بسم الله الرحمن الرحيم
سحر التخيل
وهو أن يعمـد الساحـر الـى القـوى المتخيلـة فيتصرف فيها بنوع من التصرف ويلقى فيها أنواعـا من الخـيالات والمـحاكاة وصورا مما يقصده من ذلك ثم ينزلها الى الحس من الرائيـن بقـوة نفسه الخبيثة المؤثرة فيه فينظرها كأنها فى الخارج وليس هناك شيء من ذلك. وهذا النوع من السحر يستعمل فيه الساحر عنصرين هامين مؤثرين في الخيـال يستطيع بهما أن يتصرف في خيال المسحور كيفما يشاء فيريه ما يريد أن يرى. وهذان العنصران هما:
1 ـ سحر العيون
2 ـ والاسترهاب
واستشهادا على هذا القول من كتاب الله ، قوله عز وجل( قال ألقوا فلمـا ألقـوا سحروا أعين الناس و استرهبوهم وجاءوا بسحر عظيم ) أي جعلوا أعيـن الناس ترى أشياء غير حقيقية وكأنها حقيقية كمثل : أن يرى الانسان التراب يصير ذهبا والحديد يصبح ماء ..
وهذا هو الذي حدث لقوم موسـى، اذ أنهـم رأوا الحبـال والعصي وهي تمشي و هي في واقع الأمر ثابتة جامدة مكانها ولكن بحكـم أنهم سحرت أعينهم صاروا يرونها تتحرك وتسعي .فقوة الخداع للعين والتمويه وخطف الأبصار بالخفة مع التأثير بالخوف كل ذلـك يؤثر في خيال الأنسان المراد سحره حتى يصبح خياله تحت سيطرة الساحر فيريه ما يريده أن يرى ويخيل اليه ما يريد أن يخيله اليه.
لـذا قـال الله عـز وجـل(يخيل اليهم من سحرهم أنها تسعى ) وهذا يعنى أن التخـيل الذي حدث لهـم
انما تم عن طريق السحر. وبالمقابل وحتى يتبين لنا الحق من الباطـل نرى أن موسى عليه السلام دخل هـذه المعركـة هو وأخوه هارون وهما شخصان فقط ضـد أمة الكفر بقيادة فرعون و الذى قيل أن عددهم سبعون الف ساحـر.
ولاتناسب هنا بين الفريقين عدة و عددا و لكن الغلبة لمن كان مع الله ولو اجتمعـت الجن والانس عليه.
و صور لنا القران أن موسى خاف مما رأى عندما ألقي السحرة حبالهم وعصيهم ، وهذا الخوف من طباع البشر ولكن الله ثبت قلبه لكي يعلم الجميع أن القوة العلوية أقوي من السفلية. وأراد الله عـز وجـل بذلك أن يلقن الطاغية المتكبر وقومـه وأمثالهم درسا على مدى الحياة. فأمر رسوله موسى أن يثبت و ذلك في قوله عز وجل(قلنا لا تخف انك أنت الأعلى).
ولكي يمده بالأمن والاطمئنان أمره بقوله عز وجل ( وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا انما صنعوا كيـد ساحـر، ولا يفلـح الساحر حيث أتى ). فعندما جاء هذا الأمر من الله علـم موسـى أنـه منتصـربنصرة الله له. وبدأت المعركة الكبرى وجاء السحـرة واجتمعوا وأخذوا الأمان مـن فرعـون ممنين أنفسهم بما ينتظرهم من الأجر العظيم ان هم انتصروا .
وجاءوا بحـبالهم وعصيهم وجاءوا بسحر عظـيم، سحروا به أعين الناس.
حيث خيل اليهـم ان حبال السحرة تحولت الى حيات ضخمة. فكان كل من في ذلك الموقف يرىهذه الحبـال وهي تسعي وتريد أن تهجم على موسى وأخيه هارون عليهمـا السلام.عندهـا القى موسى عصاه فلقفت ما صنعوا فوقع الحق و بطل ما كان يصنعون. فالله عز و جل هو الذي خلق النواميس و اذا شاء غير الأشياء كما يريـد.
فهـوالذى حول العصا التي كان يحملها موسى الى حية ضخمة فلقفت كل مـا صنـع السحرة . فهو بيده كل شيء. وهو عز وجل الـذي أمر النار المحرقـة أن تكون بردا وسلاما على ابراهيم . وذلك في قوله تعالى ( يا نار كوني بردا و سلاما على ابراهيم) .
فبدلا من أن تحرقه كان في داخلها متنعما يبتسم. فكانت كما أمرت. وهنانجد أن الموقف متشابه جدا مع موقف موسى مع فرعون و السحرة.
اذ أمر الله موسى بقوله(وألق ما في يمينك) فلما ألقاها موسى تحولت الى حية تسعى فنظـر اليها كل مـن في المـوقف فاذا بها تهجم بأمر ربها على كل شيء ألقاه السحرة لقفه وتبلعه والكل ينظر وعلي رأسهم فرعون وملاءه.
فلما رأى السحرة هـذا المنظر المذهل أن عصا واحدة تتحول وتلقف كل ما أتت عليه وهم أرباب السحر وصناعه ورأوا أن الأمر غير عادي وليس من أمر الأسحار في شيء ولا يندرج بحال من الأحوال فيما يصنعون من السحر.
فما كان منهم الا انهم علموا أن مـاجاء به موسى هو الصدق وهو الحق فما كان منهم الا انهم خروا علـى الأرض ساجدين لله مؤمنين بما جاءهم به موسى من الحق ، عندها ظهر الحـق وبطـل الباطل .
و تمثلت هذه القصة في القرآن في قوله تعالى (قالوا ياموسى امـا أن تلقي واما أن نكون أول من ألقى* قال بل ألقوا فاذا حبالهم وعصيهم يخيل اليه من سحرهم أنها تسعى* فأوجس في نفسه خيفة موسى * قلنا لا تخف انك أنت الأعلى * وألقي ما في يمينك تلقف ما صنعوا انما صنعوا كيد ساحر و لا يفلح الساحر حيث أتى ) وفي قوله سبحانه (قال ألقوا فلما ألقوا سحروا اعيـن الناس واسترهـبوهم وجاءوا بسحر عظيم) فكل ما ذكرنـاه آنفا ينـدرج فـي سـحرالتخيل وله صور مختلفة منذ القدم. فما حدث بين موسى عليه السـلام وسحـرة فرعون هذه صورة من الصور القديمة.
وكذا مـا يحد ث عنـد بعض السحـرة في ذلك الوقت، حيـث يحضر أحدهم بقرة ويلتف النـاس حوله ثم يقـوم بسحـرأعينهم ، ويأتي ويقف عند رأس البقرة وتارة عند دبرها فيخيل للناس انـه دخل من فمها وخرج من دبرها.
أ ما يحدث في هذا العصر من أنواع سـحر التـخيل ، فمنه مـا يفعلـه بعـض الحواة كأن يدخل السكين في بطنه ويخرجها من ظهره، أو يضـع المـرأة فـي صندوق ثم يقوم بنشر الصندوق مـن النصف بالمنشار، فتخرج المرأة ولم تصب بأذى.
وكذلك ما يقوم به بعض السحرة من الضحك على السذج و البلـه مـن الناس الذين ليس لديهم الاعتقاد الصـحيح فيوقعونهـم فـي شراكهم و أحابيلهم فيحضرون حقيبة مليئة بورق عادي ، ويحولون هذا الـورق الى نقـود حقيقية فيغررون بـها الناس وبخاصـة مـن أراد الثـراء السريـع ،مشترطين عليهم مبالغ كبيرة من المال فيحولونها مؤقتا، ويراها الناظر علـى أنها نقود وهي في الواقع ورق عادي.
ولكن كما بينـا فأنهم يسحـرون أعيـن الناس فتتغير الحقيقة الى خيال، وعندها تقع الندامة ولات حين مندم .وقد حدثت مثل هذه القصة لكثيرمن الناس في هذا الزمن، وضحك عليهم بملاين الدولارات وكلها خـدع .
الدكتور أبو الحارث
سحر التخيل
وهو أن يعمـد الساحـر الـى القـوى المتخيلـة فيتصرف فيها بنوع من التصرف ويلقى فيها أنواعـا من الخـيالات والمـحاكاة وصورا مما يقصده من ذلك ثم ينزلها الى الحس من الرائيـن بقـوة نفسه الخبيثة المؤثرة فيه فينظرها كأنها فى الخارج وليس هناك شيء من ذلك. وهذا النوع من السحر يستعمل فيه الساحر عنصرين هامين مؤثرين في الخيـال يستطيع بهما أن يتصرف في خيال المسحور كيفما يشاء فيريه ما يريد أن يرى. وهذان العنصران هما:
1 ـ سحر العيون
2 ـ والاسترهاب
واستشهادا على هذا القول من كتاب الله ، قوله عز وجل( قال ألقوا فلمـا ألقـوا سحروا أعين الناس و استرهبوهم وجاءوا بسحر عظيم ) أي جعلوا أعيـن الناس ترى أشياء غير حقيقية وكأنها حقيقية كمثل : أن يرى الانسان التراب يصير ذهبا والحديد يصبح ماء ..
وهذا هو الذي حدث لقوم موسـى، اذ أنهـم رأوا الحبـال والعصي وهي تمشي و هي في واقع الأمر ثابتة جامدة مكانها ولكن بحكـم أنهم سحرت أعينهم صاروا يرونها تتحرك وتسعي .فقوة الخداع للعين والتمويه وخطف الأبصار بالخفة مع التأثير بالخوف كل ذلـك يؤثر في خيال الأنسان المراد سحره حتى يصبح خياله تحت سيطرة الساحر فيريه ما يريده أن يرى ويخيل اليه ما يريد أن يخيله اليه.
لـذا قـال الله عـز وجـل(يخيل اليهم من سحرهم أنها تسعى ) وهذا يعنى أن التخـيل الذي حدث لهـم
انما تم عن طريق السحر. وبالمقابل وحتى يتبين لنا الحق من الباطـل نرى أن موسى عليه السلام دخل هـذه المعركـة هو وأخوه هارون وهما شخصان فقط ضـد أمة الكفر بقيادة فرعون و الذى قيل أن عددهم سبعون الف ساحـر.
ولاتناسب هنا بين الفريقين عدة و عددا و لكن الغلبة لمن كان مع الله ولو اجتمعـت الجن والانس عليه.
و صور لنا القران أن موسى خاف مما رأى عندما ألقي السحرة حبالهم وعصيهم ، وهذا الخوف من طباع البشر ولكن الله ثبت قلبه لكي يعلم الجميع أن القوة العلوية أقوي من السفلية. وأراد الله عـز وجـل بذلك أن يلقن الطاغية المتكبر وقومـه وأمثالهم درسا على مدى الحياة. فأمر رسوله موسى أن يثبت و ذلك في قوله عز وجل(قلنا لا تخف انك أنت الأعلى).
ولكي يمده بالأمن والاطمئنان أمره بقوله عز وجل ( وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا انما صنعوا كيـد ساحـر، ولا يفلـح الساحر حيث أتى ). فعندما جاء هذا الأمر من الله علـم موسـى أنـه منتصـربنصرة الله له. وبدأت المعركة الكبرى وجاء السحـرة واجتمعوا وأخذوا الأمان مـن فرعـون ممنين أنفسهم بما ينتظرهم من الأجر العظيم ان هم انتصروا .
وجاءوا بحـبالهم وعصيهم وجاءوا بسحر عظـيم، سحروا به أعين الناس.
حيث خيل اليهـم ان حبال السحرة تحولت الى حيات ضخمة. فكان كل من في ذلك الموقف يرىهذه الحبـال وهي تسعي وتريد أن تهجم على موسى وأخيه هارون عليهمـا السلام.عندهـا القى موسى عصاه فلقفت ما صنعوا فوقع الحق و بطل ما كان يصنعون. فالله عز و جل هو الذي خلق النواميس و اذا شاء غير الأشياء كما يريـد.
فهـوالذى حول العصا التي كان يحملها موسى الى حية ضخمة فلقفت كل مـا صنـع السحرة . فهو بيده كل شيء. وهو عز وجل الـذي أمر النار المحرقـة أن تكون بردا وسلاما على ابراهيم . وذلك في قوله تعالى ( يا نار كوني بردا و سلاما على ابراهيم) .
فبدلا من أن تحرقه كان في داخلها متنعما يبتسم. فكانت كما أمرت. وهنانجد أن الموقف متشابه جدا مع موقف موسى مع فرعون و السحرة.
اذ أمر الله موسى بقوله(وألق ما في يمينك) فلما ألقاها موسى تحولت الى حية تسعى فنظـر اليها كل مـن في المـوقف فاذا بها تهجم بأمر ربها على كل شيء ألقاه السحرة لقفه وتبلعه والكل ينظر وعلي رأسهم فرعون وملاءه.
فلما رأى السحرة هـذا المنظر المذهل أن عصا واحدة تتحول وتلقف كل ما أتت عليه وهم أرباب السحر وصناعه ورأوا أن الأمر غير عادي وليس من أمر الأسحار في شيء ولا يندرج بحال من الأحوال فيما يصنعون من السحر.
فما كان منهم الا انهم علموا أن مـاجاء به موسى هو الصدق وهو الحق فما كان منهم الا انهم خروا علـى الأرض ساجدين لله مؤمنين بما جاءهم به موسى من الحق ، عندها ظهر الحـق وبطـل الباطل .
و تمثلت هذه القصة في القرآن في قوله تعالى (قالوا ياموسى امـا أن تلقي واما أن نكون أول من ألقى* قال بل ألقوا فاذا حبالهم وعصيهم يخيل اليه من سحرهم أنها تسعى* فأوجس في نفسه خيفة موسى * قلنا لا تخف انك أنت الأعلى * وألقي ما في يمينك تلقف ما صنعوا انما صنعوا كيد ساحر و لا يفلح الساحر حيث أتى ) وفي قوله سبحانه (قال ألقوا فلما ألقوا سحروا اعيـن الناس واسترهـبوهم وجاءوا بسحر عظيم) فكل ما ذكرنـاه آنفا ينـدرج فـي سـحرالتخيل وله صور مختلفة منذ القدم. فما حدث بين موسى عليه السـلام وسحـرة فرعون هذه صورة من الصور القديمة.
وكذا مـا يحد ث عنـد بعض السحـرة في ذلك الوقت، حيـث يحضر أحدهم بقرة ويلتف النـاس حوله ثم يقـوم بسحـرأعينهم ، ويأتي ويقف عند رأس البقرة وتارة عند دبرها فيخيل للناس انـه دخل من فمها وخرج من دبرها.
أ ما يحدث في هذا العصر من أنواع سـحر التـخيل ، فمنه مـا يفعلـه بعـض الحواة كأن يدخل السكين في بطنه ويخرجها من ظهره، أو يضـع المـرأة فـي صندوق ثم يقوم بنشر الصندوق مـن النصف بالمنشار، فتخرج المرأة ولم تصب بأذى.
وكذلك ما يقوم به بعض السحرة من الضحك على السذج و البلـه مـن الناس الذين ليس لديهم الاعتقاد الصـحيح فيوقعونهـم فـي شراكهم و أحابيلهم فيحضرون حقيبة مليئة بورق عادي ، ويحولون هذا الـورق الى نقـود حقيقية فيغررون بـها الناس وبخاصـة مـن أراد الثـراء السريـع ،مشترطين عليهم مبالغ كبيرة من المال فيحولونها مؤقتا، ويراها الناظر علـى أنها نقود وهي في الواقع ورق عادي.
ولكن كما بينـا فأنهم يسحـرون أعيـن الناس فتتغير الحقيقة الى خيال، وعندها تقع الندامة ولات حين مندم .وقد حدثت مثل هذه القصة لكثيرمن الناس في هذا الزمن، وضحك عليهم بملاين الدولارات وكلها خـدع .
الدكتور أبو الحارث