بسم الله الرحمن الرحيم
كيف تأنس بالله تعالى ؟؟
إن السائر الى الله لايتمكن من سيره الى ربه ، ولايرتقي في منازل الآخرة، الااذا أحس بالأنس بالله تعالى
واستشعر توفيقه ومعيته له، والا كيف يسير الى الله من لم يأنس قلبه بالله ويفرح بقربه و يتلذذ بمناجاته.
هل ذقت حلاوته ؟ .. وما هي أسبابه ؟
وهذا شيئ عزيز في هذا الزمان ، لا يعرفه إلا الخلَص من عباد الله تعالى .
· والأنس بالله يحصل بأمور :
1- الإستماع إلى تلاوة القرآن بصوت حزين وجميل .
2- ويحصل الأنس بالطاعة والقرب من الله تعالى ، فكل مطيع مستأنس .. وكل عاصٍ مستوحش ،
وكما قيل : فإن كنت قد أوحشتك الذنوب .. فدعها إذا شئت واستأنس .
3- ويحصل الأنس بالله بكثرة الذكر من التسبيح والتهليل ، وسائر الأذكار .
4- حاول أن تعوَد نفسك على أمور :
- قيام الليل .. فتصلي إحدى عشر ركعة ، فإن لها تأثيراً عجيباً في الأنس مع الله .
- الإطالة في الصلاة وبالذات في السجود .. وقلما يجد العبد الأنس بالله إذا كانت صلاته خفيفة وسريعة ،فإنها دليل على عدم أنسه بربه .
- الجلوس بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس
واستغلال ذالك الوقت بالأذكار و قراءة القرآن .
- حاول أن تكون أول من يذهب إلى المسجد ، وآخر من يخرج منه .
- حاول أن تجلس بين المغرب والعشاء في المسجد
لقراءة القرآن أو لحضور درس أو لذكر الله تعالى ، واستغل وقتك في أي طاعة من الطاعات فذاك عمرك الحقيقي فاحرص عليه.
- الخلوة الشرعية :
والمقصود بها أن تختلي بنفسك كل يوم لذكر الله و دعائه و استغفاره و عبادته ومحاسبة نفسك ،
فلا بد أن تكون لك كل يوم ساعات تختلي بها مع ربك و تبتعد عن الناس .
· قال مسروق بن الأجدع رحمه الله : إن المرء لحقيق أن يكون له مجالس يخلو فيها ، فيذكر فيها ذنوبه ، فيستغفر منها .
علق قلبـك بالله تعالى وحده :
قال ابن القيم رحمه الله تعالى :
1-اذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله .
2-واذا فرحوا بالدنيا فافرح أنت بالله .
3-واذا انسوا بأحبابهم فاجعل أنسك بالله .
4-واذا تعرفوا الى ملوكهم وكبرائهم وتقربوا اليهم لينالوا بهم العزة والرفعة
فتعرف أنت الى الله وتودد اليه تنل بذلك غاية العز والرفعة .
قال ذو النون المصري رحمه الله :
« دلائل أهل المحبة لله أن لا يأنس بسوى الله ، ولا يستوحش مع الله لأن حب الله إذا سكن في القلب آنس بالله.
قال الفضيل بن عياض رحمه الله:
طوبى لمن استوحش من الناس وكان الله أنيسه، وبكى على خطيئته،
- كيف يقوى أنسك بالله تعالى :
· وكلما كثرت طاعات العبد وعبادته لله ، كثر أنسه وفرحه بقربه من الله .. والعكس بالعكس .
· قال أفضل التابعين أويس القرني رحمه الله : ما كنت ارى ان أحداً يعرف ربه فيأنس بغيره .
حكمة : من آنسه قرآة القرآن لم توحشه مفارقة الإخوان .
مشكلة واقعية وعلاجها :
- يعاني كثير من الناس من ضيق الصدر
والوحشة إذا جلس وحده ، فهو يطلب من يجلس معه دائما حتى يؤنس وحشته ويُذهب همه.
- والسبب في ذلك :
هو ضعف الأنس بالله وقلة الصلة به سبحانه وتعالى ، ولو كان هذا الإنسان عنده أنس بالله
وبذكره لما استوحش من الجلوس وحده ، فهو يقضي وقته بين ذكر الله تعالى والصلاة ، وقرآة القرآن ومطالعة الكتب النافعة المفيدة .
- وقد كان بعض العلماء يجلس وحده الساعات الطويلة
بل الأيام في مكتبته يقرأ ويبحث ولا يشعر بالوحشة والملل ، وهومنهمك في طاعة ربه ،
ويضيق صدره إذا شغله أحد عن القراءة أو العبادة ، كل ذلك دليل على قوة أنسه بربه وشدة اتصاله به .
· فرصة للتدريب :عندما تكون وحدك في السيارة حاول أن تغتنم الفرصة و تدرب نفسك على الأنس بالله تعالى ،
وذلك عن طريق ( كثرة ذكر الله ، والاستغفار ، والدعاء ، وقراءة القرآن ) .
- كان الحسن البصري رحمه الله :
إذا لم يجد أحدا ولم يكن مشغولا ، يقول : سبحان الله وبحمده .
· قيل لبعض الصالحين ألا تستوحش وحدك ؟
قال : كيف أستوحش وهو يقول : { فاذكروني أذكركم }.
· صور من حياة المستأنسين بالله :
- كان الفضيل بن عياض يقول :
أفرح بالليل بمناجاة ربي ، وأكره النهار للقاء الخلق .
- قيل لعامر بن عبد قيس :
أما تسهو في صلاتك ؟قال:أوحديث أحب إلي من القرآن حتى أشتغل به .
أوصت امرأة من السلف أولادها فقالت لهم : تعودوا حب الله وطاعته ، فإن المتقين ألفوا الطاعة
فاستوحشت جوارحهم من غيرها ، فإن عرض لهم الشيطان بمعصيته مرت المعصية بهم محتشمة فهم لها منكرون .