جاء في بغية المستفيد:
إنّ جميع أصحاب الشيخ التجانى رضي الله عنه الذين أدركناهم لهم الخط الأوفر من قيام الليل ولا نتعقل الآن أنّا رأينا منهم من ينام الليل كلّه ولا سمعنا بذلك أيضاً عن أحد منهم وما ذلك إلا لتأكيد أمره عند الشيخ رضي الله عنه.
فقد حثّ الشيخ التجانى رضي الله عنه أصحابه على قيام الليل ولو بركعتين قبل الفجر وهو بلا شك من شأن الصادقين ونعت العارفين وسمة الناسكين وحلية العابدين وقد كان الشيخ التجانى يرغّب فيه غاية الترغيب.
وقد أخبرنى بعض الفضلاء ممن لازم الشيخ رضي الله عنه مدة طويلة أن رجلاً من أصحابه أتاه فقال له يا سيّدى إنّى لا أقدر على القيام قبل الفجر بل كثيراً ما أوخر الصلاة إلى أن تطلع الشمس وهذه حالة لازمة لى لا أستطيع الانفكاك عنها وكأنّه يريد من الشيخ أن يرخص له فى ذلك بشىء مما يحكى عن بعض أصحاب الأحوال فلم يساعده رضي الله عنه بشىء له بل قال له فى جوابه أنت رجل لا تصلح لطريقتنا فاطرح سبحتنا عنك أهـ وأراد بذلك زجر الرجل عن الركون إلى الترخصات بالتأويلات التى يأباها التقيد بالسنة المطهرة