المدخنون يشعرون بالخمول في الصباح ويعتقدون بأن نومهم غير مفيد
في دراسة أكدت أنهم لا يعانون من أي اضطرابات أو أمراض قد تؤثر في جودته
المدخنون يشعرون بالخمول في الصباح ويعتقدون بأن نومهم غير مفيد!!!
الشعور بالنشاط بعد النوم بالليل كان أقل عند المدخنين بأربعة أضعاف
للدخان تأثيرات جانبية ومضاعفات كثيرة يعرف القراء أكثرها. ولكن قد لا يعلم بعض القراء أن مادة النيكوتين مادة منشطة تسبب إثارة الجهاز العصبي المركزي مما قد يتسبب في حدوث آثار سيئة على النوم.
كذلك فإن هذا التأثير يسبب نوعا من الإدمان الجسدي لذلك فإن غياب أو انخفاض هذه المادة في الجسم خلال النوم قد يسبب تقطع في النوم. إضافة لما سبق فإن الدخان يهيج مجرى الهواء العلوي ويسبب احتقان الأنسجة مما يسبب ضيق مجرى التنفس العلوي مما قد يسبب الشخير أو توقف التنفس اثناء النوم.
الدراسات التي تعرضت لتأثير الدخان على النوم استخدمت في غالبيتها استبيانات وزعت على المدخنين وهذه الدراسات وإن أظهرت تأثيرا سيئا للدخان على النوم فإنها في نهاية الأمر دراسات غير موضوعية تعتمد على التقييم الذاتي وهو تقييم لا يخلو من النواقص ولا يكون دليلا علميا قويا. لذلك كان لزاما دراسة تأثير الدخان على النوم بصورة موضوعية للتأكد من تأثيره السيء.
وقد أطلعت حديثا على بحث جديد نشر في مجلة الصدر (فبراير 2008) المجلة الرسمية لكلية أطباء الصدر الأمريكية قام به باحثون في جامعة جون هوبكنز. حيث قام الباحثون بدراسة النوم وقياسه موضوعيا باستخدام أجهزة قياس النوم على 40مدخنا و 40شخصاً غير مدخن من نفس عمر المدخنين. وتأكد الباحثون أن كل المشاركين لا يعانون من أي اضطرابات أو أمراض قد تؤثر على جودة النوم.
ووجد الباحثون أن الشعور بالنشاط بعد النوم بالليل كان أقل عند المدخنين باربعة اضعاف. حيث لم يشعر المدخنون بأننومهم كان مفيدا وشعروا بالخمول في الصباح التالي اكثر من غير المدخنين.
وقد قضى المدخنون أغلب نومهم في مراحل النوم الخفيف (المرحلة الأولى والثانية) وقلَت نسبة النوم العميق لديهم (المرحلة الثالثة والرابعة) مقارنة بغير المدخنين. وكان هذه التاثير أكثر وضوحا في الثلث الأول من النوم وهو ما يكمن أن يفسَر بالتأثير المنبه للتدخين بسبب إحتوائه على مادة النيكوتين.
وفي العادة يستمر تقطع النوم عند المدخنين في الثلثين الأخيرين من النوم بسبب ظهور آثار إنقطاع الدخان ونقص مستواه في الجسم. كما وجد المدخنون صعوبة في الدخول في النوم مقارنة بغير
المدخنين. وهذه النتائج تفسر عدم قدرة البعض على إيقاف التدخين لأن آثار الإنقطاع عن الدخان بسبب الإدمان تسبب صعوبة في النوم لدى البعض وتقطع في النوم لذلك يجب على المعالجين مراعاة ذلك عند توقيت أخذ بدائل النيكوتين. وللتأكد من الآثار السيئة للتدخين على جودة النوم قام الباحثون بتحليل التخطيط الكهربي لتردد الموجات الكهربية للمخ باستخدام برامج خاصة لتحويل ذلك إلى أرقام يمكن من خلالها التعرف بصورة أدق على نسبة كل مرحلة من مراحل النوم ونوع الموجات الكهربية في المخ خلال النوم. وعند المدخنين ظهر نقص واضح في موجات دلتا وهي الموجات الكهربية التي تزداد خلال النوم العميق والذي يسمى أيضا بنوم موجات دلتا، وزيادة مهمة في موجات ألفا والتي تزداد في النوم الخفيف وكانت هذه الظاهرة أكثر وضوحا في الثلث الأول من النوم مما يعني نقص مهم في النوم العميق وزيادة في النوم الخفيف مقارنة بغير المدخنين مما ينعكس سلبا على نشاط المدخن بالنهار.
هناك مضاعفات كثيرة للدخان على الجهازين الدوري والتنفسي ولكن يبدو أن هناك تأثيرا سيئا آخر لم يلحظه البعض ولعل المدخنين يجدون في هذا سببا آخر يقنعهم بضرورة الإقلاع عن التدخين.