الكشف والعلاجات والاستشارات الاتصال بالشيخ الدكتور أبو الحارث (الجوال):00905397600411
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
X

مكانة الجار في الإسلام

مملكة الاسلامية العامة

 
  • تصفية
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • جمانة
    كاتب الموضوع
    أعمدة أسرار
    • Jul 2011
    • 5186 
    • 26 

    الحمد لله والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا ونبينا محمد عليه من الله الصلاة والسلام بعدد النجوم وحب الرمال. وبعد :موضوعنا هو مكانة الجار في الإسلام > إنه مما يؤسف له أنك ترى في بعض الأماكن إساءة كثيرة للجيرانبل ترى صراعا متناميا لاتكاد عواصفه تهدء أو تتوقف .أيها المسلمون إن الإسلام جاء بأحسن المبادء منها بث مبدء حسن الظن وسلامة الصدر وهما كفيلان بلم الشرخ وتقريب المتباعد وعودة الشارد .إن مكانة الجار في الإسلام عظيمة أيها الناس غفل الناس عنها باتخاذهم طريق الغاب لايحيى إلا القوي عندما نستعرض مكانته في الدين وما تكفل له من حقوق ندرك أن أمتنا تناست معظمه وإن من العجب ان يصدر الإيذاء ممن الظن بهم توقير الجار وتعظيمه واحترامه وتبجيله بل من المفارقة الغريبة أنك تجد أحيانا ممن لاإلمام لهم بالدين ولا بالأخلاق جوارا حسنا ومعاملة طيبة تجاه جيرانهم وفي المقابل تذهل من سوء أخلاق ممن تمظهروابالتدين ويأخذك العجب أنهم أحيانا تلتبس عليهم أمورادقيقة ليكادون يفصلون بين المضلة العامة التي ننتمي لها جميعا والتي ليست حكرا على أحد وهي مظلة لاإله إلا الله وبين بعض البنود التنظيمية التي تعظم في خاطر صاحبها حتى يظنها دينا عليها يقاتل وعليها يحيى وعليها يموت وعليها يعادي وعليها يحب ولنتأمل الحديث والقصة التالية لنصحو من هذه الغفلات روى البخاري :

    عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ
    رَأَيْتُ عَلَيْهِ بُرْدًا وَعَلَى غُلَامِهِ بُرْدًا فَقُلْتُ لَوْ أَخَذْتَ هَذَا فَلَبِسْتَهُ كَانَتْ حُلَّةً وَأَعْطَيْتَهُ ثَوْبًا آخَرَ فَقَالَ كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ رَجُلٍ كَلَامٌ وَكَانَتْ أُمُّهُ أَعْجَمِيَّةً فَنِلْتُ مِنْهَا فَذَكَرَنِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِي أَسَابَبْتَ فُلَانًا قُلْتُ نَعَمْ قَالَ أَفَنِلْتَ مِنْ أُمِّهِ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ قُلْتُ عَلَى حِينِ سَاعَتِي هَذِهِ مِنْ كِبَرِ السِّنِّ قَالَ نَعَمْ هُمْ إِخْوَانُكُمْ جَعَلَهُمْ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ فَمَنْ جَعَلَ اللَّهُ أَخَاهُ تَحْتَ يَدِهِ فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ وَلَا يُكَلِّفُهُ مِنْ الْعَمَلِ مَا يَغْلِبُهُ فَإِنْ كَلَّفَهُ مَا يَغْلِبُهُ فَلْيُعِنْهُ عَلَيْهِ>..أما القصة فهي <نموذج في التعصب للعرب>:قال بن ليلى:قال لي عيسى بن موسى وكان شديد العصبية للعرب من كان فقيه البصرة قلت بن الحسن قال ثم من قلت محمد ابن يسير قال فما هما قلت موليان قال:من كان فقيه مكة قلت عطاء بن أبي رباح ومجاهد وسعيد بن جبير وسليمان بن يسار قال فما هؤلاء قلت موالي:
    قال فمن فقهاء البدنية قلت زيد بن أسلم ومحمد بن المنكدر ونافع ابن أبي نجيح قال فما هؤلاء قلت موالي فتغير وجهة ثم قال فمن فقهاء أهل قباء قلت ربيعة الرأي وابن أبي الزناد قال فما كان قلت موالي فارتد وجهه أي زاد تغيره ثم قال فما كان ففيه اليمن قلت طاووس وابنه وابن منبه قال فما هؤلاء قلت من الموالي
    فانتفخت أوادجه وانتصب قاعدا وقال:فمن كان ففيه خراسان قلت عطاء بن عبد الله الخراساني قال فما كان عطاء هذا قلت مولى
    فازداد وجهه تربدا واسود اسودادا حتى خفته ثم قال فمن كان ففيه الشام قلت مكحول قال فما كان محكول هذا قلت مولى فازداد غيظه وتربده ثم قال :فمن كان ففيه الكوفة والله لولا أني خفته لقلت الحكم بن عتبة وعمار بن أبي سليمان ولكن رأيت في نفسه

    {414}


    الشر فقلت:إبراهيم النخعي والشعبي قال فما كان قلت عربيان فقال الله أكبر وسكن جأشه ولقد كان في كل زمان من يناصر هذه العصبية وينفتح في رمادها وعليها يعادي ويوالي وكم نرى من هذا النموذج في زماننا من خلال التعصب للشعوبية والوطنية والجنسية بل لربما يتصاعد العراك ويحتذم الصراع بين آدم وآخر و جماعة وأخرى وكلهم لهم هدف واحد وهو أن يكون المعبود واحد إن الشعوبية الضيقة طغت على الرابطة الدينية التي يضمحل أمامها كل أعمال شخصية جمع الله المسلمين ووحد صفوفهم أمين وبعد هذه الجولة أعود بحضراتكم إلى الأداب مع الجار المسلم وغيره عن جابر بنِ عَبْدِ الله قال: قَالَ رسولُ الله : "الجِيرانُ ثَلاثَةٌ: جَارٌ لهُ حَقٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ أَدْنَى الجيرانِ حقًّا، وجار له حقَّان، وجَارٌ له ثلاثةُ حُقُوقٍ، وَهُوَ أفضلُ الجيرانِ حقا، فأما الذي له حق واحد فجار مُشْرِكٌ لا رَحمَ لَهُ، لَهُ حق الجَوار. وأمَّا الَّذِي لَهُ حقانِ فَجَارٌ مُسْلِمٌ، له حق الإسلام وحق الْجِوارِ، وأَمَّا الَّذِي لَهُ ثَلاثةُ حُقُوقٍ، فَجَارٌ مُسْلِمٌ ذُو رَحِمٍ لَهُ حق الجوار وحق الإسلام وحَقُّ الرحِمِ".
    قال البَزَّارُ: لا نعلم أحدا روى عن عبد الرحمن بن الْفُضَيْل (5) إلا ابْنُ أَبِي فُدَيْك >مسند البزار برقم (1896) "كشف الأستار" وقال الهيثمي في المجمع :"رواه البزار عن شيخه عبد الله بن محمد الحارثي وهو وضاع".عن عائشة؛ أنها سألت رسولَ اللهِ فقالت: "إنَّ لي جَارَيْنِ، فإلى أيِّهِمَا أُهْدِي؟ قَالَ: "إِلَى أقْرَبِهِمَا مِنْك بَابًا".ورواه البخاري من حديث شعبة، به >ا لمسند (6/175) وصحيح البخاري برقم (6020).



    أين هذه الأحاديث من أخلاق الناس اليوم تجاه بعضهم بعضا أليس في هذا العصر تقام الحفلات ويدعى لها البعداء ويترك الجيران رغبة في المادة التي أنست الناس الإحسان والمعروف بل الأعوص من هذا أن هذه الحفلات تقام بصخيبها وهديرها مكبرات الصوت وغناء ورقص ولا يراعى لراحة الجيران أي حق ولا يبالى بهم.إن الناس عندما ضربوا بوصايا الحبيب عرض الحائط ملئت القلوب غيظا وحاول كل واحد الإساءة لصاحبه عندما تتاح له الفرسة ويسعفه الحظ ...إن التعامل بلغة القبيلة والجنسية فتسعف من هو عربي أو بربري مثلك وتهمل بل تؤذي وتحتقر ممن هو ليس من قبيلتك وبني جلدتك لايمت إلى الإسلام بصلة ..فهذا سلمان الفرسي قربه الإسلام وإن كان بعيدا وهذا ابو لهب أبعده الإسلام وإن كان قريبا من أقربائب الحبيب لكفره .عَنْ كَثِيرِ بن عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ،..........فَاحْتَجَّ الْمُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُ فِي سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ، وَكَانَ رَجُلا قَوِيًّا، فَقَالَ الْمُهَاجِرُونَ: سَلْمَانُ مِنَّا، وَقَالَتِ الأَنْصَارُ: سَلْمَانُ مِنَّا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"سَلْمَانُ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ" المعجم الكبير للطبراني...
    أولا: أنواع الجيران والإحسان إليهم قال تعالى :< وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا > فلقد بين الآية الكريمة أنواعا من الجوار : فهناك الجار القريب أي : من ذوي القربى ..والجار الملاصق في السكن أو الوظيفة أو البيت كالزوجة والأبناء

    {415}

    والإخوة .. والجار المؤقت وهو المصاحب في الطريق أو في وسائل النقل المختلفة ...وختمت الآية الآية الكريمة بختام يشعر أن عدم الإحسان إلى الجار وأن الإساءة إليه لاتصدر إل من مختال فخور قد امتلأ قلبه بالكبر والاستعلاء على غيره
    روى ابن حبان عن عبد الله بن عمرو ، قال : قال رسول الله : خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه ، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره>>.. عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله قال : « خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره ».... فتأملنا هذا الحديث ؛ لنقف على المراد به ، فوجدنا رسول الله قد أمر في الجوار بما أمر به ، وأوجب من حقوق بعض أهله على بعض ما أوجبه مما قد ذكرناه فيما تقدم منا في أبوابنا هذه التي رويناها في الجيران ، ولما كان ذلك كذلك كان من كان منهم متمسكا بما أمره الله عز وجل به في جاره محمودا عند الله عز وجل على ما هو عليه من ذلك ، وإذا كان كذلك كان خير الجنس الذي هو منه أعني من الجيران عند الله عز وجل ، والله نسأله التوفيق اهـ مشكل لآثار



    ثانيا :الوصية بالجار.ورد في ذلك عدة أحاديث منها مارواه الشيخان : عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ>قَالَ اِبْن أَبِي جَمْرَة : يُسْتَفَاد مِنْ الْحَدِيث أَنَّ مَنْ أَكْثَر مِنْ شَيْء مِنْ أَعْمَال الْبِرّ يُرْجَى لَهُ الِانْتِقَال إِلَى مَا هُوَ أَعْلَى مِنْهُ ، وَأَنَّ الظَّنّ إِذَا كَانَ فِي طَرِيق الْخَيْر جَازَ وَلَوْ لَمْ يَقَع الْمَظْنُون ، بِخِلَافِهِ مَا إِذَا كَانَ فِي طَرِيق الشَّرّ . وَفِيهِ جَوَاز الطَّمَع فِي الْفَضْل إِذَا تَوَالَتْ النِّعَم . وَفِيهِ جَوَاز التَّحَدُّث بِمَا يَقَع فِي النَّفْس مِنْ أُمُور الْخَيْر . وَاللَّهُ أَعْلَمُ ...... عن الزهري ، قال : حدثني من لا أتهم من الأنصار ، أن رسول الله كان إذا توضأ أو تنخم ليبتدروا نخامته يمسحوا بها وجوههم وجلودهم ، فقال رسول الله : « لم تفعلون هذا ؟ » ، قالوا : نلتمس به البركة ، فقال رسول الله : « من أحب أن يحبه الله ورسوله فليصدق الحديث ، وليؤد الأمانة ، ولا يؤذي جاره » شعب الإيمان للبيهقي ..... عن ابن مسعود قال : قال رجل للنبي : يا رسول الله ! كيف لي أن أعلم إذا أحسنت أو إذا أسأت ، فقال النبي : إذا سمعت جيرانك يقولون : قد أحسنت فقد أحسنت ، وإذا سمعتهم يقولون : قد أسأت فقد أسأت.> مصنف عبد الرزاق .... عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ
    قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ> البخاري .فالضيف جار مؤقت ...روى الترمذي : عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ
    قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي وَإِذَا مَاتَ صَاحِبُكُمْ فَدَعُوهُ >قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ صَحِيحٌ.. قَوْلُهُ : " خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ" أَيْ لِعِيَالِهِ وَذَوِي رَحِمِهِ وَقِيلَ لِأَزْوَاجِهِ وَأَقَارِبِهِ وَذَلِكَ لِدَلَالَتِهِ عَلَى حُسْنِ الْخُلُقِ...ولأن الزوج والعيال جيران دائمون ملاصقون يجب الإحسان إليهم فيجب {416}


    على الزوح أن يحسن جوار صاحبته كما هي كذلك فكم سمعنا عن رجل أساء عشرة جارته الزوجة القريبة منه كما سمعنا من يشتكي من زوجته المتجبرة بل رايت بعيني زوجة تصفع زوجها مرات أمام جمهور الناس في مقر البلدية ولم تستحيي أن قال عن ليس برجل بل أخبرني أحدهم أن زوجته منعته من نفسها وحرمته منها لأنها طالبته بكتابة الدار في اسمها وأبى
    ثالثا :الترهيب من الإساءة إلى الجارفلقد ورد التحذير من إيذاء الجار بأي نوع من أنواع الأذى . روى مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ> الْبَوَائِق جَمْع بَائِقَة وَهِيَ الْغَائِلَة وَالدَّاهِيَة وَالْفَتْك ، وَفِي مَعْنَى " لَا يَدْخُل الْجَنَّة " جَوَابَانِ يَجْرِيَانِ فِي كُلِّ مَا أَشْبَهَ هَذَا . أَحَدهمَا : أَنَّهُ مَحْمُول عَلَى مَنْ يَسْتَحِلّ الْإِيذَاء مَعَ عِلْمه بِتَحْرِيمِهِ ؛ فَهَذَا كَافِرٌ لَا يَدْخُلُهَا أَصْلًا . وَالثَّانِي : مَعْنَاهُ جَزَاؤُهُ أَنْ لَا يَدْخُلهَا وَقْت دُخُول الْفَائِزِينَ إِذَا فُتِحَتْ أَبْوَابهَا لَهُمْ ، بَلْ يُؤَخَّر ثُمَّ قَدْ يُجَازَى ، وَقَدْ يُعْفَى عَنْهُ فَيَدْخُلهَا أَوَّلًا . وَإِنَّمَا تَأَوَّلْنَا هَذَيْنِ التَّأْوِيلَيْنِ لِأَنَّا قَدَّمْنَا أَنَّ مَذْهَب أَهْل الْحَقّ أَنَّ مَنْ مَاتَ عَلَى التَّوْحِيد مُصِرًّا عَلَى الْكَبَائِر فَهُوَ إِلَى اللَّه تَعَالَى إِنْ شَاءَ اللَّه عَفَا عَنْهُ فَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ أَوَّلًا ، وَإِنْ شَاءَ عَاقَبَهُ ثُمَّ أَدْخَلَهُ الْجَنَّة . وَاَللَّه أَعْلَم ..روى أحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ


    قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلَاتِهَا وَصِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا قَالَ هِيَ فِي النَّارِ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ قِلَّةِ صِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا وَصَلَاتِهَا وَإِنَّهَا تَصَدَّقُ بِالْأَثْوَارِ مِنْ الْأَقِطِ وَلَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا قَالَ هِيَ فِي الْجَنَّةِ>...وروى أحمد عن الْمِقْدَادَ بْنَ الْأَسْوَدِ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ مَا تَقُولُونَ فِي الزِّنَا قَالُوا حَرَّمَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ فَهُوَ حَرَامٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ لَأَنْ يَزْنِيَ الرَّجُلُ بِعَشْرَةِ نِسْوَةٍ أَيْسَرُ عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يَزْنِيَ بِامْرَأَةِ جَارِهِ قَالَ فَقَالَ مَا تَقُولُونَ فِي السَّرِقَةِ قَالُوا حَرَّمَهَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ فَهِيَ حَرَامٌ قَالَ لَأَنْ يَسْرِقَ الرَّجُلُ مِنْ عَشْرَةِ أَبْيَاتٍ أَيْسَرُ عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يَسْرِقَ مِنْ جَارِهِ> تفرد به أحمد قال ابن كثير وله شاهد في الصحيحين ....وروى أبو داود عَنْ أَبِي صِرْمَةَ صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ مَنْ ضَارَّ أَضَرَّ اللَّهُ بِهِ وَمَنْ شَاقَّ شَاقَّ اللَّهُ عَلَيْهِ> قوله ( مَنْ ضَارَّ ): أَيْ مُسْلِمًا كَمَا فِي رِوَايَة ، أَيْ مَنْ أَدْخَلَ عَلَى مُسْلِم جَارًا كَانَ أَوْ غَيْره مَضَرَّة فِي مَاله أَوْ نَفْسه أَوْ عِرْضه بِغَيْرِ حَقّ قوله ( أَضَرَّ اللَّه بِهِ ): أَيْ جَازَاهُ مِنْ جِنْس فِعْله وَأَدْخَلَ عَلَيْهِ الْمَضَرَّة قوله ( وَمَنْ شَاقَّ ): أَيْ مُسْلِمًا كَمَا فِي رِوَايَة . وَالْمُشَاقَّة الْمُنَازَعَة ، أَيْ مَنْ نَازَعَ مُسْلِمًا ظُلْمًا وَتَعَدِّيًا ..قوله ( شَاقَّ اللَّهُ عَلَيْهِ ): أَيْ أَنْزَلَ اللَّه عَلَيْهِ الْمَشَقَّة جَزَاء وِفَاقًا . وَالْحَدِيث فِيهِ دَلِيل عَلَى تَحْرِيم الضِّرَار عَلَى أَيّ صِفَة كَانَ ، مِنْ غَيْر فَرْق بَيْن الْجَار وَغَيْره . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ ، قَالَ التِّرْمِذِيّ حَسَن غَرِيب وَأَبُو صِرْمَة هَذَا لَهُ صُحْبَة شَهِدَ بَدْرًا وَاسْمه مَالِك بْن قَيْس وَيُقَال اِبْن أَبِي أُنَيْس اهـ عون المعبود

    {417}
    <نموذج في الصبر على أذى الجار >فقد روي عن سهل بن عبد الله التستري أنه كان له جار ذمي مجوسي وكان قد انبثق من كنفه إلى بيت دار سهل بثق فكان سهل يضع كل يوم الجفنة تحت ذلك البثق ثم بالليل يطرح ذلك ثم مكث على هذا الحال زمانا طويلا فلما مرض أحضر المجوسي وأخبره الخبر واعتذر له بأنه خشي من ورثته أنه لا يتحملون ذلك فيخاصمونه فعجب المجوسي من صبره على هذا الإيذاء العظيم . فقال له المجوسي أيها الشيخ تعاملني بهذه المعاملة منذ زمان طويل وأنا مقيم على كفري مذ يدك لأسلم فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ص} ثم مات سهل رحمه الله ختم الله علينا وعيلكم بالحسني فتأمل يا أخي نتيجة الصبر وعاقبته
    رابعا : تفقد أحوالهم والتخفيف عليهم في مصابهم وحب الخير لهم وكل ذلك قد أتت به الشريعة الغراء .ورد في تفقد أحوالهم وإسداء المعروف لهم ما يلي :



    عن أَنس بن مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا آمَنَ بِي مَنْ بَاتَ شَبْعَانًا وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يَعْلَمُ بِهِ.> المعجم الكبير.... روى مسلم عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَبَا ذَرٍّ إِذَا طَبَخْتَ مَرَقَةً فَأَكْثِرْ مَاءَهَا وَتَعَاهَدْ جِيرَانَكَ >...عن مجاهد ، عن عبد الله بن عمرو ، أنه كان له جار يهودي ، وكان إذا ذبح الشاة ، قال : احملوا إلى جارنا منها ، فإني سمعت رسول الله يقول : « ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه »شعب الإيمان....إن وحدة الشعور وافحساس بالآخرين من صفات المومن .عَنْ أَبِي مُوسَى
    عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الْمُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا وَشَبَّكَ أَصَابِعَهُ>البخاري ..وروى البخاري عن النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى> ..وفي سنن أبي داود عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
    عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْمُؤْمِنُ مِرْآةُ الْمُؤْمِنِ وَالْمُؤْمِنُ أَخُو الْمُؤْمِنِ يَكُفُّ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ وَيَحُوطُهُ مِنْ وَرَائِهِ> في عون المعبود :قوله ( الْمُؤْمِن مِرْآة الْمُؤْمِن ): بِكَسْرِ مِيم وَمَدّ هَمْز أَيْ آلَة لِإِرَاءَةِ مَحَاسِن أَخِيهِ وَمَعَائِبِهِ لَكِنْ بَيْنه وَبَيْنه ، فَإِنَّ النَّصِيحَة فِي الْمَلَأ فَضِيحَة ، وَأَيْضًا هُوَ يُرِي مِنْ أَخِيهِ مَا لَا يَرَاهُ مِنْ نَفْسه ، كَمَا يَرْسُم فِي الْمِرْآة مَا هُوَ مُخْتَفٍ عَنْ صَاحِبه فَيَرَاهُ فِيهَا ، أَيْ إِنَّمَا يَعْلَم الشَّخْص عَيْب نَفْسه بِإِعْلَامِ أَخِيهِ كَمَا يَعْلَم خَلَل وَجْهه بِالنَّظَرِ فِي الْمِرْآة



    قوله ( يَكُفّ عَلَيْهِ ضَيْعَته ): أَيْ يَمْنَع تَلَفه وَخُسْرَانه ، فَهُوَ مَرَّة مِنْ الضَّيَاع وَقَالَ فِي النِّهَايَة : وَضَيْعَة الرَّجُل مَا يَكُون مِنْ مَعَاشه كَالصَّنْعَةِ وَالتِّجَارَة وَالزِّرَاعَة وَغَيْر ذَلِكَ أَيْ يَجْمَع إِلَيْهِ مَعِيشَته وَيَضُمّهَا لَهُ
    قوله( وَيَحُوطهُ مِنْ وَرَائِهِ ): أَيْ يَحْفَظهُ وَيَصُونَهُ وَيَذُبّ عَنْهُ بِقَدْرِ الطَّاقَة
    قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : فِي إِسْنَاده كَثِير بْن زَيْد أَبُو مُحَمَّد الْمَدَنِيّ مَوْلَى الْأَسْلَمِيِّينَ . قَالَ اِبْن مَعِين لَيْسَ بِذَلِكَ الْقَوِيّ يَكْتُب حَدِيثه ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ ضَعِيف .اهـ ..إن كا هذه الأحاديث
    {418}



    تدعوا إلى حسن الجوار بل إلى حفظ مال الجار واهله من الضياع والذب عنه حتى يحس بأن له أناسا يحمون ظهره من كل من يريد اختراق هذه اللحمة.
    خامسا : صور من إذاية الجار ..منها إطلاق صوت المذياع أو التلفاز لإقلاق راحة جاره والنيل منه ...منها استخدام مكبرات الصوت في الأفراح إضرارا بالجيران ..منها القاء القمامة والفضلات في طريقهم حتى يتأذو بالروائح الكريهة ..منها إلقاء العنان للسان فيهم من تجريحهم والشماتة بهم ...منها الكيد لهم في الخفاء عن طريق الوشاية ..منها الاحتيال على أرزاقهم ..منها إضمار الحسد والضغينة تجاههم ..منهاحرمانهم من معروفه لعموم النهي الوارد في الحديث الذي رواه البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ شَرُّ الطَّعَامِ طَعَامُ الْوَلِيمَةِ يُدْعَى لَهَا الْأَغْنِيَاءُ وَيُتْرَكُ الْفُقَرَاءُ وَمَنْ تَرَكَ الدَّعْوَةَ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ>...منها بت الإشاعات ونشرها حولهم ..والخلاصة أن من ضار جيرانه وطغى عليهم بقوة الوظيفة أو المال معرض لغضب الله لما رواه الترمذي : عَنْ أَبِي صِرْمَةَ
    أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ ضَارَّ ضَارَّ اللَّهُ بِهِ وَمَنْ شَاقَّ شَاقَّ اللَّهُ عَلَيْهِ >....ومنها التتبع لعوارات الجيران فمن تتبع ما ستره الله عنهم عومل بالمثل في الدنيا قبل الآخرة لما رواه الترمذي عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمِنْبَرَ فَنَادَى بِصَوْتٍ رَفِيعٍ فَقَالَ يَا مَعْشَرَ مَنْ أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يُفْضِ الْإِيمَانُ إِلَى قَلْبِهِ لَا تُؤْذُوا الْمُسْلِمِينَ وَلَا تُعَيِّرُوهُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ وَمَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ وَلَوْ فِي جَوْفِ رَحْلِهِ>في عون المعبود : قوله( لَا تُؤْذُوا الْمُسْلِمِينَ )أَيْ الْكَامِلِينَ فِي الْإِسْلَامِ وَهُمْ الَّذِينَ أَسْلَمُوا بِلِسَانِهِمْ وَآمَنُوا بِقُلُوبِهِمْ .قوله( وَلَا تُعَيِّرُوهُمْ )مِنْ التَّعْيِيرِ وَهُوَ التَّوْبِيخُ وَالتَّعْيِيبُ عَلَى ذَنْبٍ سَبَقَ لَهُمْ مِنْ قَدِيمِ الْعَهْدِ ، سَوَاءٌ عُلِمَ تَوْبَتُهُمْ مِنْهُ أَمْ لَا . وَأَمَّا التَّعْيِيرُ فِي حَالِ الْمُبَاشَرَةِ أَوْ بُعَيْدَهُ قَبْلَ ظُهُورِ التَّوْبَةِ فَوَاجِبٌ لِمَنْ قَدَرَ عَلَيْهِ.. ( وَلَا تَتَّبِعُوا )مِنْ بَابِ الِافْتِعَالِ أَيْ لَا تَجَسَّسُوا( عَوْرَاتِهِمْ )فِيمَا تَجْهَلُونَهَا وَلَا تَكْشِفُوهَا فِيمَا تَعْرِفُونَهَا( فَإِنَّهُ )أَيْ الشَّأْنُ( تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ )ذَكَرَهُ عَلَى سَبِيلِ الْمُشَاكَلَةِ أَيْ كَشَفَ عُيُوبَهُ وَمِنْ أَقْبَحِهَا تَتَبُّعُ عَوْرَةِ الْأَخِ الْمُسْلِمِ . وَهَذَا فِي الْآخِرَةِ " وَمَنْ يَتَّبِعْ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ " مِنْ فَضَحَ كَمَنَعَ أَيْ يَكْشِفُ مَسَاوِيهِ( وَلَوْ فِي جَوْفِ رَحْلِهِ)أَيْ وَلَوْ كَانَ فِي وَسَطِ مَنْزِلِهِ مُخْفِيًا مِنْ النَّاسِ . قَالَ تَعَالَى : { إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاَللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } ......ومنها النظر إلى بيوتهم للاطلاع عليها بغير إذنهم لأنها من الحرمات التي يجب الحفاظ عليها منأجل ذلك اهدر سيد الخلق ما يصيبه منهم إن هم فقءوا مثلا عينه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
    عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ اطَّلَعَ فِي بَيْتِ قَوْمٍ بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ فَقَدْ حَلَّ لَهُمْ أَنْ يَفْقَئُوا عَيْنَهُ> مسلم ..وروى البخاري : عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلًا اطَّلَعَ مِنْ حُجْرٍ فِي بَعْضِ حُجَرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ إِلَيْهِ بِمِشْقَصٍ أَوْ بِمَشَاقِصَ وَجَعَلَ يَخْتِلُهُ لِيَطْعُنَهُ>...ومنها التحسس عليهم ليستمع ما يجري وما يدور بينهم روى البخاري : عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ


    {419}
    عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ تَحَلَّمَ بِحُلْمٍ لَمْ يَرَهُ كُلِّفَ أَنْ يَعْقِدَ بَيْنَ شَعِيرَتَيْنِ وَلَنْ يَفْعَلَ وَمَنْ اسْتَمَعَ إِلَى حَدِيثِ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ أَوْ يَفِرُّونَ مِنْهُ صُبَّ فِي أُذُنِهِ الْآنُكُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَنْ صَوَّرَ صُورَةً عُذِّبَ وَكُلِّفَ أَنْ يَنْفُخَ فِيهَا وَلَيْسَ بِنَافِخٍ>.والأنك : الرصاص المذاب .في الفتح للحافظ : هَذَا الْحَدِيث قَدْ اِشْتَمَلَ عَلَى ثَلَاثَة أَحْكَام : أَوَّلهَا الْكَذِب عَلَى الْمَنَام ، ثَانِيهَا الِاسْتِمَاع لِحَدِيثِ مَنْ لَا يُرِيد اِسْتِمَاعه ، ثَالِثهَا التَّصْوِير.اهـ
    وآخرا إن ما يجري الآن بين الجيران من سوء المعاملة أحيانا مرده إلى البعد عن تعاليم وآداب الإسلام وتلكم من بعض اشراط الساعة الصغرىروى أحمد عن عَبْداللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ الْفُحْشَ وَالتَّفَحُّشَ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُخَوَّنَ الْأَمِينُ وَيُؤْتَمَنَ الْخَائِنُ حَتَّى يَظْهَرَ الْفُحْشُ وَالتَّفَحُّشُ وَقَطِيعَةُ الْأَرْحَامِ وَسُوءُ الْجِوَارِ.>والله أعلم وصلى الله على نبينا .
    مواضيع ذات صلة
  • جمانة
    كاتب الموضوع
    أعمدة أسرار
    • Jul 2011
    • 5186 
    • 26 

    #2
    انشاءالله يعجبكم الموضوع
    تعليق
    يتصفح هذا الموضوع الآن
    تقليص

    المتواجدون الآن 1. الأعضاء 0 والزوار 1.

    يعمل...
    X