من خصائص النبي(صلى الله عليه وآله)* عند موته !
تضمنت أحاديث وفاة النبي(صلى الله عليه وآله)* مجموعة خصائص له ، نذكر منها:
1. ثقل بدنه الشريف ثقلاً غير عادي ، ففي المناقب:1/205 ، قال علي(عليه السلام)* (فما تناولت عضواً إلا كأنما كان يقلبه معي ثلاثون رجلاً ، حتى فرغت من غسله)).
وفي طبقات ابن سعد:1/280، عن الباقر(عليه السلام)* قال( وولي علي غسله والعباس يصب الماء والفضل محتضنه يقول: أرحني أرحني قُطعت وتيني ! إني أجد شيئاً يتنزل علي مرتين)) ! وشاهدنا منه ثقل بدنه(صلى الله عليه وآله)* والعباس لم يشترك في تغسيله .
2. أن كل بدنه عورة ، لا يجوز لأحد أن ينظر اليه ، ومن نظر اليه عميَ ! فكأن فيه نوعاً من الأشعة تسبب فقدان البصر ، ولا يتحملها إلا وصيه علي(عليه السلام)
((قال رسول الله(صلى الله عليه وآله)* :يا علي غسلني ولا يغسلني غيرك فيعمى بصره . قال علي(عليه السلام) : ولمَ يا رسول الله ؟ قال: كذلك قال لي جبرئيل عن ربي إنه لا يرى عورتي أحد غيرك إلا عمي بصره)) ! (جامع أحاديث الشيعة:3/154).
(( فإنه لا يرى أحد عورتي غيرك إلا طمست عيناه.. قلت: فمن يناولني الماء؟ قال: الفضل بن العباس من غير أن ينظر إلى شئ مني، فإنه لا يحل له ولا لغيره من الرجال والنساء النظر إلى عورتي... وأحضر معك فاطمة والحسن والحسين من غير أن ينظروا إلى شئ من عورتي )). (المناقب: 1/205، والبحار:22/493 ).
3. أن النبي(صلى الله عليه وآله)* تكلم بعد موته ! وقد عقد في بصائر الدرجات/203، باباً روى فيه عشرة أحاديث ، ونحوها الكافي:1/296 ، و:3/150.
منها: عن الإمام الصادق(عليه السلام)* قال(قال رسول الله(صلى الله عليه وآله)* لعلي(عليه السلام)* : إذا أنا مِتُّ فاستق لي ست قرب من ماء بئر غرس فغسلني وكفني ، وخذ بمجامع كفني وأجلسني ، ثم سلني ما شئت ، فوالله لا تسألني عن شئ إلا أجبتك)) !
وفي رواية: (( وكفِّني ثم أقعدني واسألني واكتب)).
وفي رواية( فخذني وأجلسني وضع يدك على صدري ، وسلني عما بدا لك)).
وفي رواية(وكفني وأقعدني وما أملي عليك فاكتب. قال قلت: ففعل؟ قال: نعم)) **
وفي رواية(فأدرجني في أكفاني ، ثم ضع فاك على فمي. قال: ففعلت وأنبأئي بما هو كائن إلى يوم القيمة)).
وفي الخرائج:2/800 ، و:2/827 ، بروايات ، منها( قال علي بن أبي طالب(عليه السلام)* : أمرني رسول الله(صلى الله عليه وآله)* إذا توفي أن أستقي سبع قرب من بئر غرس فاغسله بها ، فإذا غسلته وفرغت من غسله أخرجت من في البيت ، فإذا أخرجتهم قال: فضع فاك على في ثم سلني أخبرك عما هو كائن إلى يوم الساعة من أمر الفتن . قال علي(عليه السلام)* : ففعلت ذلك ، فأنبأني بما يكون إلى أن تقوم الساعة ، وما من فتنة تكون إلا وأنا أعرف أهل ضلالتها من أهل حقها)).
ومنها( فغسلني بسبع قرب من بئر غرس ، غسلني بثلاث قرب غسلاً ، وسُنَّ عليَّ أربعاً سَنّاً ، فإذا غسلتني وحنطتني فأقعدني ، وضعْ يدك على فؤادي ثم سلني أخبرك بما هو كائن إلى يوم القيامة ! قال: ففعلت . وكان علي(عليه السلام)* إذا أخبرنا بشئ يكون قال: هذا مما أخبرني به النبي(صلى الله عليه وآله)* بعد موته)) ! والمناقب:1/316.
و لم يحضر أهل السقيفة مراسم جنازة النبي(صلى الله عليه وآله)*
في الإرشاد:1/187(ولم يحضر دفن رسول الله(صلى الله عليه وآله)* أكثر الناس ، لما جرى بين المهاجرين والأنصار من التشاجر في أمر الخلافة ، وفات أكثرهم الصلاة عليه لذلك ! وأصبحت فاطمة(عليها السلام) تنادي: وأسوء صباحاه !
فسمعها أبو بكر فقال لها: إن صباحك لصباح سوء ! واغتنم القوم الفرصة لشغل علي بن أبي طالب برسول الله وانقطاع بني هاشم عنهم بمصابهم برسول الله(صلى الله عليه وآله)* ، فتبادروا إلى ولاية الأمر واتفق لأبي بكر ما اتفق ، لاختلاف الأنصار فيما بينهم ، وكراهة الطلقاء والمؤلفة قلوبهم من تأخر الأمر حتى يفرغ بنو هاشم فيستقر الأمر مقره ، فبايعوا أبا بكر لحضوره المكان ، وكانت أسباب معروفة تيسر منها للقوم ما راموه)).
وفي المناقب:1/206(ولم يحضر أهل السقيفة ، وكان عليٌّ(عليه السلام)* أنفذ إليهم بريدة وإنما تمت بيعتهم بعد دفنه)).
أقول: لما توفي النبي(صلى الله عليه وآله)* لبس عمر لباس حربه وخرج شاهراً سيفه يجول أمام بيت النبي(صلى الله عليه وآله)* يهدد من يقول إن النبي(صلى الله عليه وآله)* قد مات ، ويعيد تهديده (حتى أزبد شدقاه) !
ففي سنن الدارمي:1/39( فقام عمر فقال: إن رسول الله لم يمت ، ولكن عرج بروحه كما عرج بروح موسى ، والله لا يموت رسول الله حتى يقطع أيدي أقوام وألسنتهم ! فلم يزل عمر يتكلم حتى أزبد شدقاه مما يتوعد ويقول ! فقام العباس فقال: إن رسول الله قد مات وإنه لبشر)). ومسند أحمد:3/196..
وفي شرح النهج:1/178( لما مات رسول الله(صلى الله عليه وآله)* وشاع بين الناس موته طاف عمر على الناس قائلاً إنه لم يمت ولكنه غاب عنا كما غاب موسى عن قومه ! وليرجعن فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم يزعمون أنه مات ! فجعل لا يمر بأحد يقول إنه مات إلا ويخبطه ويتوعده ، حتى جاء أبو بكر فقال: أيها الناس من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ومن كان يعبد رب محمد فإنه حي لم يمت)) !