الغيب هو كل ما يغيب عنك معرفته فإسمى يعتبر غيب لك و لا يعتبر غيب لى كذلك سكنى أو عملى أو غير ذلك و قد يكون علماً لغيرك فلذلك يجب معرفة أقسام الغيب و أنواعه
أولاً: تعريف الغيب:
أ-لغةً:هو كل ما لا تدركه الحواس
ب-إصطلاحاً:كل ما استأثر الله بعلمه أن يطلع عليه أحدا من خلقه إلا من إرتضى من رسول
ثانياً: أقسام الغيب:
قسم الناس الغيب إلى قسمان غيب مطلق وغيب نسبى:
الغيب المطلق: هو الغيب الذى لا يستطيع معرفته إنسان مثل الله و ذاته و الملائكه و حياة البرزخ و الروح و غير ذلك
الغيب النسبى : هو الغيب الذى يمكن للإنسان معرفته بوسائل معينه سواءًا بإستخدام أقمار صناعية أو الإستعانه بالجن أو بوسائل أخرى
وهنا يجب علينا معرفة ما هى أنواع الغيب حتى يلتبس على البعض الأمور
ثالثاً: أنواع الغيب:
أ: الغيب الأزلى : و هو الغيب الذى لا يعلمه إلا الله و لا يعلمه غيره لا ملك و لا رسول مقرب و لا جن و لا إنس مثل
ميعاد الساعة ( يوم القيامة) و نزول المطر فهو لا يستطيع أحد معرفته إلا إذا دخل حيز النسبيه و الوقتيه و هو نوع سوف نتحدث عنه فيما يلى و كذلك ما فى أرحام جميع خلقه من المتناسلين سواء إنس أو جن أو بهيمه و من أولى لحظاته قبل أن يدخل حيز الوقتيه
ب: الغيب العقدى:
ففى الحديث الصحيح عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:
حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق:
(إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد، فوالله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها)
رواه البخاري ومسلم
فهذا النوع من الغيب تعلمه بعض الملائكه الموكله به بنفخ الروح و الأمر بالرزق و الأجل و العمل و شقى أم سعيد.
قال تعالى ( و يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربى و ما أوتيتم من العلم إلا قليلاً).
إذاً الملائكه تعلم الروح و مكانها و يوكل أيضاً ملك بقبض الروح و هى من علم الله الذى أعلم به بعض خلقه من الملائكه و لا يعلمه لا إنس و لا جن و هو تحدٍ قائم من الله للإنس و الجن
ج-الغيب الماضى:
و هو غيب سابق قد يخفى على بعض الأشخاص و يظهر للآخرين بعدة طرق فمثلاً القرآن قص علينا من قصص السابقين لم نكن نعلمها و لم يكن يعلمها لا الرسول و لا قومه و لكن كان يعلمها علماء بنى إسرائيل
أيضاً إذا شاهدت فيلم تسجيلى لحرب عالمية كمثال أو غير ذلك فتستطيع من خلاله معرفة هذا الغيب الذى مضى و كنت لا تعلمه
كذلك تستطيع الجن معرفة هذا النوع من الغيب و خاصةً الشياطين فالشيطان معمِر و له قدرات أخرى خارقة كالطيران و الرقى إلى السماء قبل أن يُمنعوا منه و غيره
كما تعلمه الملائكه التى سجلت ذلك و من حضره من الإنس إن وُجد و قص ذلك الغيب عليك أو لغيرك و أخبرك به.
د-الغيب الوقتى:
و هذا من أهم الأنواع و أخطرها لأنه يستخدمه الدجالين بالتعاون مع أعوانهم و شركائهم من الجن فى كل شر كما سنوضح.
و يستخدم هذا النوع فى سحر الجنون و سنتحدث عنه تفصيلاً إن شاء الله فى أنواع السحر و كيف يستخدمه الناس بتعاونهم مع الجن.
فى سورة البقرة أسباب نزول آخر آياتها لما قال تعالى (إن تبدوا ما فى أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله)
و هذا كانت عوقبت به إحدى الأمم السابقه بمعصيتها و كانت الملائكه تكتب عليهم ما فى أنفسهم و هو من أنواع الغيب الذى يعلمه أيضاً الشيطان و كان سيقر علينا و تكتبه الملائكه.
و يمكن للدجال أيضاً معرفة ذلك لأنه يتعاون مع الجن فيقول مثلاً وشوش الودع و يقول لك ما فى نفسك أو ما فكرت به لأن شيطانه يخبره بذلك
لكن الله سبحانه و تعالى نسخ تلك الآيه و (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت و عليها ما إكتسبت)
و هذا دليل أن أفكارك تعلمها الملائكه و هى ليست علم يختص به الله و حده و كذلك هى ميزه و خاصيه خص الله بها الجن
فالشيطان يستطيع معرفة الغيب الوقتى و قرائة أفكارك لذلك كان الجن يعتقد أنه يعلم الغيب حتى موت سيدنا سليمان صلى الله عليه و سلم
قال تعالى: (فلما خر تبينت الجن أن لة كاموا يعلمون الغيب ما لبثوا فى العذاب المهين)
فعلم الجن للغيب محدود و مقتصر على الغيب الماضى و الوقتى و هم قد أدركوا ذلك بعد أن مات سيدنا سليمان و كانوا ممنوعين من معرفة أخباره
كذلك يستطيع الناس منهم الأطباء أو الجلوجيين معرفة بعض الغيبيات إذا دخلت حيز الوقتيه:
فمثلاً الطبيب يستطيع معرفة ما فى الأرحام : و لكن إذا دخل فى حيز الو قتيه و بعد إكتمال نشأة الجنين و قبل ذلك هو من علم الله و أيضاً هو لا يعلم إذا كان سيكتمل خلقه و يولد حى أم ميت فعلمه نسبى و محدود
و يستطيع الجلوجيين و الفلكيين التنبأ بالزلازل و الأمطار إذا ظهرت علاماتها و دخلت فى حيز الوقتيه و كثيراً ما تخطئ تلك التوقعات.
بل أن الحيوان و البهائم الغير مفكره مي زها الله بمعرفة و تنبأ الكوارث قبل حدوثها بدقائق و لكنه علم نسبى و فى حيز الوقتيه أيضاً
ايضاً البث المباشر الذى يأتيك بالأقمار الصناعية فقد يكون غيب عن غيرك و عنك أيضاً لولا هذه الوسيله لمعرفته.
و الأمثله كثيره و الأدله كثيره لكن نكتفى بذلك.
وهناك أنواع للغيب أكيد لا نعلمها لأنها تغيب علينا و إن شاء الله ستكون هذه مقدمه للحديث عن السحر و أنواعه و علاجه بالقرآن .
