ذات يوم صليت المغرب في المسجد وبعد انتهاء الصلاة تقدم مني صديق عزيز ..مهندس في شركة للسيارات وسلم علي وقمنا إلى خارج المسجد ،وإذا به يقول أنا في أشد الاحتياج إليك الآن .
قلت له :خيراً إن شاء الله .قال :لي هنا بجوار المسجد عمة لي وسوف تقوم الآن بزيارتها وأرجو منك الموافقة وسوف لا نستغرق من الوقت إلا اليسير
قلت :لا مانع ولو أني أحس أن هناك شيئاً لأنك قلت أنك في حاجة إلي .
قال : فعلاً سوف ترى بنفسك حالة غريبة.
ودخلنا المنزل واستقبلنا بترحاب شديد ويبدو أنه كان لهم علــم بحضوري وفجأة قال صديقي انظر إلى هذا الشاب الذي يرقد على الكنبة ،..فوجدت شاباً راقداً على ظهره وعيناه مفتوحتان ..ولكن لا حركة.
قلت متعجباً :ما هي حالة هذا الأخ .
قالوا :هذا ما أردنا أن تحضر من اجله .
قلت :هل تم عرضه على الأطباء.
قالوا:نعم ..لكن ..لا فائدة من العلاج .
قلت :من كم يوم وهذه الحالة معه .
قالوا :منذ خمسة عشر يوماً وهو مستلق هكذا نحمله إلى دورة المياه كأنه قطعة عجين لا يمشي لا يدري نادراً ما يأكل.
قلت : ما مهنة هذا الشاب ؟
قالوا:مقاول مبان .
قلت :هل يشرح لي أحدكم الظروف التي سبقت وقوع هذه الحالة .
قالت زوجته :كان المعلم غريب مسافراً إلى الشرقية لعمل خاص له هناك ورجع بعد الواحدة ليلاً ومعه سيارته ولكن كان ينتفــض كالعصفور من شدة البرد (انتهى كلام الزوجة).
وقمت إلى جوار المريض فحملق في وجهي ووضعت يدي على رأسه وبدأت أتلو من سورة الصافات وإذا به يرتعش ويحرك رأسه وفجـأة صاح ابتعد عني ..ابتعد عني .
قلت :اسمع أيها اللعين يجب أن تخرج من هذا الجسد .
فضحك (ضحكة عالية بسخرية)أخرج ومن أنت حتى تخرجني إنني أستطيع أن أحرق الكون وإذا لم تخرج أنت أيها الشيخ فسوف أنتقم منك ..
قلت وقد تأهبت له جيداً مستعيناً بالله )إخرس يا كلب أنت مخلوق ضعيف وشيطان حقير وسوف أعرفك حجمك الطبيعي الآن وبدأت أتلو من القرآن الكريم وهو يقاوم في عناد وارتفع صوتي بالــذكر والتهديد له والإستعانه عليه بالله .
وفجأة قال :لا تقرأ علي القرآن .
قلت :إذن ستخرج.
قال :نتفاهم أولاً.
قلت :وهل هناك تفاهم بين العلماء والشياطين.
قال :نحن نعرفك جيداً أيها الشيخ فأنت فلان وتسكن في المكــان الفلاني ووظيفتك كذا ..وسوف يكون لنا معك حساب آخر سوف ترى ..سوف نرد لك كل تعذيبك وملاحقتك لنا .
قلت :إن أمثالك أيها الحقير لا يملكون شيئاً وأننا عندما نتعامل معكم نستعين بالله فالقوة قوة الله.
قال :أنت بذلك أضعت على غريب فرصة عمره لقد حضرت فيه لأدلـه على كنز تحت السلم بجوار الزير(زير المياه)يحفرون (12)متراً سيجدون زلعة فخار مملوءة ذهباً هذه لغريب ولكن مادمت حضرت أيها الشيخ فلن يخرج الكنز.
قلت له :اسمع أيها الغبي الكذاب أنت تريد أن ترهق الناس بالحــفر وباختصار لا نريد منك كنزاً طلبي وطلب الجميع هو أن تغادر هـذا الجسد فوراً .
قال : من حقك أن تطلب ذلك ومن حقي أن أرفض.
قلت :ليس لك حق في الرفض .
قال:إن لي مع غريب مشكلة كبيرة .
قلت :ما هي .
قال: عند رجوعه من محافظة الشرقية ليلاً أراد أن يتبول فأوقــف السيارة ثم نزل فرآني في جانب الطريق ذاهباً لزيارة أختي وكنت على هيئة كلب أسود ودون أن أقدم على إيذائه إذا به يضربني بقدمه ويشتمني وأثناء ضربه لي بحذائه تلبست جسده إذن من فينا المخطئ يا مولانا .
قلت له :وجهة نظرك أن غريب مخطئ ..ولكن يجب أن تعرف أنه رجل عامي وقد خاف من إيذائك له مقدماً فدفعك ..وفي الوقت نفسه لم لا تكون أنت البادئ ومعروف عنكم الكذب وأردفت :اسمع لا حل وسط عندي وسوف أحرقك الآن إذا لم تخرج وبدأت أقرأ على كوب به ماء بعض الآيات وهو يصرخ :أعطني مهلة.
قلت :ولا دقيقة واحدة .
قال :دعني وسوف أحكي لك موضوعاً يهمك أنت .
قلت :لا أريد أي موضوعات أخرج بقدر من بسط الأرض ورفع السماء .
وعند قوله تعالى (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله)
وقف المريض وقال :ماذا حدث ولماذا كل هذا الجـمع من النـاس حولي.
قلت له :من أنت.
قال عجيب من أنا ؟ أنا المعلم غريب.
قال له الأهل إن الشيخ في زيارة لنا .
قال :مرحباً ولكن أحس بالتعب وأريد أن أشرب كوب شاي ويشرب معي الشيخ .
وشربنا الشاي وقام معنا لتوديعنا وتركته في حال حسنة ..وعاش حياته العادية ..
من هنا نحذر من التعامل مع الحيوانات لــيلاً وخاصة الكلاب إلا بالحسنى .