صائد الشياطين.
بسم الله الرحمن الرحيم.
هذه القصه حدثت قبل عقود وسنحت الفرصة ان اسمعها من صاحبها.
يوم اخر ، الشمس لاتزال مختبئة خلف السحب الكثيفة ولم تبث السنتها الدافئة عبر الوجود ،والعشب الاخضر لايزال مبتلا ويغطي وجه الارض ماعدى الصخور السوداء التي تغطيها رائحة زخات هطلت برفق بليلة شديدة البروده طواها الزمن وادرجت بملفات الماضي السحيق.
ودع زوجته بعد ان اخذ بندقيته التي نفض الغبار العالق عليها ودهنها بزيت خاص..ساعود بالصيد وسيكون وجبة الغداء انشاء الله.
بدت خطواته ثابتة وهو يخط طريقه صوب التباب والمرتفعات الشاهقه والمنحدرات الصخريه ويده تقبض على بندقيته المعلقه على كتفه بأنفاس حاره ماتكاد تلامس النسيم البارد حتى تتحول الى بخار.
المرتفعات والمنحدرات بات يمتزج فيها لون الضباب والغطاء الاخضر من الاشجار والعشب.
في الجبال المحيطة به.
يتتبع اوكار حيوان الوبر الجبلي ولربما يسترجع ذكريات الصيد التي مرت عليها سنوات قضاها في الغربة عن الاهل والوطن.
وبعد ان انتقل بين المرتفعات يبحث بين الصخور والشقوق على حواف المنحدرات وتحت اشجار السدر المتناثره هنا وهناك لعله يجد وبرا يرتعي على ثمار السدر،لاكن لاشيئ يلوح فوق الارض وحين لاح طيف اليأس يحوم حوله يلمح احداها في مكان قريب ولاح في الافق امل جديد لن يعود خالي الوفاض،حيوان الوبر ضالته التي ينشدها فوق تلة قريبة منه،وحين بلغ القمة وجد نفسه يمسك بندقيته بحذر،لم يكن من حل امامه سوى تسديد طلقة من بندقيتة باحترافية ودقه لإصابة هدفه للفوز بصيده المحبب لديه.
رجع خطوه إلى الخلف لقم البندقيه بهدوء حتى لا يصدر صوتا ينتبه له الهدف،جمع انفاسه واحكم قبضته وضع بصره وتركيزه على الفريسه ،وقبل ان يسدد طلقته المميته ذكر اسم الله ضغط على الزناد وحلق صوت اطلاق النار مخترقا صمت الصخور السوداء،واصاب عياره الناري الهدف لتتدحرج فريسته خلف صخره مجاوره،وقف ليستجمع انفاسه احس سخونة بندقيته في يديه الباردتان،حمل البندقيه على كتفه ركض صوب فريسته المتدحرجه خلف الصخره،لم يجدها رغم قطرات الدم الحمراء على الارض ولم يعد للوبر اثر،لاكنه وجد مفاجئته فتاه شابه مطروحة على الارض،صاح في هلع بصوت عالي لاكن لا احد يسمعه عدى المنحدرات العميقة التي يرتد صدى صوته.
حاول الاقتراب من الفتاه لاكنه شعر ان قدميه انغرست بعمق إثر اول خطوة،ومن وسط الدهشه والخوف تقف الفتاه اخيرا بوجه قبيح تغور فيه عيون بلون احمر وانف يكاد طولها منقار منقار الخشب.
هوى على ركبتيه ثم نهض ثم هوى من جديد ثم هوى على وجهه،امتلك الرعب كل جسده خارت قواه يرفع راسه ليراها تغادر المكان تاركة خلفها ضحكاتها الساخره ورائحة غريبة تخترق انفاسه،تمسك ببندقيته محاولا النهوض يتنفس بصعوبه يشعر كان حبلا يلتف حول رقبته ،يراقب الفتاه تغيب في الافق ،ويسقط دون ادراك ليمر عليه غالبية النهار خارج الوعي.
يستفيق اخير وكان الليل بدا يستلم دوره ليودع النهار بدون شمس وبدون صيد ،راح يجر قدميه عائدا الى منزله وراحت صورة الافق تتغير وباتت البيوت البعيده تقترب وابعادها تكبر واخيرا ومن وسط البرد المتخفي تحت جنح الظلام يطرق باب منزله يبحث عن الدفئ والنور..
دمتم بخير
بسم الله الرحمن الرحيم.
هذه القصه حدثت قبل عقود وسنحت الفرصة ان اسمعها من صاحبها.
يوم اخر ، الشمس لاتزال مختبئة خلف السحب الكثيفة ولم تبث السنتها الدافئة عبر الوجود ،والعشب الاخضر لايزال مبتلا ويغطي وجه الارض ماعدى الصخور السوداء التي تغطيها رائحة زخات هطلت برفق بليلة شديدة البروده طواها الزمن وادرجت بملفات الماضي السحيق.
ودع زوجته بعد ان اخذ بندقيته التي نفض الغبار العالق عليها ودهنها بزيت خاص..ساعود بالصيد وسيكون وجبة الغداء انشاء الله.
بدت خطواته ثابتة وهو يخط طريقه صوب التباب والمرتفعات الشاهقه والمنحدرات الصخريه ويده تقبض على بندقيته المعلقه على كتفه بأنفاس حاره ماتكاد تلامس النسيم البارد حتى تتحول الى بخار.
المرتفعات والمنحدرات بات يمتزج فيها لون الضباب والغطاء الاخضر من الاشجار والعشب.
في الجبال المحيطة به.
يتتبع اوكار حيوان الوبر الجبلي ولربما يسترجع ذكريات الصيد التي مرت عليها سنوات قضاها في الغربة عن الاهل والوطن.
وبعد ان انتقل بين المرتفعات يبحث بين الصخور والشقوق على حواف المنحدرات وتحت اشجار السدر المتناثره هنا وهناك لعله يجد وبرا يرتعي على ثمار السدر،لاكن لاشيئ يلوح فوق الارض وحين لاح طيف اليأس يحوم حوله يلمح احداها في مكان قريب ولاح في الافق امل جديد لن يعود خالي الوفاض،حيوان الوبر ضالته التي ينشدها فوق تلة قريبة منه،وحين بلغ القمة وجد نفسه يمسك بندقيته بحذر،لم يكن من حل امامه سوى تسديد طلقة من بندقيتة باحترافية ودقه لإصابة هدفه للفوز بصيده المحبب لديه.
رجع خطوه إلى الخلف لقم البندقيه بهدوء حتى لا يصدر صوتا ينتبه له الهدف،جمع انفاسه واحكم قبضته وضع بصره وتركيزه على الفريسه ،وقبل ان يسدد طلقته المميته ذكر اسم الله ضغط على الزناد وحلق صوت اطلاق النار مخترقا صمت الصخور السوداء،واصاب عياره الناري الهدف لتتدحرج فريسته خلف صخره مجاوره،وقف ليستجمع انفاسه احس سخونة بندقيته في يديه الباردتان،حمل البندقيه على كتفه ركض صوب فريسته المتدحرجه خلف الصخره،لم يجدها رغم قطرات الدم الحمراء على الارض ولم يعد للوبر اثر،لاكنه وجد مفاجئته فتاه شابه مطروحة على الارض،صاح في هلع بصوت عالي لاكن لا احد يسمعه عدى المنحدرات العميقة التي يرتد صدى صوته.
حاول الاقتراب من الفتاه لاكنه شعر ان قدميه انغرست بعمق إثر اول خطوة،ومن وسط الدهشه والخوف تقف الفتاه اخيرا بوجه قبيح تغور فيه عيون بلون احمر وانف يكاد طولها منقار منقار الخشب.
هوى على ركبتيه ثم نهض ثم هوى من جديد ثم هوى على وجهه،امتلك الرعب كل جسده خارت قواه يرفع راسه ليراها تغادر المكان تاركة خلفها ضحكاتها الساخره ورائحة غريبة تخترق انفاسه،تمسك ببندقيته محاولا النهوض يتنفس بصعوبه يشعر كان حبلا يلتف حول رقبته ،يراقب الفتاه تغيب في الافق ،ويسقط دون ادراك ليمر عليه غالبية النهار خارج الوعي.
يستفيق اخير وكان الليل بدا يستلم دوره ليودع النهار بدون شمس وبدون صيد ،راح يجر قدميه عائدا الى منزله وراحت صورة الافق تتغير وباتت البيوت البعيده تقترب وابعادها تكبر واخيرا ومن وسط البرد المتخفي تحت جنح الظلام يطرق باب منزله يبحث عن الدفئ والنور..
دمتم بخير