مكارم الأخلاق.
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين.
كل ما احتواه الاسلام من تربية اخلاقية ودينية كان جزأ غالبا منها موجودا لدى العرب.
فالحبيب محمد صلوات الله عليه يقول ما بعثت إلا لأتمم مكارم الاخلاق،فالاخلاق حجر الزاوية في التدين،فليس من المنطق ان يلتزم المرء بالعباده ويغفل الأخلاق،فالمسلم يتوجب ان يكون متهذبا وذو سلوك اخلاقي يضرب به المثل.
ومن الاخلاق الفاضله (الكرم) وله مظاهر متعدده.
من تلك المظاهر إكرام الضيف،وهذه القصه تتضمن الكرم ولا تخلوا من الطرفه والفكاهه.
ساسردها على لسان الاستاذ الراحل الاديب العربي اللبناني الكبير أمين الريحاني حين زار اليمن في عام1922م.
يقول(بعد خروجه من لحج توجهة رحلته الى سلطنة الحواشب والتي كان يسكن سلطانها بمنطقة المسيمير،حينها كانت احدى السلطنات الخاضعه للاحتلال البريطاني لجنوب اليمن وتعتبر حامية على الحدود مع مملكة الأئمة انذاك.
بعد استقبال حار وحسن ضيافة والمقام وبعد تبادل الحديث ليلا وقبل ذهابنا لأماكن النوم المعدة لنا سلفا بقصر السلطان الحوشبي ودعنا السلطان شاكرين حسن الضيافة والحفاوة وأعلمناه بأننا عازمون على الرحيل باكرا،كي لا نكلفه عناء المشقه للنهوض باكرا وتوديعنا ثانية.
فهمنا انه قبل ذالك،وفي الصباح قبل بزوغ الشمس استيقضنا كما استيقض الخدم بالقصر،وحدث أمرا دهشنا بل ذعرنا لمافيه من الغرابة.
كنا مقيمين في جناح قبالة جناح الذي يسكنه الحريم وبيننا حوش الذي كان فيه الركائب والخدم،فسمعنا بغتة أن إناء فخار تكسر فضننا انه وقع من السطح ولاكن إناء اخر لحق به،فرأيناه رمي به ولم نرا الرامي،اصاب احد العساكر فرفع صوته شاكيا ثم لحقت جفنه ثم قطعة اخرى تحطمت بين اقدام البغال،فعلت الضجه في الحوش،وسمعنا رجالا يصيحون هن يطردوننا عجلوا ياناس هذه ضيافة ابن مانع عجلوا بالرحيل.
خرجت ورفيقي فركبنا وسرنا نتقدم الحمله نزلنا الجبل فالسهل الى النهر،وقلبينا اقول وقلبي ولا اتهم رفيقي يختلج حنقا ورعبا.
ضننا انا بعدنا عن الخطر وعن ضيافة صاحب السمو الحوشبي،وقبل تجاوز النهر سمعنا اصواتا تنادي توقفوا توقفوا،فلم نقف فاطلقوا انذاك طلقات من بنادقهم،طلقات متعدده،فقلت لرفيقي هذا هو الخطر هذي هي الساعه قد دنت.
فلما اقتربوا منا إذاهم خدم السلطان يحملون على رؤوسهم الاطباق ومعهم بعض العساكر،جاءوا بالفطور.
كيف نسافر قبل ان نفطر،وكيف نسافر قبل ان نودع السلطان الذي نهض باكرا لاجل توديعنا.
سألناهم عن الفخار الذي رمونا به،فأخبرونا ان السلطانه وهي في خدرها رأتنا من على السطح ونحن بأهبة الرحيل وهي نهضة باكرا لاجل تنبيه الخدم لاعداد الفطور،فارادت تنبيه الخدم دون ان نسمع صوتها او ان نراها فرمتهم بالفخار تستفيقهم لينهضوا لتجهيز الطعام.
ثم امرتهم ان يلحقوا بنا واذا لن نقف يطلقوا علينا الرصاص.
أكثر الله أيتها السلطانة من فخارك ،وجعلنا ألسنة فخارك،إنك في الضيافة شاعرة الاقران وفي البلاد العربية فريدة الزمان كيف لا وانت السيف في اكرام الضيف تضربين من اجلنا الكسل وتلحقيننا بالعسل.
تروعين أيتها الحوشبية الألمعية ولا تجوعين.
قد كنت حديثنا وموضوع اعجابنا في بلاد الزيود)
مقتبس من كتاب ملوك العرب لامين الريحاني.
فيتوجب الحفاظ على كل حسن من موروث لاباءنا واجدادنا ولا تسقط امام عواصف التغيير العلماني.
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين.
كل ما احتواه الاسلام من تربية اخلاقية ودينية كان جزأ غالبا منها موجودا لدى العرب.
فالحبيب محمد صلوات الله عليه يقول ما بعثت إلا لأتمم مكارم الاخلاق،فالاخلاق حجر الزاوية في التدين،فليس من المنطق ان يلتزم المرء بالعباده ويغفل الأخلاق،فالمسلم يتوجب ان يكون متهذبا وذو سلوك اخلاقي يضرب به المثل.
ومن الاخلاق الفاضله (الكرم) وله مظاهر متعدده.
من تلك المظاهر إكرام الضيف،وهذه القصه تتضمن الكرم ولا تخلوا من الطرفه والفكاهه.
ساسردها على لسان الاستاذ الراحل الاديب العربي اللبناني الكبير أمين الريحاني حين زار اليمن في عام1922م.
يقول(بعد خروجه من لحج توجهة رحلته الى سلطنة الحواشب والتي كان يسكن سلطانها بمنطقة المسيمير،حينها كانت احدى السلطنات الخاضعه للاحتلال البريطاني لجنوب اليمن وتعتبر حامية على الحدود مع مملكة الأئمة انذاك.
بعد استقبال حار وحسن ضيافة والمقام وبعد تبادل الحديث ليلا وقبل ذهابنا لأماكن النوم المعدة لنا سلفا بقصر السلطان الحوشبي ودعنا السلطان شاكرين حسن الضيافة والحفاوة وأعلمناه بأننا عازمون على الرحيل باكرا،كي لا نكلفه عناء المشقه للنهوض باكرا وتوديعنا ثانية.
فهمنا انه قبل ذالك،وفي الصباح قبل بزوغ الشمس استيقضنا كما استيقض الخدم بالقصر،وحدث أمرا دهشنا بل ذعرنا لمافيه من الغرابة.
كنا مقيمين في جناح قبالة جناح الذي يسكنه الحريم وبيننا حوش الذي كان فيه الركائب والخدم،فسمعنا بغتة أن إناء فخار تكسر فضننا انه وقع من السطح ولاكن إناء اخر لحق به،فرأيناه رمي به ولم نرا الرامي،اصاب احد العساكر فرفع صوته شاكيا ثم لحقت جفنه ثم قطعة اخرى تحطمت بين اقدام البغال،فعلت الضجه في الحوش،وسمعنا رجالا يصيحون هن يطردوننا عجلوا ياناس هذه ضيافة ابن مانع عجلوا بالرحيل.
خرجت ورفيقي فركبنا وسرنا نتقدم الحمله نزلنا الجبل فالسهل الى النهر،وقلبينا اقول وقلبي ولا اتهم رفيقي يختلج حنقا ورعبا.
ضننا انا بعدنا عن الخطر وعن ضيافة صاحب السمو الحوشبي،وقبل تجاوز النهر سمعنا اصواتا تنادي توقفوا توقفوا،فلم نقف فاطلقوا انذاك طلقات من بنادقهم،طلقات متعدده،فقلت لرفيقي هذا هو الخطر هذي هي الساعه قد دنت.
فلما اقتربوا منا إذاهم خدم السلطان يحملون على رؤوسهم الاطباق ومعهم بعض العساكر،جاءوا بالفطور.
كيف نسافر قبل ان نفطر،وكيف نسافر قبل ان نودع السلطان الذي نهض باكرا لاجل توديعنا.
سألناهم عن الفخار الذي رمونا به،فأخبرونا ان السلطانه وهي في خدرها رأتنا من على السطح ونحن بأهبة الرحيل وهي نهضة باكرا لاجل تنبيه الخدم لاعداد الفطور،فارادت تنبيه الخدم دون ان نسمع صوتها او ان نراها فرمتهم بالفخار تستفيقهم لينهضوا لتجهيز الطعام.
ثم امرتهم ان يلحقوا بنا واذا لن نقف يطلقوا علينا الرصاص.
أكثر الله أيتها السلطانة من فخارك ،وجعلنا ألسنة فخارك،إنك في الضيافة شاعرة الاقران وفي البلاد العربية فريدة الزمان كيف لا وانت السيف في اكرام الضيف تضربين من اجلنا الكسل وتلحقيننا بالعسل.
تروعين أيتها الحوشبية الألمعية ولا تجوعين.
قد كنت حديثنا وموضوع اعجابنا في بلاد الزيود)
مقتبس من كتاب ملوك العرب لامين الريحاني.
فيتوجب الحفاظ على كل حسن من موروث لاباءنا واجدادنا ولا تسقط امام عواصف التغيير العلماني.