ميكائيل عليه السلام قد أوكل إليه الله الغيث الذي به حياة الناس ولهذا ينبغي أن يُعرف أن القطر الذي ينزل في كل عام هو واحد، أي نفس الكمية تُعاود فما كان في العام الأول فهو نفسه هذا العام و كذلك بالنسبة للّذي سيليه ، أي أنه منذ أن خلق الله السموات والأرض فالكميّة واحدة يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
"ما عام أمطرَ من عام، ولكن الله يصرفه حيث يشاء، ثم قرأ " ولقد صرفناه بينهم " فأوكل الله تعالى بإذنه إلى ميكائيل أن يصرف هذا القطر، فتارة يزداد وتارة يقلّ في أرض دون أرض...
و لميكائيل عليه السلام أعوان لا تُحصى و لا تُعدّ و منهم أعوان موكلين بإيصال كل قطرة من المطر إلى الأرض المقدّر لها أن تنزل فيه ذلك الله سبحانه و تعالى لم يخلق أي شيء في هذا الكون إلا و جعل له دورًا و وظيفةً، وكذلك الشأن بالنسبة لهؤلاء " وما منا إلا وله مقام معلوم " أي لكل واحد منهم مهمة موكولة إليه لا يتأخّر ولا يتقدّم عن تنفيذها و السّهر عليها...
و في علم العرفان نقول طالما أن قطرة المطر لم تصل الأرض فإن الملك الموكّل بها يبقى مصاحبا لها ... فإذا ما جمعت كمية من المطر قبل ملامستها الأرض فاعلم أن الملائكة المكلّفون بها يبقون مع هذه الكمية ... فهم لا يرجعون من حيث أتوا إلاّ بوصول هذا القطر إلى الأرض و بما أنها لم تبلغ الأرض فإنهم يبقون مصاحبين لها ...فلابدّ من إستغلال هذا الإصطحاب و ملاصقة الأعوان لماء المطر لتنفيذ أعمالنا الروحانية... لذلك فإذا إشتغلت بماء المطر فإنك لن تكون مضطرّا لإستنزال أعوانا أو ملائكة فهم متوفرون لديك مع ماء المطر ...
وحيثما ذهب ماء المطر ذهبوا و حيثما ذهبوا قضوا عملك