الكشف والعلاجات والاستشارات الاتصال بالشيخ الدكتور أبو الحارث (الجوال):00905397600411
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
X

ماذا يفعل الحجاج يوم التروية..وعرفة؟؟

مملكة الاسلامية العامة

 
  • تصفية
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • روزكنزي
    كاتب الموضوع
    أعضاء نشطين
    • Oct 2010
    • 12874 
    • 510 





    أعمال يوم التروية ويوم عرفة

    الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على نبينا محمد, وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد:





    فإن الأنساك التي يحرم بها القادم عندما يصل إلى الميقات ثلاثة هي:
    الإفراد: وهو أن ينوي الإحرام بالحج فقط، ويبقى على إحرامه إلى أن يرمي الجمرة يوم العيد، ويحلق رأسه، ويطوف طواف الإفاضة, ويسعى بين الصفا والمروة إن لم يكن سعى بعد طواف القدوم.
    والقران: وهو أن ينوي الإحرام بالعمرة والحج معا من الميقات، وهذا عمله كعمل المفرد، إلا أنه يجب عليه هدي التمتع.
    والتمتع: وهو أن يحرم بالعمرة من الميقات، ويتحلل منها إذا وصل إلى مكة بأداء أعمالها من طواف وسعي وحلق أو تقصير، ثم يتحلل من إحرامه ، ويبقى حلالا إلى أن يحرم بالحج.
    وأفضل الأنساك هو التمتع ، فيستحب لمن أحرم مفردا أو قارنا ولم يسق الهدي أن يحول نسكه إلى التمتع، ويعمل عمل المتمتع.



    ويستحب لمتمتع أو مفرد أو قارن تحول إلى متمتع وحل من عمرته ولغيرهم من المحلين بمكة أو قربها الإحرام بالحج يوم التروية، وهو اليوم الثامن من ذي الحجة، لقول جابر -رضي الله عنه-في صفة حج النبي -صلى الله عليه وسلم-: "فحل الناس كلهم وقصروا، إلا النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن كان معه هدي، فلما كان يوم التروية، توجهوا إلى منى، فأهلوا بالحج"1.
    ويحرم بالحج من مكانه الذي هو نازل فيه، سواء كان في مكة أو خارجها، أو في منى، ولا يذهب بعد إحرامه فيطوف بالبيت.


    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "فإذا كان يوم التروية أحرم، فيفعل كما فعل عند الميقات، إن شاء أحرم من مكة، وإن شاء من خارج مكة، هذا هو الصواب، وأصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- إنما أحرموا كما أمرهم النبي -صلى الله عليه وسلم- من البطحاء، والسنة أن يحرم من الموضع الذي هو نازل فيه، وكذلك المكي يحرم من أهله، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من كان منزله دون مكة، فمهله من أهله، حتى أهل مكة يهلون من مكة)2." انتهى3.


    وقال ابن القيم -رحمه الله-: "فلما كان يوم الخميس ضحىً توجه –يعني النبي -صلى الله عليه وسلم- بمن معه من المسلمين إلى منى, فأحرم بالحج من كان أحل منهم من رحالهم، ولم يدخلوا إلى المسجد ليحرموا منه، بل أحرموا ومكة خلف ظهورهم"4. انتهى.
    وبعد الإحرام يشتغل بالتلبية، فيلبي عند عقد الإحرام، ويلبي بعد ذلك في فترات, ويرفع صوته بالتلبية، إلى أن يرمي جمرة العقبة يوم العيد, ثم يخرج إلى منى من كان بمكة محرماً يوم التروية، والأفضل أن يكون خروجه قبل الزوال، فيصلي بها الظهر وبقية الأوقات إلى الفجر، ويبيت ليلة التاسع؛


    لقول جابر -رضي الله عنه-: وركب النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى منى، فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، ثم مكث قليلاً حتى طلعت الشمس ، وليس ذلك واجباً بل سنة، وكذلك الإحرام يوم التروية ليس واجباً، فلو أحرم بالحج قبله أو بعده جاز ذلك, وهذا المبيت بمنى ليلة التاسع، وأداء الصلوات الخمس فيها سنة وليس بواجب.
    ثم يسيرون صباح اليوم التاسع بعد طلوع الشمس من منى إلى عرفة، وعرفة كلها موقف، إلا بطن عرنة، ففي أي مكان حصل الحاج من ساحات عرفة، أجزأه الوقوف فيه، ما عدا ما استثناه النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو بطن عرنة5.


    وقد بينت حدود عرفة بعلامات وكتابات توضح عرفة من غيرها، فمن كان داخل الحدود الموضحة فهو في عرفة، ومن كان خارجها فيخشى أنه ليس في عرفة، فعلى الحاج أن يتأكد من ذلك، وأن يتعرف على تلك الحدود ليتأكد من حصوله في عرفة.


    فإذا زالت الشمس صلوا الظهر والعصر قصراً وجمعاً بأذان وإقامتين، وكذلك يقصر الصلاة الرباعية في عرفة ومزدلفة ومنى، لكن في عرفة ومنى ومزدلفة يجمع ويقصر، وفي منى يقصر ولا يجمع، بل يصلي كل صلاة في وقتها، لعدم الحاجة إلى الجمع.


    ثم بعدما يصلي الحجاج الظهر والعصر قصراً وجمع تقديم في أول وقت الظهر، يتفرغون للدعاء والتضرع والابتهال إلى الله تعالى، وهم في منازلهم من عرفة، ولا يلزمهم أن يذهبوا إلى جبل الرحمة، ولا يلزمهم أن يروه أو يشاهدوه، ولا يستقبلونه حال الدعاء، وإنما يستقبلون الكعبة المشرفة.


    وينبغي أن يجتهد في الدعاء والتضرع والتوبة في هذا الموقف العظيم، ويستمر في ذلك، وسواء دعا راكباً أو ماشياً أو واقفاً أو جالساً أو مضطجعاً على أي حال كان، ويختار الأدعية الواردة والجوامع؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ, لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)6.


    ويستمر في البقاء بعرفة والدعاء إلى غروب الشمس، ولا يجوز له أن ينصرف منها قبل غروب الشمس، فإن انصرف منها قبل الغروب، وجب عليه الرجوع، ليبقى فيها إلى الغروب, فإن لم يرجع وجب عليه دم؛ لتركه الواجب, والدم ذبح شاة يوزعها على المساكين في الحرم, أو سبع بقرة أو سبع بدنة.


    ووقت الوقوف يبدأ بزوال الشمس يوم عرفة على الصحيح، ويستمر إلى طلوع الفجر ليلة العاشر، فمن وقف نهاراً وجب عليه البقاء إلى الغروب، ومن وقف ليلاً أجزأه ولو لحظة؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ أَدْرَكَ عَرَفَةَ قَبْلَ أَنْ يَطْلُعَ الْفَجْرُ فَقَدْ أَدْرَكَ الْحَجَّ)7.
    وحكم الوقوف بعرفة أنه ركن من أركان الحج، بل هو أعظم أركان الحج، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (الْحَجُّ عَرَفَةُ)8. ومكان الوقوف هو عرفة بكامل مساحتها المحددة، فمن وقف خارجها، لم يصح وقوفه9.
    السنة يوم عرفة وليلة الجمع بمزدلفة:


    لقد أمر الله تعالى عباده باتباع نبيه -صلى الله عليه وسلم- فقال عز وجل: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} (7) سورة الحشر. وجعله سبحانه قدوة حسنة لهم فقال: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} (21) سورة الأحزاب.,


    وهنا سنبين كيف يكون الوقوف بعرفة والمبيت بمزدلفة موافقاً لهدي لنبي –صلى الله عليه وسلم؟
    يسن للحجاج يوم عرفة النزول بنمرة في بطن الوادي إلى الزوال إن تيسَّر ذلك، لفعل النبي -صلى الله عليه وسلم-.


    فإذا زالت الشمس سن للإمام أو نائبه أن يخطب الناس خطبة تناسب الحال، يبين فيها ما شرع للحاج في هذا اليوم وبعده، ويأمرهم فيها بتقوى الله وتوحيده والإخلاص له في كل الأعمال، ويحذرهم من محارمه وغير ذلك, وبعد ذلك يصلي الحجاج الظهر والعصر قصراً وجمعاً في وقت الأولى بأذان واحد وإقامتين لفعله -صلى الله عليه وسلم.


    ثم يقف الحجاج بعرفة -وعرفة كلها موقف-، ويستحب استقبال القبلة وجبل الرحمة إن تيسر ذلك فإن لم يتيسر استقبالهما استقبل القبلة وإن لم يستقبل الجبل.



    ويستحب للحاج في هذا الموقف أن يجتهد في ذكر الله سبحانه ودعائه والتضرع إليه، ويرفع يديه حال الدعاء وإن لبى أو قرأ شيئاً من القرآن فحسن، ويسن أن يكثر من قول لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير؛ لما صحَّ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ, لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)10. وصح عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (أَحَبُّ الْكَلَامِ إِلَى اللَّهِ أَرْبَعٌ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ).11 ويقفون خاشعين خاضعين متضرعين، مستكينين لربهم، مظهرين الفقر والفاقة وشدة الحاجة إليه، رافعين إليه أكف الضراعة، طالبين منه حاجتهم الحاضرة والمستقبلية، راجين رحمته.

    ولقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا دعا كرر الدعاء –ثلاثاً- فينبغي التأسي به في ذلك.


    وإن تيسَّر لهم الوقوف عند جبل الرحمة فذلك أفضل، فإن لم يتيسر لهم، وقفوا في أي مكان من عرفة في داخل خيامهم أو غيرها، ولكن الأفضل أن يكونوا بارزين ظاهرين من بعد الظهر، إلى غروب الشمس، منشغلين كل ذلك الوقت بالدعاء، والذكر، والتلبية، والقراءة، والأدعية الجامعة، كل ذلك مع حضور القلب وتواطئه مع اللسان والبكاء وحزن القلب، والإلحاح على الله؛ فإن ذلك من أسباب قبول العمل، ومن أسباب المغفرة والرحمة12.
    فإذا خرج الحاج من عرفات إلى مزدلفة سن له أن يسلك الطريق الوسطى التي سلكها رسول الله –صلى الله عليه وسلم- الطريق الوسطى, وهو غير الطريق الذي ذهب به إلى عرفات, وكان قد ذهب إلى عرفات من طريق "ضب" ليخالف الطريق كما كان يعمل في الخروج إلى العيدين في مخالفته طريق الذهاب والإياب13.


    فإذا وصلوا إلى مزدلفة وصلوا بها المغرب ثلاث ركعات والعشاء ركعتين جمعاً بأذان وإقامتين من حين وصولهم إليها لفعل النبي -صلى الله عليه وسلم- سواء وصلوا إلى مزدلفة في وقت المغرب أو بعد دخول وقت العشاء, فإذا باتوا ووقفوا عند المشعر الحرام استقبلوا القبلة وأكثروا من ذكر الله وتكبيره والدعاء إلى أن يسفروا جداً، ويستحب رفع اليدين هنا حال الدعاء.


    وحيثما وقفوا من مزدلفة أجزأهم ذلك ولا يجب عليهم القرب من المشعر ولا صعوده, فإذا أسفروا جداً انصرفوا إلى منى قبل طلوع الشمس وأكثروا من التلبية في سيرهم فإذا وصلوا إلى محسر استحب الإسراع قليل14.
    بدع ومخالفات متعلقة بمنى:


    هناك بدع ومخالفات يقع فيها كثير من الحجاج أثناء أدائهم فريضة الحج ابتداء من خروجهم من بيوتهم قاصدين البيت الحرام وحتى يعودون إلى أهليهم وديارهم, ومن تلكم المخالفات التي ينبغي التحذير منها ووضع برامج تعليمية للتنبيه على السنة والإتيان بها, والتحذير من البدعة واقترافها بدع يرتكبها الحجاج في منى وفي عرفة, فمن المخالفات بمنى:
    1- عدم الجهر بالتلبية في منى.
    2- التزام دعاء معين إذا أتى منى, مثل: "اللهم هذه منى فامنن علي بما مننت به على أوليائك وأهل طاعتك" وإذا خرج منها قال: "اللهم اجعلها خير عودة عدتها". فالتزام هذا لم يرد.
    3- الذهاب إلى عرفة مباشرة وعدم المبيت بمنى.
    4- عدم المبيت بمنى أيام التشريق والتساهل في ذلك.
    5- البقاء وقتاً يسيراً من الليل في منى بدل المبيت به أيام التشريق.
    6- الجمع بين الصلوات في منى.
    7- إيقاد الشمع الكثير بمنى ليلة عرفة.
    8- نزول بعض الحجاج قريباً من منى وعدم التثبت من حدودها.
    بدع ومخالفات متعلقة بعرفة:
    1- الوقوف على جبل عرفة في اليوم الثامن ساعة من الزمن احتياطاً خشية الغلط في الهلال.
    2- رحيلهم في اليوم الثامن من مكة إلى عرفة ليلاً.
    3- إيقاد النيران والشموع على جبل عرفات ليلة عرفة.
    4- قوله إذا قرب من عرفات ووقع بصره على جبل الرحمة: سبحان اللّه، والحمد للّه، ولا إله إلا اللّه, واللّه أكبر.
    5- الخروج من عرفة قبل غروب الشمس.
    6- النزول قريباً من عرفة وعدم دخولها وعدم التثبت من حدودها.
    7- السكوت في عرفات وترك الدعاء وإضاعة الوقت في غير فائدة.
    8- اعتقاد وجوب الصعود إلى جبل إلال15 في عرفات أو أن ذلك من أعمال الحج أو أن فيه فضيلة أو مزية على سائر عرفات, واستقباله بالدعاء حتى لو كانت القبلة خلفه، وتسميته بجبل الرحمة.
    9- الظن بأنه لا بد من الصلاة مع الإمام بمسجد نمرة والتزاحم الشديد على المكوث به.
    10-دخول القبة التي على جبل عرفة -ما يسمى جبل الرحمة- وتسميتها قبة آدم والصلاة فيها والطواف بها كالطواف بالبيت.
    11 - التبرك بالعمود المنصوب فوق جبل الرحمة بعرفات وكتابة الأسماء عليه16.
    نسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه, وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه, وصلى الله وسلم على نبينا محمد, وآله وصحبه أجمعين, والحمد لله رب العالمين.






    مواضيع ذات صلة
  • الله أعلم بالسرائر
    Banned
    • Aug 2011
    • 7470 
    • 658 
    • 239 

    #2
    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
    تعليق
    • ابو شاهين
      أعضاء نشطين
      • Aug 2011
      • 3106 
      • 64 

      #3
      اللهم اشركنا في دعاائهم يااااااااااااااااااااااااارب العالمين
      تعليق

      • جمانة
        جمانة تم التعليق
        تعديل التعليق
        (ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الاخرة حسنه وقنا عذاب النار.)
        جعله الله في ميزان حسناتك يارب يسلموايااحلى رووزعلى هذا الموضوع الرائع
    • عيدودي
      أعضاء نشطين
      • Nov 2012
      • 291 

      #4
      الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
      موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
      تعليق
      يتصفح هذا الموضوع الآن
      تقليص

      المتواجدون الآن 1. الأعضاء 0 والزوار 1.

      يعمل...
      X