ذات يوم دار حوار بيني وبين شيطان مريد ..كان ذلك بالمصادفة المحضة …حيث كنت جالس مع صديق لي في منزله وأثناء الحديث قال لي :أحس أحياناً بصداع وأرجو أن ترقيني رقية شرعية ،وكان له عمة تجلس في نفس المكان الذي نجلس فيه ،وأثناء قراءتي على رأسه إذا بالعمة يصفر وجهها وترتعش ..فنظرت إليها فعرفت أنها ملموسة قمت إليها وإذا بها بأعلى صوتها تصرخ وتقول …أخرجوا هذا الشيخ وإلا سأحطم لكم كل شيء ..سأخرج من هذه المرأة وأدخل في أي أحد من الحاضرين .
أمسكت القلم المعدني ولمست به رأسها وأنا أتلو القرآن فوقعت على الأرض واللعين يقول :حتى أتركها يجب أن تخرج أنت من هنا .
قلت له :لن أخرج وسترى ماذا سأصنع بك .
قال :ما لذي تستطيع أن تفعله وأنا معي أربعة عشر من حراس الجن
قلت له:لو معك جيش من أمثالك فسوف أستذلهم بقدرة الله وأسيطر عليه بقوة الله القاهر الذي لا يقهر ،،الناصر الذي لا يهزم .
قال: إذا خرجت الآن فسوف أعود إليها بعد ذلك .
وانصرف عنها فعلاً ..فناديت على صديقي بأن يحضر لي كوباً به ماء فقرأت به آية الكرسي وخواتيم سورة البقرة وصدر سورة الصافات والمعوذات (القوافل) ووضعت الماء بجواري وبدأت أتلو القــرآن واستحضرت اللعين مرة أخرى .
وقلت له :أنت جبان وحقير وذليل والدليل هروبك من المواجهة.
قال:أصارحك أني أريد أن أتزوجها فأنا أحبها جداً.
(وهنا أدركت أنه لا بد من خداع هذا اللعين حتى أتغلب عليه )
فقلت :نحن أيضاً نحبها.
فصاح قائلاً :لا لن تحبوها مثلي فأنا عشيقها وحبيبها.
قلت له :نعم نحن جميعاً نحبها كأهلها أما أنت فحبيبها الأول الـذي يحبها ويعشقها .
قال:-وهو يضحك مسروراً-لقد فهمتني أيها الشيخ .
قلت: ولآن ما طلبك .
قال :أن تطلق من زوجها وأتزوجها أنا .
قلت له :هذا طلب بسيط ومنذ الغد سنحضر المأذون ليطلقـــها وتتزوجها أنت .
قال:-وهو مسروراً- لقد أصبحنا أصدقاء وسوف أرد إليها بصرها الذي حجزته عنها منذ قليل _وكانت فعلاً في الحوار الأخير مغمضة العيني لا ترى الشيء إلا باللمس .
ثم قلت له :لقد نشفت ريقي من الحوار معك وأمسكت كوب الماء الذي سبق أن قرأت فيه الآيات أثناء هروبه وقبل أن يعود وارتشفت منه رشفة وقلت له :ألا تشرب بعض الماء معي وقد صرنا أصحاباً .
قال:لا مانع وقد استأمنتك وأخذ الكوب وشرب بسرعة حتى انتهى الماء .
وفجأة صاح قائلاً :هذا الماء ليس عادياً ،ثم صاح وهو يتلوى
ويقول:غدرت بي وخدعتني أيها الشيخ إن هذا الماء مقروء فيـه إني أحترق وفجأة أفاقت المرأة ..وأمرناها بالصلاة والطهارة وكثرة الذكر وذهب اللعين ولم يعد والفضل لله وحده .