مفهوم الغفلة من المنظور الصوفي.
بسم الله الرحمن الرحيم.
احباب اسرار لطالما أثير مفهوم الغفلة عند الصوفية ونضج وتبلور عند أقطابها ومشائخها ورموزها،الذين لديهم رؤى صوفية عميقة،انجلت عبر الكثير من النصوص الصوفية،تلك النصوص التي تمثل قيمة معرفية عاليه تحوي الاسس الصحيحية ليس للمريد الصوفي فحسب وانما لطالب والمريد الروحاني صاحب الهمة العاليه الطموحة،صاحب الشغف المبحر في فضاء نوراني رباني بقواه اللامحدوده في فضاءمصدره لايخضع للفناء والزوال او التغيير.
وليس ذالك الروحاني ضعيف الهمة الخاضع لنزواته التائه عمى في ظلمة روحانية زائفة لاتتجاوز كونها قوى سفليه محدودة الإمكانيات والقوه خاضعه في ذاتها لقابلية التسخير والموت والفناء،وهذا يندرج ضمن مفهوم الغفلة التي حذر ونبه لها اخوان الصفا.
فالغفلة هي السقوط والتردي الذي لطالما تم التحذير منه لكل طلاب ومريدي الصوفيه والعلوم الروحانية،لكي يتسنى لهم الارتقاء والوصول الى اعلى المراتب وارفعها روحانيا ودينيا.
وقد اهتمت بل وتفردت الصوفية في مواضعها بتهذيب النفوس وتربيتها وتزكية الارواح وتنقيتها وتحريرها من معاقلها بمواعظ قل نظيرها عند بقية التيارات والطوائف الدينية،رغم ذالك الاقصاء الذي لطالما مارسته بعض التيارات الدينية والتشوية المتعمد والمقصود بربط التصوف والعلوم الروحانية بالسحر والشعوذةوالدجل،وكل ذالك التهريج هو سيمفونية هزلية ممجوجة تعج ابواقها بالتطرف والغلو،وهذا موضوعا لانحبذ الخوض فيه.
فمفهوم الغفلة هو موضوعنا الذي احببت ان اطرحه لتحليله بمستوى متواضع،واظن انه مهما لكل طلاب ومريدي العلوم الروحانية والصوفية ان يتم طرحه.
مفهوم الغفلة الذي اثير كثيرا وورد في العديد من النصوص الصوفية بشكل تحليلي كما صاغه العديد من رجال الصفا قدس الله سرهم هو أن الغفلة لاتعني العدم المعرفي المحض،ولاكنها تعني حضورا معرفيا يسوده الجهل والغياب والعجز عن إدراك الحقيقة،او ادراكها ادراكا وهميا زائفا ينطوي على الشبهة والظلال والمخايلة،بمعنى انها تستتر بظاهر خارجي مموه يسلب الوعي ويغيبه عن حقيقته الخفيه الكامنه في عمقه،مما يجعل الوعي مخدوعا حين يظن انه عرف الحقيقه حقيقة الوجود وهو ليس من الوجود بشيئ،وهو سقوط قيمي للانسان من منظوري الشخصي كون تلك الروح خضعت لطبيعة الانسان الماديه.
فالغفلة تتبلور في السقوط لذا كانت هناك نزعة دينية اخلاقية لدى الصوفية من الانزلاق في دهاليزها.
فالغافل هو ذو وعي يائس سلبي تم السيطرة على روحه ووعيه من قبل قوى عمياء بلا قانون او نظام او غاية،إنها حالة سقوط في العالم والتلاشي بل الإنسحاق في دوار اللامبالاه واوهام الامان في ردهات التحرك البشري اليومي وتفاصيله المبتذله.
مما يجعل الذات تنحدر دون وعي للإندراج داخل حدود القطيع وتغدو رقما،لاشخصية متفرده متميزه فتخضع لمعايير القطيع ومتعايشة مع ذالك الايقاع المتغير سريع الزوال في فضاء لا إنساني فتمنح الذات أمان زائفا فتهوي في فضاء اليأس والقلق دون ان تعي أي منهما فتغوص في اعماقهما حتى الثمالة،دون وعي مسؤول بل وعي عبثي لايعرف مدى عبثيته.
فضاء الغفلة؟
فضاء الغفلة هو فضاء اليأس والأبتذال والقلق اللاواعيين هو فضاء الوحشة المطلقة والاغتراب الحاد حيث الهلاك والغرق في مساحات عدم التواصل وسوء الفهم لذات وذاتها،فحين تغيب الذات عن معناها الانساني،فإنها تغترب عن حقيقتها الوجودية الاصلية ذالك المعنى الذي يشكل مرايا عاكسة وكاشفة للحقائق الكونية والإلهية بوصفها فضاء جامعا لهذه الحقائق.
فالغفلة تنعكس بدورها على علاقات الذات بالاشياءوالاخرين بل بعلاقتها مع الخالق المطلق الذي حث على التعرف عليه من خلال كل ماهو محيط بالذات بل بالذات نفسها فلينظر الانسان مما خلق.
فالغفلة تسقط الذات في رؤية جزئية فتتشظى مراياها،حينئذ لاتستطيع التقاط ذالك النعنى الكلي المتجلي عبر جزيئات الكون المحيط وكائناته بكافة مستوياتها المتنوعة فلا تمتلك الوعي القادر على التقاط حقيقتها الذاتية الكلية الكامنة وحقيقة كل ما هو متواجد حولها فلاتستطيع قراءة الموجودات من حيث هي مجال للحقائق الإلهية فتعجز عن تحليل الرموز والاشارات الإلهية فالرمز خلفه رمز والاشارة فوقها إشارة.
فليتهم ذالك العجز المعرفي والسقوط اللاواعي في عمق المحدود والجزئي حضور الذات ويستنفذ إمكاناتها فينعكس بدوره على إدراك الذات للأصل الإلهي الواحد المطلق الكامن وراء الكثره المتجلية بحقائقه وصفاته اللانهائية التي لاتتكرر ولا تتماثل.
فمن وقع حبيس الغفلة هو كعبد السوء يرجو مباهج الربوبية ونعيمها ويضيق باوامرها ونواهيها ويتحايل على الشريعة مساوما بالعبادة الزائفة مقايضا على الاخره كما اطلق عليه ابن عربي قدس الله سره بقوله مقايضة عبيد الدرهم والدينار.
ولذالك شغلت الغفله بكل اشكالها هاجس الكثير من امثال ابن عربي فحذروا منها اشد التحذير وكاد لايخلو نص الا وحذر من الوقوع في براثنها.
فتوجب على قاصد هذا العلم الروحاني من بوابة النور الصوفي الانتباه لخطواته ليصل الى مقاصده الشريفه والعليا والعون من الله على ذالك،وفي الختام اسال الله لي ولكم العون والسداد والهداية لصواب وصلى الله على نبينا محمد الداعي الى الحق والرشاد وال بيته وازواجه واصحابه والتابعين.
ولكم مني اصدق التحايا..اخوكم عطنطيل
بسم الله الرحمن الرحيم.
احباب اسرار لطالما أثير مفهوم الغفلة عند الصوفية ونضج وتبلور عند أقطابها ومشائخها ورموزها،الذين لديهم رؤى صوفية عميقة،انجلت عبر الكثير من النصوص الصوفية،تلك النصوص التي تمثل قيمة معرفية عاليه تحوي الاسس الصحيحية ليس للمريد الصوفي فحسب وانما لطالب والمريد الروحاني صاحب الهمة العاليه الطموحة،صاحب الشغف المبحر في فضاء نوراني رباني بقواه اللامحدوده في فضاءمصدره لايخضع للفناء والزوال او التغيير.
وليس ذالك الروحاني ضعيف الهمة الخاضع لنزواته التائه عمى في ظلمة روحانية زائفة لاتتجاوز كونها قوى سفليه محدودة الإمكانيات والقوه خاضعه في ذاتها لقابلية التسخير والموت والفناء،وهذا يندرج ضمن مفهوم الغفلة التي حذر ونبه لها اخوان الصفا.
فالغفلة هي السقوط والتردي الذي لطالما تم التحذير منه لكل طلاب ومريدي الصوفيه والعلوم الروحانية،لكي يتسنى لهم الارتقاء والوصول الى اعلى المراتب وارفعها روحانيا ودينيا.
وقد اهتمت بل وتفردت الصوفية في مواضعها بتهذيب النفوس وتربيتها وتزكية الارواح وتنقيتها وتحريرها من معاقلها بمواعظ قل نظيرها عند بقية التيارات والطوائف الدينية،رغم ذالك الاقصاء الذي لطالما مارسته بعض التيارات الدينية والتشوية المتعمد والمقصود بربط التصوف والعلوم الروحانية بالسحر والشعوذةوالدجل،وكل ذالك التهريج هو سيمفونية هزلية ممجوجة تعج ابواقها بالتطرف والغلو،وهذا موضوعا لانحبذ الخوض فيه.
فمفهوم الغفلة هو موضوعنا الذي احببت ان اطرحه لتحليله بمستوى متواضع،واظن انه مهما لكل طلاب ومريدي العلوم الروحانية والصوفية ان يتم طرحه.
مفهوم الغفلة الذي اثير كثيرا وورد في العديد من النصوص الصوفية بشكل تحليلي كما صاغه العديد من رجال الصفا قدس الله سرهم هو أن الغفلة لاتعني العدم المعرفي المحض،ولاكنها تعني حضورا معرفيا يسوده الجهل والغياب والعجز عن إدراك الحقيقة،او ادراكها ادراكا وهميا زائفا ينطوي على الشبهة والظلال والمخايلة،بمعنى انها تستتر بظاهر خارجي مموه يسلب الوعي ويغيبه عن حقيقته الخفيه الكامنه في عمقه،مما يجعل الوعي مخدوعا حين يظن انه عرف الحقيقه حقيقة الوجود وهو ليس من الوجود بشيئ،وهو سقوط قيمي للانسان من منظوري الشخصي كون تلك الروح خضعت لطبيعة الانسان الماديه.
فالغفلة تتبلور في السقوط لذا كانت هناك نزعة دينية اخلاقية لدى الصوفية من الانزلاق في دهاليزها.
فالغافل هو ذو وعي يائس سلبي تم السيطرة على روحه ووعيه من قبل قوى عمياء بلا قانون او نظام او غاية،إنها حالة سقوط في العالم والتلاشي بل الإنسحاق في دوار اللامبالاه واوهام الامان في ردهات التحرك البشري اليومي وتفاصيله المبتذله.
مما يجعل الذات تنحدر دون وعي للإندراج داخل حدود القطيع وتغدو رقما،لاشخصية متفرده متميزه فتخضع لمعايير القطيع ومتعايشة مع ذالك الايقاع المتغير سريع الزوال في فضاء لا إنساني فتمنح الذات أمان زائفا فتهوي في فضاء اليأس والقلق دون ان تعي أي منهما فتغوص في اعماقهما حتى الثمالة،دون وعي مسؤول بل وعي عبثي لايعرف مدى عبثيته.
فضاء الغفلة؟
فضاء الغفلة هو فضاء اليأس والأبتذال والقلق اللاواعيين هو فضاء الوحشة المطلقة والاغتراب الحاد حيث الهلاك والغرق في مساحات عدم التواصل وسوء الفهم لذات وذاتها،فحين تغيب الذات عن معناها الانساني،فإنها تغترب عن حقيقتها الوجودية الاصلية ذالك المعنى الذي يشكل مرايا عاكسة وكاشفة للحقائق الكونية والإلهية بوصفها فضاء جامعا لهذه الحقائق.
فالغفلة تنعكس بدورها على علاقات الذات بالاشياءوالاخرين بل بعلاقتها مع الخالق المطلق الذي حث على التعرف عليه من خلال كل ماهو محيط بالذات بل بالذات نفسها فلينظر الانسان مما خلق.
فالغفلة تسقط الذات في رؤية جزئية فتتشظى مراياها،حينئذ لاتستطيع التقاط ذالك النعنى الكلي المتجلي عبر جزيئات الكون المحيط وكائناته بكافة مستوياتها المتنوعة فلا تمتلك الوعي القادر على التقاط حقيقتها الذاتية الكلية الكامنة وحقيقة كل ما هو متواجد حولها فلاتستطيع قراءة الموجودات من حيث هي مجال للحقائق الإلهية فتعجز عن تحليل الرموز والاشارات الإلهية فالرمز خلفه رمز والاشارة فوقها إشارة.
فليتهم ذالك العجز المعرفي والسقوط اللاواعي في عمق المحدود والجزئي حضور الذات ويستنفذ إمكاناتها فينعكس بدوره على إدراك الذات للأصل الإلهي الواحد المطلق الكامن وراء الكثره المتجلية بحقائقه وصفاته اللانهائية التي لاتتكرر ولا تتماثل.
فمن وقع حبيس الغفلة هو كعبد السوء يرجو مباهج الربوبية ونعيمها ويضيق باوامرها ونواهيها ويتحايل على الشريعة مساوما بالعبادة الزائفة مقايضا على الاخره كما اطلق عليه ابن عربي قدس الله سره بقوله مقايضة عبيد الدرهم والدينار.
ولذالك شغلت الغفله بكل اشكالها هاجس الكثير من امثال ابن عربي فحذروا منها اشد التحذير وكاد لايخلو نص الا وحذر من الوقوع في براثنها.
فتوجب على قاصد هذا العلم الروحاني من بوابة النور الصوفي الانتباه لخطواته ليصل الى مقاصده الشريفه والعليا والعون من الله على ذالك،وفي الختام اسال الله لي ولكم العون والسداد والهداية لصواب وصلى الله على نبينا محمد الداعي الى الحق والرشاد وال بيته وازواجه واصحابه والتابعين.
ولكم مني اصدق التحايا..اخوكم عطنطيل