سورة ق
الآية رقم ( 1 )
{ق والقرآن المجيد }
{ ق } الله أعلم بمراده به { والقرآن المجيد } الكريم ما آمن كفار مكة بمحمد صلى الله عليه وسلم .
الآية رقم ( 2 )
{بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم فقال الكافرون هذا شيء عجيب }
{ بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم } رسول من أنفسهم يخوّفهم بالنار بعد البعث { فقال الكافرون هذا } الإنذار { شيء عجيب } .
الآية رقم ( 3 )
{أئذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد }
{ أئذا } بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين { متنا وكنا تراباً } نرجع { ذلك رجع بعيد } في غاية البعد .
الآية رقم ( 4 )
{قد علمنا ما تنقص الأرض منهم وعندنا كتاب حفيظ }
{ قد علمنا ما تنقص الأرض } تأكل { منهم وعندنا كتاب حفيظ } هو اللوح المحفوظ فيه جميع الأشياء المقدرة .
الآية رقم ( 5 )
{بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في أمر مريج }
{ بل كذبوا بالحق } بالقرآن { لما جاءهم فهم } في شأن النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن { في أمر مريج } مضطرب قالوا مرة: ساحر وسحر، ومرة: شاعر وشعر، ومرة: كاهن وكهانة .
الآية رقم ( 6 )
{أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج }
{ أفلم ينظروا } بعيونهم معتبرين بعقولهم حين أنكر والبعث { إلى السماء } كائنة { فوقهم كيف بنيناها } بلا عمد { وزيناها } بالكواكب { وما لها من فروج } شقوق تعيبها .
الآية رقم ( 1 )
{ق والقرآن المجيد }
{ ق } الله أعلم بمراده به { والقرآن المجيد } الكريم ما آمن كفار مكة بمحمد صلى الله عليه وسلم .
الآية رقم ( 2 )
{بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم فقال الكافرون هذا شيء عجيب }
{ بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم } رسول من أنفسهم يخوّفهم بالنار بعد البعث { فقال الكافرون هذا } الإنذار { شيء عجيب } .
الآية رقم ( 3 )
{أئذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد }
{ أئذا } بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين { متنا وكنا تراباً } نرجع { ذلك رجع بعيد } في غاية البعد .
الآية رقم ( 4 )
{قد علمنا ما تنقص الأرض منهم وعندنا كتاب حفيظ }
{ قد علمنا ما تنقص الأرض } تأكل { منهم وعندنا كتاب حفيظ } هو اللوح المحفوظ فيه جميع الأشياء المقدرة .
الآية رقم ( 5 )
{بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في أمر مريج }
{ بل كذبوا بالحق } بالقرآن { لما جاءهم فهم } في شأن النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن { في أمر مريج } مضطرب قالوا مرة: ساحر وسحر، ومرة: شاعر وشعر، ومرة: كاهن وكهانة .
الآية رقم ( 6 )
{أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج }
{ أفلم ينظروا } بعيونهم معتبرين بعقولهم حين أنكر والبعث { إلى السماء } كائنة { فوقهم كيف بنيناها } بلا عمد { وزيناها } بالكواكب { وما لها من فروج } شقوق تعيبها .
الآية رقم ( 7 )
{والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج }
{ والأرض } معطوف على موضع إلى السماء، كيف { مددناها } دحوناها على وجه الماء { وألقينا فيها رواسي } جبالاً تثبتها { وأنبتنا فيها من كل زوج } صنف { بهيج } يبهج به لحسنه .
الآية رقم ( 8 )
{تبصرة وذكرى لكل عبد منيب }
{ تبصرة } مفعول له، أي فعلنا ذلك تبصيراً منا { وذكرى } تذكيراً { لكل عبدِ منيب } رجّاع إلى طاعتنا .
الآية رقم ( 9 )
{ونزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد }
{ ونزلنا من السماء ماءً مباركاً } كثير البركة { فأنبتنا به جنات } بساتين { وحب } الزرع { الحصيد } المحصود .
الآية رقم ( 10 )
{والنخل باسقات لها طلع نضيد }
{ والنخل باسقات } طوالاً حال مقدرة { لها طلع نضيد } متراكب بعضه فوق بعض .
الآية رقم ( 11 )
{رزقا للعباد وأحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروج }
{ رزقاً للعباد } مفعول له { وأحيينا به بلدة ميتاً } يستوي فيه المذكر والمؤنث { كذلك } أي مثل هذا الإحياء { الخروج } من القبور فكيف تنكرونه والاستفهام للتقرير والمعنى أنهم نظروا وعلموا ما ذكر .
الآية رقم ( 12 )
{كذبت قبلهم قوم نوح وأصحاب الرس وثمود }
{ كذبت قبلهم قوم نوح } تأنيث الفعل بمعنى قوم { وأصحاب الرس } هي بئر كانوا مقيمين عليها بمواشيهم يعبدون الأصنام ونبيهم: قيل حنظلة بن صفوان وقيل غيره { وثمود } قوم صالح .
الآية رقم ( 13 )
{وعاد وفرعون وإخوان لوط }
{ وعاد } قوم هود { وفرعون وإخوان لوط } .
الآية رقم ( 14 )
{وأصحاب الأيكة وقوم تبع كل كذب الرسل فحق وعيد }
{ وأصحاب الأيكة } الغيضة قوم شعيب { وقوم تُبَّع } هو ملك كان باليمن أسلم ودعا قومه إلى الإسلام فكذبوه { كل } من المذكورين { كذب الرسل } كقريش { فحق وعيد } وجب نزول العذاب على الجميع فلا يضيق صدرك من كفر قريش بك .
الآية رقم ( 15 )
{أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد }
{ أفعيينا بالخلق الأول } أي لم نعي به فلا نعيا بالإعادة { بل هم في لبس } شك { من خلق جديد } وهو البعث .
الآية رقم ( 16 )
{ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد }
{ ولقد خلقنا الإنسان ونعلم } حال بتقدير نحن { ما } مصدرية { توسوس } تحدث { به } الباء زائدة أو للتعدية والضمير للإنسان { نفسه ونحن أقرب إليه } بالعلم { من حبل الوريد } الإضافة للبيان والوريدان عرفان بصفحتي العنق .
الآية رقم ( 17 )
{إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد }
{ إذ } منصوبة باذكر مقدراً { يتلقى } يأخذ ويثبت { المتلقيان } الملكان الموكلان بالإنسان ما يعمله { عن اليمين وعن الشمال } منه { قعيد } أي قاعدان وهو مبتدأ خبره ما قبله .
الآية رقم ( 18 )
{ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد }
{ ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب } حافظ { عتيد } حاضر وكل منهما بمعنى المثنى .
الآية رقم ( 19 )
{وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد }
{ وجاءت سكرة الموت } غمرته وشدته { بالحق } من أمر الآخرة حتى المنكر لها عياناً وهو نفس الشدة { ذلك } أي الموت { ما كنت منه تحيد } تهرب وتفزع .
الآية رقم ( 20 )
{ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد }
{ ونفخ في الصور } للبعث { ذلك } أي يوم النفخ { يوم الوعيد } للكفار بالعذاب .
الآية رقم ( 21 )
{وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد }
{ وجاءت } فيه { كل نفس } إلى المحشر { معها سائق } ملك يسوقها إليه { وشهيد } يشهد عليها بعملها وهو الأيدي والأرجل وغيرها ويقال للكافر .
الآية رقم ( 22 )
{لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد }
{ لقد كنت } في الدنيا { في غفلة من هذا } النازل بك اليوم { فكشفنا عنك غطاءك } أزلنا غفلتك بما تشاهده اليوم { فبصرُك اليوم حديد } حاد تدرك به ما أنكرته في الدنيا .
الآية رقم ( 23 )
{وقال قرينه هذا ما لدي عتيد }
{ وقال قرينه } الملك الموكل به { هذا ما } أي الذي { لديَّ عتيد } حاضر فيقال لمالك .
الآية رقم ( 24 )
{ألقيا في جهنم كل كفار عنيد }
{ ألقيا في جهنم } أي: ألق ألق أو القين وبه قرأ الحسن فأبدلت النون ألفاً { كلَّ كفار عنيد } معاند للحق .
الآية رقم ( 25 )
{مناع للخير معتد مريب }
{ منَّاع للخير } كالزكاة { معتد } ظالم { مريب } شاك في دينه .
الآية رقم ( 26 )
{الذي جعل مع الله إلها آخر فألقياه في العذاب الشديد }
{ الذي جعل مع الله إلهاً آخر } مبتدأ ضُمن معنى الشرط خبره { فألقياه في العذاب الشديد } تفسيره مثل ما تقدم .
الآية رقم ( 27 )
{قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد }
{ قال قرينه } الشيطان { ربنا ما أطغيته } أضللته { ولكن كان في ضلال بعيد } فدعونه فاستجاب لي، وقال هو أطغاني بدعائه له .
الآية رقم ( 28 )
{قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد }
{ قال } تعالى { لا تختصموا لديَّ } أي ما ينفع الخصام هنا { وقد قدمت إليكم } في الدنيا { بالوعيد } بالعذاب في الآخرة لو لم تؤمنوا ولا بد منه .
الآية رقم ( 29 )
{ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد }
( ما يبدل ) يغير ( القول لدي ) في ذلك ( وما أنا بظلام للعبيد ) فأعذبهم بغير جرم ، وظلام بمعنى ذي ظلم لقوله " لا ظلم " .
الآية رقم ( 30 )
{يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد }
{ يوم } ناصبه ظلاًم { نقول } بالنون والياء { لجهنم هل امتلأت } استفهام لوعده بمثلها { وتقول } بصورة الاستفهام كالسؤال { هل من مزيد } أي لا أسع غير ما امتلأت به، أي قد امتلأت .
الآية رقم ( 31 )
{وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد }
{ وأزلفت الجنة } قربت { للمتقين } مكاناً { غير بعيد } منهم فيرونها ويقال لهم .
الآية رقم ( 32 )
{هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ }
{ هذا } المرئي { ما توعدون } بالتاء والياء في الدنيا ويبدل من للمتقين قوله { لكل أوَّابِ } رجّاع إلى طاعة الله { حفيظ } حافظ لحدوده .
الآية رقم ( 33 )
{من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب }
{ من خشي الرحمن بالغيب } خافه ولم يره { وجاء بقلب منيب } مقبل على طاعته، ويقال للمتقين أيضاً .
الآية رقم ( 34 )
{ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود }
{ ادخلوها بسلام } سالمين من كل مخوف أو مع سلام، أي سلموا وادخلوا { ذلك } اليوم الذي حصل فيه الدخول { يومُ الخلود } الدوام في الجنة .
الآية رقم ( 35 )
{لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد }
{ لهم ما يشاءُون فيها ولدينا مزيد } زيادة على ما عملوا وطلبوا .
الآية رقم ( 36 )
{وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشا فنقبوا في البلاد هل من محيص }
{ وكم أهلكنا قبلهم من قرن } أي أهلكنا قبل كفار قريش قروناً كثيرة من الكفار { هم أشد منهم بطشاً } قوة { فنقبوا } فتشوا { في البلاد هل من محيص } لهم أو لغيرهم من الموت فلم يجدوا .
الآية رقم ( 37 )
{إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد }
{ إن في ذلك } المذكور { لذكرى } لعظة { لمن كان له قلب } عقل { أو ألقى السمع } استمع الوعظ { وهو شهيد } حاضر بالقلب .
الآية رقم ( 38 )
{ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب }
( ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ) أولها الأحد وآخرها الجمعة ( وما مسنا من لغوب ) تعب ، نزل رداً على اليهود في قولهم : إن الله استراح يوم السبت وانتفاء التعب عنه لتنزهه تعالى عن صفات المخلوقين ولعدم المماثلة بينه وبين غيره " إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون " .
الآية رقم ( 39 )
{فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب }
{ فاصبر } خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم { على ما يقولون } أي اليهود وغيرهم من التشبيه والتكذيب { وسبح بحمد ربك } صل حامداً { قبل طلوع الشمس } أي صلاة الصبح { وقبل الغروب } أي صلاة الظهر والعصر .
الآية رقم ( 40 )
{ومن الليل فسبحه وأدبار السجود }
{ ومن الليل فسبحه } أي صل العشاءين { وأدبار السجود } بفتح الهمزة جمع دبر وكسرها مصدر أدبر، أي صل النوافل المسنونة عقل الفرائض وقيل المراد حقيقة التسبيح في هذه الأوقات ملابساً للحمد .
الآية رقم ( 41 )
{واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب }
{ واستمع } يا مخاطب مقولي { يوم يناد المناد } هو إسرافيل { من مكان قريب } من السماء وهو صخرة بيت المقدس أقرب موضع من الأرض إلى السماء يقول: أيتها العظام البالية والأوصال المتقطعة واللحوم المتمزقة والشعور المتفرقة إن الله يأمركن أن تجتمعن لفصل القضاء .
الآية رقم ( 42 )
{يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج }
{ يوم } بدل من يوم قبله { يسمعون } أي الخلق كلهم { الصيحة بالحق } بالبعث وهي النفخة الثانية من إسرافيل ويحتمل أن تكون قبل ندائه وبعده { ذلك } أي يوم النداء والسماع { يوم الخروج } من القبور وناصب يوم ينادي مقدراً، أي يعلمون عاقبة تكذيبهم .
الآية رقم ( 43 )
{إنا نحن نحيي ونميت وإلينا المصير }
{ إنا نحن نحيي ونميت والينا المصير } .
الآية رقم ( 44 )
{يوم تشقق الأرض عنهم سراعا ذلك حشر علينا يسير }
{ يوم } بدل من يوم قبله وما بينهما اعتراض { تشقق } بتخفيف الشين وتشديدها بإدغام التاء الثانية في الأصل فيها { الأرض عنهم سراعاً } جمع سريع حال من مقدر، أي فيخرجون مسرعين { ذلك حشر علينا يسير } فيه فصل لاين الموصوف والصفة بمتعلقها للاختصاص وهو لا يضر وذلك إشارة إلى معنى الحشر المخبر به عنه، وهو الإحياء بعد الفناء والجمع للعرض والحساب .
الآية رقم ( 45 )
{نحن أعلم بما يقولون وما أنت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخاف وعيد }
{ نحن أعلم بما يقولون } أي كفار قريش { وما أنت عليهم بجبار } تجبرهم على الإيمان وهذا قبل الأمر بالجهاد { فذكِّر بالقرآن من يخاف وعيد } وهم المؤمنون .