العبقرية صفات ومؤهلات
رغم أن العبقرية واحدة من أقدم المواهب الإنسانية إلا أن تعريفها - والتنبؤ بظهورها – ما يزالان مسألة معقدة، فالعبقرية - في لغة العرب - مشتقة من واد في البادية كثير الجن يلمس فيه الناس يقال له عبقر. ثم نسب العرب إلى ذلك الموضوع كل شيء تعجبوا من حذقه وعجيب صنعته فقالوا عنه عبقري.. وهذا الاشتقاق يذكرنا بالتفسير الميتافيزيقي القديم الذي يدعي ان العبقرية نتيجة للاتصال بالجن والأرواح والعالم الآخر!!
أما العبقرية في علم النفس فهي مزيج متفاوت من الذكاء، والموهبة، والجراءة، ومخالفة المعتاد..
فالعباقرة هم دائماً الرواد في التعريف بحقائق وإنجازات ثورية لم تستطرق من قبل.. وهم من هذه الناحية يختلفون عن العامة ممن يأنسون لأداء الأعمال بشكل روتيني مكرر!
ورغم أن علماء النفس يتفقون على تمازج عنصري البيئة والوراثة في ظهور العبقرية؛ إلا أنهم يختلفون حول تغليب احد العاملين.. فنيتشه وجولتن مثلاً يعتقدان أن العوامل الوراثية هي حجر الأساس في ظهور العبقرية وتحديد مستواها. وقد استدلا على ذلك بحقيقة أن معظم العباقرة ظهروا في أسر وجد أن فيها عباقرة آخرين..
ولكن العلماء ممن يغلبون دور البيئة المناسبة يستخدمون نفس الدليل لصالحهم ويقولون أن تلك الأسر (راقية بطبعها) وفرت لأبنائها بيئة تعليمية وأكاديمية واجتماعية استثنائية أوصلتهم لمدارج العبقرية...
على أي حال لن نختلف كثيراً.. ولكن يعتقد أن هناك عنصرين آخرين يجب أن يتوفرا لظهور العبقري (وإلصاق صفة العبقرية به):
- العنصر الثالث هو : الرغبة وإدراك المسؤولية...
- والرابع: الشهرة والظهور في الزمن المناسب....
فالرغبة في الانتساب لدنيا العباقرة (وإدراك العبقري لمسؤولياته) عنصر مهم لبلورة ورسم شخصية العبقري؛ فقد يملك المرء المؤهلات المطلوبة ولكنه ببساطة لا يدرك مسؤولياته - وقد لا يملك الرغبة أصلا في الظهور كعبقري؛ وفي المقابل ثبت ان العباقرة المشهورين كانوا يدركون حقيقة تفوقهم ويؤمنون بمسؤولياتهم - ولديهم الرغبة في تمثيل دور المبدع "غريب الأطوار"-!!
وهذه العناصر الثلاثة)الاستعداد الوراثي؛ والبيئة المناسبة، وإدراك المسؤولية) كافية لاكتمال مثلث العبقرية.. أما العنصر الأخير (فعنصر إعلامي تسويقي) تحدده ظروف العصر وطبيعة المجتمع، فقد تتوفر للعبقري جميع مقومات الإبداع ولكنه لا يصيب قدراً من الشهرة والانتشار وبالتالي لن يعرف كعبقري (فعبقري غير معروف يشبه فناناً توفرت له جميع عناصر التفوق.. ما عدا تجاهل الإعلام له).
وعنصر الشهرة - الأخير - ضروري لاكتمال صورة العبقري (من الخارج) ولكنه ليس أساسيا لبلورة شخصيته؛ فلو تأملنا جيداً لأدركنا انه يعيش على الأرض (في هذه اللحظة) كم هائل من العباقرة ولكننا لا نعرف منهم غير واحد او اثنين هم الأكثر شهرة وظهوراً.. أما جهلنا بالبقية فيعود لأسباب كثيرة مثل ظهور العبقري في زمن غير مناسب، أو في مجتمع متشدد، أو في بيئة لا تساعد على الظهور والتميز - أو ببساطة لأنه يسبق عصره بكثير!
وأهمية اجتماع العناصر الأربعة السابقة تفسر الندرة المزمنة للعباقرة في أي مجتمع. فعباقرة مشهورون مثل اينشتاين والرازي ونابليون يمكن تمثيلهم بحقيبة دبلوماسية لا يمكن فتحها إلا بتوافق أربعة صعبة..
أربعة أرقام قد لا يتحكم العبقري في أي منها!
كيف نتعرف على العبقري؟هناك عوامل مشتركة تجمع بين العباقرة
ترتيب الولادة أن يكون بكرا أو آخر العنقود، واليتم (فقدان الأب أو الأم)، والاقتداء، وطبقة الأسرة، والعوامل الوراثية هي الأرقام السرية لفتح حقيبة العبقرية.
رغم أن العبقرية واحدة من أقدم المواهب الإنسانية إلا أن تعريفها - والتنبؤ بظهورها – ما يزالان مسألة معقدة، فالعبقرية - في لغة العرب - مشتقة من واد في البادية كثير الجن يلمس فيه الناس يقال له عبقر. ثم نسب العرب إلى ذلك الموضوع كل شيء تعجبوا من حذقه وعجيب صنعته فقالوا عنه عبقري.. وهذا الاشتقاق يذكرنا بالتفسير الميتافيزيقي القديم الذي يدعي ان العبقرية نتيجة للاتصال بالجن والأرواح والعالم الآخر!!
أما العبقرية في علم النفس فهي مزيج متفاوت من الذكاء، والموهبة، والجراءة، ومخالفة المعتاد..
فالعباقرة هم دائماً الرواد في التعريف بحقائق وإنجازات ثورية لم تستطرق من قبل.. وهم من هذه الناحية يختلفون عن العامة ممن يأنسون لأداء الأعمال بشكل روتيني مكرر!
ورغم أن علماء النفس يتفقون على تمازج عنصري البيئة والوراثة في ظهور العبقرية؛ إلا أنهم يختلفون حول تغليب احد العاملين.. فنيتشه وجولتن مثلاً يعتقدان أن العوامل الوراثية هي حجر الأساس في ظهور العبقرية وتحديد مستواها. وقد استدلا على ذلك بحقيقة أن معظم العباقرة ظهروا في أسر وجد أن فيها عباقرة آخرين..
ولكن العلماء ممن يغلبون دور البيئة المناسبة يستخدمون نفس الدليل لصالحهم ويقولون أن تلك الأسر (راقية بطبعها) وفرت لأبنائها بيئة تعليمية وأكاديمية واجتماعية استثنائية أوصلتهم لمدارج العبقرية...
على أي حال لن نختلف كثيراً.. ولكن يعتقد أن هناك عنصرين آخرين يجب أن يتوفرا لظهور العبقري (وإلصاق صفة العبقرية به):
- العنصر الثالث هو : الرغبة وإدراك المسؤولية...
- والرابع: الشهرة والظهور في الزمن المناسب....
فالرغبة في الانتساب لدنيا العباقرة (وإدراك العبقري لمسؤولياته) عنصر مهم لبلورة ورسم شخصية العبقري؛ فقد يملك المرء المؤهلات المطلوبة ولكنه ببساطة لا يدرك مسؤولياته - وقد لا يملك الرغبة أصلا في الظهور كعبقري؛ وفي المقابل ثبت ان العباقرة المشهورين كانوا يدركون حقيقة تفوقهم ويؤمنون بمسؤولياتهم - ولديهم الرغبة في تمثيل دور المبدع "غريب الأطوار"-!!
وهذه العناصر الثلاثة)الاستعداد الوراثي؛ والبيئة المناسبة، وإدراك المسؤولية) كافية لاكتمال مثلث العبقرية.. أما العنصر الأخير (فعنصر إعلامي تسويقي) تحدده ظروف العصر وطبيعة المجتمع، فقد تتوفر للعبقري جميع مقومات الإبداع ولكنه لا يصيب قدراً من الشهرة والانتشار وبالتالي لن يعرف كعبقري (فعبقري غير معروف يشبه فناناً توفرت له جميع عناصر التفوق.. ما عدا تجاهل الإعلام له).
وعنصر الشهرة - الأخير - ضروري لاكتمال صورة العبقري (من الخارج) ولكنه ليس أساسيا لبلورة شخصيته؛ فلو تأملنا جيداً لأدركنا انه يعيش على الأرض (في هذه اللحظة) كم هائل من العباقرة ولكننا لا نعرف منهم غير واحد او اثنين هم الأكثر شهرة وظهوراً.. أما جهلنا بالبقية فيعود لأسباب كثيرة مثل ظهور العبقري في زمن غير مناسب، أو في مجتمع متشدد، أو في بيئة لا تساعد على الظهور والتميز - أو ببساطة لأنه يسبق عصره بكثير!
وأهمية اجتماع العناصر الأربعة السابقة تفسر الندرة المزمنة للعباقرة في أي مجتمع. فعباقرة مشهورون مثل اينشتاين والرازي ونابليون يمكن تمثيلهم بحقيبة دبلوماسية لا يمكن فتحها إلا بتوافق أربعة صعبة..
أربعة أرقام قد لا يتحكم العبقري في أي منها!
كيف نتعرف على العبقري؟هناك عوامل مشتركة تجمع بين العباقرة
ترتيب الولادة أن يكون بكرا أو آخر العنقود، واليتم (فقدان الأب أو الأم)، والاقتداء، وطبقة الأسرة، والعوامل الوراثية هي الأرقام السرية لفتح حقيبة العبقرية.