الكشف والعلاجات والاستشارات الاتصال بالشيخ الدكتور أبو الحارث (الجوال):00905397600411
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
X

هنا بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم .

مملكة الاسلامية العامة

 
  • تصفية
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • جمانة
    كاتب الموضوع
    أعمدة أسرار
    • Jul 2011
    • 5186 
    • 26 



    هنا بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم . ( مواقف بكى فيها النبي
    البكاء نعمة عظيمة امتنّ الله بها على عباده ،

    قال تعالى :

    { وأنه هو أضحك وأبكى } ( النجم : 43 ) ،

    فبه تحصل المواساة للمحزون ، والتسلية للمصاب ، والمتنفّس
    من هموم الحياة ومتاعبها .

    ويمثّل البكاء مشهداً من مشاهد الإنسانية عند رسول الله
    صلى الله عليه وسلم ،

    حين كانت تمرّ به المواقف المختلفة، فتهتزّ لأجلها مشاعره ، وتفيض منها عيناه ، ويخفق معها فؤاده الطاهر .

    ودموع النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن سببها الحزن
    والألم فحسب ،

    ولكن لها دوافع أخرى كالرحمة والشفقة على الآخرين ، والشوق والمحبّة ، وفوق ذلك كلّه : الخوف والخشية
    من الله سبحانه وتعالى .

    فها هي العبرات قد سالت على خدّ النبي صلى الله عليه وسلم
    شاهدةً بتعظيمة ربّه وتوقيره لمولاه ، وهيبته من جلاله ، عندما
    كان يقف بين يديه يناجيه ويبكي ، ويصف أحد الصحابة ذلك المشهد فيقول

    " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم

    { وفي صدره أزيزٌ كأزيز المرجل من البكاء }

    رواه النسائي .

    وهو الصوت الذي يصدره الوعاء عند غليانه

    وتروي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها موقفاً آخر فتقول

    قام رسول الله – صلى الله عليه وسلم -

    ليلةً من الليالي

    فقال

    ( يا عائشة ذريني أتعبد لربي ) ،

    فتطهّر ثم قام يصلي ،

    فلم يزل يبكي حتى بلّ حِجره ، ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بلّ لحيته ، ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بلّ الأرض ،

    وجاء بلال رضي الله عنه يؤذنه بالصلاة، فلما رآه يبكي قال : يا رسول الله ، تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم منذنبك وما تأخر ؟ فقال له :

    ( أفلا أكون عبداً شكوراً ؟ )

    رواه ابن حبّان .

    وسرعان ما كانت الدموع تتقاطر من عينيه إذا سمع القرآن :

    روى لنا ذلك عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقال :

    " قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( اقرأ عليّ ) ، قلت : يا رسول الله ، أقرأ عليك وعليك أنزل ؟ ، فقال : ( نعم ) ،

    فقرأت سورة النساء

    حتى أتيت إلى هذه الآية : { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا }

    ( النساء : 41 )

    فقال : ( حسبك الآن )

    فالتفتّ إليه ، فإذا عيناه تذرفان " ،

    رواه البخاري .

    كما بكى النبي – صلى الله عليه وسلم –

    اعتباراً بمصير الإنسان بعد موته ، فعن البراء بن عازب ضي الله عنه قال : " كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جنازة ، فجلس على شفير القبر أي طرفه، فبكى حتى بلّ الثرى ،

    ثم قال : ( يا إخواني لمثل هذا فأعدّوا )

    رواه ابن ماجة ،

    وإنما كان بكاؤه عليه الصلاة والسلام بمثل هذه الشدّة لوقوفه
    على أهوال القبور وشدّتها ،

    ولذلك قال في موضعٍ آخر :

    ( لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ، ولبكيتم كثيراً ) متفق عليه.

    وبكى النبي – صلى الله عليه وسلم – رحمةً بأمّته وخوفاً عليها من عذاب الله ، كما في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه ،

    يوم قرأ قول الله عز وجل : { إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم }

    ( المائدة : 118 ) ،

    ثم رفع يديه وقال : ( اللهم أمتي أمتي ) وبكى .

    وفي غزوة بدر دمعت عينه - صلى الله عليه وسلم – خوفاً من أن يكون ذلك اللقاء مؤذناً بنهاية المؤمنين وهزيمتهم على يد أعدائهم ،

    كما جاء عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قوله :

    " ولقد رأيتنا وما فينا إلا نائم إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحت شجرة يصلي ويبكي حتى أصبح ) رواه أحمد .

    وفي ذات المعركة بكى النبي – صلى الله عليه وسلم -

    يوم جاءه العتاب الإلهي بسبب قبوله الفداء من الأسرى

    قال تعالى :

    { ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض }

    ( الأنفال : 67 )

    حتى أشفق عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه من كثرة بكائه.

    ولم تخلُ حياته – صلى الله عليه وسلم – من فراق قريبٍ أو حبيب ، كمثل أمه آمنة بنت وهب ، وزوجته خديجة رضي الله عنها ، وعمّه حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه ، وولده إبراهيم عليه السلام ، أوفراق غيرهم من أصحابه ، فكانت عبراته شاهدة على مدى حزنه ولوعة قلبه .

    فعندما قُبض إبراهيم ابن النبي - صلى الله عليه وسلم –

    بكى وقال :

    ( إن العين تدمع ، والقلب يحزن ، ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا ، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون ) متفق عليه.

    أحلى حياة في طاعة الله

    ولما أراد النبي – صلى الله عليه وسلم -

    زيارة قبر أمه بكى بكاءً شديداً حتى أبكى من حوله ثم قال :

    ( زوروا القبور فإنها تذكر الموت)

    رواه مسلم .

    ويوم أرسلت إليه إحدى بناته تخبره أن صبياً لها يوشك أن يموت ، لم يكن موقفه مجرد كلمات توصي بالصبر أو تقدّم العزاء ، ولكنها مشاعر إنسانية حرّكت القلوب وأثارت التساؤل ، خصوصاً في اللحظات التي رأى فيها النبي – صلى الله عليه وسلم - الصبي يلفظ أنفاسه الأخيرة ،

    وكان جوابه عن سرّ بكائه

    ( هذه رحمة جعلها الله ، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء )

    رواه مسلم .

    ويذكر أنس رضي الله عنه نعي النبي - صلى الله عليه وسلم - لزيد وجعفر وعبد الله بن رواحة رضي الله عنه يوم مؤتة ،

    حيث قال عليه الصلاة والسلام :

    ( أخذ الراية زيد فأصيب ، ثم أخذ جعفر فأصيب ، ثم أخذ ابن رواحة فأصيب - وعيناه تذرفان - حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله )

    رواه البخاري .

    ومن تلك المواقف النبوية نفهم أن البكاء ليس بالضرورة أن يكون مظهراً من مظاهر النقص ، ولا دليلاً على الضعف ، بل قد يكون علامةً على صدق الإحساس ويقظة القلب وقوّة العاطفة ، بشرط أن يكون هذا البكاء منضبطاً بالصبر ، وغير مصحوبٍ بالنياحة ، أو قول ما لا يرضاه الله تعالى .[/siz
    e]
    مواضيع ذات صلة
  • حمزه المعموري
    أعضاء نشطين
    • Jul 2013
    • 18 

    #2
    اللهم صل على حبيبك المصطفى واله الاطهار بارك الله فيك
    تعليق
    يتصفح هذا الموضوع الآن
    تقليص

    المتواجدون الآن 1. الأعضاء 0 والزوار 1.

    يعمل...
    X