معاني الضحك في القرآن
تعد ظاهرة الضحك من الظواهر التي تشترك فيها كل اللغات فلغة الضحك موحدة بين البشر جميعا، وهي إذا اصطنعت تختلف. وإذا جاءت طبيعية تكون موحدة .. ولذلك إذا اصطنع أحد الضحك فإنك تستطيع أن تميزه بسهولة عن ذلك الانفعال الطبيعي، و اختلاف الباحثين في تفسير هذه الظاهرة وأسبابها ومسبباتها أزلي، والذي اتفقوا عليه أن من أهم معالمها المفارقة بين شيئين.
وتمتزج المفارقة بالبلاغة كما يمتزج الملح في الماء، فالمقابلة والطباق وأسلوب الحكيم تعتمد على المفارقة بشكل كبير ، وكثيرة مواضيع البلاغة على هذا النمط ومن هنا نجد العلاقة بين أطراف هذا البحث.
ولقد تعددت مواطن ذكر القرآن لمعاني الضحك، وتعددت دلالاتها ، وأغراضها.
وقد شدني الموضوع؛ لارتباط معاني الضحك بإشارات بلاغية ، ولأن كتاب الله يمثل قمة الهرم البلاغي فقد سعيت جاهدا لسبر أغوار هذه الأسرار التعبيرية لهذه الظاهرة في القرآن الكريم.
تنوير المصطلح:
الضحك هو شكل من أشكال التعبير الذي يظهر على الإنسان في صورة مرح وفرح . وتتعدد أسباب الضحك الذي يوصف أيضاً بأنه رد فعل فسيولوجي نتيجة للمرور بخبرة ما مثل سماع نكتة أو عند سماع مداعبة ... وغيرها من الأسباب الأخرى.
ويقول ابن منظور في لسانه في فصل الكاف باب الضاد: (ضحك: الضحك معروف، ضحك يضحك ضحكاً أربع لغات ، قال الأزهري : ولو قيل ضحكاً لكان قياساً لأن مصدر فَعِلَ فَعَلٌ ، قال الأزهري: وقد جاءت أحرف من المصادر على فَعَل، منها ضَحِكَ ضَحِكاً، وخَنَقَه خَنِقاً، وخَضَفَ خَضِفاً، وضَرطَ ضَرِطاً، وسَرَقَ سَرِقاً. والضَّحْكَة: المرَّة الواحدة؛
ولقد تعددت مواطن ذكر القرآن لمعاني الضحك، وتعددت دلالاتها ، وأغراضها.
وقد شدني الموضوع؛ لارتباط معاني الضحك بإشارات بلاغية ، ولأن كتاب الله يمثل قمة الهرم البلاغي فقد سعيت جاهدا لسبر أغوار هذه الأسرار التعبيرية لهذه الظاهرة في القرآن الكريم.
تنوير المصطلح:
الضحك هو شكل من أشكال التعبير الذي يظهر على الإنسان في صورة مرح وفرح . وتتعدد أسباب الضحك الذي يوصف أيضاً بأنه رد فعل فسيولوجي نتيجة للمرور بخبرة ما مثل سماع نكتة أو عند سماع مداعبة ... وغيرها من الأسباب الأخرى.
ويقول ابن منظور في لسانه في فصل الكاف باب الضاد: (ضحك: الضحك معروف، ضحك يضحك ضحكاً أربع لغات ، قال الأزهري : ولو قيل ضحكاً لكان قياساً لأن مصدر فَعِلَ فَعَلٌ ، قال الأزهري: وقد جاءت أحرف من المصادر على فَعَل، منها ضَحِكَ ضَحِكاً، وخَنَقَه خَنِقاً، وخَضَفَ خَضِفاً، وضَرطَ ضَرِطاً، وسَرَقَ سَرِقاً. والضَّحْكَة: المرَّة الواحدة؛
ومنه قول كُثَيِّر: غَمْر الرِّداء، إذا تبسم ضاحكاً غَلِقَتْ لضَحْكَتِهِ رقابُ المالِ وفي الحديث: يبعث الله السحابَ فيَضْحَكُ أَحسنَ الضَّحِكِ؛ جعل انجلاءه عن البرق ضَحِكاً استعارة ومجازاً كما يفْتَرُّ الضاحِكُ عن الثَّغْر، وكقولهم ضَحِكَتِ الأرضُ إذا أَخرجت نباتها وزَهْرَتها. وتضَحَّك وتَضاحَك، فهو ضاحك وضَحَّاك وضَحُوك وضُحَكة: كثير الضَّحِك. وضُحْكة، بالتسكين: يُضْحَك منه يطَّرد على هذا باب. الليث: الضُّحْكة الشيء الذي يُضْحك منه. والضُّحَكة: الرجل الكثير الضَّحِك يُعاب عليه. ورجل ضَحَّاك: نعت على فَعَّال. وضَحِكْتُ به ومنه بمعنىً. وتَضاحك الرجل واسْتَضْحَك بمعنى. وأَضْحَكه اللهُ عز وجل. والأُضْحُوكة: ما يُضْحك به. وامرأة مِضْحاك:كثيرة الضَّحِك([1]) .
آيات الضحك في القرآن الكريم:
ولقد وردت مادة الضحك في القرآن الكريم 10 مرات على النحو التالي:
1 – ((فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)) ([2]) .
2 – ((وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ)) ([3])
3 – ((وَكُنْتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ)) ([4]) .
4 – ((فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا )) ([5]) .
5 – ((فَلَمَّا جَاءَهُم بِآيَاتِنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَضْحَكُونَ)) ([6]) .
6 – ((وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى)) ([7]) .
7 – ((أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ * وَتَضْحَكُونَ وَلاَ تَبْكُونَ)) ([8]) .
8 – ((وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ)) ([9])
9 – ((إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ)) ([10]) .
10 – ((فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ)) ([11])([12]).
إيضاح هذه الآيات عند المفسرين: الزمخشري – القرطبي:
– ((فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)) ([13]) .
((فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً)) ( أمر ، معناه التهديد وليس أمراً بالضحك) ([14]) وفي هذه الآية الكريمة خرج الأمر عن معناه الأصلي وهو طلب الفعل لمعنى آخر وهو التهديد ( وقيل هو أمر بمعنى الخبر أي أنهم سيضحكون قليلاً ويبكون كثيراً) .
آيات الضحك في القرآن الكريم:
ولقد وردت مادة الضحك في القرآن الكريم 10 مرات على النحو التالي:
1 – ((فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)) ([2]) .
2 – ((وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ)) ([3])
3 – ((وَكُنْتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ)) ([4]) .
4 – ((فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا )) ([5]) .
5 – ((فَلَمَّا جَاءَهُم بِآيَاتِنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَضْحَكُونَ)) ([6]) .
6 – ((وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى)) ([7]) .
7 – ((أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ * وَتَضْحَكُونَ وَلاَ تَبْكُونَ)) ([8]) .
8 – ((وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ)) ([9])
9 – ((إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ)) ([10]) .
10 – ((فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ)) ([11])([12]).
إيضاح هذه الآيات عند المفسرين: الزمخشري – القرطبي:
– ((فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)) ([13]) .
((فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً)) ( أمر ، معناه التهديد وليس أمراً بالضحك) ([14]) وفي هذه الآية الكريمة خرج الأمر عن معناه الأصلي وهو طلب الفعل لمعنى آخر وهو التهديد ( وقيل هو أمر بمعنى الخبر أي أنهم سيضحكون قليلاً ويبكون كثيراً) .
– ((وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ)) ([15])
( سروراً بزوال الخيفة أو بهلاك أهل الخبائث أو كان ضحكها ضحك إنكار لغفلتهم وقد أضلهم العذاب وقيل كانت تقول لإبراهيم : اضمم لوطاً ابن أخيك إليك فإني أعلم أن ينزل بهؤلاء القوم عذاباً فضحكت سروراً لما أتى الأمر على ما توهمت وقيل ضحكت فحاضت ) ([16]) وهذا القول قول مجاهد وعكرمة. والعرب تقول ضحكت الأرانب : إذا حاضت وقد أنكر هذا بعض اللغويين ([17]) وقد أسهب القرطبي في تفسيره في تعريف الضحك وذكر كلام اللغويين فيما لا يتسع البحث لحصره .
– ((فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا)) ([18]) .
(تبسم شارعاً في الضحك وآخذاً منه ، يعني أنه تجاوز حدّ التبسم إلى الضحك وكذلك ضحك الأنبياء عليهم السلام وأما ما روي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه فالغرض المبالغة في وصف ما وجد من الضحك النبوي ، وإلا فتبدو النواجذ على الحقيقة إنما يكون عند الاستغراب وقرأ ابن السميفع ضاحكاً فإن قلت : ما أضحكه من قولها؟ قلت شيئان ، إعجابه بما دلّ من قولهما على ظهور رحمته ورحمة جنوده وعلى سهرة حاله وحالهم في باب التقوى) ([19]) وهنا في الآية الكريمة يتجلى الضحك في معاملة الغير عاقل معاملة العاقل وهو سر من إسرار هذا الأسلوب.
( سروراً بزوال الخيفة أو بهلاك أهل الخبائث أو كان ضحكها ضحك إنكار لغفلتهم وقد أضلهم العذاب وقيل كانت تقول لإبراهيم : اضمم لوطاً ابن أخيك إليك فإني أعلم أن ينزل بهؤلاء القوم عذاباً فضحكت سروراً لما أتى الأمر على ما توهمت وقيل ضحكت فحاضت ) ([16]) وهذا القول قول مجاهد وعكرمة. والعرب تقول ضحكت الأرانب : إذا حاضت وقد أنكر هذا بعض اللغويين ([17]) وقد أسهب القرطبي في تفسيره في تعريف الضحك وذكر كلام اللغويين فيما لا يتسع البحث لحصره .
– ((فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا)) ([18]) .
(تبسم شارعاً في الضحك وآخذاً منه ، يعني أنه تجاوز حدّ التبسم إلى الضحك وكذلك ضحك الأنبياء عليهم السلام وأما ما روي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه فالغرض المبالغة في وصف ما وجد من الضحك النبوي ، وإلا فتبدو النواجذ على الحقيقة إنما يكون عند الاستغراب وقرأ ابن السميفع ضاحكاً فإن قلت : ما أضحكه من قولها؟ قلت شيئان ، إعجابه بما دلّ من قولهما على ظهور رحمته ورحمة جنوده وعلى سهرة حاله وحالهم في باب التقوى) ([19]) وهنا في الآية الكريمة يتجلى الضحك في معاملة الغير عاقل معاملة العاقل وهو سر من إسرار هذا الأسلوب.
– ((فَلَمَّا جَاءَهُم بِآيَاتِنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَضْحَكُونَ)) ([20]) .
(أي يسخرون منها ويهزءون بها ويسمونها سحراً وإذا للمفاجأة قلت ؛ لأن فعل المفاجأة معها مقدّر وهو عامل النصب في محلها كأن قيل فلما جاءهم بآياتنا فأجلوا وقت ضحكهم) ([21]) .
–(( وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى)) ([22]) ( خلق قوتي الضحك والبكاء) ([23])
(( وَتَضْحَكُونَ وَلاَ تَبْكُونَ)) ([24]) تضحكون (استهزاءً) ويتكرر هذا الطباق بين الضحك والبكاء وفي كل مرّة يكشف أسلوباً جديداً .
– (( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ)) ([25])
(هم مشركوا مكة أبو جهل والوليد وأشياعهم كانوا يضحكون من عمال وصهيب وخبّاب وبلال وغيرهم من فقراء المؤمنين ويستهزؤن بهم ) ([26])
وضحكهم كان على وجه السخرية والاستهزاء والتهكم .
والغرض من ضحكهم كان (على وجه السخرية) ([27]) وهو من أغراض الضحك السخرية وإبداء السرور
((فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ)) ([28]) .
(أي يضحكون منهم ناظرين إليهم وما هم عليه من الهوان والصغار بعد العزة والكبر ومن ألوان العذاب بعد النعيم والترفه ) ([29]) .
(( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ)) ([30]) (مسرورة فرحة) ([31])
ومن خلال أقوال المفسرين في هذه الآيات تدرك هذه الظاهرة التي وضحت في عشر مواقف من القرآن الكريم وكشفت عن معان بلاغية ودلالات متعددة تكشف هذا النظم القرآني المعجز .
(أي يسخرون منها ويهزءون بها ويسمونها سحراً وإذا للمفاجأة قلت ؛ لأن فعل المفاجأة معها مقدّر وهو عامل النصب في محلها كأن قيل فلما جاءهم بآياتنا فأجلوا وقت ضحكهم) ([21]) .
–(( وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى)) ([22]) ( خلق قوتي الضحك والبكاء) ([23])
(( وَتَضْحَكُونَ وَلاَ تَبْكُونَ)) ([24]) تضحكون (استهزاءً) ويتكرر هذا الطباق بين الضحك والبكاء وفي كل مرّة يكشف أسلوباً جديداً .
– (( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ)) ([25])
(هم مشركوا مكة أبو جهل والوليد وأشياعهم كانوا يضحكون من عمال وصهيب وخبّاب وبلال وغيرهم من فقراء المؤمنين ويستهزؤن بهم ) ([26])
وضحكهم كان على وجه السخرية والاستهزاء والتهكم .
والغرض من ضحكهم كان (على وجه السخرية) ([27]) وهو من أغراض الضحك السخرية وإبداء السرور
((فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ)) ([28]) .
(أي يضحكون منهم ناظرين إليهم وما هم عليه من الهوان والصغار بعد العزة والكبر ومن ألوان العذاب بعد النعيم والترفه ) ([29]) .
(( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ)) ([30]) (مسرورة فرحة) ([31])
ومن خلال أقوال المفسرين في هذه الآيات تدرك هذه الظاهرة التي وضحت في عشر مواقف من القرآن الكريم وكشفت عن معان بلاغية ودلالات متعددة تكشف هذا النظم القرآني المعجز .
الأسرار التعبيرية والجانب الفني:
(( فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)) ([32]) .
1- (الطباق بين الضحك والبكاء وبين قليل وكثير فهو مقابلة
2- إخراج الخبر في صورة الأمر للدلالة على تحتم وقوع المخبر به ، وذلك لأن صيغة الأمر للوجوب في الأصل والأكثر ، فاستعمل في لازم معناه ، وذلك في قوله تعالى ((فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا)) .
3- الكناية : في قوله تعالى ((فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا)) فالضحك كناية عن الفرح والبكاء كناية عن الغم، وأن تكون القلة عبارة عن العدم ، والكثرة عبارة عن الدوام) ([33]).
ويضيف محمود درويش بأن ( إخراج الخبر مخرج الإنشاء ؛ لأن معنى فسيضحكون قليلاً، وسيبكون كثيراً ولكنه أخرج الخبر مخرج الأمر للدلالة على أنه أمر حتمي لابد منه ) ([34])
ففي هذه الآية الكريمة ورد سران بيانيان في المقابلة والكناية وسر معنوي إذا خرج الأمر عن غرضه الأصلي لغرض التهديد وهذا التعبير القرآني الفريد حصر في أربع كلمات فقط وورود الضحك هنا أريد به الكناية عن سرورهم وتهديدهم بما صنعوا .
وقول سيد قطب عن هذه الآية (وإنه لضحك في هذه الأرض وآياتها المعدودة ، وإنه لبكاء في أيام الآخرة الطويلة وأن يوماً عند ربك كألف سنة مما يعدون) ([35]) ومن خلال كلامه يشير إلى المقابلة الجميلة بين الضحك والبكاء والقلة والكثرة في الآية الكريمة.
((وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى)) ([36]) .
(( فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)) ([32]) .
1- (الطباق بين الضحك والبكاء وبين قليل وكثير فهو مقابلة
2- إخراج الخبر في صورة الأمر للدلالة على تحتم وقوع المخبر به ، وذلك لأن صيغة الأمر للوجوب في الأصل والأكثر ، فاستعمل في لازم معناه ، وذلك في قوله تعالى ((فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا)) .
3- الكناية : في قوله تعالى ((فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا)) فالضحك كناية عن الفرح والبكاء كناية عن الغم، وأن تكون القلة عبارة عن العدم ، والكثرة عبارة عن الدوام) ([33]).
ويضيف محمود درويش بأن ( إخراج الخبر مخرج الإنشاء ؛ لأن معنى فسيضحكون قليلاً، وسيبكون كثيراً ولكنه أخرج الخبر مخرج الأمر للدلالة على أنه أمر حتمي لابد منه ) ([34])
ففي هذه الآية الكريمة ورد سران بيانيان في المقابلة والكناية وسر معنوي إذا خرج الأمر عن غرضه الأصلي لغرض التهديد وهذا التعبير القرآني الفريد حصر في أربع كلمات فقط وورود الضحك هنا أريد به الكناية عن سرورهم وتهديدهم بما صنعوا .
وقول سيد قطب عن هذه الآية (وإنه لضحك في هذه الأرض وآياتها المعدودة ، وإنه لبكاء في أيام الآخرة الطويلة وأن يوماً عند ربك كألف سنة مما يعدون) ([35]) ومن خلال كلامه يشير إلى المقابلة الجميلة بين الضحك والبكاء والقلة والكثرة في الآية الكريمة.
((وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى)) ([36]) .
ففي الآية الكريمة طباق بين الضحك والبكاء وغالباً ما نجد ورود هذين اللفظين المتضادين في القرآن الكريم (إن الضحك والبكاء نقيضان ، وإن الإنسان يبكي لغير ما يضحك له، ومدار الغبطة معاً على الضحك والبكاء معاً على الغبطة بالنفس؛ فإذا اغتبط الإنسان بنفسه ضحك ، وإذا شعر بالنقص والمهانة بكى ) ([37]) وهنا يفسر العقاد هذه المقابلة تفسيراً منطقياً عقليا من خلال عقليته الفذّة ، وذائقته المرهفة.
ونلاحظ اعتماد الضحك على مقابلته مع البكاء في القرآن الكريم بشكل كبير، وخروج المعاني عن المعنى الأصلي للسخرية أو الاستهزاء.
والدلالات في هذه الآيات العشر تعتمد على هذه الحركة من الفكين والصوت الصادر من الفم وهي ما حاولت كشف دلالاتها التعبيرية من خلال تكثيف الصور والمعاني الخارجة عن الأصل في مفارقة بليغة داخل هذا النظم الفريد.
أخيراً
وقد خرجت بعد هذا العمل بعدّة نتائج:
1-اعتماد معاني الضحك على المفارقة هي نقطة اتصال هذه الظاهرة بالبلاغة في مواضيع كثيرة مثل أسلوب الحكيم والطباق والمقابلة وجعل منها أسلوب جميلاً يعبر عن معاني بليغة.
2- تنوع الأسلوب القرآني في التعبير عن دلالات متعددة في الإشارة والضحك والحركة والصوت يجعل منه أسلوباً فريد في التعبير عن المعنى .
3- معاني الضحك في القرآن إما يكون للدلالة عن نهاية المسّرة في هو كثيراً ما يطلق على المؤمنين في الآخرة أو الضحك استهزاءً بالمؤمنين وقد يأتي لأغراض أخرى .
4-الأسلوب القرآني الرفيع الذي يتجلى في تقديم المترادفات والمتضادات بشكل معجز.
5 – استطاع القرآن الكريم أن يجسد هذه الحركة والصوت في الجسم الإنساني إلى دلالات بليغة في أسلوب معبر ومعنى فريد
وأخيراً: أتمنى أن أكون قدمت ما يشفع لي ويقدّم هذا الشتات حول هذه الظاهرة الجديدة في أبلغ كتاب وأعظمه.
ونلاحظ اعتماد الضحك على مقابلته مع البكاء في القرآن الكريم بشكل كبير، وخروج المعاني عن المعنى الأصلي للسخرية أو الاستهزاء.
والدلالات في هذه الآيات العشر تعتمد على هذه الحركة من الفكين والصوت الصادر من الفم وهي ما حاولت كشف دلالاتها التعبيرية من خلال تكثيف الصور والمعاني الخارجة عن الأصل في مفارقة بليغة داخل هذا النظم الفريد.
أخيراً
وقد خرجت بعد هذا العمل بعدّة نتائج:
1-اعتماد معاني الضحك على المفارقة هي نقطة اتصال هذه الظاهرة بالبلاغة في مواضيع كثيرة مثل أسلوب الحكيم والطباق والمقابلة وجعل منها أسلوب جميلاً يعبر عن معاني بليغة.
2- تنوع الأسلوب القرآني في التعبير عن دلالات متعددة في الإشارة والضحك والحركة والصوت يجعل منه أسلوباً فريد في التعبير عن المعنى .
3- معاني الضحك في القرآن إما يكون للدلالة عن نهاية المسّرة في هو كثيراً ما يطلق على المؤمنين في الآخرة أو الضحك استهزاءً بالمؤمنين وقد يأتي لأغراض أخرى .
4-الأسلوب القرآني الرفيع الذي يتجلى في تقديم المترادفات والمتضادات بشكل معجز.
5 – استطاع القرآن الكريم أن يجسد هذه الحركة والصوت في الجسم الإنساني إلى دلالات بليغة في أسلوب معبر ومعنى فريد
وأخيراً: أتمنى أن أكون قدمت ما يشفع لي ويقدّم هذا الشتات حول هذه الظاهرة الجديدة في أبلغ كتاب وأعظمه.