كثيرا ما سمعنا جنود النمل والتي تكون وظيفتهم الرئيسة هي حماية مسكنهم من أيّ دخلاء، غير أن العلماء اكتشفوا مؤخرا جنودا جددا في عالم عادة ما تكون المواجهات فيه أقل، وهو عالم النحل.
فقد اكتشف فريق من جامعة سسكس البريطانية قام بدراسة إحدى ممالك النحل من فصيلة "جاتاي" أن هناك بعض حشرات النحل التي تٌولد كجنود.
وتعدّ هذه الدراسة ـ التي نشرت في دورية "بي إن أيه إس" PNAS العلمية ـ الأولى التي تقدم مثالا معروفا لجنود النحل.
فبينما يشيع النظام الطبقي في نوعي النمل والنمل الأبيض وتكون للحشرات فيهما أحجام وأنواع وأدوار مختلفة، يعد تقسيم النحل إلى شغالات أمر مؤقت في الغالب.
ويقول فرانسيس راتنيكس الذي قاد فريق البحث: "تقوم الشغالات من النحل بمهام مختلفة في أعمار مختلفة، فتبدأ بتنظيف الخلية ثم إطعام اليرقات، ثم جمع الطعام، وفي النهاية الحراسة."
لكن في الوقت الذي يقوم فيه النحل بمهام الحراسة لمدّة يوم تقريبا، فإن النحل من فصيلة جاتاي يقف كحارس أمام مدخل الخلية المكون من الشمع لمدّة أسبوع، وهذه في عالم الحشرات وظيفة طويلة نسبيا."
يذكر أن فريق البحث قام بمراقبة خلايا النحل في مزرعة في إحدى المدن البرازيلية.
ووجد الفريق أن النحل من فصيلة جاتايا يستخدم رسوما منقطة بشكل معين لتعريف الجنود الذين يحومون قرب مدخل خلية النحل لحراستها، مما يوضح أنهم يقومون بهذا الدور لفترات ممتدة من الزمن.
ويضيف راتنيكس: "حينها أخذنا عددا من الجنود إلى المعمل لفحصهم عن قرب."
ومن هذا الفحص أدرك الفريق أن جنود النحل لم يختلفوا عن شغالات النحل في سلوكهم فحسب، وإنما أيضا في أحجامهم وأشكالهم.
ويضيف راتنيكس: "جنود النحل أضخم حجما بنسبة 30% من شغالات النحل، وأرجلهم أضخم يستخدمونها في الهجوم."
محاربة النحل اللص
ويعتقد فريق البحث أن هذا النوع من جنود النحل قد يكون نتاجا لسباق تسلح متطور ضد أسوأ أعداء هذه الفصيلة الصغيرة وهو النحل اللص، والمعروف علميا باسم (Lestrimelitta limao).
ويعرف هذا النوع من النحل بهذا الاسم لأنه بدلا من جمع الطعام، فإنه ببساطة يقوم بمهاجمة بيوت نحل أخرى ويسرق مخزون الغذاء لديها.
ويصف راتنيكس هذا النوع بقوله: " هذا النحل أكبر حجما من نوع النحل "جاتاي"، ويمكن لهجوم شامل من هذا النوع يقوم به النحل اللص أن يدمر مستعمرة كاملة للنحل من نوع جاتاي.
ومن الواضح أن جنود النحل يساعدون في منع الهجوم عن طريق اعتراض "أفراد الكشافة" من اللصوص التي تنطلق لتبحث عن مستعمرة لتكون الضحية المناسبة للغزو.
واختبر العلماء بالفعل قدرة جنود النحل على صد هجوم من أحد اللصوص. فقد أحضر العلماء حشرة من النحل اللص ووضعوها أمام مدخل مملكة النحل من هذه الفصيلة، وراقبوا رد الفعل.
ولاحظوا أن جندي النحل الأصغر حجما استخدم الفكين ليهاجم أجنحة النحل الغازي وشل حركته، وكاد الجندي يقتل في هذه المعركة، ويبدو أنه كان "يضحي بنفسه" لحماية المستعمرة، كما يقول راتنيكس.
وأضاف: "هذا النوع من النحل يمثل قمة الحياة الاجتماعية."
ويقول دكتور ريتشارد جيل، من جامعة رويال هولواي في لندن والمتخصص في النحل، إن مجتمعات الحشرات تستطيع أن "تتصرف بفاعلية أكثر" إذا كان الأفراد فيها بالحجم والشكل المناسب للقيام بمهمة معينة.
ويضيف: "خذ مثلا حراس النوادي الليلة، وأفراد الحراسات الأمنية، ولاعبي كرة الرغبي، ستجد أنه من المفيد أن تكون كبير الحجم عند التعامل مع المواقف التي فيها صراعات. ونفس الأمر ينطبق على هذا النوع من النحل عندما يقوم بصد هجوم اللصوص على مستعمراته. "
وقد أهدى راتنيكس وفريقه اكتشافهم للباحث باولو نوجيريا ـ نيتو الذي أجريت في مزرعته هذه الدراسة.
وقال راتنيكس: " إن الدكتور باولو نوجيريا ـ نيتو هو واحد من الخبراء الرئيسيين على مستوى العالم في مجال دراسة النحل الذي لا يلدغ."
وأضاف: "نحن نريد أن نهديه هذا العمل له بمناسبة عيد ميلاده التسعين."
فقد اكتشف فريق من جامعة سسكس البريطانية قام بدراسة إحدى ممالك النحل من فصيلة "جاتاي" أن هناك بعض حشرات النحل التي تٌولد كجنود.
وتعدّ هذه الدراسة ـ التي نشرت في دورية "بي إن أيه إس" PNAS العلمية ـ الأولى التي تقدم مثالا معروفا لجنود النحل.
فبينما يشيع النظام الطبقي في نوعي النمل والنمل الأبيض وتكون للحشرات فيهما أحجام وأنواع وأدوار مختلفة، يعد تقسيم النحل إلى شغالات أمر مؤقت في الغالب.
ويقول فرانسيس راتنيكس الذي قاد فريق البحث: "تقوم الشغالات من النحل بمهام مختلفة في أعمار مختلفة، فتبدأ بتنظيف الخلية ثم إطعام اليرقات، ثم جمع الطعام، وفي النهاية الحراسة."
لكن في الوقت الذي يقوم فيه النحل بمهام الحراسة لمدّة يوم تقريبا، فإن النحل من فصيلة جاتاي يقف كحارس أمام مدخل الخلية المكون من الشمع لمدّة أسبوع، وهذه في عالم الحشرات وظيفة طويلة نسبيا."
يذكر أن فريق البحث قام بمراقبة خلايا النحل في مزرعة في إحدى المدن البرازيلية.
ووجد الفريق أن النحل من فصيلة جاتايا يستخدم رسوما منقطة بشكل معين لتعريف الجنود الذين يحومون قرب مدخل خلية النحل لحراستها، مما يوضح أنهم يقومون بهذا الدور لفترات ممتدة من الزمن.
ويضيف راتنيكس: "حينها أخذنا عددا من الجنود إلى المعمل لفحصهم عن قرب."
ومن هذا الفحص أدرك الفريق أن جنود النحل لم يختلفوا عن شغالات النحل في سلوكهم فحسب، وإنما أيضا في أحجامهم وأشكالهم.
ويضيف راتنيكس: "جنود النحل أضخم حجما بنسبة 30% من شغالات النحل، وأرجلهم أضخم يستخدمونها في الهجوم."
محاربة النحل اللص
ويعتقد فريق البحث أن هذا النوع من جنود النحل قد يكون نتاجا لسباق تسلح متطور ضد أسوأ أعداء هذه الفصيلة الصغيرة وهو النحل اللص، والمعروف علميا باسم (Lestrimelitta limao).
ويعرف هذا النوع من النحل بهذا الاسم لأنه بدلا من جمع الطعام، فإنه ببساطة يقوم بمهاجمة بيوت نحل أخرى ويسرق مخزون الغذاء لديها.
ويصف راتنيكس هذا النوع بقوله: " هذا النحل أكبر حجما من نوع النحل "جاتاي"، ويمكن لهجوم شامل من هذا النوع يقوم به النحل اللص أن يدمر مستعمرة كاملة للنحل من نوع جاتاي.
ومن الواضح أن جنود النحل يساعدون في منع الهجوم عن طريق اعتراض "أفراد الكشافة" من اللصوص التي تنطلق لتبحث عن مستعمرة لتكون الضحية المناسبة للغزو.
واختبر العلماء بالفعل قدرة جنود النحل على صد هجوم من أحد اللصوص. فقد أحضر العلماء حشرة من النحل اللص ووضعوها أمام مدخل مملكة النحل من هذه الفصيلة، وراقبوا رد الفعل.
ولاحظوا أن جندي النحل الأصغر حجما استخدم الفكين ليهاجم أجنحة النحل الغازي وشل حركته، وكاد الجندي يقتل في هذه المعركة، ويبدو أنه كان "يضحي بنفسه" لحماية المستعمرة، كما يقول راتنيكس.
وأضاف: "هذا النوع من النحل يمثل قمة الحياة الاجتماعية."
ويقول دكتور ريتشارد جيل، من جامعة رويال هولواي في لندن والمتخصص في النحل، إن مجتمعات الحشرات تستطيع أن "تتصرف بفاعلية أكثر" إذا كان الأفراد فيها بالحجم والشكل المناسب للقيام بمهمة معينة.
ويضيف: "خذ مثلا حراس النوادي الليلة، وأفراد الحراسات الأمنية، ولاعبي كرة الرغبي، ستجد أنه من المفيد أن تكون كبير الحجم عند التعامل مع المواقف التي فيها صراعات. ونفس الأمر ينطبق على هذا النوع من النحل عندما يقوم بصد هجوم اللصوص على مستعمراته. "
وقد أهدى راتنيكس وفريقه اكتشافهم للباحث باولو نوجيريا ـ نيتو الذي أجريت في مزرعته هذه الدراسة.
وقال راتنيكس: " إن الدكتور باولو نوجيريا ـ نيتو هو واحد من الخبراء الرئيسيين على مستوى العالم في مجال دراسة النحل الذي لا يلدغ."
وأضاف: "نحن نريد أن نهديه هذا العمل له بمناسبة عيد ميلاده التسعين."