الكشف والعلاجات والاستشارات الاتصال بالشيخ الدكتور أبو الحارث (الجوال):00905397600411
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
X

الحزن والفرح

مملكة المواضيع العامة

 
  • تصفية
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

    لست داعياً الى الحزن المطلق ولا الى ان يجلس المرء طول وقته يبكي رغم ان هذا الحال هو موافق في هذا الزمان ومنسجم مع الكيفية التي تعيشها الأُمّة الإسلامية ولكن أُريد في هذا المقام أن أسأل ، هل نضحك أم نبتسم ونقضي أوقاتاً في اللغو الذي لا نفع فيه ؟ وهل يجوز أن نسيغرق في الضحك بحجة أن الحياة تحتاج الى ابتسامة ؟؟ وأي حياة نبتسم لها ، هل هي الدُّنيا الفانية أم الآخرة الخالدة ؟ ، كل هذه الأسئلة تجعلنا نقف عند مفترق طرق نجد أنفسنا بحاجة الى من يأخذ بأيدينا الى سبيل الله حيث يقع أحدنا في المشتبه من السبل من حيث لا يدري ، وعلى كل واحد من هذه السبل المتشابهه شيطان يدعوا ، فأقول ان فعل المرء المسلم وقوله يحتمل ثلاث أمور وهي :
    1. إما ان يقربه الى الله تعالى .
    2. إما ان يجعله باقيا على ماهو عليه( لا يُقَرِّب ولا يُبعد ).
    3. او ان يبعده عن الله تعالى .
    وهذا يعني ان الفوز برضاء الله تعالى لا يحققه إلاّ الفعل أو القول الذي يقربنا اليه جلَّ وعلا ، وعليه فلو عرضنا قول المزاح أو فعل الضحك على كتاب الله وسُنَّة نبيه صلّى الله تعالى عليه وعلى آله وسلّم لتبين لنا حقيقة هذا الأمر ،فلو عرضنا المزاح والضحك على قول الله تعالى { وما خلقت الجِنَّ والإنسَ إلاّ لِيعبدون }[ الذاريات : 56 ] لبات لنا واضحاً ان المزاح والضحك لا يدخل في هذه الآية لانها لا تدخل في المسائل التعبدية ، ثم انت إذا عرضت المزاح وذكر الله على ميزان الحقِّ سبحانه وتعالى القائل { إنَّ الله لا يحبُّ الفرحين }[ القصص : 28 ] وتدبرت الأمر ملياً لأدركرت جيداً أن ذكر الله أنفع لك من المزاح ، فخذ بالأنفع ، وإذا كان أحد يحتج بابتسامة قد ابتسمها أشرف خلق الله سيدنا رسول الله صلّى الله تعالى عليه وعلى آله وسلّم ، فأقول ، نعم ، عندما تُبشَّر بالمغفرة لما تقدم من ذنبك وما تأخر ، ابتسم ، وعندما تكون متأسيا برسول الله صلّى الله تعالى عليه وعلى آله وسلّم ولا يهدأ لك بال إلاّ باتباعه صلّى الله تعالى عليه وعلى آله وسلّم القائل (( لو علمتم ما أعلم لبكيتم كثيراً وضحكتم قليلاً ))[ رواه البخاري ومسلم وأحمد ]، عندها سيكون لك ان تبتسم للحياة ، ولكن أي حياة ؟؟ بالتأكيد هي الحياة الآخرة لأنها حياة خلد ، أما الفناء فإنه لا يستحق ان يلتفت أحدنا إليه وبدلاً من أن تُفنى ذات المرء في حبِّ الدنيا وزينتها ولهوِها ولغوِها ، فليكن حريصاً على ان تُفنى في محبَّة خالقها ومحبَّة لقاءه سبحانه القائل { وفَرِحوا بالحياةِ الدُّنيا وما الحياةِ الدُّنيا في الآخرةِ إلاّ مَتاع }[ الرعد : 26 ] . والفرح الّذي شرعه الله تعالى لعباده هو فرح الألطاف الإلهية حيث قال تعالى { قُلْ بِفضلِ اللهِ وبِرحمتِهِ فبِذلكَ فَليَفرَحوا هو خيرٌ مما يجمَعون }[ يونس : 58 ] ،وهذا بالتأكيد لا يقودك الى معنى جواز اطلاق حال الفرح أو الإستغراق في الضحك لأن حال المسلم هو مابين الخوف والرجاء ، فالخوف يقودك الى تدبر عقاب الله تعالى والندم على ما فرطت به من سنين عمرك ، والبكاء في التوسل الى الله تعالى طالباً العفو والمغفرة ، أما الرجاء فهو حُسن الظنِّ بالله تعالى وبعظيم رحمته ومغفرته التي من الواجب مقابلتها بالشكر والحمد والوقوف بين يديه بتذلُلٍ وانكسار ، أرأيت إن وقف أحدنا أمام أحد سلاطين الدّنيا وهو يعطيك شيئاً مما قد قسمه الله لك ، فهل تقف ضاحكاً مازحاً ، بالطبع لا ، لأن ذلك قد يؤدي الى هلاكك ، فكيف وأنت تقف بين يدي ملك الملوك .
    وما ورد في هذا الأمر في السُّنَّة النبوية الشريفة يبين لنا إن المزاح والضحك أمر مباح عندما لا تجلب أذىً لصاحبها أو لغيره وبالتأكيد فإنَّ الإكثار من المزاح يفقد الهيبة وفي ذلك ضرر على المرء المسلم إضافة لما قد تسببه من إيذاء الغير وفي ذلك قال رسول الله صلّى الله تعالى عليه وعلى آله وسلّم (( لا تمار أخاك ولا تمازحه ولا تعده موعدةً فتُخلِفه ))[ الترمذي ] ، ثم ، هل نضحك أم نبتسم ؟؟ سؤال تجيبنا عليه أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها حيث قالت الحزن والفرح ما رأيت النَّبي صلّى الله تعالى عليه وسلّم مستجمعاً قط ضاحكاً حتى أرى لهواته ، إنما كان يبتسم )[رواه البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجه وابو داود وأحمد] ،
    ومستجمعا : مبالغ في الضحك منخرطاً فيه ، و لهواته : جمع لهاة وهي اللحمة المعلقة في أعلى الحنك .
    ربَّنا آتنا في الدُّنيا حَسَنَةً وفي الآخرةِ حَسَنَةً وقِنا عَذابَ النّارِ
    لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا
    مواضيع ذات صلة

    #2
    تسلم
    بارك اللة فيك
    تعليق

      #3
      الدكتور أبو الحارث
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم صل وسلم على محمد وال محمد
      السلام عليك دكتورنا الغالي ابو الحارث
      جزاكم الله أفضل الجزاء على هذه المقالة العظيمة وما فيها من نصائح ودروس من اجل ان تنفع بها أعضاء مملكتنا الغالية وفي بداية تكوين المنتدى ولكن وبرغم من مرور هذه السنين عليها الا أنها تعكس واقع الحال الذي يمر به الانسان اليوم وهذا ان دل على شيء فانه يدل على فراستك للمستقبل
      بارك الله فيك وجعلها الله في ميزان حسناتكم ان شاءالله
      ​​​​​​​تحياتي لك واشواقنا الى طلتكم على المنتدى
      اللهم متعنا بنعمتين نعمة الصحة ونعمة الدين
      تعليق
      يتصفح هذا الموضوع الآن
      تقليص

      المتواجدون الآن 1. الأعضاء 0 والزوار 1.

      يعمل...
      X