(فلا اقسم بمواقع النجوم وانه لقسم لو تعلمون عظيم)
سوف نتعلم او نتوسع في تعلم علم او فن يعتبر من اقدم واشهر العلوم في التاريخ وسار مع الانسان منذ بدأ وجوده على الارض وكان معه دائما اداة لسعادته والاستزاده من الخير من جانب وشر ابدي والوقوع بالمحظور من الاشراك والكفر برب الموجودات وهذا الجانب السيء منه .
لا بد اولا وقبل دخولك في هذا العلم وتعمله ان تفهم ما انت مقدم عليه وما الافكار التي ستنتج من مزج ما ستتعلمه بخليط المعلومات المكدسه التي تحتفظ بها منذ ولادتك فسوف تتفاعل هذه المعلومات لتبني لك قاعده جديده تنظر اليها للكون بكل مخلوقاته بل قد تتعدى هذه النظرة لتختلف نظرتك الى الخالق نفسه من حيث انه خالق هذه النجوم وهذا العلم الذي ستتعلمه .
يجب عليك اولا ان تستوعب مقدرة هذا العلم وما يعجز عنه وفهم طريقة عمله قبل ان تقدم على تعلم ادواته وتطبيق دراساته فبهذا وحده يمكن ان يستقيم علمك وتتمكن منه وتاكل ثماره التي ستزرع طويلا للوصول اليها .
ما هو التنجيم ولماذا ندرسه
تختلف الميول التي تدفع الانسان لدراسه هذا العلم فمنهم يرى فيه نور يستضاء به في ظلمات المجهول وبعضهم يراه طريق سليم للاستزادة من الخيرات واجتناب الاخطار وبعضهم يريد فهم حكمة الكون فقط وقد يكون الامر اقل مرتبه من هذا بسبب تتداخل هذ العلم مع كل علوم ما وراء الطبيعه فيريد البعض تعلمه للاستفاده منه في مجالات اخرى روحانيه او غيرها .
مهما كانت ميولك ودوافعك لفهم هذا العلم وتعلمه وتطبيقه وقد يكون العمل به ايضا يجب ان تفهم نقاط اساسيه
1- خالق الكون هو الله سبحانه وهو الفاعل والمؤثر على جميع المخلوقات وباذنه تتفاعل عناصر الطبيعه .
2- طريقة المعهد هي الدلالة أي ان اجرام السماء هي دلالة على الحوادث وليست مؤثره عليها .
3- لا حدود لهذا العلم في اطار المخلوقات ولكن يجب ان يكون حسب القواعد السليمة ولا يخالفها .
وفلسفة التنجيم قائمة على ان هذا الكون وحده متكامله يدل بعضها على بعض ويمكن ان فهمنا لغه هذه الدلالة ان نرى ترابط اجزاء الكون بعضها مع بعض بدا من الانسان وانتهاء بالطبيعه , ولكن يجب التوضيح ان التنجيم في هذه الفترة مهتم بصورة اساسية على الارض وسكانها بسبب امكانيه التجربة والتطبيق لفهم طرقة وادواته الصحيحه لذا ارتبطت كل تقنياته بهذه الارض التي تشكل محور الكون بالنسبة للتنجيم لان المنجم ينظر من خلالها الى الكون اجمع .
التنجيم هو دلالة الاجرام السماوية على الارض وسكانها
هذا هو التعريف الذي سنتبعه في دراستنا وسنطبقه بالامثلة الواقعيه لنرى مدى مصداقيته فالتنجيم علم في غايه المرونه ولكن يجب تقييد هذه المرونه بالاسس والمبادىء الاولية التي سنتعلمها كي نبقى في اطاره ولا نتحول لعلم اخر نسميه باسم احكام النجوم وهو بعيد جدا عنه وبالتالي يصبح تعريف علم التنجيم إعتمادً على القاعدة السابقة
تعريف علم التنجيم لغةً وإسقاطاً على الواقع المعاش
علم التنجيم أو علم النجوم له مرادفات أخرى منها : النجامة و التبريج و التفلك و أشهرها عند العرب الأحكام النجومية , و يعرف عند الغربيين بإسم الأسطرولوجيا , و عي كلمة مكونة من كلمتين : أسطرون و تعني النجم , و لوجس و تعني الخطاب , أي خطاب أو حديث النجوم . و العراف الذي يمتهن هذا العلم يسمى منجما أو أحكاميا . و الأحكام النجومية هي صناعة الإخبار بالحوادث من النظر في الكواكب و الحوادث العلوية . و كان العلماء لا يفرقون بين علم الهيئة و الأحكام النجومية , فكان المتكلم في حركات النجوم و علاقاتها بعضها ببعض هو نفسه الذي ينبىء بالحوادث المقبلة من النظر لتلك الحركات , و لم يميز بين هذين العلمين إلا حوالي القرن 18 الميلادي .
و كان حكماء العرب يصنفون علم الهيئة أي علم الفلك في المرتبة الرابعة من العلوم العقلية و كان من فروعه الأزياج و الأحكام النجومية . أما الآن فعلم التنجيم علم مستقل بذاته و إن كان يعتمد على علم الفلك في حساب الهيئة الفلكية , إلا أنه يصنف مع العلوم الروحانية و فنون العرافة .
ومهما تعمقنا في التاريخ فإننا نجد بقايا لعلم الأحكام النجومية ,فقد عمل به الرومان و الإغريق و قدماء المصريين في عهد الفراعنة , و من قبلهم كانت طائفة الكهان عند البابليين و السومريين يحفظونه و كانت مهمتهم تقتضي مراقبة النجوم و إخبار الملوك بكل ظاهرة غير عادية . و كان التنبؤ بالكسوفات و الخسوفات كذلك ذا أهمية كبرى . و في تلك الفترة كان التنجيم يسخر للملوك و الكهان أساسا و استعمل بالخصوص لإدارة شؤون الحاضرة أو الدولة .
و خلدت لنا الحضارات القديمة التي شيدت الأنصاب الحجرية ستونهينج في سهل ساليبوري بإنجلترا كشاهد قوي على معرفتها بالتنجيم , و تعد ستونهينج نوعا من التقويمات تسجل فيها حركات فصول السنة . و في أمريكا الجنوبية و الوسطى بلغت شعوب الأزتيك و المايا درجة عالية من الدقة في حساب سير الكواكب و النجوم , و كانوا يعتبرونه عملا ضروريا لتحديد تواريخ الأعياد و المناسك الدينية , و رغم التخريب الذي ألحقه المعمرون الأوروبيون بهذه الحضارات, بقيت بعض الآثار من علومها مسجلة في الحجر المعروف ب أنصاب الزمن . و في الصين يبدأ التقويم الصيني القديم في سنة 2637 قبل الميلاد , و لم يكن يتم الجزم في أمر من أمور البلاط الإمبراطوري إلا بعد استشارة النجوم .
غير أن حضارات المايا و الأزتيك و الصينيين استعملوا أحكاما نجومية تختلف كثيرا في دلالاتها عن التنجيم الذي نعمل به و الذي ترعرع في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط .
و لعب العرب دورا كبيرا في ازدهار علم التنجيم فهم من أحيى التراث التنجيمي اليوناني و مزجوه بتراث الحضارات الأخرى التي كانت تحت سيادة إمبراطوريتهم خصوصا التنجيم الفارسي و الهندي , فظهر إلى الوجود الأحكام النجومية العربية , و ذاع صيت المنجمين العرب و ترجمت مصنفاتهم إلى اللغة اللاتينية و عمل بأحكامهم منجموا الغرب فترة طويلة , و أشهر الأحكاميين العرب أبو معشر جعفر بن محمد بن عمر البلخي المتوفى عام 886 م كأعظم علماء العرب في علم الأحكام النجومية و أشهر كتبه كتاب المدخل إلى علم أحكام النجوم , و كذا الفيلسوف الكندي و و بالمغرب الأقصى اشتهر ابن البناء و ابن قنفذ و بالأندلس لايزال ذكر مسلمة المجريطي كأحد كبار الحكماء و كتابه غاية الحكيم في السحر مقدس لدى الغربيين و يطبع ليومنا هذا بإسم بيكاتريكس .
و لم يتم التمييز بين علم التنجيم و علم الفلك إلا حديثا خلال الثورة العلمية في القرن 18 م في أوربا .
و علم التنجيم كما نعرفه نقل إلينا عن طريق اليونان الذين أخذوه عن المصريين القدماء و الكلدانيين , و أشهر كتاب في علم التنجيم هو التيترابيبلوس الذي اشتهر عند العرب بإسم المقالات الأربع , مؤلفه كلود بطليموس صاحب كتاب المجسطي الغني عن الذكر و كتاب الجغرافيا , و كان يعيش بالإسكندرية في القرن الثاني الميلادي
و أصبح كتاب المقالات الأربع لبطليموس المرجع الرئيسي في أصول علم التنجيم عند المنجمين المعاصرين , مع العلم أنه ترجم عن العربية
و بعدما عرف علم التنجيم انتشارا كبيرا , في العصور الوسطى تعرض هذا العلم للكسف ابتداءا من القرن 17 و 18 م , فبعد إبعاده عن الجامعات , أصبح يصنف ضمن العلوم الروحانية و فنون العرافة , و ظل منتشرا في العالم الإسلامي إلى أن اندثر و انمحت آثاره مع قدوم الإمبريالية الأوروبية .
و جاء عصر النهضة التنجيمية في أوربا في نهاية القرن 19 م تحت زخم بول شوازنارد بفرنسا و فون كلوكلر بألمانيا , و منذ ذلك الوقت أصبح علم التنجيم يسترد ما انتزع من حقوقه , و رغم أنه لم يستعد بعد مكانته القديمة فإنه مستمر في تطوره .
و في الوقت الراهن يتوافق علم التنجيم القديم مع علم التنجيم العلمي العصري أو ما يسمى بالخطأ الغربي , فالأبحاث كثيرة و أصبحت تعتمد على الإحصائيات بكثرة من لدن مجددي هذا العلم , و النتائج تتطابق بشكل عام مع الأصول القديمة , و يبقى هناك مجال واسع يجب تغطيته لوضع هذا العلم في زمن العالم المعاصر , لكن في كثير من أرجاء العلم ينكب على ذلك عدد من الأحكاميين .
و لا يزال قسم كبير من تراثنا التنجيمي العربي الكبير يحتاج لمن يرفع النقاب عنه و يدرسه و يجدده , و ينفض عنه غبار المكتبات الخاصة و ينشره ليطلع عليه كل الناس .
اهتمام احكام النجوم باجرام السماء وعناصرها ودلالاتها على الارض وسكانها كما قلنا ويكون ذلك من خلال دراسه مواقعها عن طريق علم الفلك , لذا لا يوجد في احكام النجوم طرق تبتعد عن هذا المفهوم فلا استخراج لطالع من الاسم او من الرمل او التاروت او أي فن من فنون العرافة استخراج الطالع وبقية الهيئة الفلكية يكون عن طريق علم الفلك فقط والذي يستعان عليه بالرياضيات , ما سوف نتعلمه هو تطبيق فلسفة الكون على علم الفلك ولكن بشكل مقنن ومحسوب وحسب اصول وقواعد لا يمكن تجاوزها .
لا يوجد بعلم احكام النجوم ما يسمى بالكواكب الروحانية او الافلاك الروحانية او كل ما يمكن ان يخرج عن تعريف هذا العلم
( دراسه دلالة الأجرام العلوية على الأرض وسكانها )
وكل شيء بلغكم أو وصل إليكم عن التنجيم فقارنوه مع هذا التعريف ان وافقه فهو تنجيم صحي وان خالفه فهو ينسب اليه .
الفردية هي الأساس في تحاليل هذا العلم فلا مشابهه بين اثنين اطلاقا وكل دلالة اظهرت الشبه بين اكثر من واحد فيجب توقع خطأها مباشره اذا لم تكن هناك شواهد اخرى تدل على هذا الاندماج , علامه فهمك للتنجيم تغير نظرتك للكون اجمع , بدأ من نفسك وانتهاء بالكون الواسع ولكن لا تتوقع أي نتائج صحيحه بتطبيق خاطىء فالتنجيم هو مزيج بين فلسفة كونية وعلم رياضي فلكي مادي لا يقبل الخطأ ولا يمكن فصل الطرفين اللذان يشكلانه في كل تطبيقاته فكل تقنيه سوف تمارسها انظر للفردية فيها وما يمكنه ان يجعل هذه الدلالة خاصه بالارض فقط او لمكان الولادة او للشخص او لحاله من حالاته ولا تعمم اطلاقا في أي حاله فالتعميم اساس الخطأ بالتنجيم .
الطريقة الصحيحه للتنجيم هي ما سنتعلمه فان اردت سرعه استيعابه انسى جميع ما عرفته عنه ان كان من محيطك او دراستك العشوائية وابدأ من جديد وكأنك تعرفه لاول مره , فهذا يجعلك تتعلم بسرعه قواعده الصحيحه من غير التضارب مع افكار مسبقه قد تعرقل تعلمك له .
لا حدود لاحكام النجوم اطلاقا ولا حدود لكل سؤال فلا تقيد نفسك بمفاهيم واحده بل ابحث عن جواب أي سؤال باحكام النجوم فستجد الجواب ان استخدمت الطرق الصحيحه .
الدرس الاول
الكواكب والنجوم تدور حول الارض بصورة دائرية تماما والارض تكون مركز هذه الدائره وحسب هذا الترتيب
1- القمر
2- عطارد
3- الزهرة
4- المريخ
5- الشمس
6- المشتري
7- زحل
8- فلك النجوم الثابته
وحسب هذه النظرية وضع بطليموس كتابه الشهير المجسطي الذي تحرى فيه طريقة رياضية هندسية لمعرفة مواقع الكواكب وحسب التواريخ المطلوبة علما ان هذا الكتاب هو نتاج علوم قبل بطليموس فقد اعتمد فيه على امثله بابلية ويونانية تؤكد ان بطليموس جمع هذه الطريقة في كتاب واضاف عليها من اجتهاده وبنفس النظرية اعتمد الهنود وكافة الشعوب المهتمه بالفلك والتنجيم مع الانتباه ان الفلك والتنجيم هو واحد منذ عرفه البشر ولم ينفصل الا في نهايه القرن السابع عشر في الدول الاوربية ومن اتخذ مناهجها الدراسية من مختلف الشعوب بينما بقي التنجيم والفلك واحد عند اغلب الشعوب التي لم تتخذ المنهج الاوربي لمنهجها الدراسي
في كل الأحوال وبطريقة عجيبه لن يؤثر في الفلك والتنجيم أن اعتبرنا الارض هي مركز المجموعه الشمسية او اذا اعتبر نا ان الارض هي المركز
فالطريقة الرياضية التي ذكرها بطليموس او التي كونها الهنود على ما فيها من خطأ كبير في تحديد المركز الصحيح الا انها كانت تعطي نتائج مذهله لمواقع الكواكب مما جعل هذه النظرية تصمد الاف السنين وكانت الحسابات الدقيقة التي تعطيها لمواقع الكواكب تجعل نظرية مركزية الشمس تفشل في طرحها دائما رغم انها طرحت منذ عهد اليونان ولكن لم يثبت مركزية الشمس بصورة ثابته الا بعد طبع كتاب كوبرنيك وبعد اكتشاف القوانين الثلاث لسير الكواكب من قبل المنجم الكبير كبلر
في التنجيم مركزية الارض مهمه جدا في الوقت الحاضر لاننا ندرس دلالة وتاثير هذه الاجرام على الارض وسكانها لذا سوف نعتمد هذا اللفظ في بقية الدروس برغم ثقتنا بمركزية الشمس ولكن كما قلنا التنجيم ( دراسة تاثير ودلالة الاجرام العلوية على الارض وسكانها )
لذا فان مركزية الارض مهمه جدا في التوضيح
القمر هو الأكثر قربا من الأرض يليه بالترتيب عطارد ثم الزهرة ثم الشمس ثم المريخ ثم المشتري ثم زحل. كلما بعد الكوكب عن الأرض كلما قلت سرعته وبالتالي يكون القمر أسرع الكواكب وزحل أبطأها.
من منظورنا الأرضي نرى حزام من النجوم الثابتة يلي زحل اقتدى به القدماء لتحديد الزمن والمواسم وموقع الكواكب بالنسبة للأرض. هذا الحزام , من منظورنا الأرضي , هو الأسرع تحركاً, حيث يتم دورة واحدة في 24 ساعة. في الحقيقة دوران الأرض حول نفسها هو الذي يجعل حزام الكواكب الثابتة يبدو وكأنه الأسرع حركة. هذا الحزام هو المسمى بال Zodiac أو دائرة أو حزام البروج.
حركة دائرة البروج, والتي يسببها دوران الأرض حول نفسها، تبدأ من الشرق متجهة الى الغرب. أي أننا من على كوكب الأرض نرى النجوم تشرق من الشرق وتتحرك حتى تغرب من الغرب. هذه الحركة تسمى بال primary motion أو diurnal motionأي الحركة الأساسية أو الأولية وأيضاً الحركة اليومية.
الشمس والقمر يتحركان دائما باتجاه واحد أي أنهما دائما مستقيمي السير direct motion أما الكواكب الأخرى فهي ترتد في سيرها (تبدو لنا من منظورنا الأرضي وكأنها ترتد) لمدة من الزمن قبل أن تستقيم في سيرها مرة أخرى وهذا يسمى ب retrograde motion أو الحركة الارتجاعية أو الرجوع. حركة الكواكب المستقيمة تكون دائما من الغرب الى الشرق وهذا ما يسمى بال secondary motion أو الحركة الثانوية. بالرغم من أن جميع الكواكب تتحرك ضمن الحركة الثانوية, فإنها أيضا تتحرك ضمن الحركة الأساسية، أي تشرق لنا من الشرق لتغرب من الغرب. هذا لأن الحركة الأساسية سريعة ومتعلقة بدوران الأرض حول نفسها. إذا فالكواكب تشرق وتغرب بالنسبة لمنظورنا الأرضي, ولكنها أيضا تتحرك من الغرب الى الشرق في دائرة البروج. هاتان الحركتان هما متلازمتان ومستمرتان الى أن يشاء الله.
الحركة الأولية سهلة الملاحظة , فنحن يمكننا مراقبة الشمس والقمر والنجوم وهي تشرق وتغرب يومياً. الحركة الثانوية هي أصعب ملاحظةً ولكننا يمكننا من يوم لآخر أن نلاحظ تحرك القمر, كونه الأسرع حركة, من خلال خلفية النجوم المتغيرة, وهذه الخلفية هي ما يسمى بدائرة البروج.
يمكننا الآن وبعد أكتشاف النظام الشمسي فهم سبب رجوع الكواكب وهو أن جميع الكواكب ومن ضمنها الأرض تدور حول الشمس بعكس اتجاه عقارب الساعة وحين تكون الكواكب والأرض في نفس الجهة من الشمس فإنها تبدو وكأنها تتحرك بعكس اتجاه الأرض.
أما بالنسبة للقدماء فكانت لهم نظرية تسمى بنظرية فلك التدوير, فقالوا ان للكواكب الخمسة التي ترجع في سيرها أفلاك خاصة بها تسمى بأفلاك التدوير. وبموجب هذه النظرية فإن الكواكب عندما تكون حركتها في أفلاك التدوير متوافقة مع اتجاه حركة الفلك الحامل فإن حركتها تبدو مستقيمة , وعندما تصير على نقطة الفلك الحامل تبدو ثابتة , ثم اذا صارت حركتها في فلك التدوير عكس اتجاه الفلك الحامل تبدو لنا راجعة , ثم اذا صارت في موضع التقاء فلك التدوير بالفلك الحامل فإنها تثبت قبل أن تستقيم وهكذا دواليك.
الى جانب الكواكب السبعة التي ينظر الفلكيين اليها هناك نقطتان إضافيتين وهما رأس التنين وذنب التنين. فالأرض تدور حول الشمس ضمن مدارها, والقمر يدور حول الأرض ضمن مداره أيضاً ولكن مداره يميل بزاوية مقدارها 5 درجات، ويتقاطع المداران في نقطتين. نقطة التقاطع التي يبدأ القمر بعدها بالصعود تسمي بالرأس أي North Node بينما النقطة التي يبدأ القمر بعدها بالنزول تسمى بالذنب أي South Node . هاتان النقطتان افتراضيتان ولكنهما مهمتان لأنهما تحددان وتسببان الكسوف والخسوف فعندما تكون الشمس والقمر والأرض في خط مستقيم مع الرأس أو الذنب عندها يحدث الكسوف أو الخسوف. لو كان مدار القمر على نفس مستوى مدار الأرض لحدث الكسوف والخسوف شهرياً , ولكن ميلان مدار القمر بخمس درجات يمنع هاتين الظاهرتين ، إلا اذا كان القمر عند نقطة الرأس أو الذنب في نهاية أو منتصف كل شهر قمري. هاتان النقطتان تبعدان 180 درجة عن بعضهما البعض.
سوف نتعلم او نتوسع في تعلم علم او فن يعتبر من اقدم واشهر العلوم في التاريخ وسار مع الانسان منذ بدأ وجوده على الارض وكان معه دائما اداة لسعادته والاستزاده من الخير من جانب وشر ابدي والوقوع بالمحظور من الاشراك والكفر برب الموجودات وهذا الجانب السيء منه .
لا بد اولا وقبل دخولك في هذا العلم وتعمله ان تفهم ما انت مقدم عليه وما الافكار التي ستنتج من مزج ما ستتعلمه بخليط المعلومات المكدسه التي تحتفظ بها منذ ولادتك فسوف تتفاعل هذه المعلومات لتبني لك قاعده جديده تنظر اليها للكون بكل مخلوقاته بل قد تتعدى هذه النظرة لتختلف نظرتك الى الخالق نفسه من حيث انه خالق هذه النجوم وهذا العلم الذي ستتعلمه .
يجب عليك اولا ان تستوعب مقدرة هذا العلم وما يعجز عنه وفهم طريقة عمله قبل ان تقدم على تعلم ادواته وتطبيق دراساته فبهذا وحده يمكن ان يستقيم علمك وتتمكن منه وتاكل ثماره التي ستزرع طويلا للوصول اليها .
ما هو التنجيم ولماذا ندرسه
تختلف الميول التي تدفع الانسان لدراسه هذا العلم فمنهم يرى فيه نور يستضاء به في ظلمات المجهول وبعضهم يراه طريق سليم للاستزادة من الخيرات واجتناب الاخطار وبعضهم يريد فهم حكمة الكون فقط وقد يكون الامر اقل مرتبه من هذا بسبب تتداخل هذ العلم مع كل علوم ما وراء الطبيعه فيريد البعض تعلمه للاستفاده منه في مجالات اخرى روحانيه او غيرها .
مهما كانت ميولك ودوافعك لفهم هذا العلم وتعلمه وتطبيقه وقد يكون العمل به ايضا يجب ان تفهم نقاط اساسيه
1- خالق الكون هو الله سبحانه وهو الفاعل والمؤثر على جميع المخلوقات وباذنه تتفاعل عناصر الطبيعه .
2- طريقة المعهد هي الدلالة أي ان اجرام السماء هي دلالة على الحوادث وليست مؤثره عليها .
3- لا حدود لهذا العلم في اطار المخلوقات ولكن يجب ان يكون حسب القواعد السليمة ولا يخالفها .
وفلسفة التنجيم قائمة على ان هذا الكون وحده متكامله يدل بعضها على بعض ويمكن ان فهمنا لغه هذه الدلالة ان نرى ترابط اجزاء الكون بعضها مع بعض بدا من الانسان وانتهاء بالطبيعه , ولكن يجب التوضيح ان التنجيم في هذه الفترة مهتم بصورة اساسية على الارض وسكانها بسبب امكانيه التجربة والتطبيق لفهم طرقة وادواته الصحيحه لذا ارتبطت كل تقنياته بهذه الارض التي تشكل محور الكون بالنسبة للتنجيم لان المنجم ينظر من خلالها الى الكون اجمع .
التنجيم هو دلالة الاجرام السماوية على الارض وسكانها
هذا هو التعريف الذي سنتبعه في دراستنا وسنطبقه بالامثلة الواقعيه لنرى مدى مصداقيته فالتنجيم علم في غايه المرونه ولكن يجب تقييد هذه المرونه بالاسس والمبادىء الاولية التي سنتعلمها كي نبقى في اطاره ولا نتحول لعلم اخر نسميه باسم احكام النجوم وهو بعيد جدا عنه وبالتالي يصبح تعريف علم التنجيم إعتمادً على القاعدة السابقة
تعريف علم التنجيم لغةً وإسقاطاً على الواقع المعاش
علم التنجيم أو علم النجوم له مرادفات أخرى منها : النجامة و التبريج و التفلك و أشهرها عند العرب الأحكام النجومية , و يعرف عند الغربيين بإسم الأسطرولوجيا , و عي كلمة مكونة من كلمتين : أسطرون و تعني النجم , و لوجس و تعني الخطاب , أي خطاب أو حديث النجوم . و العراف الذي يمتهن هذا العلم يسمى منجما أو أحكاميا . و الأحكام النجومية هي صناعة الإخبار بالحوادث من النظر في الكواكب و الحوادث العلوية . و كان العلماء لا يفرقون بين علم الهيئة و الأحكام النجومية , فكان المتكلم في حركات النجوم و علاقاتها بعضها ببعض هو نفسه الذي ينبىء بالحوادث المقبلة من النظر لتلك الحركات , و لم يميز بين هذين العلمين إلا حوالي القرن 18 الميلادي .
و كان حكماء العرب يصنفون علم الهيئة أي علم الفلك في المرتبة الرابعة من العلوم العقلية و كان من فروعه الأزياج و الأحكام النجومية . أما الآن فعلم التنجيم علم مستقل بذاته و إن كان يعتمد على علم الفلك في حساب الهيئة الفلكية , إلا أنه يصنف مع العلوم الروحانية و فنون العرافة .
ومهما تعمقنا في التاريخ فإننا نجد بقايا لعلم الأحكام النجومية ,فقد عمل به الرومان و الإغريق و قدماء المصريين في عهد الفراعنة , و من قبلهم كانت طائفة الكهان عند البابليين و السومريين يحفظونه و كانت مهمتهم تقتضي مراقبة النجوم و إخبار الملوك بكل ظاهرة غير عادية . و كان التنبؤ بالكسوفات و الخسوفات كذلك ذا أهمية كبرى . و في تلك الفترة كان التنجيم يسخر للملوك و الكهان أساسا و استعمل بالخصوص لإدارة شؤون الحاضرة أو الدولة .
و خلدت لنا الحضارات القديمة التي شيدت الأنصاب الحجرية ستونهينج في سهل ساليبوري بإنجلترا كشاهد قوي على معرفتها بالتنجيم , و تعد ستونهينج نوعا من التقويمات تسجل فيها حركات فصول السنة . و في أمريكا الجنوبية و الوسطى بلغت شعوب الأزتيك و المايا درجة عالية من الدقة في حساب سير الكواكب و النجوم , و كانوا يعتبرونه عملا ضروريا لتحديد تواريخ الأعياد و المناسك الدينية , و رغم التخريب الذي ألحقه المعمرون الأوروبيون بهذه الحضارات, بقيت بعض الآثار من علومها مسجلة في الحجر المعروف ب أنصاب الزمن . و في الصين يبدأ التقويم الصيني القديم في سنة 2637 قبل الميلاد , و لم يكن يتم الجزم في أمر من أمور البلاط الإمبراطوري إلا بعد استشارة النجوم .
غير أن حضارات المايا و الأزتيك و الصينيين استعملوا أحكاما نجومية تختلف كثيرا في دلالاتها عن التنجيم الذي نعمل به و الذي ترعرع في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط .
و لعب العرب دورا كبيرا في ازدهار علم التنجيم فهم من أحيى التراث التنجيمي اليوناني و مزجوه بتراث الحضارات الأخرى التي كانت تحت سيادة إمبراطوريتهم خصوصا التنجيم الفارسي و الهندي , فظهر إلى الوجود الأحكام النجومية العربية , و ذاع صيت المنجمين العرب و ترجمت مصنفاتهم إلى اللغة اللاتينية و عمل بأحكامهم منجموا الغرب فترة طويلة , و أشهر الأحكاميين العرب أبو معشر جعفر بن محمد بن عمر البلخي المتوفى عام 886 م كأعظم علماء العرب في علم الأحكام النجومية و أشهر كتبه كتاب المدخل إلى علم أحكام النجوم , و كذا الفيلسوف الكندي و و بالمغرب الأقصى اشتهر ابن البناء و ابن قنفذ و بالأندلس لايزال ذكر مسلمة المجريطي كأحد كبار الحكماء و كتابه غاية الحكيم في السحر مقدس لدى الغربيين و يطبع ليومنا هذا بإسم بيكاتريكس .
و لم يتم التمييز بين علم التنجيم و علم الفلك إلا حديثا خلال الثورة العلمية في القرن 18 م في أوربا .
و علم التنجيم كما نعرفه نقل إلينا عن طريق اليونان الذين أخذوه عن المصريين القدماء و الكلدانيين , و أشهر كتاب في علم التنجيم هو التيترابيبلوس الذي اشتهر عند العرب بإسم المقالات الأربع , مؤلفه كلود بطليموس صاحب كتاب المجسطي الغني عن الذكر و كتاب الجغرافيا , و كان يعيش بالإسكندرية في القرن الثاني الميلادي
و أصبح كتاب المقالات الأربع لبطليموس المرجع الرئيسي في أصول علم التنجيم عند المنجمين المعاصرين , مع العلم أنه ترجم عن العربية
و بعدما عرف علم التنجيم انتشارا كبيرا , في العصور الوسطى تعرض هذا العلم للكسف ابتداءا من القرن 17 و 18 م , فبعد إبعاده عن الجامعات , أصبح يصنف ضمن العلوم الروحانية و فنون العرافة , و ظل منتشرا في العالم الإسلامي إلى أن اندثر و انمحت آثاره مع قدوم الإمبريالية الأوروبية .
و جاء عصر النهضة التنجيمية في أوربا في نهاية القرن 19 م تحت زخم بول شوازنارد بفرنسا و فون كلوكلر بألمانيا , و منذ ذلك الوقت أصبح علم التنجيم يسترد ما انتزع من حقوقه , و رغم أنه لم يستعد بعد مكانته القديمة فإنه مستمر في تطوره .
و في الوقت الراهن يتوافق علم التنجيم القديم مع علم التنجيم العلمي العصري أو ما يسمى بالخطأ الغربي , فالأبحاث كثيرة و أصبحت تعتمد على الإحصائيات بكثرة من لدن مجددي هذا العلم , و النتائج تتطابق بشكل عام مع الأصول القديمة , و يبقى هناك مجال واسع يجب تغطيته لوضع هذا العلم في زمن العالم المعاصر , لكن في كثير من أرجاء العلم ينكب على ذلك عدد من الأحكاميين .
و لا يزال قسم كبير من تراثنا التنجيمي العربي الكبير يحتاج لمن يرفع النقاب عنه و يدرسه و يجدده , و ينفض عنه غبار المكتبات الخاصة و ينشره ليطلع عليه كل الناس .
اهتمام احكام النجوم باجرام السماء وعناصرها ودلالاتها على الارض وسكانها كما قلنا ويكون ذلك من خلال دراسه مواقعها عن طريق علم الفلك , لذا لا يوجد في احكام النجوم طرق تبتعد عن هذا المفهوم فلا استخراج لطالع من الاسم او من الرمل او التاروت او أي فن من فنون العرافة استخراج الطالع وبقية الهيئة الفلكية يكون عن طريق علم الفلك فقط والذي يستعان عليه بالرياضيات , ما سوف نتعلمه هو تطبيق فلسفة الكون على علم الفلك ولكن بشكل مقنن ومحسوب وحسب اصول وقواعد لا يمكن تجاوزها .
لا يوجد بعلم احكام النجوم ما يسمى بالكواكب الروحانية او الافلاك الروحانية او كل ما يمكن ان يخرج عن تعريف هذا العلم
( دراسه دلالة الأجرام العلوية على الأرض وسكانها )
وكل شيء بلغكم أو وصل إليكم عن التنجيم فقارنوه مع هذا التعريف ان وافقه فهو تنجيم صحي وان خالفه فهو ينسب اليه .
الفردية هي الأساس في تحاليل هذا العلم فلا مشابهه بين اثنين اطلاقا وكل دلالة اظهرت الشبه بين اكثر من واحد فيجب توقع خطأها مباشره اذا لم تكن هناك شواهد اخرى تدل على هذا الاندماج , علامه فهمك للتنجيم تغير نظرتك للكون اجمع , بدأ من نفسك وانتهاء بالكون الواسع ولكن لا تتوقع أي نتائج صحيحه بتطبيق خاطىء فالتنجيم هو مزيج بين فلسفة كونية وعلم رياضي فلكي مادي لا يقبل الخطأ ولا يمكن فصل الطرفين اللذان يشكلانه في كل تطبيقاته فكل تقنيه سوف تمارسها انظر للفردية فيها وما يمكنه ان يجعل هذه الدلالة خاصه بالارض فقط او لمكان الولادة او للشخص او لحاله من حالاته ولا تعمم اطلاقا في أي حاله فالتعميم اساس الخطأ بالتنجيم .
الطريقة الصحيحه للتنجيم هي ما سنتعلمه فان اردت سرعه استيعابه انسى جميع ما عرفته عنه ان كان من محيطك او دراستك العشوائية وابدأ من جديد وكأنك تعرفه لاول مره , فهذا يجعلك تتعلم بسرعه قواعده الصحيحه من غير التضارب مع افكار مسبقه قد تعرقل تعلمك له .
لا حدود لاحكام النجوم اطلاقا ولا حدود لكل سؤال فلا تقيد نفسك بمفاهيم واحده بل ابحث عن جواب أي سؤال باحكام النجوم فستجد الجواب ان استخدمت الطرق الصحيحه .
الدرس الاول
الكواكب والنجوم تدور حول الارض بصورة دائرية تماما والارض تكون مركز هذه الدائره وحسب هذا الترتيب
1- القمر
2- عطارد
3- الزهرة
4- المريخ
5- الشمس
6- المشتري
7- زحل
8- فلك النجوم الثابته
وحسب هذه النظرية وضع بطليموس كتابه الشهير المجسطي الذي تحرى فيه طريقة رياضية هندسية لمعرفة مواقع الكواكب وحسب التواريخ المطلوبة علما ان هذا الكتاب هو نتاج علوم قبل بطليموس فقد اعتمد فيه على امثله بابلية ويونانية تؤكد ان بطليموس جمع هذه الطريقة في كتاب واضاف عليها من اجتهاده وبنفس النظرية اعتمد الهنود وكافة الشعوب المهتمه بالفلك والتنجيم مع الانتباه ان الفلك والتنجيم هو واحد منذ عرفه البشر ولم ينفصل الا في نهايه القرن السابع عشر في الدول الاوربية ومن اتخذ مناهجها الدراسية من مختلف الشعوب بينما بقي التنجيم والفلك واحد عند اغلب الشعوب التي لم تتخذ المنهج الاوربي لمنهجها الدراسي
في كل الأحوال وبطريقة عجيبه لن يؤثر في الفلك والتنجيم أن اعتبرنا الارض هي مركز المجموعه الشمسية او اذا اعتبر نا ان الارض هي المركز
فالطريقة الرياضية التي ذكرها بطليموس او التي كونها الهنود على ما فيها من خطأ كبير في تحديد المركز الصحيح الا انها كانت تعطي نتائج مذهله لمواقع الكواكب مما جعل هذه النظرية تصمد الاف السنين وكانت الحسابات الدقيقة التي تعطيها لمواقع الكواكب تجعل نظرية مركزية الشمس تفشل في طرحها دائما رغم انها طرحت منذ عهد اليونان ولكن لم يثبت مركزية الشمس بصورة ثابته الا بعد طبع كتاب كوبرنيك وبعد اكتشاف القوانين الثلاث لسير الكواكب من قبل المنجم الكبير كبلر
في التنجيم مركزية الارض مهمه جدا في الوقت الحاضر لاننا ندرس دلالة وتاثير هذه الاجرام على الارض وسكانها لذا سوف نعتمد هذا اللفظ في بقية الدروس برغم ثقتنا بمركزية الشمس ولكن كما قلنا التنجيم ( دراسة تاثير ودلالة الاجرام العلوية على الارض وسكانها )
لذا فان مركزية الارض مهمه جدا في التوضيح
القمر هو الأكثر قربا من الأرض يليه بالترتيب عطارد ثم الزهرة ثم الشمس ثم المريخ ثم المشتري ثم زحل. كلما بعد الكوكب عن الأرض كلما قلت سرعته وبالتالي يكون القمر أسرع الكواكب وزحل أبطأها.
من منظورنا الأرضي نرى حزام من النجوم الثابتة يلي زحل اقتدى به القدماء لتحديد الزمن والمواسم وموقع الكواكب بالنسبة للأرض. هذا الحزام , من منظورنا الأرضي , هو الأسرع تحركاً, حيث يتم دورة واحدة في 24 ساعة. في الحقيقة دوران الأرض حول نفسها هو الذي يجعل حزام الكواكب الثابتة يبدو وكأنه الأسرع حركة. هذا الحزام هو المسمى بال Zodiac أو دائرة أو حزام البروج.
حركة دائرة البروج, والتي يسببها دوران الأرض حول نفسها، تبدأ من الشرق متجهة الى الغرب. أي أننا من على كوكب الأرض نرى النجوم تشرق من الشرق وتتحرك حتى تغرب من الغرب. هذه الحركة تسمى بال primary motion أو diurnal motionأي الحركة الأساسية أو الأولية وأيضاً الحركة اليومية.
الشمس والقمر يتحركان دائما باتجاه واحد أي أنهما دائما مستقيمي السير direct motion أما الكواكب الأخرى فهي ترتد في سيرها (تبدو لنا من منظورنا الأرضي وكأنها ترتد) لمدة من الزمن قبل أن تستقيم في سيرها مرة أخرى وهذا يسمى ب retrograde motion أو الحركة الارتجاعية أو الرجوع. حركة الكواكب المستقيمة تكون دائما من الغرب الى الشرق وهذا ما يسمى بال secondary motion أو الحركة الثانوية. بالرغم من أن جميع الكواكب تتحرك ضمن الحركة الثانوية, فإنها أيضا تتحرك ضمن الحركة الأساسية، أي تشرق لنا من الشرق لتغرب من الغرب. هذا لأن الحركة الأساسية سريعة ومتعلقة بدوران الأرض حول نفسها. إذا فالكواكب تشرق وتغرب بالنسبة لمنظورنا الأرضي, ولكنها أيضا تتحرك من الغرب الى الشرق في دائرة البروج. هاتان الحركتان هما متلازمتان ومستمرتان الى أن يشاء الله.
الحركة الأولية سهلة الملاحظة , فنحن يمكننا مراقبة الشمس والقمر والنجوم وهي تشرق وتغرب يومياً. الحركة الثانوية هي أصعب ملاحظةً ولكننا يمكننا من يوم لآخر أن نلاحظ تحرك القمر, كونه الأسرع حركة, من خلال خلفية النجوم المتغيرة, وهذه الخلفية هي ما يسمى بدائرة البروج.
يمكننا الآن وبعد أكتشاف النظام الشمسي فهم سبب رجوع الكواكب وهو أن جميع الكواكب ومن ضمنها الأرض تدور حول الشمس بعكس اتجاه عقارب الساعة وحين تكون الكواكب والأرض في نفس الجهة من الشمس فإنها تبدو وكأنها تتحرك بعكس اتجاه الأرض.
أما بالنسبة للقدماء فكانت لهم نظرية تسمى بنظرية فلك التدوير, فقالوا ان للكواكب الخمسة التي ترجع في سيرها أفلاك خاصة بها تسمى بأفلاك التدوير. وبموجب هذه النظرية فإن الكواكب عندما تكون حركتها في أفلاك التدوير متوافقة مع اتجاه حركة الفلك الحامل فإن حركتها تبدو مستقيمة , وعندما تصير على نقطة الفلك الحامل تبدو ثابتة , ثم اذا صارت حركتها في فلك التدوير عكس اتجاه الفلك الحامل تبدو لنا راجعة , ثم اذا صارت في موضع التقاء فلك التدوير بالفلك الحامل فإنها تثبت قبل أن تستقيم وهكذا دواليك.
الى جانب الكواكب السبعة التي ينظر الفلكيين اليها هناك نقطتان إضافيتين وهما رأس التنين وذنب التنين. فالأرض تدور حول الشمس ضمن مدارها, والقمر يدور حول الأرض ضمن مداره أيضاً ولكن مداره يميل بزاوية مقدارها 5 درجات، ويتقاطع المداران في نقطتين. نقطة التقاطع التي يبدأ القمر بعدها بالصعود تسمي بالرأس أي North Node بينما النقطة التي يبدأ القمر بعدها بالنزول تسمى بالذنب أي South Node . هاتان النقطتان افتراضيتان ولكنهما مهمتان لأنهما تحددان وتسببان الكسوف والخسوف فعندما تكون الشمس والقمر والأرض في خط مستقيم مع الرأس أو الذنب عندها يحدث الكسوف أو الخسوف. لو كان مدار القمر على نفس مستوى مدار الأرض لحدث الكسوف والخسوف شهرياً , ولكن ميلان مدار القمر بخمس درجات يمنع هاتين الظاهرتين ، إلا اذا كان القمر عند نقطة الرأس أو الذنب في نهاية أو منتصف كل شهر قمري. هاتان النقطتان تبعدان 180 درجة عن بعضهما البعض.