ياقوتة الحقائق ، في التعريف بسيد الخلائق
اللهُ اللهُ اللهُ، اللَّهُمَّ أَنْتَ اللهُ الذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ العَلِيُّ فِي عَظَمَةِ انْفِرَادِ حَضْرَةِ أَحَدِيَّتِكَ، التِي شِئْتَ فِيهَا بِوُجُودِ شُؤُونِكَ، وَأَنْشَأْتَ مِنْ نُورِكَ الكَامِلِ نَشْأَةَ الحَقِّ، وَأَنَطْتَهَا وَجَعَلْتَهَا صُورَةً كَامِلَةً تاَمَّةً، تَجِدُ مِنْهَا بِسَبَبِ وُجُودِهَا مِنْ انْفِرَادِ أَحَدِيَّتِكَ قَبْلَ نَشْرِ أَشْبَاحِهَا، وَجَعَلْتَ مِنْهَا فِيهَا بِسَبِبِهَا انْبِسَاطَ العِلْمِ، وَجَعَلْتَ مِنْ أَثَرِ هَذِهِ العَظَمَةِ وَمِنْ بَرَكَاتِهَا شَبَحَةَ الصُّوَرِ كُلِّهَا، جَامِدِهَا وَمُتَحَرِّكِهَا، وَأَنَطْتَهَا بِإقِْبَالِ التَّحْرِيكِ وَالتَّسْكِينِ، وَجَعَلْتَهَا فِي إِحَاطَةِ العِزَّةِ مِنْ كَوْنِهَا قُبِلَتْ مِنْهَا وَفِيهَا وَلَهَا، وَتَشَعْشَعَتِ الصُّوَرُ البَارِزَةُ بِإِقْبَالِ الوُجُودِ، وَقَدَّرْتَ لَهَا وَفِيهَا، وَمِنْهَا مَا يُمَاثِلُهَا مِمَّا يُطَابِقُ أَرْقَامَ صُوَّرِهَا، وَحَكَمْتَ عَلَيْهَا بِالبُرُوزِ لِتَأْدِيَةِ مَا قَدَّرْتَهُ عَلَيْهَا، وَجَعَلْتَهَا مَنْقُوشَةً فِي لَوْحِهَا المَحْفُوظِ، الذِي خُلِقَتْ مِنْهُ بِبَرَكَاتِهِ، وَحَكَمْتَ عَلَيْهَا بِمَا أَرَدْتَ لَهَا وَبِمَا تُرِيدُ بِهَا، وَجَعَلْتَ كُلَّ الكُلِّ فِي كُلِّكَ، وَجَعَلْتَ هَذَا الكُلَّ مِنْ كُلِّكَ، وَجَعَلْتَ الكُلَّ قَبْضَةً مِنْ نُورِ عَظَمَتِكَ رُوحاً، لِمَا أَنْتَ أَهْلٌ لَهُ [وَلِمَا] هُوَ أَهْلٌ لَكَ.
أَ
سْأَلُكَ اللَّهُمَّ بِمَرْتَبَةِ هَذِهِ العَظََمَةِ وَإِطْلاَقِهَا فِي وَجْدٍ وَعَدَمٍ، أَنْ تُصَلِّْيَ وَتُسَلِّمَ عَلَى تُرْجُمَانِ لِسَانِ القِدَمِ اللَّوْحِ المَحْفُوظِ وَالنُّورِ السَّارِي المَمْدُودِ، الذِي لاَ يُدْرِكُهُ دَارِكٌ، وَلاَ يَلْحَقُهُ لاَحِقٌ، الصِّرَاطِ المُسْتَقِيمِ نَاصِرِ الحَقِّ بِالحَقِّ. اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى أَشْرَفِ الخَلاَئِقِ الإِنْسَانِيَّةِ وَالجَانِّيَةِ، صَاحِبِ الأَنْوَارِ الفَاخِرَةِ. اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَعَلَى أَوْلاَدِهِ وَأَزْوَاجِهِ، وَذُرِّيَتِهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَإِخْوَانِهِ مِنَ النَّبِيِئِينَ وَالصِّدِّيقِينَ، وَعَلَى مَنْ آمَنَ بِهِ وَاتَّبَعَهُ مِنَ الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ صَلاَتَنَا عَلَيْهِ مَقْبُولَةً لاَ مَرْدُودَةً، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ. اللَّهُمَّ وَاجْعَلْهُ لَنَا رُوحاً وَلِعِبَادَتِنَا سِرّاً، وَاجْعَلِ اللَّهُمَّ مَحَبَّتَهُ لَنَا قُوَّةً، أَسْتَعِينُ بِِهَا عَلَى تَعْظِيمِهِ. اللَّهُمَّ وَاجْعَلْ تَعْظِيمَهُ فِي قُلُوبِنَا حَيَاةً، أَقُومُ بِهَا وَأَسْتَعِينُ بِهَا عَلَى ذِكْرِهِ وَذِكْرِ رَبِّهِ. اللَّهُمَّ وَاجْعَلْ صَلاتَنَا عَلَيْهِ مِفْتَاحًا، وَافْتَحْ لَنَا بِهَا يَا رَبُّ حِجَابَ الإِقْبَالِ، وَتَقَبَّلْ مِنِّي بِبَرَكَاتِ حَبِيبِي وَحَبِيبِ عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا أَنَا أُؤَدِّيهِ مِنَ الأَوْرَادِ وَالأَذْكَارِ وَالمَحَبَّةِ وَالتَّعْظِيمِ لِذَاِتكَ للهِ للهِ للهِ آهْ آمِينْ