعفر محمد بن علي الباقرعليهما السلام : "يا بني (4)، من أصبح وعليه خاتم فصه عقيق ، متختماً به في يده اليمنى، فأصبح من قبل أن يرى أحداً، فقلب فصه إلى باطن كفه ، وقرأ (إنا أنزلناه في ليلة القدر) إلى آخرها، ثم قال : آمنت بالله وحده لا شريك له ، وكفرت بالجبت والطاغوت، وآمنت (5) بسر ال محمد وعلانيتهم ، وظاهرهم وباطنهم ، وأولهم وآخرهم . وقاه الله في ذلك اليوم ، شرما ينزل من السماء، ومايعرج فيها، والأرض (6) وما يخرج منها، وكان في حرز الله وحرز وليه حتى يمسي ".
ومن الكتاب المذكور، بإسناده في حديث اخر، عن الباقرعليه السلام ، وذكر العقيق وأجناسه ، ثم قال بعد كلام (7) طويل : "فمن تختم بشيء منها، وهو من شيعة ال محمد عليهم السلام ، لم ير إلا الخير، ثم الحسنى والسعة في رزقه ، والغنى عن الناس ، والسلامة من جميع أنواع
البلايا، وهو أمان من السلطان الجائر، ومن كل ما يخافه الإنسان ويحذره "(8).