الكشف والعلاجات والاستشارات الاتصال بالشيخ الدكتور أبو الحارث (الجوال):00905397600411
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
X

من قصص القرآن الكريم : المسخ في بني إسرائيل عبرة لأمة محمد ـ صلى الله عليه وسلم

مملكة القصص الواقعية

 
  • تصفية
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ابوحسام
    كاتب الموضوع
    أعضاء نشطين
    • Jun 2011
    • 962 
    • 17 


    [gdwl][motr]المسخ في بني إسرائيل عبرة لأمة محمد ـ صلى الله عليه وسلم[/motr][/gdwl]

    معنى المسخ

    قال الأزهري (ت : 370) في "معجم تهذيب اللغة" : قال الليث : المسخُ : تحويل خلقٍ إلى صورة أخرى ، وكذلك المشوَّهُ الخلْقِ . وقال الراغب الأصفهاني (ت : 425) في "مفردات ألفاظ القرآن" : المسخُ : تشويهُ الخلْقِ والخُلُقِ وتحويلُهما من صورةٍ إلى صورةٍ . وقال ابن منظــور (ت : 711) : المسخُ : تحويـل صورةٍ إلى صـورةٍ أقبحَ منها . وقــال محمـد رضــا (ت : 1372) : ومسخه الله قرداً : جعله على هيئته وفي صورته .
    الحذر من استحلال محارم الله بأنواع المكر والحيلة
    قال ـ تعالى ـ في سورة الأعراف (39/نزول) : (وَاسْأَلْهُمْ عَنْ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ(163).
    فقوله ـ تعالى ـ (إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ) قال ابن كثير : أي : يعتدون فيه ، ويخالفون أمر الله فيه لهم بالوصاة به إذ ذاك . وقوله ـ تعالى ـ : (كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ) قال ابن كثير : "أي نختبرهم بإظهار السمك لهم على ظهر الماء في اليوم المحرم عليهم صيده ، وإخفائها عنهم في اليوم الحلال لهم صيده".
    لذلك جاء التحذير من التبديل ، والتحايل ، والأحكام الباطلة ، وهي حالات يلجأ إليها المبتدعة في أمة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ طـمعاً في الدنيا ، فعليهم أن يعتبروا مما حل ببني إسرائيل .
    ثم الله ـ عز وجل ـ تتميماً للفائدة واعتباراً من قصة موسى مع قومه ـ بيّن حال قوم موسى فيما وقعوا فيه من المخالفات العجيبة ، ومعاينة موسى لمخالفات قومه وما ذهبوا إليه ـ فيما بعد وقوع هذه المخالفات ـ من الدعاء والتوبة ، كل هذا العرض يدفع به الله ـ عز وجل ـ أهل الكتاب من اليهود والنصارى للإيمان بمحمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل . ثم احتالوا في الدين ففضح الله ـ تعالى ـ رذيلة أخرى من رذائلهم الكثيرة ، وهي تحايلهم على استحلال محارم الله بسبب جهلهم وجشعهم وضعف إرادتهم فقال في السورة : (وَاسْأَلْهُمْ عَنْ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ(163) .
    إلى أن قال : (فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ(166). وجمهور المفسرين على أن معنى ذلك أنهم مسخوا فكانوا قردة حقيقية .
    قلت : والعقاب الذي حلَّ بالعصاة من أهل هذه القرية "وهم الذين اعتدوا في السبت" أنهم مسخوا قردة فحسب ، وغيرهم من أمة بني إسرائيل في حادثة أخرى أو مماثلة مسخوا خنازير .
    والدليل على الترجيح : الذي أخرجه ابن حبان ، والطحاوي في "شرح المعاني" و "مشكل الآثار" ، والبيهقي ، وابن أبي شيبة في "المصنف" وأحمد ، وأبو يعلى ، وهو في "الصحيحة" (2970) عن عبد الرحمن بن حسنة قال : كنت مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في سفر ، فأصبنا ضِباباً ، فكانت القدور تغلي ، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "إن أمة من بني إسرائيل مسخت ، وأنا أخشى أن تكون هذه . يعني الضِّباب ". وزاد النسائي وغيره : قلت : يا رسول الله ! إن الناس قد أكلوا منها ؟ قال : فما أمر بأكلها ، ولا نهى". قال الحافظ في "الفتح" (9/663) بعد أن عزاه للنسائي وأبو داود : هذا إسناد صحيح ، ووافقه الألباني .
    ورواية أبي داود : كنا مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في جيش فأصبنا ضبابا ، قال : فشويت منها ضباً ، فأتيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فوضعته بين يديه قال فأخذ عوداً فعد به أصابعه ، ثم قال : "إن أمة من بني إسرائيل مسخت دواب في الأرض وإني لا أدري أي الدواب هي ؟ قال فلم يأكل ولم ينه".
    ومن أقدم التأويلات المأثورة عن السلف ما روي عن التابعي مجاهد بن جبر (ت : 104) ـ رحمه الله ـ في قوله ـ تعالى ـ : (فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ) أنه قال في معنى الآية : "مسخت قلوبهم ولم يمسخوا قردة وخنازير !! ، وإنما هو مثل ضربه الله لهم ، كما ضرب المثل بقوله : (كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا). أخرجه ابن أبي حاتم ، وابن جرير الطبري . وقال ابن جرير : "وهذا القول الذي قاله مجاهد قول لظاهرِ ما دلَّ عليه كتاب الله مخالف". وعلَّق ابن الجوزي في "زاد المسير" (1/95) على قول مجاهد : "وهو قول بعيد". وقال ابن كثير : "وهذا سند جيد عن مجاهد ، وقول غريب خلاف الظاهر من السِّياق في هذا المقام وغيره".
    وقال شيخنا في "الصحيحة" (1/146) : "وقد ذهب بعض المفسرين في العصر الحاضر إلى أن مسخ بعض اليهود قردة وخنازير لم يكن مسخاً حقيقياً بدنياً ، وإنما كان مسخاً خلُقياً ! وهذا خلاف ظاهر الآيات والأحاديث الواردة فيهم ، فلا تلتفت إلى قولهم فإنهم لا حجة لهم فيه إلا الاستبعاد العقلي ، المشعر بضعف الإيمان بالغيب . نسأل الله السلامة".
    ويبدو أن المسخ وهو عذاب من السماء ؛ هذا العقاب الربَّـاني بـاقٍ إلى ما بين يدي الساعة ، وقد تظاهرت الأخبار بوقوع المسخ في هذه الأمة ، وهو مقيَّد في أكثر الأحاديث بأصحاب الغناء ، وشرّاب الخمر ، وفي بعضها مطلق ، وسوف نأتي ـ إن شاء الله ـ على بيانها في ذيل هذه الرسالة .
    فقد أخرج الحاكم في "المستدرك" ، والبزار ، والثعلبي في "تفسيره" ، وهو في الصحيحة" (2258) عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً : "ما أهلك الله قوماً ولا قرناً ولا أمةً ولا أهل قريةٍ منذ أنزل التوراة على وجه الأرض بعذاب من السماء ، غير أهـل القرية التي مسخت قردة ، ألم تر إلى قوله ـ تعالى ـ : (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ(43) سورة القصص .
    ولقد ذكَّر الله ـ تعالى ـ بني إسرائيل بعد بعثة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في سورة البقرة بالحدث الذي تضمنه هذا النص فقال ـ عز وجل ـ : (وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ(65) فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ(66) . قال ابن جرير : في قوله ـ تعالى ـ (وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ) يقول : ولقد عرفتم وهذا تحذير لهم من المعصية ، وقال في قوله ـ تعالى ـ : (كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ) أي : صيروا كذلك ، والخاسيء : المبعد المطرود ، وقال أيضاً : أي : مبعدين من الخير أذلاء صغراء .
    وقال البخاري : خسأت الكلب : بعدته ، خاسئين : مبعدين . قال الحافظ : "...ثبت هذا في رواية المستملي وحده ، وهو قول أبي عبيدة ، قال في قوله ـ تعالى ـ : (كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ) أي قاصرين مبعدين".
    أخرج ابن أبي حاتم ، عن شيبان النحوي عن قتادة في قوله ـ تعالى ـ : (فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ) قال : فصار القوم قروداً تعاوى ، لها أذناب ، بعدما كانوا رجالاً ونساء .
    قال ابن القيم (ت : 751) ـ رحمه الله ـ في كتابه "إعلام الموقعين ـ تحقيق الشيخ مشهور" (5/72) : "قال شيخنا ـ يعني ابن تيمية (ت : 728) ـ رضي الله عنه ـ : "وهؤلاء لم يكفروا بالتوراة وبموسى ، وإنما فعلوا ذلك تأويلاً واحتيالاً ظاهره ظاهر الاتقاء ، وحقيقته حقيقة الاعتداء ، ولهذا ـ والله أعلم ـ مسخوا قردة لأن صورة القرد فيها شبه من صورة الإنسان ، وفي بعض ما يذكر من أوصافه شبه منه ، وهو مخالف له في الحد والحقيقة ، فلما مسخَ أولئك المعتدون دين الله بحيث لم يتمسكوا إلا بما يشبه الدين في بعض ظاهره دون حقيقته مسخهم الله قردة تشبه الإنسان في بعض ظاهره دون الحقيقة ، جزاءً وفاقاً".
    ومثل قول ابن القيم قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ في "تفسيره" : "يقول ـ تعالى ـ : (وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ) يا معشر اليهود ما حلَّ من البأس بأهل القرية التي عصت أمر الله وخالفوا عهده وميثاقه فيما أخذه عليهم من تعظيم السبت والقيام بأمره إذ كان مشروعاً لهم ، فتحيلوا على اصطياد الحيتان في يوم السبت بما وضعوا لها من الشصوص والحبائل والبرك قبل يوم السبت فلما جاءت يوم السبت على عادتها في الكثرة نشبت بتلك الحبائل والحيل فلم تخلص منها يومها ذلك ، فلما كان الليل أخذوها بعد انقضاء السبت ، فلما فعلوا ذلك مسخهم الله إلى صورة القردة وهي أشبه شيء بالأناسي في الشكل الظاهر وليس بإنسان حقيقة ، فكذلك أعمال هؤلاء وحيلتهم لما كانت مشابهة للحق في الظاهر ومخالفة له في الباطن كان جزاؤهم من جنس عملهم".
    وقال ابن القيم ـ رحمه الله ـ : "ثم إن أكلَة الربا ، وأموال الناس بالباطل لم يعاقبوا بالمسخ كما عوقب به من استحل الحرام بالحيلة ، وإنما عوقبوا بشيء آخر من جنس عقوبات غيرهم ، فيشبه ـ والله أعلم ـ أن يكون هؤلاء لما كانوا أعظم جرماً كانت عقوبتهم أعظم ، فإنهم بمنزلة المنافقين يفعلون ما يفعلون وهم لا يعترفون بالذنب ، بل قد فسدت عقيدتهم وأعمالهم ، كما قال أيوب السختياني : "لو أتوا الأمر على وجهه كان أهون علي". انتهى كلام ابن تيمية .
    ثم ختم ابن القيم ـ رحمه الله ـ قوله : "فحقيق بمن اتقى الله وخاف نَكَالَه أن يحذر استحلال محارم الله بأنواع المكر والاحتيال".
    وفي "الصحيحين" عن أبي هريرة أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : "قاتل الله اليهود ، حرمت عليهم الشحوم فباعوها وأكلوا ثمنها".
    والناظر في أمة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ يرى من يستن منهم بسنة اليهود في التحايل على محارم الله ـ تعالى ـ في صور متعددة أفاض بيانها ابن القيم في كتابه "إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان" ، ولعل من صور التحايل المنتشرة بكثرة بيع العينة الذي قال فيه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ "إذا تبايعتم بالعينة ، وأخذتم أذناب البقر ، ورضيتم بالزرع ، وتركتم الجهاد ، سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم". أخرجه أبو داود ، وأحمد ، وغيرهما ، وهو في "الصحيحة" (11) . والعينة : أن يبيع شيئا من غيره بثمن مؤجل ، ويسلمه إلى المشتري ثم يشتريه قبل قبض الثمن بثمن أقل من ذلك القدر يدفعه نقداً .
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية : فهذا مع التواطؤ يبطل البيعين لأنه حيلة .
    ما مسخت أمةٌ قطُّ ، فيكونُ لها نسلوفي سورة المائدة (112/نزول) قال ـ تعالى ـ : (قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمْ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ(60). فقوله ـ تعالى ـ : (وَجَعَلَ مِنْهُمْ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ) أي مسخ بعضهم قردة وخنازير . وقد أخرج الطبراني في "الأوسط" وهو في "الصحيحة" (2264) عن عمر بن الخطاب مرفوعاً : "ما مسخت أمةٌ قطُّ ، فيكونُ لها نسل". وله شاهد من حديث أم سلمة ، أخرجه أبو يعلى ، والطبراني في "الكبير" وهو في "صحيح اجامع" (5673) ، قالت : سألت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عمن مسخ ، أيكون له نسل ؟ فقال : "ما مسخ أحد قط فكان له نسل ولا عقب". وأخرج الإمام مسلم ، وأحمد عن عبد الله بن مسعود قال : وذكرت عنده ـ صلى الله عليه وسلم ـ القردة والخنازير أنه مما مسخ ، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ :" "إن الله لم يمسخ شيئاً فيدع له نسلاً أو عاقبة ، وقد كانت القردة والخنازير قبل ذلك".
    وفي الجن مسخ
    فما مسخ انقرض ، بنص ما تقدم من قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وجـاء المسخ في الجن ، فقد أخرج ابن حبان ، والطبراني في "المعجم الكبير" وهو في "الصحيحة" (1824) عن ابن عباس مرفوعاً : "الحيّات مسخ الجن ، كما مسخت القردة والخنازير من بني إسرائيل".(وفي رواية : الجنَّان مسخ الجن ) .. الحديث . وأخرج مسلم عن نافع قال : كان ابن عمر يقتل الحيّات كلَّهن حتى حدثنا أبو لبابة : "أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ نهى عن قتل جنّان البيوت" ، فأمسك . قال ابن الأثير (ت : 606) في "النهاية" الجِنّان : الحيات الدِّقاق .
    قال شيخنا الألباني ـ رحمه الله ـ : "واعلم أن الحديث لا يعني أن الحيّات الموجودة الآن هي من الجن الممسوخ ، وإنما يعني أن الجن وقع فيهم مسخ إلى الحيات ، كما وقع في اليهود مسخهم قردة وخنازير ، ولكنهم لم ينسلوا كما في الحديث الصحيح". وأشار إلى الذي أخرجه الإمام أحمد (1/433) ـ بلفظ ـ : "إن الله ـ تعالى ـ لم يجعل لمسخ نسلاً ولا عقباً وقد كانت القردة والخنازير قبل ذلك" وهو في "صحيح الجامع" (1807).
    بين يدي الساعة مسخ
    من أعلام نبوته ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما أخرجه الطبراني في "الأوسط" وهو في "الصحيحة" (3415) عن ابن مسعود عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ "بين يدي الساعة يظهر الربا ، والزنى ، والخمر" . وعن ابن عباس مرفوعاً ـ فيما أخرجه الحاكم ، والطبراني ، وهو في "صحيح الجامع" (679) وفي "غاية المرام" (344) : "إذا ظهر الربا والزنا في قرية ، فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله".
    وتحت باب ما جاء فيمن يستحل الخمر ويسميه بغير اسمه ، روى الإمام البخاري في "صحيحه" ـ معلقاً ـ وقال هشام بن عمار ـ بسنده ـ عن أبي مالك الأشعري : سمع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول : "ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الحِرَ والحرير والخمر والمعازف ، ولينزلن أقوام إلى جنب علم ، يروح عليهم بسارحة لهم ، يأتيهم لحاجة ، فيقولون : ارجع إلينا غداً ، فيبيِّتهم الله ، ويضع العلم ، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة". والحديث أورده شيخنا في "الصحيحة" (91) وقال : وصله الطبراني ، والبيهقي ، وابن عساكر ، وغيرهم من طرق عن هشام بن عمار به .
    ومعنى (إلى جنب علم) : هو الجبل العالي ، ومعنى (يأتيهم لحاجة) : يأتيهم طالب الحاجة ، ومعنى (يبيِّتهم الله) : يهلكهم ليلاً ، ومعنى (يضع العلم) : أي يوقعه عليهم .
    قال الحافظ في "الفتح" (10/49) : "وفي هذا الحديث وعيد شديد على من تحيَّل في تحليل ما يحرم بتغيير اسمه ، وأن الحكم يدور مع العلة ، والعلة في تحريم الخمر الإسكار ، فمهما وجد الإسكار ، وجد التحريم ، ولو لم يستمر الاسم ، قال ابن العربي : هو أصل في أن الأحكام إنما تتعلق بمعاني الأسماء لا بألقابها ، ردًّا على من حمله على اللفظ".
    وأخرج ابن ماجه ، وأحمد ، وابن أبي الدنيا ، وهو في "الصحيحة" (90) عن عبادة بن الصامت قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "ليستحلن طائفة من أمتي الخمر يسمونها إياه ، (وفي رواية : يسمونها بغير اسمها". وفي الحديث زيادة عند ابن ماجه والبيهقي وابن عساكر بلفظ : "يعزف على رؤوسهم بالمعازف والمغنيات ، يخسف الله بهم الأرض ، ويجعل منهم القردة والخنازير". وهو في "تحريم آلات الطرب" (ص :45).
    وأخرج الترمذي في "كتاب الفتن" ، وابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي" وغيرهما وهو الحديث السادس في "تحريم آلات الطرب" (ص : 63) عن عمران بن الحصين قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ "يكون في أمتي قذف ، ومسخ ، وخسف " قيل : يا رسول الله ! ومتى ذاك ؟ قال : "إذا ظهرت المعازف ، وكثرت القيان ، وشربت الخمور".وله شاهد أخرجه ابن أبي الدنيا وهو في "الصحيحة" (2203) عن أنس مرفوعاً : "ليكونن في هذه الأمة خسف ، وقذف ، ومسخ ، وذلك إذا شربوا الخمور ، واتخذوا القينات ، وضربوا بالمعازف".
    ومعنى (القينات) : جمع القينة ، وهي المغنية من الإماء وتجمع أيضاً على (القيان) . (والمعازف) : قال ابن القيم في "الإغاثة" : "وهي آلات اللهو كلها ، لا خلاف بين أهل اللغة في ذلك" . وأوضح منه قول الذهبي في "السير" (21/158) ونقله شيخنا في "تحريم آلات الطرب" (ص : 79) : (المعازف) : اسم لكل آلات الملاهي التي يُعزف بهـا ، كالمزمـار ، والطنبور ، والشبابة ، والصنوج".
    وأخرج ابن ماجه في "سننه" وهو في "الصحيحة" (1787) عن عبد الله بن عمر عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "بين يدي الساعة مسخ وخسف وقذف" .
    وأخرج عن نافع عنه أيضاً مرفوعاً : وزاد : "وذلك في أهل القدر" وأخرجه الترمذي وقال : "حسن صحيح" وقال الألباني في "الصحيحة" (4/394) : وإسناده حسن .
    وأخرج أبو داود في "سننه" في كتاب الملاحم (باب في ذكر البصرة) (4285 – عون المعبود) عن أنس بن مالك أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : "يا أنس ! إن الناس يمصِّرون أمصاراً ، وإن مصراً منها يقال لها البصرة أو البصيرة ، فإن مررت بها ، أو دخلتها، فإياك وسباخها وكلاءها وسوقها وباب أمرائها ، وعليك بضواحيها فإنه يكون بها خسف ، وقذف ، ورجف ، وقوم يبيتون يصبحون قردة وخنازير". والحديث في "الجامع الصحيح" (7859) وفي "صحيح سنن أبي داود" (4307) ، وأورده الشيخ مشهور ـ حفظه الله ـ في كتابه "العراق في أحاديث وآثار الفتن" (1/333) وقال : إسناده صحيح ، وأطال في تخريجه والتعليق عليه .
    وقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ (وقوم يبيتون يصبحون قردة وخنازير) قال الطيبي : "المراد به المسخ ، وعبر عنه بما هو أشنع".
    وقد أخرج أبو نعيم في أخبار أصبهان (2/126) وهو في "الصحيحة" (1604) عن ابن عباس قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "ليبيتنَّ قوم من هذه الأمة على طعام وشراب ولهوٍ ، فيصبحوا قد مسخوا قردة وخنازير".أحق الناس بالمسخ? في أمة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ
    مما تقدم يتبيَّن أن أحق الناس بالمسخ في أمة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
    المحتالون على شرع الله ـ تعالى ـ الذين تتصف قلوبهم بالمكر والخديعة والفسق .
    المغنّون .
    المفتونون بسماع المعازف ؛ آلات الطرب المستحلون لها .
    المستحلون للزنى .
    المستحلون لبس الحرير .
    المستحلون شرب الخمر .
    المكذبون بالقدر .
    منقول عن كاتبه الشيخ هشام بن فهمي العارف
    مع بعض الحذف
    مواضيع ذات صلة
  • ابو شاهين
    أعضاء نشطين
    • Aug 2011
    • 3106 
    • 64 

    #2
    تحياتي لك اخي ابو حســـــــــــام يعطيك العافية
    تعليق

    • ابوحسام
      ابوحسام تم التعليق
      تعديل التعليق
      شكرا على المرور ويعطيك العافية يا رب
  • الله أعلم بالسرائر
    Banned
    • Aug 2011
    • 7470 
    • 658 
    • 239 

    #3
    موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
    تعليق
    • بنت مستوره
      أعضاء نشطين
      • Apr 2011
      • 4126 
      • 25 

      #4
      سلمت الايادي
      تعليق
      • صقر الليل
        أعمدة اسرار
        • Dec 2017
        • 3579 
        • 22 

        #5
        بسم الله الرحمن الرحيم شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
        تعليق
        يتصفح هذا الموضوع الآن
        تقليص

        المتواجدون الآن 0. الأعضاء 0 والزوار 0.

        يعمل...
        X