"وجعلنا من المـاء كل شيء حي"
أفضل الصدقة على الإطلاق سقي الماء، سيما لمن احتاج إلى ذلك من إنسان أوحيوان، وأفظع الجرائم حرمان سقي الماء لمن قدر عليه، لمن احتاج إلى ذلك، وإليك الأدلة:
أولاً: قوله تعالى: "ونادى أصحابُ النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أومما رزقكم الله قالوا إن الله حرَّمهما على الكافرين".
قال ابن عباس رضي الله عنهما وقد سئل أي الصدقة أفضل؟: "الماء، ألم تروا إلى أهل النار حين استغاثوا بأهل الجنة: "أن أفيضوا علينا من الماء أومما رزقكم الله"؟
ثانياً: روى أبو داود في سننه أن سعد بن عبادة رضي الله عنه أتى النبي فقال: "أيُّ الصدقة أعجب إليك؟ قال: الماء؛ فحفر بئراً فقال: هذه لأم سعد".
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال سعد: "يا رسول الله، إن أم سعد كانت تحب الصدقة، أفينفعها أن أتصدق عنها؟ قال: نعم، وعليك بالماء، وفي رواية أن النبي أمر سعد بن عبادة أن يسقي عنها الماء".
قال القرطبي في تفسير الآية السابقة: في هذه الآية دليل على أن سقي الماء من أفضل الأعمال.
ثم قال معلقاً على أمره لسعد أن يتصدق عن أمه بالماء: فدل على أن سقي الماء من أعظم القربات عند الله تعالى، وقد قال بعض التابعين: من كثرت ذنوبه فعليه بسقي الماء.
ثالثاً: ومن الأدلة كذلك على فضل سقي الماء ما خرجه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة يرفعه إلى الرسول : "بينما رجل بطريق فاشتد عليه العطش فنزل بئراً فشرب منها ثم خرج، فإذا كلب يأكل الثرى من العطش، فقال: لقد بلغ هذا الكلب مثل الذي بلغ بي؛ فملأ خفه ثم أمسكه بفيه، ثم رقى فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له"، قالوا: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم أجراً؟ قال: "في كل ذات كلب رطبة أجر".
وفي رواية عنه : "بينما كلب يُطيف برَكية
5، كاد يقتله العطش، إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل، فنزعت موقها – يعني خفها – فسقته، فغفر لها به".
فهذه بغي من البغايا، وممن؟ من بني إسرائيل الملعونين على ألسنة الأنبياء والمرسلين والصالحين إلى يوم الدين، والمسقي كلب من الكلاب، فكيف بمن سقى إنساناً؟ بل وكيف بمن سقى مؤمناً موحداً فأحياه: "فكأنما أحيا الناس جميعاً".
6
رابعاً: وبضدها تتميز الأشياء، فعلى العكس والنقيض ما خرجه مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله قال: "عذب الله امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت، فدخلت فيها النار، لا هي أطعمتها وسقتها إذ هي حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش
7 الأرض".
إذا كانت هذه المرأة أدخلت النار في حبسها لهرة حتى ماتت، فكيف بمن يحرم أولياء الله الصالحين القانتين العابدين من الماء ويحبسهم حتى يموتوا صبراً، كما فعل أولئك الأعراب براعي رسول الله في أول الإسلام، وكما فعل الرافضة العبيديين أخزاهم الله بأحد العلماء العاملين وإمام من أئمة الدين في وقته؟ ألا وهو الإمام الشهيد قاضي مدينة برقة في وقته محمد بن الحُبُلي.
قال الذهبي في ترجمته
8: أتاه أمير برقة فقال: غداً العيد؛ قال: حتى نرى الهلال، ولا أفطر الناسَ وأتقلدُ إثمهم؛ فقال: بهذا جاء كتاب المنصور9؛ وكان هذا من رأي العبيدية يفطِّرون بالحساب، ولا يعبترون رؤية – فلم يُرَ هلال، فأصبح الأمير بالطبول والبنود وأهبة العيد، فقال القاضي: لا أخرج ولا أصلي، فأمر الأمير رجلاً فخطب، وكتب بما جرى إلى المنصور، فطلب القاضي إليه، فأحضِر، فقال له: تنصل وأعفو عنك؛ فامتنع، فأمر فعلق في الشمس إلى أن مات، وكان يستغيث العطش فلم يُسْقَ، ثم صلبوه على خشبة، فلعنة الله على الظالمين.
فاحذر أخي المسلم أن تبخل بالماء أوتمنعه ممن يحتاجه، أوتحبس فضل مائك عن زرع غيرك، فإن فعلت فأنت من الآثمين الموعودين بغضب رب العالمين، والمطرودين من رحمته التي وسعت كل شيء.
أفضل الصدقة على الإطلاق سقي الماء، سيما لمن احتاج إلى ذلك من إنسان أوحيوان، وأفظع الجرائم حرمان سقي الماء لمن قدر عليه، لمن احتاج إلى ذلك، وإليك الأدلة:
أولاً: قوله تعالى: "ونادى أصحابُ النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أومما رزقكم الله قالوا إن الله حرَّمهما على الكافرين".
قال ابن عباس رضي الله عنهما وقد سئل أي الصدقة أفضل؟: "الماء، ألم تروا إلى أهل النار حين استغاثوا بأهل الجنة: "أن أفيضوا علينا من الماء أومما رزقكم الله"؟
ثانياً: روى أبو داود في سننه أن سعد بن عبادة رضي الله عنه أتى النبي فقال: "أيُّ الصدقة أعجب إليك؟ قال: الماء؛ فحفر بئراً فقال: هذه لأم سعد".
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال سعد: "يا رسول الله، إن أم سعد كانت تحب الصدقة، أفينفعها أن أتصدق عنها؟ قال: نعم، وعليك بالماء، وفي رواية أن النبي أمر سعد بن عبادة أن يسقي عنها الماء".
قال القرطبي في تفسير الآية السابقة: في هذه الآية دليل على أن سقي الماء من أفضل الأعمال.
ثم قال معلقاً على أمره لسعد أن يتصدق عن أمه بالماء: فدل على أن سقي الماء من أعظم القربات عند الله تعالى، وقد قال بعض التابعين: من كثرت ذنوبه فعليه بسقي الماء.
ثالثاً: ومن الأدلة كذلك على فضل سقي الماء ما خرجه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة يرفعه إلى الرسول : "بينما رجل بطريق فاشتد عليه العطش فنزل بئراً فشرب منها ثم خرج، فإذا كلب يأكل الثرى من العطش، فقال: لقد بلغ هذا الكلب مثل الذي بلغ بي؛ فملأ خفه ثم أمسكه بفيه، ثم رقى فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له"، قالوا: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم أجراً؟ قال: "في كل ذات كلب رطبة أجر".
وفي رواية عنه : "بينما كلب يُطيف برَكية
5، كاد يقتله العطش، إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل، فنزعت موقها – يعني خفها – فسقته، فغفر لها به".
فهذه بغي من البغايا، وممن؟ من بني إسرائيل الملعونين على ألسنة الأنبياء والمرسلين والصالحين إلى يوم الدين، والمسقي كلب من الكلاب، فكيف بمن سقى إنساناً؟ بل وكيف بمن سقى مؤمناً موحداً فأحياه: "فكأنما أحيا الناس جميعاً".
6
رابعاً: وبضدها تتميز الأشياء، فعلى العكس والنقيض ما خرجه مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله قال: "عذب الله امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت، فدخلت فيها النار، لا هي أطعمتها وسقتها إذ هي حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش
7 الأرض".
إذا كانت هذه المرأة أدخلت النار في حبسها لهرة حتى ماتت، فكيف بمن يحرم أولياء الله الصالحين القانتين العابدين من الماء ويحبسهم حتى يموتوا صبراً، كما فعل أولئك الأعراب براعي رسول الله في أول الإسلام، وكما فعل الرافضة العبيديين أخزاهم الله بأحد العلماء العاملين وإمام من أئمة الدين في وقته؟ ألا وهو الإمام الشهيد قاضي مدينة برقة في وقته محمد بن الحُبُلي.
قال الذهبي في ترجمته
8: أتاه أمير برقة فقال: غداً العيد؛ قال: حتى نرى الهلال، ولا أفطر الناسَ وأتقلدُ إثمهم؛ فقال: بهذا جاء كتاب المنصور9؛ وكان هذا من رأي العبيدية يفطِّرون بالحساب، ولا يعبترون رؤية – فلم يُرَ هلال، فأصبح الأمير بالطبول والبنود وأهبة العيد، فقال القاضي: لا أخرج ولا أصلي، فأمر الأمير رجلاً فخطب، وكتب بما جرى إلى المنصور، فطلب القاضي إليه، فأحضِر، فقال له: تنصل وأعفو عنك؛ فامتنع، فأمر فعلق في الشمس إلى أن مات، وكان يستغيث العطش فلم يُسْقَ، ثم صلبوه على خشبة، فلعنة الله على الظالمين.
فاحذر أخي المسلم أن تبخل بالماء أوتمنعه ممن يحتاجه، أوتحبس فضل مائك عن زرع غيرك، فإن فعلت فأنت من الآثمين الموعودين بغضب رب العالمين، والمطرودين من رحمته التي وسعت كل شيء.