الكشف والعلاجات والاستشارات الاتصال بالشيخ الدكتور أبو الحارث (الجوال):00905397600411
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
X

الصداقة والسعادة

مملكة المواضيع العامة

 
  • تصفية
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • جمانة
    كاتب الموضوع
    أعمدة أسرار
    • Jul 2011
    • 5186 
    • 26 

    الصداقة والسعادة

    في أحد المستشفيات كان هناك مريضان هرمين في غرفة واحدة كلاهما معه مرض عضال .. أحدهما كان مسموح له

    بالجلوس في سريره لمدة ساعة يوميا بعد العصر .. ولحسن حظه فقد كان سريره بجانب النافذة الوحيدة في الغرفة ..

    أما الآخر فكان عليه أن يبقى مستلقياً على ظهره طوال الوقت


    كان المريضان يقضيان وقتهما في الكلام دون أن يرى أحدهما الآخر

    لأن كلاً منهماكان مستلقياً على ظهره ناظراً إلى السقف


    الصداقة والسعادة

    تحدثا عن أهليهما.. بيتيهما.. حياتهما ..كل شيء

    وفي كل يوم بعد العصر كان الأول يجلس في سريره حسب أوامر الطبيب

    ينظر في النافذة واصفاً لصاحبه العالم الخارجي

    وكان الآخر ينتظر هذه الساعةكما ينتظرها الأول لأنها تجعل حياته

    مفعمة بالحيوية وهو يستمع لوصف صاحبه للحياة في الخارج

    ففي الحديقة كان هناك بحيرة كبيرة يسبح فيها البط

    والأولاد صنعوا زوارق من مواد مختلفة وأخذوا يلعبون فيها داخل الماء

    وهناك رجل يؤجِّر المراكب الصغيرة للناس يبحرون بها في البحيرة

    والنساء قد أدخلت كل منهن ذراعها في ذراع زوجها والجميع يتمشى حول حافة البحيرة .. و آخرون جلسوا في ظلال


    الصداقة والسعادة

    الأشجار أو بجانب الزهور ذات الألوان الجذابة .. ومنظرالسماء كان بديعاً يسر الناظرين

    وفيما يقوم الأول بعملية الوصف ينصت الآخر في ذهول لهذا الوصف الدقيق الرائع .. ثم يغمض عينيه ويبدأ في تصور

    ذلك المنظر البديع للحياة خارج المستشفى


    وفي أحد الأيام وصف له عرضاً عسكرياً ورغم أنه لم يسمع عزف الفرقة الموسيقية .. إلا أنه كان يراها بعيني عقله

    من خلال وصف صاحبه لها


    ومرت الأيام والأسابيع وكل منهما سعيد بصاحبه

    وفي أحد الأيام جاءت الممرضة صباحاً لخدمتهما كعادتها


    الصداقة والسعادة

    فوجدت المريض الذي بجانب النافذة قد قضى نحبه خلال الليل

    ولم يعلم الآخر بوفاته إلامن خلال حديث الممرضة عبر الهاتف

    وهي تطلب المساعدة لإخراجه من الغرفة

    فحزن على صاحبه أشد الحزن

    وعندما وجد الفرصة مناسبة طلب من الممرضة أن تنقل سريره إلى جانب النافذة .. ولم يكن هناك مانع فأجيب طلبه

    ولما حانت ساعة بعد العصر تذكر الحديث الشيق الذي كان يتحفه به صاحبه انتحب لفقده ولكنه قرر أن يحاول الجلوس

    الصداقة والسعادة


    ليعوض مافاته في هذه الساعة وتحامل على نفسه وهو يتألم ورفع رأسه رويداً رويداً مستعيناًبذراعيه ثم اتكأ على

    أحد مرفقيه وأدار وجهه ببطء شديد تجاه النافذة لينظر العالم الخارجي .. وهنا كانت المفاجأة


    حيث لم ير أمامه إلا جداراً أصم من جدران المستشفى ، فقد كانت النافذة على ساحة داخلية .. نادى الممرضة

    وسألها إن كانت هذه هي النافذة التي كان صاحبه ينظر من خلالها .. فأجابت إنها هي !! فالغرفة ليس فيها سوى نافذة

    واحدة .. ثم سألته عن سبب تعجبه فقص عليها ما كان يرى صاحبه عبر النافذة وما كان يصفه له

    الصداقة والسعادة



    كان تعجب الممرضة أكبر إذ قالت له : ولكن المتوفى كان أعمى ولم يكن يرى حتى هذا الجدار الأصم .. ولعله أراد أن

    يجعل حياتك سعيدة حتى لا تُصاب باليأس فتتمنى الموت
    انتهــت القصة ****

    هل كنا يوماً سبباً في إسعاد آخرين ؟

    هل تضاعفت سعادتنا حينها ..؟

    الناس غالباً ينسون ما نفعل

    ولكن بالتأكيد لن ينسوا شعوراً أصابهم من قبلنا

    فليكن هذا الشعور شعور سعادة ورضا

    في زرع أمل وتبديد يأس , ورسم ابتسامة..."تبسمك في وجه أخيك صدقة


    دمتم بسعادة لا تـنتهي
    مواضيع ذات صلة
  • روزكنزي
    أعضاء نشطين
    • Oct 2010
    • 12874 
    • 508 

    #2
    موضوع جميل وتنسيق أجمل ..وربنا يسلم ذوقك
    تعليق

    • جمانة
      جمانة تم التعليق
      تعديل التعليق
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      شكرا جزيلا عن ردودك الرائعة
يتصفح هذا الموضوع الآن
تقليص

المتواجدون الآن 1. الأعضاء 0 والزوار 1.

يعمل...
X