علاج القلق بالقرآن
نزل القرآن الكريم أساساً لهداية الناس أجمعين ? ولدعوتهم إلى عقيدة التوحيد ? ولتعليمهم قيماً وأساليب في التفكير والحياة ? ولإرشادهم إلى ممارسة السلوك السوي ? بما فيه من صلاح الإنسان وخير المجتمع ? كما أوضح القرآن الكريم لبني البشر الطرق الصحيحة لتربية النفس وتقويمها وتنشأتها تنشئة سليمة ? تؤدي بها إلى بلوغ الكمال الإنساني ? الذي تتحقق به سعادة الإنسان في الحياة الدنيا والآخرة ? قال تعالى : " إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيراً "وقال أيضاً : " بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره ".
ولا شك أن في القرآن الكريم طاقة روحية هائلة ? ذات تأثير بالغ الشأن في نفس الإنسان ? فهو يهز وجدانه ? ويرهف أحاسيسه ومشاعره ? ويصقل روحه ? ويوقظ إدراكه وتفكيره ? ويجلّي بصيرته ? فإذا بالإنسان يصبح إنساناً جديداً كأنه خلق خلقاً جديداً .
لقد بذلت في الآونة الأخيرة جهود مضنية في ميدان العلاج النفسي ? للمصابين في الاضطرابات الشخصية والأمراض النفسية ? غير أنها لم تحقق المرجو منها وهو القضاء على الأمراض النفسية والوقاية منها ? كما بدأت كذلك تظهر حديثاً اتجاهات جديدة في ميدان العلاج النفسي ? تنادي بأهمية الدين في الصحة النفسية ? وفي علاج الأمراض النفسية، وترى أن في الإيمان بالله تعالى قوة خارقة تمد الإنسان (المحافظ دينياً ) بطاقة روحية هائلة ? تعينه على تحمل مشاق الحياة ? وتجنبه القلق والوساوس التي يتعرض لها كثير من الناس الذين يعاركون الحياة المعاصرة ? والتي تسيطر على جميع مظاهرها المختلفة الاهتمام الكبير بماديتها البرّاقة ? التي تفتقر في نفس الوقت إلى الغذاء الروحي ? مما سبّب للإنسان المعاصر كثيراً من ألوان الضغط والتوتر النفسي ? وجعله نهيباً للقلق ? وعرضةً للإصابة بالأمراض النفسية .
رأي علماء النفس غير المسلمين
نعرض فيما يلي بعضاً من أقوال أصحاب الفكر من غير المسلمين حول العلاج الديني للقلق:
1- يقول دائيل كارنجي في كتابه ( دع القلق واستمتع بالحياة ) : إن بين من نادى ( وليم جيمس ) William James فقد قال : إن أعظم علاج للقلق ولا شك هو الإيمان
2- وقال أيضاً : الإيمان من القوى التي لابد من توفرها لمعاونة المرء على العيش ،
3- وفقده نذير بالعجز عن معاناة الحياة
4- وقال أيضاً : إن بيننا وبين الله رابطة لا تنفصل
5- فإذا نحن أخضعنا أنفسنا لإشرافه تعالى تحقق كل أمانياتنا وآمالنا
6- وقال أيضا: إن أمواج المحيط المصطحبة المتقلبة لا تعكر قط طمأنينة التقلبات المؤقتة .
7- قال كارل بونج C. Jung : استشارني خلال الأعوام الثلاثين الماضية أشخاص من مختلف شعوب العالم المتحضر ،
8- وعالجت مئات كثيرة من المرضى .. فلم أجد مريضاً واحداً من مرضاي الذين في المنتصف الثاني من عمرهم ممن لم تكن مشكلته في أساسها هي افتقاره إلى وجهة نظر دينية في الحياة ،
9- وأستطيع القول إن كل منهم قد وقع فريسة المرض لأنه فقد ذلك الشيء الذي تمنحه الأديان القائمة في كل عصر لأتباعها ،
10-
وأنه لم يتم شفاء أحد منهم حقيقة إلاّ بعد أن استعاد نظرته الدينية في الحياة .
11- يقول ?.?. برين A.A.Brin المحلل النفسي : إن المرء المتدين حقاً لا يعاني قط مرضاً نفسياً .
12- ذكر هنري لنيك Hnery Link العالم النفسي الأمريكي في كتابه ( العودة إلى الإيمان ) : أنه وجد نتيجة خبرته الطويلة في تطبيق الاختبارات النفسية على العمال في عمليتي الاختبار المهني والتوجيه المهني أن الأشخاص المتدينين والذي يترددون على دور العبادة يتمتعون بشخصية أقوى وأفضل ممن لا دين لهم أو لا يقومون بأية عبادة .
13- كما أشار كثير من المفكرين الغربيين المحدثين إلى أن أزمة الإنسان المعاصر إنما ترجع أساساً إلى افتقار الإنسان إلى الدين والقيم الروحية ?
14- فقد أشار المؤرخ أرنولد توينبي A. Twinby إلى أن الأزمة التي يعاني منها الأوروبيون في العصر الحديث إنما ترجع في أساسها إلى الفقر الروحي ?
15- وأن العلاج الوحيد لهذا التمزق الذي يعانون منه هو الرجوع إلى الدين .
الدكتور أبو الحارث
00905397600411
00905397600411