الروح الصوفيه وطيرانها الى ملكوت السماء وصولا الى العرش.
بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله واله وصحبه ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين.
الاحبة جميعا احباب مملكة اسرار الطيبون السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
لطالما سعى الكثير منا لبلوغ ينابع الاسرار وارتشاف نخبها ولو غرفتة بيده.
وكم هي كثيرة الطرق والدهاليز المؤدية الى تلك الينابيع المحفوفة بالرغبة والرهبة والقلة من يسلكون الطريق الصحيح والبعض تتخطفه طيور ابليس فيقع في انفاق عالمه المظلم لينغمس في ينابعه الحاره ويعتد بسلاحه الضعيف،ويرتدي رداء التصوف زورا ويتقمص وجه الصالح تنمقا ولايدري انه وقع في مستنقع الشيطان وحاق به فلامناص له الا بالرجوع الى ربه.
وكما اسلفت هناك عدد من الطرق مثبوتا صحتها لاتحيد عن المنهج والكتاب والسنة قيد أنمله.
ويمكننا اليوم أن نتأمل واقعا ممتلئا بالتناقضات نتيجة إهمال المسار الصحيح لتصوف وتقمص نسخ مزيفة لا تنتمي الى الصوفيه البته مما جعل الكثير يغرد في سرب التشهير والتصحيف والتشويه.
والحقيقة أنني عندما أتناول الصوفية فأنني اتناولها من منطلق روادها واقطابها وارثهم الذي يعتبر البوصله الصحيحه.
ولعله ليس من المبالغة الإشارة إلى العلاقة الوطيدة بين العلوم الروحانية والتصوف والتي تقوم على اسس التكامل والتناغم الفلسفي واعتماد الفكر الاحادي روحيا،ومنه تتحصل المعارف وتنهل الحكمة.
فبالمعرفه يبلغ السالك قدرا ورفعة ،والمعرفة جل ما تتمحور مفاهيمها هي معرفة الله فقد روي عن النبي صلوات الله عليه وسلامه قال (لو عرفتم الله حق معرفته لعلمتم العلم ولمشيتم على الماء ولزلزلتم الجبال بدعائكم،ولو عرفتم الله حق معرفته لعلمتم العلم الذي ليس بعده جهل.
وروي ان رجلا اتى النبي صلوات الله عليه وسلم فقال يارسول الله علمني غرائب العلم،فقال له النبي صوات ربي عليه،تعلم رأس العلم حتى تطلب غرائبه،فقال وما رأس العلم،فقال النبي صلوات الله عليه وسلم رأس العلم معرفة الرب،فذهب الرجل ولم يرجع بعد ذالك).
فالعارف تتجلى أمامه الفتوحات من منهلها الصحيح،ولايتحقق ذالك إلا بمعرفة المنعم والنعمة وعدوهما،فبمعرفة المنعم يتحصل الحب والشوق والإنابة،ويتحصل من النعمة الشكر ومن الشكر الزيادة ومن الزيادة دوامها قل لئن شكرتم لأزيدنكم،ويتحصل من معرفة عدو المنعم والنعمة هو الخوف ومن الخوف الحذر ومن الحذر تاتي الإنابة،حينها يتذوق المرء حلاوة الخدمة ويقطف ثمار العبادة وسينطق اللسان بالحكمة والبيان،وستشع الأنوار من القلب علما وايمان،والتي يتوجب الحفاظ عليها بالنواجذ وذالك بالطاعات الظاهره والباطنة خشية ان تمر ريح المعاصي والزلات فيبهت النور ويطفئ بريقه،ويظل القلب في الظلمة والصدأ ومنها الى الموت،اعاذنا الله واياكم من موت القلوب وقسوتها.
فموت القلوب وقسوتها تفقد الروح حيويتها وطاقتها وقوتها،فمن وفق للحفاظ والسير الى الله واكتملت فيه شروط المعرفة وارتوى قلبه من ينايعها حتى ثمالته،سيفض من اعماقه الوصل والقرب حتى يرمى به على ضفاف الرؤية ثم المكاشفة ثم المشاهده،فيصبح يستوحش الخلق ويستأنس بالرب،ولا يستقر قلبه دون العرش فيغشى عليه عند الذكر فتصعد الروح ويبقى الجسد،فيهيج ريح الربوبيه سحاب المنه، فتمطر على قلب العارف رحمة فيؤتي اكلها كل حين بإذن ربها.
هنا تجد العارف يغرق تارة في نهر المحبة وتارة بنهر الشوق وتارة يغرق بنهر الإنابة وتارة تجده غارقا في نهر ذكر المنة والسخاء وينابيع تلك الانهار في علم الغيب ومجراها بقلوب العارفين.
فإذا أراد أن يسكن الشوق ويستغيث ،فيهيج المولى إليه ترويح الربوبية من حجب العظمة فيهيج تيارا قويا ترتفع على إثره امواج عظيمة من بحر المهيمنه،فيموج موج الشوق فيطرب قلب العارف حينها تصبح روح العارف كما صرح احد الصالحين كأنها طائر فيطير من الثرى الى العرش في طرفة عين واذا أقبل على الدنيا انكسر جناحه فلا يقوى على الطيران فالدنيا من الدنوا والنزول والسقوط.
ولقد كان بليغا حين قال المعرفة طائرا راسه من النور وجناحه الأيمن رجاء الثواب وجناحه الأيسر خوف العقاب، وبدنه الزهد في الدنيا ورجلاه الأستقامه وعيناه المحبة وريشه الإنابة وطيرانه القريه وارتفاعه الوصله وشربه رؤية المولى.
ولايكون هذا الا لمن كانت المعرفه عنده اصيله متأصلة متجذره وليست عارية واقصد بعارية اي التمادي في الزلات والذنوب حتى السقوط بوحل الشقاء.
وهنا آمل أن أكون أوضحت فيما تقدم من بيان متواضع معنى الصوفية والتصوف وما يتوجب معرفته من معناها الجوهري الذي يدور في حلقة معرفة الخالق والتقرب منه وهذا لايكون الا بإتباع خير البرية وسيد البشرية حبيبنا محمد صلوات ربي عليه وسلامه لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنه.
وأخيرا لا اضيف جديدا عندما اقول كل ما يترتب عليه للحصول على الفتوحات هو الايمان الذي لايخالطه شك والحذو حذو السلف الصالح الذين اكرمهم الله وفضلهم وهو نتاج إيمانهم وتأصل المعرفة في قلوبهم.
ختاما احبتي اسال الله لي ولكم الهداية والتوفيق انه على مايشاء قدير وبه جدير وصلى الله على حبيبنا ومعلمنا وقدوتنا وقائدنا محمد وال محمد وصحبه ومن تبعه واقتفى اثره الى يوم الدين.
دمتم ودامت اسرار بخير
تحياتي لكم جميعا...عطنطيل
بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله واله وصحبه ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين.
الاحبة جميعا احباب مملكة اسرار الطيبون السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
لطالما سعى الكثير منا لبلوغ ينابع الاسرار وارتشاف نخبها ولو غرفتة بيده.
وكم هي كثيرة الطرق والدهاليز المؤدية الى تلك الينابيع المحفوفة بالرغبة والرهبة والقلة من يسلكون الطريق الصحيح والبعض تتخطفه طيور ابليس فيقع في انفاق عالمه المظلم لينغمس في ينابعه الحاره ويعتد بسلاحه الضعيف،ويرتدي رداء التصوف زورا ويتقمص وجه الصالح تنمقا ولايدري انه وقع في مستنقع الشيطان وحاق به فلامناص له الا بالرجوع الى ربه.
وكما اسلفت هناك عدد من الطرق مثبوتا صحتها لاتحيد عن المنهج والكتاب والسنة قيد أنمله.
ويمكننا اليوم أن نتأمل واقعا ممتلئا بالتناقضات نتيجة إهمال المسار الصحيح لتصوف وتقمص نسخ مزيفة لا تنتمي الى الصوفيه البته مما جعل الكثير يغرد في سرب التشهير والتصحيف والتشويه.
والحقيقة أنني عندما أتناول الصوفية فأنني اتناولها من منطلق روادها واقطابها وارثهم الذي يعتبر البوصله الصحيحه.
ولعله ليس من المبالغة الإشارة إلى العلاقة الوطيدة بين العلوم الروحانية والتصوف والتي تقوم على اسس التكامل والتناغم الفلسفي واعتماد الفكر الاحادي روحيا،ومنه تتحصل المعارف وتنهل الحكمة.
فبالمعرفه يبلغ السالك قدرا ورفعة ،والمعرفة جل ما تتمحور مفاهيمها هي معرفة الله فقد روي عن النبي صلوات الله عليه وسلامه قال (لو عرفتم الله حق معرفته لعلمتم العلم ولمشيتم على الماء ولزلزلتم الجبال بدعائكم،ولو عرفتم الله حق معرفته لعلمتم العلم الذي ليس بعده جهل.
وروي ان رجلا اتى النبي صلوات الله عليه وسلم فقال يارسول الله علمني غرائب العلم،فقال له النبي صوات ربي عليه،تعلم رأس العلم حتى تطلب غرائبه،فقال وما رأس العلم،فقال النبي صلوات الله عليه وسلم رأس العلم معرفة الرب،فذهب الرجل ولم يرجع بعد ذالك).
فالعارف تتجلى أمامه الفتوحات من منهلها الصحيح،ولايتحقق ذالك إلا بمعرفة المنعم والنعمة وعدوهما،فبمعرفة المنعم يتحصل الحب والشوق والإنابة،ويتحصل من النعمة الشكر ومن الشكر الزيادة ومن الزيادة دوامها قل لئن شكرتم لأزيدنكم،ويتحصل من معرفة عدو المنعم والنعمة هو الخوف ومن الخوف الحذر ومن الحذر تاتي الإنابة،حينها يتذوق المرء حلاوة الخدمة ويقطف ثمار العبادة وسينطق اللسان بالحكمة والبيان،وستشع الأنوار من القلب علما وايمان،والتي يتوجب الحفاظ عليها بالنواجذ وذالك بالطاعات الظاهره والباطنة خشية ان تمر ريح المعاصي والزلات فيبهت النور ويطفئ بريقه،ويظل القلب في الظلمة والصدأ ومنها الى الموت،اعاذنا الله واياكم من موت القلوب وقسوتها.
فموت القلوب وقسوتها تفقد الروح حيويتها وطاقتها وقوتها،فمن وفق للحفاظ والسير الى الله واكتملت فيه شروط المعرفة وارتوى قلبه من ينايعها حتى ثمالته،سيفض من اعماقه الوصل والقرب حتى يرمى به على ضفاف الرؤية ثم المكاشفة ثم المشاهده،فيصبح يستوحش الخلق ويستأنس بالرب،ولا يستقر قلبه دون العرش فيغشى عليه عند الذكر فتصعد الروح ويبقى الجسد،فيهيج ريح الربوبيه سحاب المنه، فتمطر على قلب العارف رحمة فيؤتي اكلها كل حين بإذن ربها.
هنا تجد العارف يغرق تارة في نهر المحبة وتارة بنهر الشوق وتارة يغرق بنهر الإنابة وتارة تجده غارقا في نهر ذكر المنة والسخاء وينابيع تلك الانهار في علم الغيب ومجراها بقلوب العارفين.
فإذا أراد أن يسكن الشوق ويستغيث ،فيهيج المولى إليه ترويح الربوبية من حجب العظمة فيهيج تيارا قويا ترتفع على إثره امواج عظيمة من بحر المهيمنه،فيموج موج الشوق فيطرب قلب العارف حينها تصبح روح العارف كما صرح احد الصالحين كأنها طائر فيطير من الثرى الى العرش في طرفة عين واذا أقبل على الدنيا انكسر جناحه فلا يقوى على الطيران فالدنيا من الدنوا والنزول والسقوط.
ولقد كان بليغا حين قال المعرفة طائرا راسه من النور وجناحه الأيمن رجاء الثواب وجناحه الأيسر خوف العقاب، وبدنه الزهد في الدنيا ورجلاه الأستقامه وعيناه المحبة وريشه الإنابة وطيرانه القريه وارتفاعه الوصله وشربه رؤية المولى.
ولايكون هذا الا لمن كانت المعرفه عنده اصيله متأصلة متجذره وليست عارية واقصد بعارية اي التمادي في الزلات والذنوب حتى السقوط بوحل الشقاء.
وهنا آمل أن أكون أوضحت فيما تقدم من بيان متواضع معنى الصوفية والتصوف وما يتوجب معرفته من معناها الجوهري الذي يدور في حلقة معرفة الخالق والتقرب منه وهذا لايكون الا بإتباع خير البرية وسيد البشرية حبيبنا محمد صلوات ربي عليه وسلامه لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنه.
وأخيرا لا اضيف جديدا عندما اقول كل ما يترتب عليه للحصول على الفتوحات هو الايمان الذي لايخالطه شك والحذو حذو السلف الصالح الذين اكرمهم الله وفضلهم وهو نتاج إيمانهم وتأصل المعرفة في قلوبهم.
ختاما احبتي اسال الله لي ولكم الهداية والتوفيق انه على مايشاء قدير وبه جدير وصلى الله على حبيبنا ومعلمنا وقدوتنا وقائدنا محمد وال محمد وصحبه ومن تبعه واقتفى اثره الى يوم الدين.
دمتم ودامت اسرار بخير
تحياتي لكم جميعا...عطنطيل