{ كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ قَالُواْ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ }
فالسحر قديم قدم الإنسانية، عرفته حضارات عديدة وأمم مختلفة حتى أن كل رسول كان يبعثه الله عز وجل إلى قومه كانوا يتهمونه بالسحر
اولا - إن السحر لم ينزل من السماء وإنما أصله الأرض
(عن شهر بن حوشب قال: لما سلب سليمان عليه السلام ملكه كانت الشياطين تكتب السحر في غيبة سليمان فكتبت: من أراد أن يأتي كذا وكذا فليستقبل الشمس وليقل كذا وكذا، ومن أراد أن يفعل كذا وكذا فليستدبر الشمس وليقل كذا وكذا فكتبته وجعلت عنوانه: هذا ما كتب آصف بن برخيا للملك سليمان بن داود من ذخائر كنوز العلم ثم دفنته تحت كرسيه فلما مات سليمان عليه السلام قام إبليس خطيبًا فقال: يا أيها الناس إن سليمان لم يكن نبيًا إنما كان ساحرًا فالتمسوا سحره في متاعه وبيوته، ثم دلهم على المكان الذي دفن فيه فقالوا: والله كان سليمان ساحرًا هذا سحره بهذا تعبدنا وبهذا قهرنا فقال المؤمنون: بل كان نبيًا مؤمنًا فلما بعث الله تعالى النبي محمدًا صلى الله عليه وسلم جعل يذكر الأنبياء حتى ذكر داود وسليمان، فقالت اليهود: انظروا إلى محمد صلى الله عليه وسلم يخلط الحق بالباطل يذكر سليمان مع الأنبياء وإنما كان ساحرًا يركب الريح فأنزل الله عذر سليمان )
ثانيا - أن مصدر السحر هو الإنسان لأن الملائكة معصومة من ارتكاب المعاصي
ثالثا - إن السحر أنزله الله تعالى من السماء إلى الأرض مع الملكين هاروت وماروت ببابل ابتلاءًا منه سبحانه وفتنة للناس
(إن آدم عليه السلام لما أهبطه الله إلى الأرض قالت الملائكة: أي رب أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال: إني أعلم ما لا تعلمون قالوا: ربنا نحن أطوع لك من بني آدم، قال الله تعالى للملائكة هلموا ملكين من الملائكة حتى يهبط بهما إلى الأرض، فننظر كيف يعملان، قالوا ربنا هاروت وماروت قال: فاهبطا إلى الأرض ومثلت لهما الزهرة امرأة من أحسن البشر، فجاءاها فسألاها نفسها، فقالت: لا والله حتى تتكلما بهذه الكلمة من الإشراك فقالا: والله لا نشرك بالله شيئًا أبدًا فذهبت ثم رجعت بصبي تحمله فسألاها نفسها، فقالت لا والله حتى تقتلا هذا الصبي، فقالا والله لا نقتله أبدًا، فذهبت ثم رجعت بقدح خمر تحمله، فسألاها نفسها قالت: لا والله حتى تشربا هذا الخمر فشربا فسكرا فوقعا عليها وقتلا الصبي فلما أفاقا قالت المرأة والله ما تركتما شيئًا أبيتماه علي إلا قد فعلتماه حين سكرتما فخيرا بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة فاختارا عذاب الآخرة }
وقصة هاروت وماروت جاءت بسند حسن من حديث ابن عمر في مسند أحمد وأطنب الطبري في إيراد طرقها بحيث يقضى بمجموعها على أن للقصة أصلاً خلافاً لمن زعم بطلانها كعياض ومن تبعه، وذلك أن الله ركب الشهوة في ملكين من الملائكة اختبارًا لهما وأمرهما أن يحكما في الأرض فنزلا على صورة البشر وحكما بالعدل مدة ثم افتتنا بامرأة جميلة فعوقبا بسبب ذلك بأن حبسا في بئر ببابل منكسين وابتليا بالنطق بعلم السحر فصار يقصدهما من يطلب ذلك فلا ينطقان بحضرة أحد حتى يحذراه وينهياه فإذا أصر تكلما بذلك ليتعلم منهما ذلك وهما قد عرفا ذلك فيتعلم منهما ما قص الله عنهما والله أعلم
فالسحر قديم قدم الإنسانية، عرفته حضارات عديدة وأمم مختلفة حتى أن كل رسول كان يبعثه الله عز وجل إلى قومه كانوا يتهمونه بالسحر
اولا - إن السحر لم ينزل من السماء وإنما أصله الأرض
(عن شهر بن حوشب قال: لما سلب سليمان عليه السلام ملكه كانت الشياطين تكتب السحر في غيبة سليمان فكتبت: من أراد أن يأتي كذا وكذا فليستقبل الشمس وليقل كذا وكذا، ومن أراد أن يفعل كذا وكذا فليستدبر الشمس وليقل كذا وكذا فكتبته وجعلت عنوانه: هذا ما كتب آصف بن برخيا للملك سليمان بن داود من ذخائر كنوز العلم ثم دفنته تحت كرسيه فلما مات سليمان عليه السلام قام إبليس خطيبًا فقال: يا أيها الناس إن سليمان لم يكن نبيًا إنما كان ساحرًا فالتمسوا سحره في متاعه وبيوته، ثم دلهم على المكان الذي دفن فيه فقالوا: والله كان سليمان ساحرًا هذا سحره بهذا تعبدنا وبهذا قهرنا فقال المؤمنون: بل كان نبيًا مؤمنًا فلما بعث الله تعالى النبي محمدًا صلى الله عليه وسلم جعل يذكر الأنبياء حتى ذكر داود وسليمان، فقالت اليهود: انظروا إلى محمد صلى الله عليه وسلم يخلط الحق بالباطل يذكر سليمان مع الأنبياء وإنما كان ساحرًا يركب الريح فأنزل الله عذر سليمان )
ثانيا - أن مصدر السحر هو الإنسان لأن الملائكة معصومة من ارتكاب المعاصي
ثالثا - إن السحر أنزله الله تعالى من السماء إلى الأرض مع الملكين هاروت وماروت ببابل ابتلاءًا منه سبحانه وفتنة للناس
(إن آدم عليه السلام لما أهبطه الله إلى الأرض قالت الملائكة: أي رب أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال: إني أعلم ما لا تعلمون قالوا: ربنا نحن أطوع لك من بني آدم، قال الله تعالى للملائكة هلموا ملكين من الملائكة حتى يهبط بهما إلى الأرض، فننظر كيف يعملان، قالوا ربنا هاروت وماروت قال: فاهبطا إلى الأرض ومثلت لهما الزهرة امرأة من أحسن البشر، فجاءاها فسألاها نفسها، فقالت: لا والله حتى تتكلما بهذه الكلمة من الإشراك فقالا: والله لا نشرك بالله شيئًا أبدًا فذهبت ثم رجعت بصبي تحمله فسألاها نفسها، فقالت لا والله حتى تقتلا هذا الصبي، فقالا والله لا نقتله أبدًا، فذهبت ثم رجعت بقدح خمر تحمله، فسألاها نفسها قالت: لا والله حتى تشربا هذا الخمر فشربا فسكرا فوقعا عليها وقتلا الصبي فلما أفاقا قالت المرأة والله ما تركتما شيئًا أبيتماه علي إلا قد فعلتماه حين سكرتما فخيرا بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة فاختارا عذاب الآخرة }
وقصة هاروت وماروت جاءت بسند حسن من حديث ابن عمر في مسند أحمد وأطنب الطبري في إيراد طرقها بحيث يقضى بمجموعها على أن للقصة أصلاً خلافاً لمن زعم بطلانها كعياض ومن تبعه، وذلك أن الله ركب الشهوة في ملكين من الملائكة اختبارًا لهما وأمرهما أن يحكما في الأرض فنزلا على صورة البشر وحكما بالعدل مدة ثم افتتنا بامرأة جميلة فعوقبا بسبب ذلك بأن حبسا في بئر ببابل منكسين وابتليا بالنطق بعلم السحر فصار يقصدهما من يطلب ذلك فلا ينطقان بحضرة أحد حتى يحذراه وينهياه فإذا أصر تكلما بذلك ليتعلم منهما ذلك وهما قد عرفا ذلك فيتعلم منهما ما قص الله عنهما والله أعلم