كيف تحافظ على السر؟
يحكى أن ملكاً كان يقتل كل حلاق يأتي به ليقص شعره ، ومرت الأيام وبات الحلاقون يطلبون من الله أن لا يكونوا ممن يطلبهم الملك لأن النهاية هي أن تختفي ولا أحد يعرف أين تذهب ، وكان هناك حلاق شاب عرفه الناس لكونه شخصاً بسيطاً طيباً يعمل على خدمة أمه الكبيرة في العمر.
فذهب لفتح محله ووجد هناك رجلين من القصر قادمين لأخذه كي يحلق
للملك شعره ، ارتعدت فرائسه وبدأ في البكاء ، ودخل إلى الملك باكياً فاقداً
أعصابه فسأله ما بك؟
فأجاب الحلاق : كل من جاء هنا ليحلق لك لم يعد حياً ... وتقول لي ما بك؟
فقال الملك : لكنك ستعود حياً لأنني علمت ما تفعله مع أمك من خير.
ابتسم الحلاق وقال له : شكراً شكراً ايها الملك العظيم
فقال الملك مقاطعاً إياه : لكن هناك سر يجب أن تحفظه
فسأل الحلاق مرعوباً : وما هو؟
قال الملك : ستعرف عندما تحلق لي
اقترب الحلاق ونزع عن الملك القبعة التي اشتهر بها وكانت تخفي أذنيه
وشعره ، وتفاجىء من المنظر الذي رآه ... أذنا الملك كبيرتان جداً وطويلتان
بشكل يثير العجب.
قال له الملك : عرفت السر؟
قال له الحلاق : نعم
فهدد الملك بوضوح : في اليوم الذي يخرج به السر إلى أحد هو اليوم الذي
ستموت به أنت وأمك أيضاً.
أقسم الحلاق على الوفاء وقام بحلق شعر الملك ووظبه وعاد إلى بيته.
مرت الأيام والحلاق يتصارع مع سره الذي آذاه كثيراً ، وكلما سمع أحدهم
يتحدث عن قبعة الملك كان يتمنى أن يهم ويخبره بالسر لهذه القبعة ولكنه
يتذكر الوعيد بموته وموت أمه فيصمت ، وأثناء تلك الفترة كان يزور الملك
أكثر ويقص شعره ويذكره الملك بالتهديد أن يقتله وأمه لو خرج السر.
مرت سنة كاملة ولم يستطع الرجل التمسك بالسر أكثر ، فقد أصبح يصاب
بصداع قاتل من كثرة التفكير فيه فقرر زيارة حكيم البلدة وقال له : " لدي
سر قاتل لا أريد إخراجه لإنسان ، لكنني قد أموت من كثر حفظي له".
فقال له الحكيم : السر لو خرج منك لشخص أخر لم يعد سراً .. لكن هناك
نصيحة جميلة لك ، اذهب وحدث الأشجار والبحر فيه وعندها ترتاح وهي
أشياء لا تسمع ولا تتكلم.
ذهب الحلاق إلى بحر بعيد عن القرية وجلس على الشاطىء ، وهناك بدأ يكلمه بالسر وأخبره بقصة أذني الملك ... ثم اتجه إلى شجرة فأحدث فيها ثقباً كبيراً وأدخل وجهه فيه وتحدث إليها بالسر وعاد إلى بيته مسروراً مرتاحاً نفسياً.
وفي الصباح استيقظ على طرق الباب من قبل جنود الملك وهم غاضبين جداً
، فأخذوه إلى الملك مكبلاً وقاموا بضربه على الطريق ، وعندما وصل إلى
الملك سأله الأخير : " لماذا أفشيت السر؟".
فأجابه الحلاق مقسماً أنه لم يفعل وأنه لم يخبر أحداً... فقال له الملك لقد
فعلت وأخبرت الجميع.
انتفض الحلاق : أنا؟؟ والله لم أفعل
فقال له الملك لقد فعلت ولكن بطريقة غير مباشرة ، ثم طلب من الجنود أن
يوثقوه فأخذوه إلى البحر وهناك كانت الصدمة ...أناس كثر حول البحر وهو
يحدثهم بالسر .. صدى الصوت يخرج بشكل كبير عبر موجات البحر ... ثم
أخذوه إلى الشجرة فوجد نفس المنظر.
فقال له الملك : السر لو خرج منك لم يعد سراً ، ولو لم تستطع أنت الحفاظ
على سرك فلا تتوقع من الأخرين أن يفعلوا.
في النهاية ، عفا الملك عن الحلاق وخرج للشعب وأخبرهم بسر القبعة لأنه
لم يعد من المنطق إخفاؤه.
فذهب لفتح محله ووجد هناك رجلين من القصر قادمين لأخذه كي يحلق
للملك شعره ، ارتعدت فرائسه وبدأ في البكاء ، ودخل إلى الملك باكياً فاقداً
أعصابه فسأله ما بك؟
فأجاب الحلاق : كل من جاء هنا ليحلق لك لم يعد حياً ... وتقول لي ما بك؟
فقال الملك : لكنك ستعود حياً لأنني علمت ما تفعله مع أمك من خير.
ابتسم الحلاق وقال له : شكراً شكراً ايها الملك العظيم
فقال الملك مقاطعاً إياه : لكن هناك سر يجب أن تحفظه
فسأل الحلاق مرعوباً : وما هو؟
قال الملك : ستعرف عندما تحلق لي
اقترب الحلاق ونزع عن الملك القبعة التي اشتهر بها وكانت تخفي أذنيه
وشعره ، وتفاجىء من المنظر الذي رآه ... أذنا الملك كبيرتان جداً وطويلتان
بشكل يثير العجب.
قال له الملك : عرفت السر؟
قال له الحلاق : نعم
فهدد الملك بوضوح : في اليوم الذي يخرج به السر إلى أحد هو اليوم الذي
ستموت به أنت وأمك أيضاً.
أقسم الحلاق على الوفاء وقام بحلق شعر الملك ووظبه وعاد إلى بيته.
مرت الأيام والحلاق يتصارع مع سره الذي آذاه كثيراً ، وكلما سمع أحدهم
يتحدث عن قبعة الملك كان يتمنى أن يهم ويخبره بالسر لهذه القبعة ولكنه
يتذكر الوعيد بموته وموت أمه فيصمت ، وأثناء تلك الفترة كان يزور الملك
أكثر ويقص شعره ويذكره الملك بالتهديد أن يقتله وأمه لو خرج السر.
مرت سنة كاملة ولم يستطع الرجل التمسك بالسر أكثر ، فقد أصبح يصاب
بصداع قاتل من كثرة التفكير فيه فقرر زيارة حكيم البلدة وقال له : " لدي
سر قاتل لا أريد إخراجه لإنسان ، لكنني قد أموت من كثر حفظي له".
فقال له الحكيم : السر لو خرج منك لشخص أخر لم يعد سراً .. لكن هناك
نصيحة جميلة لك ، اذهب وحدث الأشجار والبحر فيه وعندها ترتاح وهي
أشياء لا تسمع ولا تتكلم.
ذهب الحلاق إلى بحر بعيد عن القرية وجلس على الشاطىء ، وهناك بدأ يكلمه بالسر وأخبره بقصة أذني الملك ... ثم اتجه إلى شجرة فأحدث فيها ثقباً كبيراً وأدخل وجهه فيه وتحدث إليها بالسر وعاد إلى بيته مسروراً مرتاحاً نفسياً.
وفي الصباح استيقظ على طرق الباب من قبل جنود الملك وهم غاضبين جداً
، فأخذوه إلى الملك مكبلاً وقاموا بضربه على الطريق ، وعندما وصل إلى
الملك سأله الأخير : " لماذا أفشيت السر؟".
فأجابه الحلاق مقسماً أنه لم يفعل وأنه لم يخبر أحداً... فقال له الملك لقد
فعلت وأخبرت الجميع.
انتفض الحلاق : أنا؟؟ والله لم أفعل
فقال له الملك لقد فعلت ولكن بطريقة غير مباشرة ، ثم طلب من الجنود أن
يوثقوه فأخذوه إلى البحر وهناك كانت الصدمة ...أناس كثر حول البحر وهو
يحدثهم بالسر .. صدى الصوت يخرج بشكل كبير عبر موجات البحر ... ثم
أخذوه إلى الشجرة فوجد نفس المنظر.
فقال له الملك : السر لو خرج منك لم يعد سراً ، ولو لم تستطع أنت الحفاظ
على سرك فلا تتوقع من الأخرين أن يفعلوا.
في النهاية ، عفا الملك عن الحلاق وخرج للشعب وأخبرهم بسر القبعة لأنه
لم يعد من المنطق إخفاؤه.