فساد الوقت:
لا يكون بذهاب أعدادهم؛ ولا بنقص أمدادهم, ولكن إذا فسد الوقت كان مراد الله وقوع اختفائهم مع وجود بقائهم, فإذا كان أهل الزمان معرضين عن الله عز وجل, مؤثرين لما سوى الله, لا تنجع (أي لا تنجح) فيهم الموعظة, ولا تميلهم إلى الله التذكرة, لم يكونوا أهلًا لظهور أولياء الله فيهم.
ولذلك قالوا: أولياء الله عرائس, ولا يرى العرائس المجرمون, ثم قال: وقد قال صلى الله عليه وسلم:
(إذا رأيت شحاً مطاعاً, وهوى متبعاً, ودنيا مؤثرة, وإعجاب كل ذي رأي برأيه: فعليك بخويصة نفسك)
فسمعوا وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم, فآثروا الخفاء, بل آثره الله لهم, مع أنه لا بد أن يكون منهم في الوقت أئمة ظاهرون قائمون بالحجة, سالكون الحجة؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق, لا يضرهم من ناوأهم إلى قيام الساعة).
وقال قال علي كرم الله وجهه في مخاطبته لكميل بن زياد: (اللهم لا تخل الأرض من قائم لك بحجتك, أولئك الأقلون عددا, الأعظمون عند الله قدراً, قلوبهم معلقة بالمحل الأعلى؛ أولئك خلفاء الله في عباده وبلاده.. آه. آه. واشوقاه إلى رؤيتهم).
وروى الإمام الرباني محمد بن علي الترمذي, يرفعه إلى ابن عمر رضي الله عنهما: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمتي كالمطر لا يدري أوله خير أم آخره).
و اعلم جعلك الله من خاصته عباده، و عرفّك لطائف وداده، أنه سواء منهم الظاهر و الخفي، و الصدّيق و الولي، فساد الوقت لا يكدر أنوارهم، و لا يحط مقدارهم؛ لأنهم مع المؤقت لا مع الأوقات. و من كان مع المؤقت لا يتغير بتغيير الوقت شيئًا و من كان مع الوقت تغير بتغيره و تكدر بتكدره.
و قال الإمام أبو عبد الله الترمذي رضي الله عنه : الناس صنفان صنف منهم عمال الله يعبدونه على البر و التقوى فهم يحتاجون إلى خير الزمان و إقباله و دولة الحق؛ لأن تأييدهم من ذلك. و صنف منهم أهل اليقين فيعبدون الحق على وفاء التوحيد عن كشف الغطاء و قطع الأسباب.
فهم غير ملتفتين إلى إقبال الزمان و إدباره و لا يغيرهم إدباره و هو قول النبي -صلى الله عليه و سلم- :
"إن لله عبادًا يغذوهم برحمته، يحييهم في عافيته، تمر بهم الفتن كقطع الليل المظلم لا تضرهم"
و قوله صلى الله عليه و سلم:
"تكون في أمتي فتن لا ينجو منها إلا من أحياه الله بالعلم."
لا يكون بذهاب أعدادهم؛ ولا بنقص أمدادهم, ولكن إذا فسد الوقت كان مراد الله وقوع اختفائهم مع وجود بقائهم, فإذا كان أهل الزمان معرضين عن الله عز وجل, مؤثرين لما سوى الله, لا تنجع (أي لا تنجح) فيهم الموعظة, ولا تميلهم إلى الله التذكرة, لم يكونوا أهلًا لظهور أولياء الله فيهم.
ولذلك قالوا: أولياء الله عرائس, ولا يرى العرائس المجرمون, ثم قال: وقد قال صلى الله عليه وسلم:
(إذا رأيت شحاً مطاعاً, وهوى متبعاً, ودنيا مؤثرة, وإعجاب كل ذي رأي برأيه: فعليك بخويصة نفسك)
فسمعوا وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم, فآثروا الخفاء, بل آثره الله لهم, مع أنه لا بد أن يكون منهم في الوقت أئمة ظاهرون قائمون بالحجة, سالكون الحجة؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق, لا يضرهم من ناوأهم إلى قيام الساعة).
وقال قال علي كرم الله وجهه في مخاطبته لكميل بن زياد: (اللهم لا تخل الأرض من قائم لك بحجتك, أولئك الأقلون عددا, الأعظمون عند الله قدراً, قلوبهم معلقة بالمحل الأعلى؛ أولئك خلفاء الله في عباده وبلاده.. آه. آه. واشوقاه إلى رؤيتهم).
وروى الإمام الرباني محمد بن علي الترمذي, يرفعه إلى ابن عمر رضي الله عنهما: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمتي كالمطر لا يدري أوله خير أم آخره).
و اعلم جعلك الله من خاصته عباده، و عرفّك لطائف وداده، أنه سواء منهم الظاهر و الخفي، و الصدّيق و الولي، فساد الوقت لا يكدر أنوارهم، و لا يحط مقدارهم؛ لأنهم مع المؤقت لا مع الأوقات. و من كان مع المؤقت لا يتغير بتغيير الوقت شيئًا و من كان مع الوقت تغير بتغيره و تكدر بتكدره.
و قال الإمام أبو عبد الله الترمذي رضي الله عنه : الناس صنفان صنف منهم عمال الله يعبدونه على البر و التقوى فهم يحتاجون إلى خير الزمان و إقباله و دولة الحق؛ لأن تأييدهم من ذلك. و صنف منهم أهل اليقين فيعبدون الحق على وفاء التوحيد عن كشف الغطاء و قطع الأسباب.
فهم غير ملتفتين إلى إقبال الزمان و إدباره و لا يغيرهم إدباره و هو قول النبي -صلى الله عليه و سلم- :
"إن لله عبادًا يغذوهم برحمته، يحييهم في عافيته، تمر بهم الفتن كقطع الليل المظلم لا تضرهم"
و قوله صلى الله عليه و سلم:
"تكون في أمتي فتن لا ينجو منها إلا من أحياه الله بالعلم."