تفسير إنا لله وإنا إليه راجعون ...
قال تعالى (( الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون)) البقرة 156
قال ابن القيم ( وهذه الكلمة من أبلغ العلاج للمصاب وأنفعه له في عاجلته وآجلته فإنها تضمن أصلين عظيمين إذا تحقق العبد بمعرفتهما تسلى عن مصيبته :
أحدهما : أن العبد وأهله وما له ملك لله عز وجل حقيقة وقد جعله عند العبد عارية فإذا أخذه منه فهو كالمعير يأخذ متاعه من المستعير وأيضا فإنه محفوف بعدمين عدم قبله وعدم بعده وملك العبد له منحه معارة في زمن يسر وأيضا فإنه ليس الذي أوجده من عدمه حتى يكون ملكه حقيقة ولا هو الذي يحفظه من الآفات لعلمه وجوده ولا يبقى عليه وجوده فليس له فيه تأثير ولا ملك حقيقيين وأيضا فإنه متصرف فيه بالأمر تصرف العبد المأمور ولهذا لا يباح له من التصرفات إلا ما وافق أمر مالكه الحقيقي.
والثاني: أن مصير العبد ومرجعه إلى الله مولاه الحق ولابد أن يخلف الدنيا وراء ظهره ويجيء ربه فردا كما خلقه أول مرة بلا أهل ولا مال ولا عشيرة ولكن بالحسنات والسيئات فإذا كانت هذه هي بدالة العبد وما هو له نهايته فكيف يفرح بموجود أو يأسى على مفقود ؟! ففكره في مبدئه ومعاده في أعظم علاج هذا الداء)[/CENTER]
[/FONT][/SIZE]