إنها حكاية أعجب من الخيال ..نعم تلك الأفعال التي تتفنن بهــا الشياطين للكيد لبني البشر المؤمنين ..حقا إنه الصراع الذي بدأ بالحقد الدفين من إبليس اللعين على آدم عليه السلام .
وتبدأ الحكاية باتصال هاتفي مساء يوم الجمعة 29 مايو سنة 1992 م السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..رددت السلام وقلت : من ؟ أخ في الله اسمي فلان وذكر اسمه قلت : مرحبا يا أخي .
قال : الحقيقة أنه منذ شهر تقريبا تحدث في شقتنا أشياء عجيبة .
قلت :خيرا إن شاء الله .. اذكر لي بعض هذه الأشياء ؟
قال : يعني مثلا يا مولانا نلاحظ سرقة بعض الأموال من الدولاب مع أن أسرتي طيبة ، وأبنائي نشئوا في تربية دينية ..والأعجب من هـذا أننا نجد أشياء تحت السرير الخاص بابنتنا الطالبة في الكلية مثل شنبـر نظارة وسماعة استريو ومنديل يد وقلم جاف ، فنجمع هذه الأشيـاء ونضعها على المكتب وسرعان ما تختفي .
قلت له : وهل ترجع الفلوس إلى الشقة مرة أخرى ؟
قال : لا. نهائيا لم يحدث .
وهنا طلبت منه الحضور فورا ومعه سيارة لأتوجه إلى المكان الذي يحدث فيه ذلك ،وهي الشقة ، وخاصة حجرة هذه الطالبة - التي وصفها أبوها بالانطواء وحب العزلة والنوم في الظلام وإغلاق باب الحجرة أثناء المذاكرة .
وتوجهت معه بعد أن أحضر سيارته إلى حيث عنوانه ، ودخلت الشقة وقرأت بعض الآيات وناديت على الزوجة والبنت وبدأت في توجيه الأسئلة إليهما :
أولا : هل أحد غير أهل الشقة معه مفتاح لها ؟
قالت الزوجة : لا يوجد لدى أي أحد مفتاح آخر للشقة .
ثانيا : أي مكان تحسون فيه بالفزع ؟ فأشاروا إلى حجرة نوم الطالبة ابنتهم ، وهنا سألت الطالبة :
هل تحبين العزلة ؟
قالت : نعم .
وجلسنا جميعا وأجلست الأم أمامي و البنت وطلبت منهما إغماض العينين وقراءة الفاتحة وآية الكرسي سرا .
وما هي إلا لحظات وارتفع ذراع الأم الأيمن ، أما البنت فصرخـت وهي تنتفض كالعصفور - طبعا كنت وقت قراءتهما للفاتحة وآيــة الكرسي سرا - كنت أقرأ آيات معينة لإحضار اللعين اللـص تركت الأم بعض الوقت ولكن فورا تعاملت مع الفتاة وما أن وضعت القلم المعدني على الجبهة حتى سمعت من يقول :
حاضر..حاضر ..أمرك يا مولانا .
قلت : اخرس يا كلب . وإياك أن تصيب هذا الجسد بــأي أذى وبدأت في قراءة الآية (102) من سورة البقرة .
ثم قلت : أجب أيها اللعين . ما هذا الذي يحدث في الشقة ؟ ولماذا كانت الفتاة ترفض أن تذكر أنك تأتيها ؟!
قال اللعين : أما كونها رفضت الإفصاح لك عن حضوري لها في الغرفة فأنا كنت أهددها لو أفصحت في يوم من الأيام سيكون مصيرها أن أخطفها لتعيش معنا في عالم الجن ونريها من العذاب الأليم ..وكان هذا التهديد لها مستمرا .
وأما الذي يحدث في الشقة فهي مهمتي التي وكلت بها .
قلت : من الذي وكلك بذلك ؟
قال : الساحر سمعان .
قلت : أين هو ؟
قال : ساحر في قرية أم والدتها،ووالدتها تعلم ذلك .
قلت : وما الهدف من ذلك العمل القذر أيها اللص ؟
قال : قلت لك أنا لست بلص .
قلت : وماذا تسمي ما تقوم به ؟
قال : اختلاس .
قلت : اسمع أيها اللعين ادخل في الموضوع وإلا أتعبت نفسك ..وأنت تعرف جيدا ما الذي يمكن أن يحدث لك .
قال : الهدف من هذا العمل - وهو سرقة الأشياء أن أبث الشك في الأسرة خاصة بين الزوج والزوجة ليتم الطلاق وتفشل الأسرة وهي مهمتي بالسحر وبغيره لأني شيطان مارد.
قلت : ولماذا تحضر بعض الأشياء تحت سرير الفتاة ؟ ومن أين تأتي بها
قال : أحضر هذه الأشياء لأحدث في الأسرة نوعا من البلبلة وحاولت ذلك مرارا ،وكنت أقول لعل أخوة الفتاة الرجال يشكون في سلوكها فيعتقدون أن أحدا يحضر إليها في حجرتها أثناء غيابهم ..وبذلك أزرع الفتنة.أما من أين أتيت بهذه الأشياء فأنا أسرقها من عند ناس وأرجعها مرة أخرى .
قلت : ما دمت أنت كذلك ، لماذا لم ترجع الأموال التي أخذتها من هنا ؟
قال : لو أرجعتها لزال الشك ولعاقبني الساحر لعدم أداء مهمتي .
قلت : اسمع أيها اللص العنيد ..عليك بمغادرة الجسد فوراً وعدم سرقة أي شيء منها مرة أخرى .
قال : أما مغادرة الجسد فسوف أخرج ولا أعود أما السـرقة فلا أستطيع الإقلاع عنها إلا إذا قمت بفك السحر ، أو أعفاني الساحر من هذه المهمة .
وألقيت على وجه الفتاة الماء المقروء عليه آيات من القرآن فأفاقت ونظرت إلى الأم وأعطيتها الماء لتشرب فنزل ذراعها وعادت إلى طبيعتها ، وأعطيت وعدا لرب الأسرة بالحضور بعد أيام لأعطيه آيات فك السحر ، كما كتبت له بعض الأذكار التي طالبت الأسرة جميعا بالالتزام بها ، وكان خيراً أن عادت الحياة الطبيعية إلى الأسرة .
وهكذا نرى فعل السحرة المجرمين وتسخيرهم للشياطين الكفرة ألا لعنة الله على الكافرين .