قصـة في آيـه { وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا }
بسم الله الرحمن الرحيـم ..
السـلآم عليكم ورحـمة الله وبـركآته
{ وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا }
هنا... تعبير عن تسليمها لمشيئة الله في جريانها ورسوها،
فهي في رعاية الله وحماه..
وماذا يملك البشر من أمر الفلك في اللجة الطاغية بل الطوفان؟!
ثم يأتي المشهد الهائل المرهوب: مشهد الطوفان:
{ وهي تجري بهم في موج كالجبال }..
في هذه اللحظة الرهيبة الحاسمة يبصر نوح،
فإذا أحد أبنائه في معزل عنهم وليس معهم،
وتستيقظ في كيانه الأبوة الملهوفة، ويروح يهتف بالولد الشارد:
{ يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين }..
ولكن البنوة العاقة لا تحفل بالأبوة الملهوفة،
والفتوة المغرورة لا تقدر مدى الهول الشامل:
{ قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء }..
ثم ها هي ذي الأبوة المدركة لحقيقة الهول وحقيقة الأمر ترسل النداء الأخير:
{ قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم }.
لا جبال ولا مخابئ ولا حامٍ ولا واقٍ. إلا من رحم الله.
وفي لحظة تتغير صفحة المشهد. فها هو ذا الموج الغامر يبتلع كل شيء:
{ وحال بينهما الموج فكان من المغرقين }.
وقيل يا ارض ابلعي ماءك ويا سماء اقلعي
وغيض الماء وقضي الامر واستوت على الجودي وقيل بعدا للقوم الظالمين
والآن وبعد ان هدأت العاصفة، وسكن الهول، واستوت على الجودي.
الآن تستيقظ في نفس نوح لهفة الوالد المفجوع:
{ ونادى نوح ربه، فقال: رب إن ابني من أهلي، وإن وعدك الحق، وأنت أحكم الحاكمين }.
رب إن ابني من أهلي، وإن وعدك الحق، وأنت أحكم الحاكمين. فلا تقضي إلا عن حكمة وتدبير..
قالها يستنجز ربه وعده في نجاة أهله، ويستنجزه حكمته في الوعد والقضاء..
وجاءه الرد بالحقيقة التي غفل عنها. فالأهل ـ عند الله وفي دينه وميزانه ـ ليسوا قرابة الدم،
إنما هم قرابة العقيدة. وهذا الولد لم يكن مؤمناً،
فليس إذن من أهله وهو النبي المؤمن..
جاءه الرد هكذا في قوة وتقرير وتوكيد؛
{ قال يا نوح إنه ليس من أهلك، إنه عمل غير صالح، فلا تسألن ما ليس لك به علم. إني أعظك أن تكون من الجاهلين }..
إنها الحقيقة الكبيرة في هذا الدين. حقيقة العروة التي ترجع إليها الخيوط جميعاً.
عروة العقيدة التي تربط بين الفرد والفرد ما لا يربطه النسب والقرابة:
{ إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح }..
فهو مُنبتٌّ منك وأنت منبت منه، ولو كان ابنك من صلبك،
فالعروة الأولى مقطوعة، فلا رابطة بعد ذلك ولا وشيجة.
{ قال رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم، وإلا تغفرلي وترحمني أكن من الخاسرين }..
وأدركت رحمة الله نوحاً، تطمئن قلبه، وتباركه هو والصالح من نسله
قال جمهور العلماء...
فكيف نادى نوح ابنه مع كفره؟
فأجابوا عنه من وجوه:
الأول: أنه كان ينافق أباه فظن نوح أنه مؤمن
فلذلك ناداه ولولا ذلك لما أحب نجاته.
والثاني: أنه عليه السلام كان يعلم أنه كافر،
لكنه ظن أنه لما شاهد الغرق والأهوال العظيمة فإنه يقبل الإيمان
فصار قوله: { يٰبُنَىَّ ارْكَبَ مَّعَنَا } كالدلالة على أنه طلب منه الإيمان
وتأكد هذا بقوله: { وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَـفِرِينَ }
أي تابعهم في الكفر واركب معنا.
والثالث: أن شفقة الأبوة لعلها حملته على ذلك النداء،
والذي تقدم من قوله: { إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ }
كان كالمجمل فلعله عليه السلام جوز أن لا يكون هو داخلاً فيه.
بسم الله الرحمن الرحيـم ..
السـلآم عليكم ورحـمة الله وبـركآته
{ وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا }
هنا... تعبير عن تسليمها لمشيئة الله في جريانها ورسوها،
فهي في رعاية الله وحماه..
وماذا يملك البشر من أمر الفلك في اللجة الطاغية بل الطوفان؟!
ثم يأتي المشهد الهائل المرهوب: مشهد الطوفان:
{ وهي تجري بهم في موج كالجبال }..
في هذه اللحظة الرهيبة الحاسمة يبصر نوح،
فإذا أحد أبنائه في معزل عنهم وليس معهم،
وتستيقظ في كيانه الأبوة الملهوفة، ويروح يهتف بالولد الشارد:
{ يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين }..
ولكن البنوة العاقة لا تحفل بالأبوة الملهوفة،
والفتوة المغرورة لا تقدر مدى الهول الشامل:
{ قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء }..
ثم ها هي ذي الأبوة المدركة لحقيقة الهول وحقيقة الأمر ترسل النداء الأخير:
{ قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم }.
لا جبال ولا مخابئ ولا حامٍ ولا واقٍ. إلا من رحم الله.
وفي لحظة تتغير صفحة المشهد. فها هو ذا الموج الغامر يبتلع كل شيء:
{ وحال بينهما الموج فكان من المغرقين }.
وقيل يا ارض ابلعي ماءك ويا سماء اقلعي
وغيض الماء وقضي الامر واستوت على الجودي وقيل بعدا للقوم الظالمين
والآن وبعد ان هدأت العاصفة، وسكن الهول، واستوت على الجودي.
الآن تستيقظ في نفس نوح لهفة الوالد المفجوع:
{ ونادى نوح ربه، فقال: رب إن ابني من أهلي، وإن وعدك الحق، وأنت أحكم الحاكمين }.
رب إن ابني من أهلي، وإن وعدك الحق، وأنت أحكم الحاكمين. فلا تقضي إلا عن حكمة وتدبير..
قالها يستنجز ربه وعده في نجاة أهله، ويستنجزه حكمته في الوعد والقضاء..
وجاءه الرد بالحقيقة التي غفل عنها. فالأهل ـ عند الله وفي دينه وميزانه ـ ليسوا قرابة الدم،
إنما هم قرابة العقيدة. وهذا الولد لم يكن مؤمناً،
فليس إذن من أهله وهو النبي المؤمن..
جاءه الرد هكذا في قوة وتقرير وتوكيد؛
{ قال يا نوح إنه ليس من أهلك، إنه عمل غير صالح، فلا تسألن ما ليس لك به علم. إني أعظك أن تكون من الجاهلين }..
إنها الحقيقة الكبيرة في هذا الدين. حقيقة العروة التي ترجع إليها الخيوط جميعاً.
عروة العقيدة التي تربط بين الفرد والفرد ما لا يربطه النسب والقرابة:
{ إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح }..
فهو مُنبتٌّ منك وأنت منبت منه، ولو كان ابنك من صلبك،
فالعروة الأولى مقطوعة، فلا رابطة بعد ذلك ولا وشيجة.
{ قال رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم، وإلا تغفرلي وترحمني أكن من الخاسرين }..
وأدركت رحمة الله نوحاً، تطمئن قلبه، وتباركه هو والصالح من نسله
قال جمهور العلماء...
فكيف نادى نوح ابنه مع كفره؟
فأجابوا عنه من وجوه:
الأول: أنه كان ينافق أباه فظن نوح أنه مؤمن
فلذلك ناداه ولولا ذلك لما أحب نجاته.
والثاني: أنه عليه السلام كان يعلم أنه كافر،
لكنه ظن أنه لما شاهد الغرق والأهوال العظيمة فإنه يقبل الإيمان
فصار قوله: { يٰبُنَىَّ ارْكَبَ مَّعَنَا } كالدلالة على أنه طلب منه الإيمان
وتأكد هذا بقوله: { وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَـفِرِينَ }
أي تابعهم في الكفر واركب معنا.
والثالث: أن شفقة الأبوة لعلها حملته على ذلك النداء،
والذي تقدم من قوله: { إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ }
كان كالمجمل فلعله عليه السلام جوز أن لا يكون هو داخلاً فيه.