دخل قبر اخيه ليبصمه على ممتلكاته فمات بجواره
سامي شاب كان يضرب به المثل لأدبه وخلقه ,وكان بارا بوالديه وعاش هو وشقيقه محمد مع أبويه
يتحمل معهم متاعب الحياه لأن أسرته كنت فقيره ,, دعاه والده في أحد المرات ليشكو له فقره
رد عليه الابن قائلا: يا ابي ان جمال الدنيا في عرقها نقتات حلالا فهذا هو قمة الغنى وما دمنا
نصبح ونمسي بصحة جيده فلماذا لا نحمد الله
وانتهت الجلسه بدعاء الاب لابنه الذي كان ياخذ من تعبه لتجهيز عرسه فبعد وقت طويل مع
مشقات الدنيا استطاع أن يزوج نفسه ولم يهدأ حتى ضاعف متاعبه لمساعدة أخيه محمد
ليكمل عرسه هو الاخر ووسط الحي الذي كان يسكن فيه , حظي كثيرا بدعاء الاهل والجيران ,
وبدأت الدنيا كعادتها تنقرب على عقبيها فتغيرت الأحوال بموت الأب والأم .
أحس شقيقه محمد بأنه أصبح وحيدا وحالته غير مستقره وعندما علم هذا سامي ذهب اليه
ليأكد له أنه لا يتركه أبدا لأنهما ابنا اب صالح , ابتسم محمد لكلام شقيقه وقام واحتضنه
وذهب الابن البار سامي الى منزله وهناك فاتحته زوجته بأنها حامل بالابن الثالث وكانت الدنيا
تطير به من شدة الفرح والسعاده ورفع يديه الى السما يحمد الله على رزقه من الأبناء فقالت له
زوجته: بأنها كانت خائفة من هذا الخبر لأن حالته الماديه بسيطه فابتسم وقال لها : لست أنا اللذي
أرزقه وانما الله فنحن نعيش برزقهم , ومرت عدة شهور وجاء المولود وبدأ يكافح حتى رزقه الله
ملبغا من المال فاستأجر مزرعة مانجو في الاسماعيليه وبدأ يتاجر بها الا أن صنع لنفسه
سمعة كبيره عند التجار .
ولم تمر عدة سنوات حتى اشترى مزرعة أخرى بدل الاستجار وعندما فتحت له الدنيا ذراعيها
اشترى سياره لتسهيل حركة تجارته فذهب الى شقيقه محمد ليعاونه على قيادة السياره لأن شقيقه
يخاف على تجارته ولم يرفض محمد التعاون مع شقيقه وبدأ يحمل المانجو على السياره في الصباح
والمساء , ولم يبخل سامي على أخيه وكان يقول له هذا يرضيك يا أخي؟ لم يجد شقيقه ردا سوى
كلمة نعم أما سامي فقد كان دائما متواجدا في منزل شقيقه يعامل أبناء أخيه مثل أبنائه تنفيذا
للعهد اللذي اتخذه عن وفاة والده ..
وفي يوم من الأيام ذهب الى منزله يشتكي لزوجته من مرضه الشديد فقالت له : لا بد من أخذ وقت من
الراحه وسينتهي كل شئ ,, وبعد عدة أيام اشتد عليه المرض وطلب منه الطبيب بعض الفحوصات و
والتحاليل , وذهب بها الى طيب التحاليل الذي أخبر زوجته بأن سامي مريض مرضا خطيرا
وبدأ يتابع حالته أما زوجته الذي لازمها البكاء في خلوتها فكانت تطمئنه بأن حالته عاديه وسيشفى
مع العلاج والراحه
وأخذ حالته المرضيه تتأخر وصحته تتدهور فأمر بأن يأتي شقيقه محمد , وعندما ذهب اليه , أخبره
سامي بأن حياته ستنتهي لأنه حس بذلك فأوصى شقيقه على ابنائه الثلاثه وزجته , وأن يتابع أعمال
التجاره لأنه لم يعد في العمر بقيه الا أيام ينتظرها
خرج شقيقه ودموع التماسيح على وجهه وانتظر وفاة شقيقه ولم يمر الا أيام حتى توفي سامي.
وهذب محمد ليتأكد بنفسه من وفاة شقيقه وعندما جلس مع نفسه يدبر شيئا في داخله أعلن في
المنطقه كلها عن وفاة سامي , فحزن الأهل والجيران وخرجوا ليتأكدوا بنفسهم
وفي الصباح خرج الجميع ليدعوا سامي الى مثواه الأخيره في حالة حزن شديده , يتوسطهم محمد
الذي كان يكتم فرحته بوفاة أخيه بداخله , وعندما وصلوا الى المقابر قال لهم محمد : لا أحد يلحد أخي
ولا يدفنه غيري
ودخل محمد وحيدا الى القبر مع أخيه لكي يلحده فتأخر داخل القبر فقلق الناس وأخذوا يتسارعون
للدخول الى القبر لمعرفة ماذا حدث , وعندما دخلوا شاهدوا محمد متوفي بجانب أخيه متوفي وملقي
بجانب أخيه ويمسك ورقة بيضاء عليها أثار حبر وفي يديه الأخرى ختمة أراد أن يبصم أخاه المتوفي
على كل ما يمتلكه واندهش الناس لذلك وتم ابلاغ الشرطه التي أمرت باخراجه وعرضه على الطبيب
الشرعي الذي أكدى ان حالة الوفاه كانت نتيجة اختناق شديد داخل القبر ليموت وتموت معه مطامعه
التي طالت شقيقه الميت.
لا حول ولا قوة الا بالله . انا لله وانا اليه لا راجعون