ارجو ان تكون جميعا بالف خير ان شاء الله, غدا ان شاء الله اول يوم من شهر رجب الاصب جعله الله شهر خير وبركة ودفع عن جميع العالمين كل مكروه بحوله وقوته وبحرمة هذا الشهر و كيف نتهيأ للسعادة والإستفادة من بركات هذا الشهر والأشهر المباركة التي تليه من شعبان ورمضان و ليالي القدر متوقف على إتقان العمل وإخلاصه .
فما العمل حتى نتجنب قساوة القلب وجفاف الدمع و نحقق الاستفادة القصوى من هذه الأشهر المباركة, خصوصاً ونحن نعاني من ظروف وتقييدات هذا البلاء المستجد :
- أول الأعمال البقاء على الطهارة (الوضوء) قدر المستطاع .
- صلاة الليل (و لو بالشفع و الوتر فقط) .
- كثرة الصلاة على محمد وآل محمد .
- صلة الأرحام ميزة هذه الأشهر ويُفضل أن يكون هاتفياً في هذة الظروف مع الأقارب غير الوالدين و لنركز جميعنا على حسن الخُلُق والصفح وحسن النية .
- قراءة القرآن والتأمل بالقرآن والعمل بما جاء في القرآن وختمه قدر المستطاع .
ولنتذكّر ليس المطلوب كَمّ العمل, بل كَيف العمل وجودته فساعة تفكّرٍ أفضلُ مِن عبادة ٧٠ سنة .
الإبتعاد عن القنوات الفضائية والمسلسلات التي تضيّع الكثير من الوقت الثمين وتضع أثقالاً على قلوبنا
فعن رسول الله (صل الله عليه وآله) : (إنّ أفضل الأعمال في شهر الله هو الورع عن محارم الله ) .
وتجنب الغِيبة بما أنها من أعظم المحارم, وكذلك عن رسول الله صل الله عليه وآله وسلم قال ان رجب شهر الله العظيم لا يقاربه شهر من شهور حرمه وفضلًا والقتال فيه مع الكفار حرام ألا ان رجب شهر الله وشعبان شهري ورمضان شهر امتي ألا فمن صام من رجب يوما أتستوجب رضوان الله الاكبر وابتعد عن غضب الله وأغلق عنه باب من أبواب النار .
كذلك يفضل صيام ثلاثة ايام في يوم الخميس والجمعة والسبت فإن صامها كتب الله له عبادة تسعمائة سنة, ومن صام يوماً من آخر هذا الشهر كان ذلك أماناً له من شدّة سكرات الموت وأماناً له من هول المطّلع وعذاب القبر ومن صام يومين من آخر هذا الشّهر كان له بذلك جوازاً على الصّراط ومن صام ثلاثة أيّام من آخر هذا الشّهر أمن يوم الفزع الاكبر من أهواله وشدائد واعطى براءة من النّار .
ويُستحب الصيام في شهر رجب و قد ورد التأكيد عليه في الأحاديث الشريفة، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أنهُ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صل الله عليه و آله يَقُولُ مَنْ صَامَ يَوْماً مِنْ رَجَبٍ إِيمَاناً وَ احْتِسَاباً جَعَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى بَيْنَهُ وَ بَيْنَ النَّارِ سَبْعِينَ خَنْدَقاً عَرْضُ كُلِّ خَنْدَقٍ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ .
و رُوِيَ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا عليه السلام أنَّهُ قَالَ. مَنْ صَامَ أَوَّلَ يَوْمٍ مِنْ رَجَبٍ رَغْبَةً فِي ثَوَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ.
وَ مَنْ صَامَ يَوْماً فِي وَسَطِهِ شُفِّعَ فِي مِثْلِ رَبِيعَةَ وَ مُضَرَ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عليه السَّلام رَجَبٌ شَهْرٌ عَظِيمٌ يُضَاعِفُ اللَّهُ فِيهِ الْحَسَنَاتِ وَ يَمْحُو فِيهِ السَّيِّئَاتِ مَنْ صَامَ يَوْماً مِنْ رَجَبٍ تَبَاعَدَتْ عَنْهُ النَّارُ مَسِيرَةَ سَنَةٍ وَ مَنْ صَامَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ .
واعلموا أخواني الأعزاء انّه قد ورد لصوم شهر رجب فضل كثير وقد ذكر انّ من لم يقدر على ذلك اي لم يقدر على الصيام يسبّح في كلّ يوم (100)مرّة بهذا التّسبيح لينال أجر الصّيام فيه:
( سُبْحانَ الاِْلهِ الْجَليلِ سُبْحانَ مَنْ لا يَنْبَغي التَّسْبيحُ إِلاّ لَهُ سُبْحانَ الاَْعَزِّ الاَْكْرَمِ سُبْحانَ مَنْ لَبِسَ الْعِزَّ وَهُوَ لَهُ اَهْلٌ ) .
وعن رسول الله صل الله عليه وآله وسلم أيضا وهو حديث عظيم يقول - آن الله سبحانه وتعالى نصب في السماء السابعة ملكًا يقال له الداعي فإذا دخل شهر رجب ينادي ذلك الملك كل ليلة منه إلى الصباحى( طوبى للذاكرين هنيئًا للذاكرين) .
حسنا ومن هم الذاكرين يجب أن نتأمل قليلا في ذلك ؟
يبدأ الأمر من الذكر اللساني وحتى الذكر الذهني والقلبي والجوارح ومن أهم الأذكار ذكر (لا إله إلا الله), وما اجمل هذا الذكر عندما يقترن بشيء من التوجه القلبي واستشعار روحي لهذا الذكر فان جميع الأنوار النورانية تدخل الى القلب ويستحب ذكر (لا اله الا الله) أقل شيء (100) مرة في اليوم, وعن رسول الله صل الله عليه وآله وسلم قال رجب شهر الاستغفار لأمتي فأكثروا فيه الاستغفار فإنه غفور رحيم ويسمى رجب الاصب لان الرحمة على امتى تصب صبًا فيه فاستكثروا من قول ( أستغفر الله وأسأله التوبة) (70) مرة صباحا (70) ومرة عند المغرب فإذا أتمها رفع يديه وقال ( اللهم اغفر لي وتب علي ) .
وتوجد صيغة أخرى للاستغفار وهي ( أستغفرُ الله ذا الجلال والاكرام من جميع الذنوب والآثام), يستحب ذكرها (1000) مرة في خلال الشهر .
وعن النّبي صل الله عليه وآله انّه قال من قال في رجب (اَسْتَغْفِرُ اللهَ لا اِلـهَ إِلاّ هُوَ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ وَاَتُوبُ اِلَيْهِ) (100) مرّة وختمها بالصّدقة ختم الله له بالرّحمة والمغفرة، ومن قالها أربعمائة مرّة كتب الله له أجر مائة شهيد .
ومن مستحبات شهر رجب أيضا الصلاة ومنها وعن الرسول صل الله عليه وآله وسلم انّ من صلّى في ليلة من ليالي رجب عشر ركعات يقرأ في كلّ ركعة الحَمْد وقُل يا أيّها الكافِرُونَ مرّة والتّوحيد ثلاث مرّات غفر الله له ما اقترفه من الاثم .
كذلك يصلي في هذا الشهر 60 ركعة يصلي منها في كل ليلة ركعتين يقرأ في كل ركعة الحمد مرة وسورة ﴿ قل ياأيها الكافرون ﴾ ثلاث مرات و سورة ﴿ قل هو الله أحد ﴾ مرة واحدة ، فإذا انتهى من كل صلاة يدعو بهذا الدعاء :
(لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير وإليه المصير ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم اللهم صل على محمد النبي الأمي وآله ) .
ومن الأعمال الأخرى في هذا الشهر
- التصدق على الفقراء :
يُستحب التصدق على الفقراء و قضاء حوائجهم بصورة عامة و في شهر رجب بصورة خاصة فقد رُوِيَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عليه السَّلام) أنَّهُ قَالَ مَنْ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فِي رَجَبٍ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ أَكْرَمَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الْجَنَّةِ مِنَ الثَّوَابِ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَ لَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَ لَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ .
اما أول ليلة جمعة في رجب تسمى ليلة الرغائب وفيها صلاة لها فضل عظيم وهي كالآتي :
- يصوم أول خميس من رجب ثم يصلي بين صلاة المغرب والعشاء ( 12) ركعة كل ركعتين بتسليمة ( أي يصلي ركعتين ثم التسليم ), يقرأ في كل ركعة الحمد مرة وسورة ﴿ إنا أنزلناه ﴾3 مرات و ﴿ قل هو الله أحد ﴾ (12) مرة إذا انتهى من الصلاة يقول ( 70) مرة وهو جالس (اللهم صل على محمد النبي الأمي وعلى آله ), ثم يسجد ويقول :
70 مرة (سُبّوح قدوس رب الملائكة والروح )
ثم يجلس ويقول
70 مرة ( رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت العلي الأعظم )
ثم يسجد ويقول
70 مرة ( سُبّوح قدوس رب الملائكة والروح )
ثم يسأل حاجته
ومن الاعمال الاخرى لرجب طبعا الأدعية واخترت لكم بعضها فأنها أدعيته كثيرة ومنها أن يدعو المسلم في كلّ يوم صباحاً ومساءً، وفي أعقاب الصّلوات:
( يا من أرجوه لكلِّ خير وآمن سخطه عند كلِّ شرّ يا من يعطي الكثير بالقليل يا من يعطي من سأله يا من يعطي من لم يسأله ومن لم يعرفه تحنّناً منه ورحمة أعطني بمسألتي إيّاك جميع الدّنيا وجميع خير الآخرة واصرف عني بمسألتي إيّاك جميع شرّ الدّنيا وشرّ الآخرة فإنّه غير منقوصٍ ما أعطيت وزدني من فضلك يا كريم يا ذا الجلال والإكرام يا ذا النّعماء والجود يا ذا المنّ والطّول حرّم شيبتي على النّار ) .
وهذا دعاء جامع وعظيم عن الصادق (عليه السلام) يستحب الدعاء به بعد كل صلاة وهو :
(اَللّـهُمَّ اِنّي اَساَلُكَ صَبْرَ الشّاكِرينَ لَكَ وَعَمَلَ الْخائِفينَ مِنْك وَيَقينَ الْعابِدينَ لَكَ اَللّـهُمَّ اَنْتَ الْعَلِيُّ الْعَظيمُ وَاَنَا عَبْدُكَ الْبائِسُ الْفَقيرُ اَنْتَ الْغَنِيُّ الْحَميدُ وَاَنَا الْعَبْدُ الذَّليل اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ وَاْمْنُنْ بِغِناكَ عَلى فَقْري وَبِحِلْمِكَ عَلى جَهْلي وَبِقُوَّتِكَ عَلى ضَعْفي يا قَوِيُّ يا عَزيزُ اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ الاْوصياءِ الْمَرْضِيِّينَ وَاكْفِني ما اَهَمَّني مِنْ اَمْرِ الدُّنْيا وَالاخِرَةِ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ ) .
وروي انّ الإمام زين العابدين (عليه السلام ) دعا به في غرّة رجب وهو من الادعية الجامعة :
يا مَنْ يَمْلِكُ حَوائِجَ السّائِلينَ ويَعْلَمُ ضَميرَ الصّامِتينَ لِكُلِّ مَسْأَلَة مِنْكَ سَمْعٌ حاضِرٌ وَجَوابٌ عَتيدٌ اَللّـهُمَّ وَ مَوعيدُكَ، الصّادِقَةُ واَياديكَ الفاضِلَةُ ورَحْمَتُكَ الواسِعَةُ فأسْألُكَ اَنْ تٌصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد واَنْ تَقْضِيَ حَوائِجي لِلدُّنْيا وَالاخِرَةِ اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْيء قَديرٌ ) .
ورد أن الأمام الصّادق (عليه السلام ) كان يدعو به في كلّ يوم من رجَبَ :
(خابَ الوافِدُونَ عَلى غَيْرِكَ وَخَسِرَ المُتَعَرِّضُونَ إِلاّ لَكَ وَضاعَ المُلِّمُونَ إِلاّ بِكَ وَاَجْدَبَ الْمُنْتَجِعُونَ إِلاّ مَنِ انْتَجَعَ فَضْلَكَ بابُكَ مَفْتُوحٌ لِلرّاغِبينَ وَخَيْرُكَ مَبْذُولٌ لِلطّالِبينَ وَفَضْلُكَ مُباحٌ لِلسّائِلينَ وَنَيْلُكَ مُتاحٌ لِلامِلينَ وَرِزْقُكَ مَبْسُوطٌ لِمَنْ عَصاكَ وَحِلْمُكَ مُعْتَرِضٌ لِمَنْ ناواكَ عادَتُكَ الاِْحْسانُ اِلَى الْمُسيئينَ وَسَبيلُكَ الاِبْقاءُ عَلَى الْمُعْتَدينَ ُاَللّـهُمَّ فَاهْدِني هُدَى الْمُهْتَدينَ وَارْزُقْني اجْتِهادَ الُْمجْتَهِدينَ وَلا تَجْعَلْني مِنَ الْغافِلينَ الْمُبْعَدينَ واغْفِرْ لي يَوْمَ الدّينِ ) .
هذا وأرجو منكم قبول هذا العمل عسى الله ان ينفعنا به جميعا
تحياتي لجميع
فما العمل حتى نتجنب قساوة القلب وجفاف الدمع و نحقق الاستفادة القصوى من هذه الأشهر المباركة, خصوصاً ونحن نعاني من ظروف وتقييدات هذا البلاء المستجد :
- أول الأعمال البقاء على الطهارة (الوضوء) قدر المستطاع .
- صلاة الليل (و لو بالشفع و الوتر فقط) .
- كثرة الصلاة على محمد وآل محمد .
- صلة الأرحام ميزة هذه الأشهر ويُفضل أن يكون هاتفياً في هذة الظروف مع الأقارب غير الوالدين و لنركز جميعنا على حسن الخُلُق والصفح وحسن النية .
- قراءة القرآن والتأمل بالقرآن والعمل بما جاء في القرآن وختمه قدر المستطاع .
ولنتذكّر ليس المطلوب كَمّ العمل, بل كَيف العمل وجودته فساعة تفكّرٍ أفضلُ مِن عبادة ٧٠ سنة .
الإبتعاد عن القنوات الفضائية والمسلسلات التي تضيّع الكثير من الوقت الثمين وتضع أثقالاً على قلوبنا
فعن رسول الله (صل الله عليه وآله) : (إنّ أفضل الأعمال في شهر الله هو الورع عن محارم الله ) .
وتجنب الغِيبة بما أنها من أعظم المحارم, وكذلك عن رسول الله صل الله عليه وآله وسلم قال ان رجب شهر الله العظيم لا يقاربه شهر من شهور حرمه وفضلًا والقتال فيه مع الكفار حرام ألا ان رجب شهر الله وشعبان شهري ورمضان شهر امتي ألا فمن صام من رجب يوما أتستوجب رضوان الله الاكبر وابتعد عن غضب الله وأغلق عنه باب من أبواب النار .
كذلك يفضل صيام ثلاثة ايام في يوم الخميس والجمعة والسبت فإن صامها كتب الله له عبادة تسعمائة سنة, ومن صام يوماً من آخر هذا الشهر كان ذلك أماناً له من شدّة سكرات الموت وأماناً له من هول المطّلع وعذاب القبر ومن صام يومين من آخر هذا الشّهر كان له بذلك جوازاً على الصّراط ومن صام ثلاثة أيّام من آخر هذا الشّهر أمن يوم الفزع الاكبر من أهواله وشدائد واعطى براءة من النّار .
ويُستحب الصيام في شهر رجب و قد ورد التأكيد عليه في الأحاديث الشريفة، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أنهُ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صل الله عليه و آله يَقُولُ مَنْ صَامَ يَوْماً مِنْ رَجَبٍ إِيمَاناً وَ احْتِسَاباً جَعَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى بَيْنَهُ وَ بَيْنَ النَّارِ سَبْعِينَ خَنْدَقاً عَرْضُ كُلِّ خَنْدَقٍ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ .
و رُوِيَ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا عليه السلام أنَّهُ قَالَ. مَنْ صَامَ أَوَّلَ يَوْمٍ مِنْ رَجَبٍ رَغْبَةً فِي ثَوَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ.
وَ مَنْ صَامَ يَوْماً فِي وَسَطِهِ شُفِّعَ فِي مِثْلِ رَبِيعَةَ وَ مُضَرَ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عليه السَّلام رَجَبٌ شَهْرٌ عَظِيمٌ يُضَاعِفُ اللَّهُ فِيهِ الْحَسَنَاتِ وَ يَمْحُو فِيهِ السَّيِّئَاتِ مَنْ صَامَ يَوْماً مِنْ رَجَبٍ تَبَاعَدَتْ عَنْهُ النَّارُ مَسِيرَةَ سَنَةٍ وَ مَنْ صَامَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ .
واعلموا أخواني الأعزاء انّه قد ورد لصوم شهر رجب فضل كثير وقد ذكر انّ من لم يقدر على ذلك اي لم يقدر على الصيام يسبّح في كلّ يوم (100)مرّة بهذا التّسبيح لينال أجر الصّيام فيه:
( سُبْحانَ الاِْلهِ الْجَليلِ سُبْحانَ مَنْ لا يَنْبَغي التَّسْبيحُ إِلاّ لَهُ سُبْحانَ الاَْعَزِّ الاَْكْرَمِ سُبْحانَ مَنْ لَبِسَ الْعِزَّ وَهُوَ لَهُ اَهْلٌ ) .
وعن رسول الله صل الله عليه وآله وسلم أيضا وهو حديث عظيم يقول - آن الله سبحانه وتعالى نصب في السماء السابعة ملكًا يقال له الداعي فإذا دخل شهر رجب ينادي ذلك الملك كل ليلة منه إلى الصباحى( طوبى للذاكرين هنيئًا للذاكرين) .
حسنا ومن هم الذاكرين يجب أن نتأمل قليلا في ذلك ؟
يبدأ الأمر من الذكر اللساني وحتى الذكر الذهني والقلبي والجوارح ومن أهم الأذكار ذكر (لا إله إلا الله), وما اجمل هذا الذكر عندما يقترن بشيء من التوجه القلبي واستشعار روحي لهذا الذكر فان جميع الأنوار النورانية تدخل الى القلب ويستحب ذكر (لا اله الا الله) أقل شيء (100) مرة في اليوم, وعن رسول الله صل الله عليه وآله وسلم قال رجب شهر الاستغفار لأمتي فأكثروا فيه الاستغفار فإنه غفور رحيم ويسمى رجب الاصب لان الرحمة على امتى تصب صبًا فيه فاستكثروا من قول ( أستغفر الله وأسأله التوبة) (70) مرة صباحا (70) ومرة عند المغرب فإذا أتمها رفع يديه وقال ( اللهم اغفر لي وتب علي ) .
وتوجد صيغة أخرى للاستغفار وهي ( أستغفرُ الله ذا الجلال والاكرام من جميع الذنوب والآثام), يستحب ذكرها (1000) مرة في خلال الشهر .
وعن النّبي صل الله عليه وآله انّه قال من قال في رجب (اَسْتَغْفِرُ اللهَ لا اِلـهَ إِلاّ هُوَ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ وَاَتُوبُ اِلَيْهِ) (100) مرّة وختمها بالصّدقة ختم الله له بالرّحمة والمغفرة، ومن قالها أربعمائة مرّة كتب الله له أجر مائة شهيد .
ومن مستحبات شهر رجب أيضا الصلاة ومنها وعن الرسول صل الله عليه وآله وسلم انّ من صلّى في ليلة من ليالي رجب عشر ركعات يقرأ في كلّ ركعة الحَمْد وقُل يا أيّها الكافِرُونَ مرّة والتّوحيد ثلاث مرّات غفر الله له ما اقترفه من الاثم .
كذلك يصلي في هذا الشهر 60 ركعة يصلي منها في كل ليلة ركعتين يقرأ في كل ركعة الحمد مرة وسورة ﴿ قل ياأيها الكافرون ﴾ ثلاث مرات و سورة ﴿ قل هو الله أحد ﴾ مرة واحدة ، فإذا انتهى من كل صلاة يدعو بهذا الدعاء :
(لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير وإليه المصير ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم اللهم صل على محمد النبي الأمي وآله ) .
ومن الأعمال الأخرى في هذا الشهر
- التصدق على الفقراء :
يُستحب التصدق على الفقراء و قضاء حوائجهم بصورة عامة و في شهر رجب بصورة خاصة فقد رُوِيَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عليه السَّلام) أنَّهُ قَالَ مَنْ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فِي رَجَبٍ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ أَكْرَمَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الْجَنَّةِ مِنَ الثَّوَابِ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَ لَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَ لَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ .
اما أول ليلة جمعة في رجب تسمى ليلة الرغائب وفيها صلاة لها فضل عظيم وهي كالآتي :
- يصوم أول خميس من رجب ثم يصلي بين صلاة المغرب والعشاء ( 12) ركعة كل ركعتين بتسليمة ( أي يصلي ركعتين ثم التسليم ), يقرأ في كل ركعة الحمد مرة وسورة ﴿ إنا أنزلناه ﴾3 مرات و ﴿ قل هو الله أحد ﴾ (12) مرة إذا انتهى من الصلاة يقول ( 70) مرة وهو جالس (اللهم صل على محمد النبي الأمي وعلى آله ), ثم يسجد ويقول :
70 مرة (سُبّوح قدوس رب الملائكة والروح )
ثم يجلس ويقول
70 مرة ( رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت العلي الأعظم )
ثم يسجد ويقول
70 مرة ( سُبّوح قدوس رب الملائكة والروح )
ثم يسأل حاجته
ومن الاعمال الاخرى لرجب طبعا الأدعية واخترت لكم بعضها فأنها أدعيته كثيرة ومنها أن يدعو المسلم في كلّ يوم صباحاً ومساءً، وفي أعقاب الصّلوات:
( يا من أرجوه لكلِّ خير وآمن سخطه عند كلِّ شرّ يا من يعطي الكثير بالقليل يا من يعطي من سأله يا من يعطي من لم يسأله ومن لم يعرفه تحنّناً منه ورحمة أعطني بمسألتي إيّاك جميع الدّنيا وجميع خير الآخرة واصرف عني بمسألتي إيّاك جميع شرّ الدّنيا وشرّ الآخرة فإنّه غير منقوصٍ ما أعطيت وزدني من فضلك يا كريم يا ذا الجلال والإكرام يا ذا النّعماء والجود يا ذا المنّ والطّول حرّم شيبتي على النّار ) .
وهذا دعاء جامع وعظيم عن الصادق (عليه السلام) يستحب الدعاء به بعد كل صلاة وهو :
(اَللّـهُمَّ اِنّي اَساَلُكَ صَبْرَ الشّاكِرينَ لَكَ وَعَمَلَ الْخائِفينَ مِنْك وَيَقينَ الْعابِدينَ لَكَ اَللّـهُمَّ اَنْتَ الْعَلِيُّ الْعَظيمُ وَاَنَا عَبْدُكَ الْبائِسُ الْفَقيرُ اَنْتَ الْغَنِيُّ الْحَميدُ وَاَنَا الْعَبْدُ الذَّليل اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ وَاْمْنُنْ بِغِناكَ عَلى فَقْري وَبِحِلْمِكَ عَلى جَهْلي وَبِقُوَّتِكَ عَلى ضَعْفي يا قَوِيُّ يا عَزيزُ اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ الاْوصياءِ الْمَرْضِيِّينَ وَاكْفِني ما اَهَمَّني مِنْ اَمْرِ الدُّنْيا وَالاخِرَةِ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ ) .
وروي انّ الإمام زين العابدين (عليه السلام ) دعا به في غرّة رجب وهو من الادعية الجامعة :
يا مَنْ يَمْلِكُ حَوائِجَ السّائِلينَ ويَعْلَمُ ضَميرَ الصّامِتينَ لِكُلِّ مَسْأَلَة مِنْكَ سَمْعٌ حاضِرٌ وَجَوابٌ عَتيدٌ اَللّـهُمَّ وَ مَوعيدُكَ، الصّادِقَةُ واَياديكَ الفاضِلَةُ ورَحْمَتُكَ الواسِعَةُ فأسْألُكَ اَنْ تٌصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد واَنْ تَقْضِيَ حَوائِجي لِلدُّنْيا وَالاخِرَةِ اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْيء قَديرٌ ) .
ورد أن الأمام الصّادق (عليه السلام ) كان يدعو به في كلّ يوم من رجَبَ :
(خابَ الوافِدُونَ عَلى غَيْرِكَ وَخَسِرَ المُتَعَرِّضُونَ إِلاّ لَكَ وَضاعَ المُلِّمُونَ إِلاّ بِكَ وَاَجْدَبَ الْمُنْتَجِعُونَ إِلاّ مَنِ انْتَجَعَ فَضْلَكَ بابُكَ مَفْتُوحٌ لِلرّاغِبينَ وَخَيْرُكَ مَبْذُولٌ لِلطّالِبينَ وَفَضْلُكَ مُباحٌ لِلسّائِلينَ وَنَيْلُكَ مُتاحٌ لِلامِلينَ وَرِزْقُكَ مَبْسُوطٌ لِمَنْ عَصاكَ وَحِلْمُكَ مُعْتَرِضٌ لِمَنْ ناواكَ عادَتُكَ الاِْحْسانُ اِلَى الْمُسيئينَ وَسَبيلُكَ الاِبْقاءُ عَلَى الْمُعْتَدينَ ُاَللّـهُمَّ فَاهْدِني هُدَى الْمُهْتَدينَ وَارْزُقْني اجْتِهادَ الُْمجْتَهِدينَ وَلا تَجْعَلْني مِنَ الْغافِلينَ الْمُبْعَدينَ واغْفِرْ لي يَوْمَ الدّينِ ) .
هذا وأرجو منكم قبول هذا العمل عسى الله ان ينفعنا به جميعا
تحياتي لجميع