كان لنا في الحي رجلُ عجوز هادئ مبتسم دائمآ يعيش في منزلهِ وحيدًا، ولانه يسكن نهاية الشارع المغلق فلم نكن كثيراً نتردد على تلك المنطقة لنلعب او حتى نمر منها الى السوق. وكان على مقربة من منزله صديقي المقرب وكان يسلم عليه ويلاطفه بين الحين والاخر ويسأله عن احوال اهله ويمضي في حال سبيله. الغريب انني كلما سألت صديقي عنه يحاول اغلاق الموضوع بطريقة سريعة.
وبعد فترة من الزمن تعرفت على صديقين جديدين في نفس الشارع وشائت الصدف ان اراهما يسلمان عليه فسألتهم عنه فقالوا بشكل متعاقب "انه رجل يعيش هنا ولكنه مكروه لانه يشرب الخمر ويؤذي اهله والجيران ويضرب زوجته وابنائه!!"، هناقلت لهم ولكني لم ارى احداً هناك غيره؟"، فرد احدهم "لقد تركوه ورحلوا ويزورونه بين الحين والاخر ليطمئن الجميع عليه". الحقيقة ازعجني كلامهم لانني لم ارى منهُ ما يقولون وأيضًا لا احب ان ارى شخصًا يسلم ويضحك مع احدهم وبعد قليل ينتقدونه خلف ظهره (هذا نفاق)، وحتى ان الفتى كنا لا نراه الا وقت العطلة الصيفية فبأي صفة ينتقد رجلًا يراه مرة واحدة كل سنة. مرة كنا نلعب في الشارع فسلم علينا وبالاخص احد الاصدقاء الجدد؛ فقال له "كيف هي عائلتك وامك واخوتك..ارجوا ايصال سلامي للجميع"، ابتسم الصديق وقال له "ان شاء اوصل سلامك لهم". بعد ذلك قام الرجل العجوز بجمع رجال الحي للذهاب الى الصلاة في الجامع!!!. الف علامة استفهام كان يجب ان تحصل ولكن كما قلت لكم (كنا صغار السن).
مرت السنون وبقي الحال على ما هو عليه، ولكن تفاجأت عندما رأيت شابًا يجلس امام منزل الرجل العجوز فسلمت عليه انا واصدقائي. سلموا عليه وتعرفنا على بعض ولاحظت شيئًا غريبًا ان الشاب كان يشبه الصديق الذي ياتي مرة في السنة فإذا به يكون اخوه وهما في الحقيقة ابناء الرجل العجوز!!!. انتظرت صديقي المقرب لأسأله عما اذا فهمت الامر بشكل صحيح فقال لي "لا استطيع الدخول بالتفاصيل ولكن العائلة تفرقت بسبب مشاكل شرب الخمر وهذا الرجل هو ابوهم ومهما حاول اصلاح الامور كانوا يبقون متخوفين من عودته للشرب والعصبية ولكن بدأت الامور بالانفراج في هذه السنة عسى ان تعود المياه الى مجاريها". ولكن سبحان الله عندما تعق والديك وان كانا سيئين فان العاقبة تكون من نفس جنس المشكلة التي انتقد الابناء اباهم عليها، اذ كانوا يشربون الخمر ويتشاجرون مع زوجاتهم وهذا من غير مشاكل الدين الكثير التي كانت ترهق الاب الذي كان يحاول ان يبين ان حاله انصلح لتعود العائلة جميعًا الى البيت والام التي كانت مصرة على عدم الثقة في الزوج وزرع فكرة انه لم يتغير سامحهم الله اجمعين.
مات الاب العجوز بسبب ارتفاع الضغط لمشكلة حدثت لاحد ابنائه، اذ لم يتحمل الصدمة التي حصلت له. وفي تلك الاثناء قمنا بمساعدة الصديق في واجب العزاء وخدمة الضيوف القادمين من كل مكان اذ كان رحمه الله يصل اقاربه واصدقائه كثيرًا والكل كان يبكي بحرقة على وفاته الا بعض الاشخاص من عائلته للاسف.
رب سائل يسأل، ما المهم في القصة حتى تكتب في مملكة القصص الواقعية في منتدى اسرار!!!
في نفس الليلة التي توفي فيها الرجل العجوز اتصل بي صديقي المقرب يطلب مني العودة مسرعًا؛ عدت وانا متعب كوني كنت في واجب العزاء منذ ساعات الصباح الاولى الى المساء. فهنالك ادخلني صديقي الى بيت الرجل العجوز وهذه اول مرة ادخل فيها فقدموا لي الشاي وحقيقة توقعت انهم يريدون التسامر ولكنني بطبعي مباشر ولا احب اللف والدوران قلت "خير!!! تحتاجون شيء اخر؟ انا متعب واريد العودة للاستحمام والنوم"، طلب مني صديقي المقرب ان انتظر قليلًا وبعد دقائق قال لي"هل تسمع شيئًا"، والحقيقة اني لم اسمع شيئًا فقال "اذهب لا يوجد شيء اردنا فقط ان نتأكد من امر".
في اليوم التالي كان الاخوة وبعض الاصدقاء يتهامسون بينهم فقال احدهم "ان شاء الله يأتي السيد بنهاية العزاء ويحل الامر". هنا سحبت صديقي من ملابسه حتى افهم الامر فقال لي "انت مشهور بيننا انك تحس بالامور الغريبة وانت تبحث عن هذه الامور. والمشكلة ان العائلة سمعت صوت نواح عالي يأتي من الطابق الثاني لكن لا احد هناك!!!. صعد احدهم ليتاكد فوجد بابًا غير مغلق ولكنه لا يفتح كأن هنالك شيء يغلقه فعندما استدار وجد شخصًا بهيئة سوداء وقد مر بجانبه وهو يطير!!!". والاغرب انه قال له بالحرف الواحد وبصوت عالي "لا تحاول اخراجي لانني لن اخرج" فنزل راكضاً من الخوف خارج المنزل. والامر مستمر منذ الوفاة. العجيب انهم رأوا الشخص مرة اخرى اثناء صوت النواح والبكاء فهنا خافوا ان يتطور الامر لاكثر من جني حسب قولهم.
جاء السيد قبل صلاة المغرب بساعة وكانوا يسالونه ويجيب "ادخل وانظر بنفسي وان شاء الله نعرف الموضوع" ولكن بلهجتناالعراقية. طلبت منهم الدخول معه لكنه قال أريد شخصًا اكبر سنًا ليكون معي ليشهد على ما سيحدث هناك.
دخل السيد وصديقنا الاكبر سنًا الى البيت بعد اخراج الجميع، غاب فترة ساعتين او أكثر قليلًا وعادوا هما الاثنين. صديقنا الاكبر سنًا كان لونه باهتًا اصفر من شدة الخوف والسيد لونه ابيض مشع حتى انني مازحته قليلًا وقلت له "عذبت صديقنا وانت ذهبت لتنظيف البشرة". هنا طلب السيد من اهله ان يكلمهم لوحدهم ولكن لم يكن هنالك الا الرجال فسمحوا لنا بالبقاء. قال لهم "من كان يبكي وينوح هم عمار البيت، اذ كانوا اصدقاء ابيكم ويحبونه جدًا لكثرة قرأته للقران وكانوا يحبون صوته حتى انه كان يقاسمهم الطعام أحيانًا لهذا حزنوا لفراقه، وهم مسلمين ويقولون لن نؤذي احد كرامة للرجل العجوز". هنا بكينا جميعًا لسماعنا عن اخلاق هذا الرجل الذي ظلمته افعاله والحياة. قال ابنه "الحمدلله ولكن لم اخافنا هذا الجني الاسود؟"، هنا رد السيد "ولكن هذا امر اخر، الجني الذي رايتهُ انت لم يكن من عمار المكان بل كان ملاصقًا لأبيك حسب كلام العمار بل انهم حاولوا اخراجه ولكنه كان يعود لانه حسب كلامه جاء بسبب ابيكم". هنا جاءت الصدمة "كان ابيكم كثير الحزن والبكاء عليكم ومن هنا جاء هذا الجني، وبعد فترة بدأ اباكم قراءة القرآن فتواصل معه عمار المكان وعرضوا عليه اخراجه ولكنه كان مرتبطًا بأبيكم. والان يرفض الخروج من المنزل".
بعد ايام عاد السيد وبدء عملية القراءة لاخراج الجني من المنزل ولكن حتى بعد اخراجه كانوا خائفين من الوضع العام هناك فتم بيع المنزل ولم يعودوا الى هناك ابداً.
وبعد فترة من الزمن تعرفت على صديقين جديدين في نفس الشارع وشائت الصدف ان اراهما يسلمان عليه فسألتهم عنه فقالوا بشكل متعاقب "انه رجل يعيش هنا ولكنه مكروه لانه يشرب الخمر ويؤذي اهله والجيران ويضرب زوجته وابنائه!!"، هناقلت لهم ولكني لم ارى احداً هناك غيره؟"، فرد احدهم "لقد تركوه ورحلوا ويزورونه بين الحين والاخر ليطمئن الجميع عليه". الحقيقة ازعجني كلامهم لانني لم ارى منهُ ما يقولون وأيضًا لا احب ان ارى شخصًا يسلم ويضحك مع احدهم وبعد قليل ينتقدونه خلف ظهره (هذا نفاق)، وحتى ان الفتى كنا لا نراه الا وقت العطلة الصيفية فبأي صفة ينتقد رجلًا يراه مرة واحدة كل سنة. مرة كنا نلعب في الشارع فسلم علينا وبالاخص احد الاصدقاء الجدد؛ فقال له "كيف هي عائلتك وامك واخوتك..ارجوا ايصال سلامي للجميع"، ابتسم الصديق وقال له "ان شاء اوصل سلامك لهم". بعد ذلك قام الرجل العجوز بجمع رجال الحي للذهاب الى الصلاة في الجامع!!!. الف علامة استفهام كان يجب ان تحصل ولكن كما قلت لكم (كنا صغار السن).
مرت السنون وبقي الحال على ما هو عليه، ولكن تفاجأت عندما رأيت شابًا يجلس امام منزل الرجل العجوز فسلمت عليه انا واصدقائي. سلموا عليه وتعرفنا على بعض ولاحظت شيئًا غريبًا ان الشاب كان يشبه الصديق الذي ياتي مرة في السنة فإذا به يكون اخوه وهما في الحقيقة ابناء الرجل العجوز!!!. انتظرت صديقي المقرب لأسأله عما اذا فهمت الامر بشكل صحيح فقال لي "لا استطيع الدخول بالتفاصيل ولكن العائلة تفرقت بسبب مشاكل شرب الخمر وهذا الرجل هو ابوهم ومهما حاول اصلاح الامور كانوا يبقون متخوفين من عودته للشرب والعصبية ولكن بدأت الامور بالانفراج في هذه السنة عسى ان تعود المياه الى مجاريها". ولكن سبحان الله عندما تعق والديك وان كانا سيئين فان العاقبة تكون من نفس جنس المشكلة التي انتقد الابناء اباهم عليها، اذ كانوا يشربون الخمر ويتشاجرون مع زوجاتهم وهذا من غير مشاكل الدين الكثير التي كانت ترهق الاب الذي كان يحاول ان يبين ان حاله انصلح لتعود العائلة جميعًا الى البيت والام التي كانت مصرة على عدم الثقة في الزوج وزرع فكرة انه لم يتغير سامحهم الله اجمعين.
مات الاب العجوز بسبب ارتفاع الضغط لمشكلة حدثت لاحد ابنائه، اذ لم يتحمل الصدمة التي حصلت له. وفي تلك الاثناء قمنا بمساعدة الصديق في واجب العزاء وخدمة الضيوف القادمين من كل مكان اذ كان رحمه الله يصل اقاربه واصدقائه كثيرًا والكل كان يبكي بحرقة على وفاته الا بعض الاشخاص من عائلته للاسف.
رب سائل يسأل، ما المهم في القصة حتى تكتب في مملكة القصص الواقعية في منتدى اسرار!!!
في نفس الليلة التي توفي فيها الرجل العجوز اتصل بي صديقي المقرب يطلب مني العودة مسرعًا؛ عدت وانا متعب كوني كنت في واجب العزاء منذ ساعات الصباح الاولى الى المساء. فهنالك ادخلني صديقي الى بيت الرجل العجوز وهذه اول مرة ادخل فيها فقدموا لي الشاي وحقيقة توقعت انهم يريدون التسامر ولكنني بطبعي مباشر ولا احب اللف والدوران قلت "خير!!! تحتاجون شيء اخر؟ انا متعب واريد العودة للاستحمام والنوم"، طلب مني صديقي المقرب ان انتظر قليلًا وبعد دقائق قال لي"هل تسمع شيئًا"، والحقيقة اني لم اسمع شيئًا فقال "اذهب لا يوجد شيء اردنا فقط ان نتأكد من امر".
في اليوم التالي كان الاخوة وبعض الاصدقاء يتهامسون بينهم فقال احدهم "ان شاء الله يأتي السيد بنهاية العزاء ويحل الامر". هنا سحبت صديقي من ملابسه حتى افهم الامر فقال لي "انت مشهور بيننا انك تحس بالامور الغريبة وانت تبحث عن هذه الامور. والمشكلة ان العائلة سمعت صوت نواح عالي يأتي من الطابق الثاني لكن لا احد هناك!!!. صعد احدهم ليتاكد فوجد بابًا غير مغلق ولكنه لا يفتح كأن هنالك شيء يغلقه فعندما استدار وجد شخصًا بهيئة سوداء وقد مر بجانبه وهو يطير!!!". والاغرب انه قال له بالحرف الواحد وبصوت عالي "لا تحاول اخراجي لانني لن اخرج" فنزل راكضاً من الخوف خارج المنزل. والامر مستمر منذ الوفاة. العجيب انهم رأوا الشخص مرة اخرى اثناء صوت النواح والبكاء فهنا خافوا ان يتطور الامر لاكثر من جني حسب قولهم.
جاء السيد قبل صلاة المغرب بساعة وكانوا يسالونه ويجيب "ادخل وانظر بنفسي وان شاء الله نعرف الموضوع" ولكن بلهجتناالعراقية. طلبت منهم الدخول معه لكنه قال أريد شخصًا اكبر سنًا ليكون معي ليشهد على ما سيحدث هناك.
دخل السيد وصديقنا الاكبر سنًا الى البيت بعد اخراج الجميع، غاب فترة ساعتين او أكثر قليلًا وعادوا هما الاثنين. صديقنا الاكبر سنًا كان لونه باهتًا اصفر من شدة الخوف والسيد لونه ابيض مشع حتى انني مازحته قليلًا وقلت له "عذبت صديقنا وانت ذهبت لتنظيف البشرة". هنا طلب السيد من اهله ان يكلمهم لوحدهم ولكن لم يكن هنالك الا الرجال فسمحوا لنا بالبقاء. قال لهم "من كان يبكي وينوح هم عمار البيت، اذ كانوا اصدقاء ابيكم ويحبونه جدًا لكثرة قرأته للقران وكانوا يحبون صوته حتى انه كان يقاسمهم الطعام أحيانًا لهذا حزنوا لفراقه، وهم مسلمين ويقولون لن نؤذي احد كرامة للرجل العجوز". هنا بكينا جميعًا لسماعنا عن اخلاق هذا الرجل الذي ظلمته افعاله والحياة. قال ابنه "الحمدلله ولكن لم اخافنا هذا الجني الاسود؟"، هنا رد السيد "ولكن هذا امر اخر، الجني الذي رايتهُ انت لم يكن من عمار المكان بل كان ملاصقًا لأبيك حسب كلام العمار بل انهم حاولوا اخراجه ولكنه كان يعود لانه حسب كلامه جاء بسبب ابيكم". هنا جاءت الصدمة "كان ابيكم كثير الحزن والبكاء عليكم ومن هنا جاء هذا الجني، وبعد فترة بدأ اباكم قراءة القرآن فتواصل معه عمار المكان وعرضوا عليه اخراجه ولكنه كان مرتبطًا بأبيكم. والان يرفض الخروج من المنزل".
بعد ايام عاد السيد وبدء عملية القراءة لاخراج الجني من المنزل ولكن حتى بعد اخراجه كانوا خائفين من الوضع العام هناك فتم بيع المنزل ولم يعودوا الى هناك ابداً.