بسم الله الرحمن الرحيم
=============
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
==========
إياك وخبيئة السوء!!
أن تقع في المعصية، فهذا أمرٌ واردٌ في حقك كعبدٍ ضعيفٍ!!
وأن تستغفر من ذنبٍ ثم تعود إليه، ثم تستغفر منه وتعود إليه!!
فهذا أيضاً واردٌ في حقك كعبدٍ ضعيفٍ!!
أما أن تترك (بسبب عجزك) مساحة في قلبك (ولو يسيرة) لهذه المعصية؛ كي تتأصل فيه!! (كنوع من الاستسلام أمام هذا العجز) فإنك بذلك تكون قد بذرت من حيث لا تدري نبتة خبيثة، تسمى (خبيئةالسوء) وتركت أمامها المجال؛ لكي تنمو وتترعرع في قلبك مع مرور الأيام، طالما لم تعمل بصدق على اجتثاث جذورها!!
ولمن لا يعرف . .
فإن (خبيئةالسوء) هذه، تعتبر بمثابة سرطان النفس والقلب معاً (عياذاً بالله)!!
·فهي التي تنخر في الحواجز والأسوار المحيطة بإخلاص قلبك لله؛ لتهدمها!!
·وهي التي تثير بواعث السوء في نفسك؛ كي تتجرأ على معصية الله، وترتكبها!!
·وهي التي تلقى على عقلك أستاراً من حجب الغفلة؛ لتحول بينك وبين إدراكك لهول وعظم تلك المعصية؛ فتقترفها!!
·وهي التي تنبت في قلب العبد نبتة النفاق؛ التي تجعله يعيش ازدواجية مقيتة، بين حقيقة نفسه وعجزها، وبين ما يظن فيه الناس من الخير الظاهر!!
·وهي التي يدخرها الشيطان للانقضاض بها على العبد لحظة احتضاره (عياذاً بالله) أملاً في قوة تأثيرها عليه في تلك اللحظة الفاصلة؛ بما استفحلت في قلبه على مدى أيام عمره؛ ليحول بينه وبين حسن الخاتمة
(نسأل الله العافية)!!
لذا ينبغي على العبد الصادق في طلب النجاة؛ أن يجري عمليات مسح شامل لقلبه ما بين كل وقتٍ وحينٍ؛ لاجتثاث ما نبت من جذورها؛ لأن قلبه هو البضاعة الوحيدة التي ستؤهله للنجاة برحمة الله غداً؛ يوم يلقى الله!!
قال تعالى :
(يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون، إلا من أتى الله بقلبٍ سليمٍ)
ولهذا المسح الشامل العديد من الآليات، أهمها :
·الصدق مع النفس في تحديد الداء!!
·البحث عن الأسباب التي أدت بوصول هذا الداء إلى القلب!!
·السؤال عن الأسباب الشافية من هذا الداء!!
·شدة مراقبة القلب؛ للتأكد من تطبيق أسباب الشفاء؛ للقضاء على الداء!!
·صدق اللجوء إلى الله؛ لطلب العون والقدرة على محو آثار الداء!!
وهذه الآلية الأخيرة؛ من أهم الآليات؛ حيث يمكنها أن تؤهله بفضل الله - حسب إخلاص العبد لربه – إلى الوصول إلى
(خبيئة الخير) التي تجعل بينه وبين الله حال؛ بما كان من :
·تنهيدات القلب (رغبة ورهبة) في ظلمة السحر!!
· صدق اللجوء إلى الله، وغرس محبته في قلبه!!
· قطع الرجاء في الخلق، وتعلق القلب بالله وحده سبحانه وبحمده!!
· البعث بأشواق النفس إلى اللقاء المأمول في جنة الفردوس، ومرافقة الأحبة
(محمداً إياك وخبيئة السوء وصحبه)!!
·الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة!!
·الاستغناء بالله، والاستعلاء بدين الله، والشعور بالمنعة والحفظ والرعاية الربانية في كل وقت وحين!!
وهذه كلها من الخيرات المترتبة على سعي العبد في الوصول إلى (خبيئة الخير)، والتي من أبرز نتائجها بإذن الله على مسيرته في هذه الحياة؛ أن يرزقه الله في نهاية المطاف (بتأصيلها في قلبه) نعمة (حسن الخاتمة) التي بها سعادته الحقيقة التي لا يشقى بعدها بإذن الله أبداً!!
فاحرص أخي الحبيب على تأصيل (خبيئة الخير) في قلبك
وإياك ثم إياك من (خبيئة السوء)!! أعاذنا الله وإياكم منها
والسلام عليكم