الكشف والعلاجات والاستشارات الاتصال بالشيخ الدكتور أبو الحارث (الجوال):00905397600411
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
X

في التوبة النصوح وشروطها

مملكة الاسلامية العامة

 
  • تصفية
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

    التوبة من المواضيع المهمة التي تلامس حياة الانسان وتسعده في الدارين وتجعله يحث الخطى نحوا طاعة الله ورضاه وهي فاتحة كل علم .

    التوبة النصوح:
    قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً
    في الآية حثّ على التوبة النصوح، والتوبة النصوح أعلى درجات التوبة أو التائبين، بعد الدرجات الأولى للتوبة، من ترك الذنوب مدّة، أو ترك الكبائر فقط.
    المعنى:"النصح لغةً، بمعنى الإخلاص، نحو نصحت له الودّ، أي أخلصته" . فالتوبة النصوح هي التي تصرف صاحبها عن المعصية، وتخلِّصه من الرجوع إلى الذنب، وذلك بتحري جميع الطرق التربوية التي تصدّه عن المعصية.
    ومعناها شرعاً: هي التوبة التي لا يعود فيها التائب إلى الذنب الذي تاب عنه، على ما ورد عن الصادق عليه السلام، حيث سَئِل عليه السلام عن معنى قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً، فقال: "يتوب العبد من الذنب، ثم لا يعود فيه" .


    أركان التوبة وشرائطها:

    حقيقة التوبة - كما ذكرنا - هي رجوع العبد إلى الله تعالى، وإقلاعه عن المعاصي، ولا يتحقّق ذلك إلا بمراعاة شروط التوبة والالتزام بأركانها؛ فالتوبة ما لم تقترن بندمٍ حقيقيٍ على الفعل الذي هو حاجب بين العبد وربّه، وتصميمٍ على عدم العودة إليه أصلاً، وسعيٍ لمحو كلّ آثاره الباطنية والخارجية، من خلال إفراغ ذمّته من أيّ حقّ متعلّق فيها، سواء الحقّ الإلهي أو حقّ الناس، فإنّ التوبة تبقى ناقصةً وغير مكتملةٍ، ولا يتوقّع منها أن تؤتي ثمارها الطيبة والمرجوّة، قال تعالى: ﴿إِلاَ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ
    جاء في نهج البلاغة أنّ أمير المؤمنين عليه السلام قال لقائل قال بحضرته أستغفر الله:"ثكلتك أمّك، أتدري ما الاستغفار؟ إنّ الاستغفار درجة العلّيين، وهو اسم واقع على ستّة معان:
    أوّلها: الندم على مضى.
    والثاني: العزم على ترك العود إليه أبداً.
    والثالث: أن تؤدّي إلى المخلوقين حقوقهم؛ حتى تلقى الله أملس ليس عليك تَبِعة.
    والرابع: أن تعمد إلى كلّ فريضةٍ عليك ضيعتها، فتؤدّي حقّها.
    والخامس: أن تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت، فتذيبه بالأحزان، حتى تلصق الجلد بالعظم، وينشأ بينها لحم جديد.
    والسادس: أن تذيق الجسم ألم الطاعة، كما أذقته حلاوة المعصية، فعند ذلك نقول: أستغفر الله".
    ومما تقدّم في كلام الإمام علي عليه السلام، نستنتج أنّ للتوبة ركنين وأربعة شروط.
    1. الركن الأول: الندم على الذنب.
    2. الركن الثاني: العزم على ترك الذنب وعدم العود إليه، ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام: "إنّ الندم على الشرّ، يدعو إلى تركه" .
    وأمّا الشروط، فهي على قسمين:
    - شروط القبول:
    1. تأدية حقوق المخلوقين بإرجاعها إلى أهلها: عن أمير المؤمنين عليه السلام: "أيّها الناس، إنّ الذنوب ثلاثة: فذنب مغفور، وذنب غير مغفور، وذنب نرجو لصاحبه، ونخاف عليه. قيل: يا أمير المؤمنين عليه السلام فبيّنها لنا، قال: نعم.
    أمّا الذنب المغفور، فعبد عاقبه الله على ذنبه في الدنيا، فالله أحلم وأكرم من أن يعاقب عبده مرتين. وأمّا الذنب الذي لا يُغفر، فمظالم العبا بعضهم لبعض، إنّ الله تبارك وتعالى إذا برز لخلقه أقسم قسماً على نفسه، فقال: وعزّتي وجلالي، لا يجوزني ظلم ظالم، ولو كفّ بكف، ولو مسحة بكفّ، ولو نطحة ما بين القرناء إلى الحمّاء، فيقتصّ للعباد بعضهم من بعض، حتى لا تبقى لأحدٍ على أحدٍ مظلمة، ثم يبعثهم للحساب.
    وأمّا الذنب الثالث، فذنب ستره الله على خلقه، ورزقه التوبة منه، فأصبح خائفاً من ذنبه راجياً لربّه، فنحن له كما هو لنفسه، نرجو له الرحمة، ونخاف عليه العذاب".
    2. تأدية حقوق الخالق سبحانه وتعالى: يجب على التائب تدارك ما فوّته من حقوق الله تعالى، وأن يعود فيتداركها كلّها حسب ما قرّرت الشريعة الإسلامية، فيقضي الصلاة، ويقضي الصوم، ويكفّر عما فاته أيضاً، إلى غير ذلك من الأمور المتعلّقة بحقوق الله تعالى.
    - شروط الكمال:
    1. إذابة اللحم الذي نبت على الحرام (كأكل الربا).
    2. إذاقة الجسم ألم الطاعة.

    مواضيع ذات صلة

    #2
    ماشاء الله على المقال المتميز وجعله الله فاتحة للتوبة لكل أراد التوبة النصوح
    رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْـزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ
    تعليق

      #3
      اخي الفاضل حقيقة المعنى
      ماشاء الله تبارك الله
      لانزيد على ثناء حبيبنا ميططرون
      فلقد كفى ووفى
      بارك الله بعلمكم وزادكم قربه
      فَصَلِّ اللّهُمَّ بِهِ فِيهِ مِنْهُ عَليه وسَلِّمْ
      تعليق

        #4
        حقيقة المعنى
        مقال جميل ومميز بارك الله فيك
        اخي حقيقة المعنى وجعله الله
        في ميزان حسناتك
        يا هو يا من لا هو الا هو
        تعليق

          #5
          جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع المهم اللهم تب علينا انك انت التواب الرحيم
          تعليق

            #6
            جزاك الله خيرا أخي الكريم على هذا الموضوع الجميل.
            بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك
            تعليق

              #7
              مقال جميل
              بارك الله فيك
              جزاك الله كل الخير
              مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلْعِزَّةَ فَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ جَمِيعًا ۚ
              تعليق

                #8
                الشيخ ميططرون
                شرفتنا شيخنا على هذا الاطراء والثناء الجميل لا يسعني الا ان ادعوا الله تعالى ان يديمك ذخرا لنا
                لك مني كل الاحترام والتقدير والامتنان
                تعليق

                  #9
                  ولكم احبتي كل الاعتزاز لتشريفي على هذا الاطراء الجميل
                  لكم مني كل الاحترام والتقدير
                  تعليق
                  يتصفح هذا الموضوع الآن
                  تقليص

                  المتواجدون الآن 1. الأعضاء 0 والزوار 1.

                  يعمل...
                  X