بسم الله الرحمن الرحيم
من درر وفوائد الإمام الألباني - رحمه الله
سائل:
الذي يحب في الله يجب أن يقول له أحبك في الله ؟
الشيخ :
نعم ، ولكن الحب في الله له ثمن باهظ ، قَـلّ من يدفعه ،
أتدرون ما هو ثمن الحب في الله ؟
هل أحد منكم يعرف الثمن ؟
من يعرف يعطينا الجواب...
أحد الحضور :
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
" سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله " ،...
منهم رجلا تحابا في الله اجتمعا على ذلك وافترقا على ذلك.
الشيخ :
هذ كلام صحيح في نفسه ، ولكن ليس جواباً للسؤال ،
هذا تعريف للحب في الله تقريباً وليس بتعريف كامل ،
أنا سؤالي ما الثمن الذي ينبغي أن يدفعه المتحابان في الله أحدهما للآخر ،
ولا أعني الأجر الأخروي،
أريد أن أقول من السؤال ما هو الدليل العملي على الحب في الله بين اثنين متحابين ؟
فقد يكون رجلان متحابان ، ولكن تحاببهما شكلي ،
وما هو حقيقي فما الدليل على الحب الحقيقي؟
أحد الحضور :
" أن يحب لأخيه ما يحبه لنفسه ".
الشيخ :
هذا صفة الحب أو بعض صفات الحب ...
أحد الحضور :
قال تعالى (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله " [ آل عمران 31].
الشيخ :
هذا جواب صحيح لسؤال آخر ..
أحد الحضور :
الجواب قد يكون في الحديث الصحيح
" ثلاث من كن فيه وجد في حلاوة الإيمان " .... من ضمنه الذين تحابا في الله.
الشيخ :
هذا أثر المحبة في الله ، ما هو ، حلاوة يجدها في قلبه.
أحد الحضور :
قال تعالى :
(( والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصوبالحق وتواصوا بالصبر )).
الشيخ :
أحسنت ، هذا هو الجواب ،
وشرح هذا إذا كنتُ أنا أحبك في الله فعلاً تابعتك بالنصيحة،
كذلك أنت تقابلني بالمثل ،
ولذلك فهذه المتابعة في النصيحة قليلة جداً بين المدعين الحب في الله ،
الحب هذا قد يكون فيه شيء من الإخلاص ،
ولكن ما هو كامل ،
وذلك لأن كل واحد منا يراعي الآخر ، بيخاف يزعل ، بيخاف يشرد ....إلى آخره ،
ومن هنا الحب في الله ثمنه أن يخلص كل منا للآخر وذلك بالمناصحة ،
يأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر دائماً وأبداً فهو له في نصحه أتبع له من ظله ،
ولذلك صح أنه كان من دأب الصحابة حينما يتفرقون أن يقرأ أحدهما على الآخر
(( والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصو بالحق وتواصوا بالصبر
المصدر: الحاوي من فتاوى الألباني . ص (165-166).