السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
==============
يحكى ان رجلا كان يسير في البادية ، وفجأة راى سبعا مقبلا نحوه يريد ان يفترسه .
ففتش عن مكان يأوي اليه ، فلم يجد غيـــر بئر ، نبتت في جداره شجرة تيـــن ، فالقى نفسه فيه ، وتعلق بغصنين منها ، وركز رجليه على حجرين ناتئين في الجدار .
ونظر حوله فاذا عند رجليه حيات أربع ، قد اخرجن رؤوسهن من جحورهن .
ثم نظر الى قعر البئر فاذا بثعبان اسود قد فتح فاه ، ينتظر سقوطه حتى يلتهمه .
ونظر جانبا الى الغصنين ، فاذا في أصلهما جرذان ، احدهما ابيض والآخر اسود ، يقرضان الغصنين ، دائبين لا يفتران .
وبينما هو في تلك الحالة من الخوف والجوع إذا به يبصر امامه عشّ نحل قد امتلأ عسلا ، فذاق العسل ، فشغلته حلاوته والهته لذّته ، عن التفكير في شيء من أمره وان يلتمس الخلاص لنفسه .
ونسي ان رجليه على حيات أربع ، لايدري متى يفتكن به ، وان الجرذين دائبان في قطع الغصنين ، وان السبع متربص به من الاعلى ، وان الثعبان ينتظره من الاسفل ..
فلم يزل لاهيا غافلا ، مشغولا بتلك الحلاوة الزائدة ، حتى انقطع الغصنان ، ووقع في فم الثعبان ، فالتهمه .
العبرة من هذه القصـــــة
هذه القصة تنطوي في حقيقتها على تصوير رمزي لحياة الانسان ، وما يجري عليه فيها .
فالبئــر
رمز للدنيا المملوءة آفات و شرورا ، واخطارا و غرورا .
والحيــات الأربع
رمز لطبائع الانسان المنحرفة ، فانها متى هاجت او هاج احدها ، كانت كسم الافاعي .
والغصنان
رمز الى عمــر الانسان الذي يدوم الى حين ، ثم ينقطع لا محالة .
والجرذان
الاسود والابيض ، رمز الى الليل والنهار ، الدائبين في افناء العمر .
واما الســبـع
فهو الموت يطارد الانسان ، والانسان يهرب منه .
واما الثعبان
فهو القبــر الذي يجد فيه كل انسان نهايته المحتومة .
واما العســل
فهو رمز لشهوات الدنيا و ملذاتها التي حين ينال الانسان منها شيئا فانها تلهيه عن امر آخرته ، وتصده عن سبيل قصده ، وتنسيه ذكر الموت .
يقول الامام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه : أيها الناس انّ أخوف ما أخاف عليـــكم اثنان : إتباع الهوى وطول الامل .
فاما إتباع الهوى فيصدُ عن الحق ، واما طول الأمل فينسي الآخرة .
والسلام عليكم
مع تحيات
ابو اقبال
==============
يحكى ان رجلا كان يسير في البادية ، وفجأة راى سبعا مقبلا نحوه يريد ان يفترسه .
ففتش عن مكان يأوي اليه ، فلم يجد غيـــر بئر ، نبتت في جداره شجرة تيـــن ، فالقى نفسه فيه ، وتعلق بغصنين منها ، وركز رجليه على حجرين ناتئين في الجدار .
ونظر حوله فاذا عند رجليه حيات أربع ، قد اخرجن رؤوسهن من جحورهن .
ثم نظر الى قعر البئر فاذا بثعبان اسود قد فتح فاه ، ينتظر سقوطه حتى يلتهمه .
ونظر جانبا الى الغصنين ، فاذا في أصلهما جرذان ، احدهما ابيض والآخر اسود ، يقرضان الغصنين ، دائبين لا يفتران .
وبينما هو في تلك الحالة من الخوف والجوع إذا به يبصر امامه عشّ نحل قد امتلأ عسلا ، فذاق العسل ، فشغلته حلاوته والهته لذّته ، عن التفكير في شيء من أمره وان يلتمس الخلاص لنفسه .
ونسي ان رجليه على حيات أربع ، لايدري متى يفتكن به ، وان الجرذين دائبان في قطع الغصنين ، وان السبع متربص به من الاعلى ، وان الثعبان ينتظره من الاسفل ..
فلم يزل لاهيا غافلا ، مشغولا بتلك الحلاوة الزائدة ، حتى انقطع الغصنان ، ووقع في فم الثعبان ، فالتهمه .
العبرة من هذه القصـــــة
هذه القصة تنطوي في حقيقتها على تصوير رمزي لحياة الانسان ، وما يجري عليه فيها .
فالبئــر
رمز للدنيا المملوءة آفات و شرورا ، واخطارا و غرورا .
والحيــات الأربع
رمز لطبائع الانسان المنحرفة ، فانها متى هاجت او هاج احدها ، كانت كسم الافاعي .
والغصنان
رمز الى عمــر الانسان الذي يدوم الى حين ، ثم ينقطع لا محالة .
والجرذان
الاسود والابيض ، رمز الى الليل والنهار ، الدائبين في افناء العمر .
واما الســبـع
فهو الموت يطارد الانسان ، والانسان يهرب منه .
واما الثعبان
فهو القبــر الذي يجد فيه كل انسان نهايته المحتومة .
واما العســل
فهو رمز لشهوات الدنيا و ملذاتها التي حين ينال الانسان منها شيئا فانها تلهيه عن امر آخرته ، وتصده عن سبيل قصده ، وتنسيه ذكر الموت .
يقول الامام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه : أيها الناس انّ أخوف ما أخاف عليـــكم اثنان : إتباع الهوى وطول الامل .
فاما إتباع الهوى فيصدُ عن الحق ، واما طول الأمل فينسي الآخرة .
والسلام عليكم
مع تحيات
ابو اقبال