بسم الله الرحمن الرحيم
الجن بريء من المس الشيطاني
عملاً بقول الرسول : " الدين النصيحة " فإني أتوجّه بالنصيحة لإخواننا الذين يشتكون من أمراض عضوية ، ونفسية ونحوها أن يذهبوا إلى الأطباء الأخصائيين من ذوي الشأن ، أمّا نحن المعالجون بالقرآن الكريم فإننا في ميدان يختلف تماماً عن ذاك الميدان ، ميداننا فقط ؛ التعامل مع مرضى الجن .
جاءتني امرأة برفقة أسرتها وهى تشتكي من مس شيطاني ، وقد عرضت على معالجين قبلي ، وشاء الله تعالى أنه كان يحضر هذا المجلس ، مجموعة طيّبة من الأطباء ، لقد تفهّموا شكاية هذه المرأة ، فوجدوا أنها تعاني من مرض عضوي ، ولكن المرأة وأسرتها يتوهمون بأنه عندها " مس شيطاني " ويجئ دوري لأؤكد ما قاله الأطباء ، إذ إنه ليس عندها شئ تتوهم منه من مس وغيره .
كثيراً ما نحن نظلم الجن ، والجن برئ ؛ ثمّ إن الأمانة تقتضي منّي أن لا أتخذ من هذا العمل تجارةً ، وأن أكون أميناً مع الناس البسطاء ؛ الذين هم في موضع ابتزاز من كثيرين من الدجّالين والمشعوذين وأعوان الشياطين .
وحول هذه القصة أشير إلى الآتي :
* أخرج الإمام أحمد في مسنده قال : عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ دَخَلَ عَلَيْهَا فَقَالَ : " أَعِنْدَكِ ذَرِيرَةٌ قَالَتْ نَعَمْ فَدَعَا بِهَا فَوَضَعَهَا عَلَى بَثْرَةٍ بَيْنَ أَصَابِعِ رِجْلَيْهِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ مُطْفِئَ الْكَبِيرِ وَمُكَبِّرَ الصَّغِيرِ أَطْفِهَا عَنِّي فَطُفِئَتْ " .
والذريرة : نوع من الطيب مجموع من أخلاط ، وهى فتات من قصب الطيب ، يجاء به الهند يشبه قصب النشاب ، والنشاب : الرماح ، وواحدتها نشابة ، أمّا البثر والبثور : خرّاج صغير ، واحدته بثرة وبثرة . وبلا شك مثل هذه البثور من الأمراض الجلدية ، ووضع النبي الذريرة عليها هو علاج ودواء ، ويدل الحديث أيضاً على : الجمع بين الرقية المتمثلة بالدعاء ، وبين العلاج والدواء .
* قال البخاري في صحيحه : عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا كَانَتْ إِذَا أُتِيَتْ بِالْمَرْأَةِ قَدْ حُمَّتْ تَدْعُو لَهَا أَخَذَتْ الْمَاءَ فَصَبَّتْهُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ جَيْبِهَا قَالَتْ : وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَأْمُرُنَا أَنْ نَبْرُدَهَا بِالْمَاءِ. وفي رواية أن الرسول قال في الحمة : "إنها من فيح جهنم ".
* أخبرتني هذه الأخت ؛ بأنها دفعت أموالاً طائلة للمعالجين المشعوذين ، وفي المقابل ما تر منفعة أو فائدة .
* كان يمكن أن يطول الأمر وتتنقّل الأخت الكريمة بين الكذب والدجل من الذين يدعون أنهم يعالجون إذ كيف نعالج إنساناً غير مصاب بمس شيطاني ، ولم يقترب منه جن ، اللهمّ إلاّ أن يكون الهدف ابتزاز الأموال ، لكن هذه القصة انتهت بمجرد أن وصلت إليّ . والفضل لله رب العالمين .
* الطبيب وعلم الطبيب أولاً وقبل كل شئ ، ولا مانع أن يصاحب ذلك شئ من القرآن أو الدعاء أو الرقية ، وحبّذا أن يكون الراقي هو الطبيب نفسه خاصة إذا كان من المسلمين الموحدين ، أو المريض نفسه .
* أن نحترس جيداً ونتقي الله حين نسمح لوسوسة الشياطين أن تجد لها في نفوسنا مكاناً ، وعلينا أن نستشير الأطباء دائماً ، حين تلم بنا الأمراض .
* إن مأساتنا الكبرى ؛ أننا نفقد ثقتنا بالنفس أحياناً ، ونضعف أمام الوسواس الخنّاس الذي يجد في صدورنا مكمناً ، صحيح أن هناك عالماً آخراً من الجن ليس له شأن بنا ولا يعتدي علينا ، ولهذا فلنترك الأمر كله لله ، فهو الحكم العدل الذي يفصل بين العالميـْن .
* إن كنّا نملك مالاً ولو يسيراً فنحن موقوفون ومسئولون عنه ، فهو لكيس الطحين ، ولطالب المدرسة ، ولأجرة السيّارة ، وليس للابتزاز ، فحذارِ .. حذارِ .. أن نقع في حبال الأوهام، ومصائد الدجّالين .
* قراءة الفاتحة والمعوذتين وطلب الشفاء من الله وحده ، والجمع بين الدعاء والدواء ، والصدقة للفقراء والمحتاجين كلها طرق تؤدي للشفاء بإذن الله تعالى .
*علينا بماء زمزم إن توفـّر ، فماء زمزم لما شرب له ، وسنتحدث عن ماء زمزم في الصفحات التالية .
* علينا بعسل النحل لما فيه من البركة والشفاء ، وقد ذكرنا فوائده في الصفحات السابقة .
والحمد لله فقد عولجت هذه الأخت ، وشفيت بإذنه تعالى ، وينتهي بذلك هذا الفصل من هذه القصة المحزنة .
الدكتور أبو الحارث
00905397600411
الجن بريء من المس الشيطاني
عملاً بقول الرسول : " الدين النصيحة " فإني أتوجّه بالنصيحة لإخواننا الذين يشتكون من أمراض عضوية ، ونفسية ونحوها أن يذهبوا إلى الأطباء الأخصائيين من ذوي الشأن ، أمّا نحن المعالجون بالقرآن الكريم فإننا في ميدان يختلف تماماً عن ذاك الميدان ، ميداننا فقط ؛ التعامل مع مرضى الجن .
جاءتني امرأة برفقة أسرتها وهى تشتكي من مس شيطاني ، وقد عرضت على معالجين قبلي ، وشاء الله تعالى أنه كان يحضر هذا المجلس ، مجموعة طيّبة من الأطباء ، لقد تفهّموا شكاية هذه المرأة ، فوجدوا أنها تعاني من مرض عضوي ، ولكن المرأة وأسرتها يتوهمون بأنه عندها " مس شيطاني " ويجئ دوري لأؤكد ما قاله الأطباء ، إذ إنه ليس عندها شئ تتوهم منه من مس وغيره .
كثيراً ما نحن نظلم الجن ، والجن برئ ؛ ثمّ إن الأمانة تقتضي منّي أن لا أتخذ من هذا العمل تجارةً ، وأن أكون أميناً مع الناس البسطاء ؛ الذين هم في موضع ابتزاز من كثيرين من الدجّالين والمشعوذين وأعوان الشياطين .
وحول هذه القصة أشير إلى الآتي :
* أخرج الإمام أحمد في مسنده قال : عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ دَخَلَ عَلَيْهَا فَقَالَ : " أَعِنْدَكِ ذَرِيرَةٌ قَالَتْ نَعَمْ فَدَعَا بِهَا فَوَضَعَهَا عَلَى بَثْرَةٍ بَيْنَ أَصَابِعِ رِجْلَيْهِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ مُطْفِئَ الْكَبِيرِ وَمُكَبِّرَ الصَّغِيرِ أَطْفِهَا عَنِّي فَطُفِئَتْ " .
والذريرة : نوع من الطيب مجموع من أخلاط ، وهى فتات من قصب الطيب ، يجاء به الهند يشبه قصب النشاب ، والنشاب : الرماح ، وواحدتها نشابة ، أمّا البثر والبثور : خرّاج صغير ، واحدته بثرة وبثرة . وبلا شك مثل هذه البثور من الأمراض الجلدية ، ووضع النبي الذريرة عليها هو علاج ودواء ، ويدل الحديث أيضاً على : الجمع بين الرقية المتمثلة بالدعاء ، وبين العلاج والدواء .
* قال البخاري في صحيحه : عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا كَانَتْ إِذَا أُتِيَتْ بِالْمَرْأَةِ قَدْ حُمَّتْ تَدْعُو لَهَا أَخَذَتْ الْمَاءَ فَصَبَّتْهُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ جَيْبِهَا قَالَتْ : وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَأْمُرُنَا أَنْ نَبْرُدَهَا بِالْمَاءِ. وفي رواية أن الرسول قال في الحمة : "إنها من فيح جهنم ".
* أخبرتني هذه الأخت ؛ بأنها دفعت أموالاً طائلة للمعالجين المشعوذين ، وفي المقابل ما تر منفعة أو فائدة .
* كان يمكن أن يطول الأمر وتتنقّل الأخت الكريمة بين الكذب والدجل من الذين يدعون أنهم يعالجون إذ كيف نعالج إنساناً غير مصاب بمس شيطاني ، ولم يقترب منه جن ، اللهمّ إلاّ أن يكون الهدف ابتزاز الأموال ، لكن هذه القصة انتهت بمجرد أن وصلت إليّ . والفضل لله رب العالمين .
* الطبيب وعلم الطبيب أولاً وقبل كل شئ ، ولا مانع أن يصاحب ذلك شئ من القرآن أو الدعاء أو الرقية ، وحبّذا أن يكون الراقي هو الطبيب نفسه خاصة إذا كان من المسلمين الموحدين ، أو المريض نفسه .
* أن نحترس جيداً ونتقي الله حين نسمح لوسوسة الشياطين أن تجد لها في نفوسنا مكاناً ، وعلينا أن نستشير الأطباء دائماً ، حين تلم بنا الأمراض .
* إن مأساتنا الكبرى ؛ أننا نفقد ثقتنا بالنفس أحياناً ، ونضعف أمام الوسواس الخنّاس الذي يجد في صدورنا مكمناً ، صحيح أن هناك عالماً آخراً من الجن ليس له شأن بنا ولا يعتدي علينا ، ولهذا فلنترك الأمر كله لله ، فهو الحكم العدل الذي يفصل بين العالميـْن .
* إن كنّا نملك مالاً ولو يسيراً فنحن موقوفون ومسئولون عنه ، فهو لكيس الطحين ، ولطالب المدرسة ، ولأجرة السيّارة ، وليس للابتزاز ، فحذارِ .. حذارِ .. أن نقع في حبال الأوهام، ومصائد الدجّالين .
* قراءة الفاتحة والمعوذتين وطلب الشفاء من الله وحده ، والجمع بين الدعاء والدواء ، والصدقة للفقراء والمحتاجين كلها طرق تؤدي للشفاء بإذن الله تعالى .
*علينا بماء زمزم إن توفـّر ، فماء زمزم لما شرب له ، وسنتحدث عن ماء زمزم في الصفحات التالية .
* علينا بعسل النحل لما فيه من البركة والشفاء ، وقد ذكرنا فوائده في الصفحات السابقة .
والحمد لله فقد عولجت هذه الأخت ، وشفيت بإذنه تعالى ، وينتهي بذلك هذا الفصل من هذه القصة المحزنة .
الدكتور أبو الحارث
00905397600411