الصلوات المشيشية وفوائدها
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مَنْ مِنْهُ انْشَقَّتِ الأسْرَارُ.
وَانْفَلَقَتِ الأنْوَارُ. وَفِيهِ ارْتَقَتِ الْحَقَائِقُ. وَتَنَزَّلَتْ عُلُومُ آدَمَ فَأعْجَزَ الْخَلاَئِقِ.
وَلَهُ تَضَاءَلَتِ الْفُهُومُ فَلَمْ يُدْرِكْهُ مِنَّا سَابِقٌ وَلاَ لاَحِقٌ. فَرِيَاضُ الْمَلَكُوتِ بِزَهْرِ جَمَالِهِ مُونِقَةٌ.
وَحِيَاضُ الْجَبَرُوتِ بِفَيْضِ أنْوَارِهِ مُتَدَفِّقَةٌ.
وَلاَ شَيْءَ إِلاً وَهُوَ بِهِ مَنُوطٌ. إِذ لَوْلاَ الْوَاسِطَةُ لَذَهَبَ كَمَا قِيلَ الْمَوْسُوطُ.
صَلاَةً تَلِيقُ بِكَ مِنْكَ إِلَيْهِ كَمَا هُوَ أهْلُهُ اللَّهُمَّ إِنَّهُ سِرُّكَ الْجَامِعُ الدَّالُ عَلَيْكَ.
وَحِجَابُكَ الأعْظَمُ الْقَائِمُ لَكَ بَيْنَ يَدَيْكَ.
اللَّهُمَّ ألْحِقْنِي بِنَسَبِهِ. وَحَقِّقْنِي بِحَسَبِهِ.
وَعَرِّفْنِي إِيَّاهُ مَعْرِفَةً أسْلَمُ بِهَا مِنْ مَوَارِدِ الْجَهْلِ.
وَأكْرَعُ بِهَا مِنْ مَوَارِدِ الْفَضْلِ.
وَاحْمِلْنِي عَلَى سَبِيلِهِ إِلَى حَضْرَتِكَ. حَمْلاً مَحْفُوفاً بِنُصْرَتِكَ.
وَاقْذِفْ بِيَ عَلَى الْبَاطِلِ فَأدْمَغَهُ وَزُجَّ بِي فِي بِحَارِ الأحَدِيَّةِ
وَانْشُلْنِي مِنْ أوْحَالِ التِّوْحِيدِ وَأغْرِقْنِي فِي عَيْنِ بَحْرِ الْوَحْدَةِ
حَتَّى لاَ أرَى وَلاَ أسْمَعَ وَلاَ أجِدَ وَلاَ أُحِسَّ إِلاً بِهَا
وَاجْعَلِ الْحِجَابَ الأعْظَمَ حَيَاةَ رُوحِي
وَرُوحِهِ سِرَّ حَقِيقَتِي
وَحَقِيقَتِهِ جَامِعَ عَوَالِمِي بِتَحْقِيقِ الْحَقِّ الأوَّلِ
يَا أوَّلُ يَا آخِرُ يَا ظَاهِرُ يَا بَاطِنُ
اسْمَعْ نِدَائِي بِمَا سَمِعْتَ نِدَاءَ عَبْدِكَ زَكَرِيَّا
وَانْصُرْنِي بِما لَكَ وَأيِّدْنِي بِكَ لَكَ وَاجْمَعْ بَيْنِي وَبَيْنَكَ
وَحُلْ بَيْنِي وَبَيْنَ غَيْرِكَ الله الله الله
إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادِ
رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وهيئ لَنَا مِنْ أمْرِنَا رَشَداً
إِنَّ الله وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ
يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً.
هذه صلاة سيدي عبد السلام بن مشيش وهي من أفضل الصيغ المشهورة ذات الفضل العظيم.
قال العلامة السيد محمد عابدين صاحب حاشية الدر :
في ثبته صلاة الشيخ الإمام القطب العارف بالله تعالى والدال عليه ذي الطريقة السنية المستقيمة والأحوال السنية العظيمة شريف النسب وأصيل الحسب:
سيدنا ومولانا السيد الشريف عبد السلام بن بشيش يقال بالباء في أوله وبالميم الحسني المغربي :
التي أولها اللهم صلى على من منه انشقت الأسرار وانفلقت الأنوار الخ.......
قد أوردها الشهاب أحمد النخلي وتلميذه الشهاب المنيني في ثبتيهما وذكر النخلي أنه أخذها عن الشيخ أحمد البابلي والشيخ عيسى الثعالبي قال :
وأمراني أن أقرأها بعد صلاة الصبح مرة وبعد صلاة المغرب مرة.....
قال ورأيت في بعض التعاليق تقرأ ثلاث مرات بعد الصبح وبعد المغرب وبعد العشاء .....
وفي قراءتها من الأسرار ومن الأنوار ما لا يعلم حقيقته إلا الله تعالى وبقراءتها المدد الإلهي والفتح الرباني ....
ولم يزل قارئها بصدق وإخلاص مشروح الصدر ميسر الأمر محفوظا بحفظ الله تعالى من جميع الآفات والبليات والأمراض الظاهرة والباطنة .......
منصوراً على جميع الأعداء مؤيداً بتأييد الله العظيم في جميع أموره ملحوظاً بعين عناية الله الكريم الوهاب .....
وعناية رسوله صلى الله تعالى عليه وعلى الآل والأصحاب.....
وتظهر فائدتها بالمداومة عليها مع الصدق والإخلاص والتقوى ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون ا.ه.
وقد زاد بعض أكابر العارفين من مشايخ الطريقة الشاذلية فيها زيادات شريفة ....
مزجها بها وجعلها وظيفة يقرؤها أهل طريقته العلية صباحاً ومساء نفعنا الله بهم.