السلام عليكم روحمة الله وبركاته
وتقول حاولت أن أزوجه ولكنني لم أنجح فتزوجت منه
الزواج حق لكل إنسان بصرف النظر عن جنسه أو عرقه أو دينه، وتبعاً لهذا الحق فإن أي رجل وامرأة إذا حصل بينهما توافق فكري وعاطفي، وقررا أن يتوجا هذا التوافق بالزواج فإنه لا يحق لأي كان أن يحتج على زواجهما أو يستغرب حدوثه، لكن هذا الرأي العام هل يصلح في حالة هذه المرأة التي تزوجت من ربيبها الذي يصغرها بـ 26 سنة؟
لم أكن أطيق فراقه ولم يكن بيدي حيلة سوى هذا الحل» بهذه العبارة استقبلت منى. ر. أول سؤال لنا عن سبب إقدامها على هذا الزواج، حيث تقول : صدقوني انني لم أخطط لهذا الزواج ولم أرتب له ولكنني اضطررت له لأسباب كثيرة من أهمها أنني لم أتحمل أن افترق عن عبد الله وأصبح غريبة عنه بعد أن كنت أرعاه وأعتني به وألاعبه عندما كان صغيراً، فمنذ أن كان في سن السابعة من عمره وهو يعيش معي في بيتي وأنا التي أناوله طعامه وأغير ملابسه وأهتم بدراسته وكنت في تلك الفترة أعامله مثل أبنائي الذين خرجوا من بطني.
ولماذا أنت التي ربيت عبد الله؟ أين هم أهله ؟
ـ هذه قصة قديمة تعود إلى حوالي ستة عشر عاما عندما تعرض أهل عبد الله إلى حادث مروري وهم في رحلة سياحية إلى مدينة أبها في جنوب المملكة وفي هذا الحادث توفي أهل عبد الله كلهم ولم ينج من الحادث سواه، وقد نشرت الصحف في تلك الفترة خبر هذا الحادث، فانتقل عبدالله ليعيش عند جدته من جهة أمه، ولكنها كانت سيدة كبيرة في السن ومريضة تحتاج إلى من يرعاها، فقمت بزيارتها بعد الحادث لتقديم العزاء لها وفي تلك الزيارة طلبت منها أن توافق على أن اصطحب عبد الله معي ليعيش مع أولادي، فلم تمانع جدته لعلمها بالعلاقة القوية التي كانت تربطني بوالدته رحمها الله، ولكنها اشترطت موافقة أعمام عبد الله على هذا الأمر، وبعد عدة اتصالات مع أعمامه أبدوا موافقتهم خاصة أن زوجي قريب لهم فانتقل عبدالله إلى منزلي.
الزوجة: حاولت أن أزوجه من فتاة
ولكنني لم أنجح فتزوجت منه!
عبدالله الصغير.. كبر!
كنت في تلك الفترة متزوجة ولديك أبناء ؟
ـ نعم كنت متزوجة وزوجي من أقرباء أهل عبدالله وكان لدي ابنة وبعد سنة من انتقاله إلى منزلنا، رزقت بابن ثم رزقت بابن ثان، وبعد ثلاث سنوات من ولادة ابني الثاني توفي زوجي بسبب جلطة دماغية تعرض لها ولم تمهله سوى أيام قليلة، وبعد وفاة زوجي استمر عبدالله بالعيش معنا في نفس البيت، وكان يذهب إلى أعمامه في فترات متقطعة ويبقى عندهم لأيام محدودة، وفي تلك الفترة كانت علاقتي به كعلاقة الأم بابنها ولكن مع تقدمه في العمر وبلوغه مرحلة المراهقة تغيرت الأمور، فقد حضر أحد أعمامه إلينا وطلب أن ينتقل معه إلى منزله، حيث أصبح شاباً وأنه لا يجوز له البقاء معي في نفس المنزل لأنه ليس من محارمي، وقد كان وقوع هذه الكلمات علي أشبه بالزلزال، فقد كنت دائما أرى عبد الله كأحد أبنائي ولم أتصور أن يأتي يوم اضطر فيه إلى أن أغطي وجهي عنه أو أن أعامله كرجل غريب عني بعد أن كنت أحمله بين يدي وألاعبه في صغره، وأمام رغبة عمه لم يكن لي أو لعبدالله حق الاعتراض، فانتقل إلى منزل عمه وانقطع عني وعن أبنائي لمدة سنتين وكان في هذه الفترة يتصل بي ويشكو لي من عمه ومن أبناء عمه الذين يضربونه، ومع تعدد اتصالاته بي قررت أن أتصل بعمه وأطلب منه أن يسمح بعودته ليعيش معنا، وخطر في ذهني أن أقدم له بعض الإغراءات المادية بشكل غير مباشر نظير موافقته وذلك لعلمي أن حالته المادية كانت ضعيفة وأنا بحمد الله أمتلك الكثير من المال والعقارات التي ورثتها عن زوجي، وفعلاً نجحت خطتي هذه ووافق عمه على أن يعود عبدالله إلي بشرط أن تخصص له غرفه خارجية في المنزل.
< وهل كان زواجك من عبدالله بعد عودته مباشرة ؟
ـ لا لم أتزوجه في تلك الفترة فقد كان عمره لا يتجاوز السادسة عشرة، لكن التغير الذي حصل أن ابنتي تزوجت بعد عودته إلينا بسنة وبعدها بثلاث سنوات سافر ابني الذي يلي ابنتي بالعمر إلى أمريكا وذلك للدراسة بالجامعة، وبعد سنتين لحق به شقيقه الأصغر، ولم يبق في المنزل إلا أنا وعبدالله، وكان عبدالله في تلك الفترة هو الذي يتولى الإشراف على أعمالي وهو الذي يتابع تحصيل الإيجارات من العمارات التي كنت أمتلكها مع أبنائي، بل كان ساعدي الذي اعتمد عليه، وفي تلك الأيام صرح لي بأنه يود الزواج وطلب مني أن أبحث له عن فتاة، وأصدقكم القول أنني فرحت له كثيراً واجتهدت في البحث له، لكنني لم أوفق نهائياً فقد كان يرفض من العوائل التي يتقدم لها، وقد حاولت أن أغري هذه العوائل بالمال، حيث كنت أعدهم بمهر كبير في حال موافقتهم ولكنني لم أفلح، وفي أحد الأيام عندما كنت عائدة إلى المنزل برفقته أخذت أخفف عليه واعده بأنني سوف أجد له زوجة قال لي: «إذا لم أجد فتاة يا خالة سوف أتزوجك أنت» وقد قال لي هذه العبارة بأسلوب أقرب ما يكون إلى المزاح ولهذا لم أعر عبارته أي اهتمام، ومع مرور الأيام قال نفس العبارة لي في مناسبة أخرى فشعرت بأنه جاد في حديثه.
من الهزل إلى الجد!
< وماذا حدث بعد ذلك ؟
ـ لا أخفيكم أنني أخذت أفكر بهذا الأمر وأصبحت لا أنام الليل بسبب التفكير به، وبأن عبدالله سوف يكون زوجاً لي لدرجة أنني حلمت في إحدى الليالي بأنني وهو أصبحنا زوجين وقد شعرت أن هذا الحلم يحملني للتفكير أكثر بالموضوع، ولكن السبب الأهم الذي جعلني أفكر بالزواج منه هو خشيتي انه إذا تزوج من امرأة أخرى سوف يغادر المنزل وهذا الأمر هو الذي كان يقلقني جداً، فأنا لم أكن أطيق فراقه، فقد كنت أحبه أكثر من أبنائي، وبعد طول تفكير استقر رأيي على أن أعرض عليه فكرة الزواج، فاتصلت على هاتفه الجوال وطلبت منه أن يدخل إلى داخل المنزل، حيث انه كان في تلك الفترة ما زال يقضي أوقاته في غرفة خارجية بحكم الشرط الذي وضعه عمه لنا في السابق، وعندما دخل طلبت منه الجلوس وأثرت معه موضوع بحثه عن فتاة يتزوجها. فقال لي بطريقة مازحة: قد ضجرت من رفض العوائل لي، وأنا أود الزواج بك، وعندما قال هذه العبارة استجمعت قواي وقلت له : إذا كنت جاداً فأنا موافقة. فأخذ يضحك ولكنني أوقفته وأعدت عليه العبارة مرة أخرى وقلت له: إنني جادة في حديثي معك وإنني أريدك زوجاً لي.
وبماذا أجابك؟
بداية توقف عن الضحك وأخذ ينظر إلي وهو مندهش ولكنني لم أمهله كثيراً فقلت له: إذا كنت تحبني فكل ما عليك هو أن تحضر مأذوناً لنتزوج، عند ذلك قال لي: أنا أحبك يا خالة لكنني أخشى أن يرفض عمي وأبناؤك هذا الأمر ثم إنك مثل والدتي. فقلت له: إنني لست مثل والدتك ومع أنني ربيتك إلا أنني امرأة غريبة عنك ويحق لنا أن نتزوج، كما أنني أخشى أن تبتعد عني إذا تزوجت.
إضافة إلى ذلك ومن اجل أن أجعله يقتنع بالأمر فقد كذبت عليه وقلت له إن احد أصدقاء شقيقي قد تقدم لخطبتي من شقيقي ولكنه اشترط علي أن أخرجك من المنزل، وبعد أن سمع عبد الله هذا الحديث وافق على الزواج بي ولكنه طلب مني أن أحل مشكلة عمه وأبنائي خشيته أن يرفضوا زواجنا.
الزوج: أنا سعيد معها
وأتمنى أن نرزق بأطفال!!
عاصفة من الاعتراضات!
وهل اعترض عم عبدالله وأبناؤك على زواجكما ؟
لم يكن المعترضون فقط عمه وأبنائي، بل إن غالبية أقاربنا اعترضوا على هذا الزواج وتكفل بعضهم بإيصال الأمر إلى أبنائي قبل أن أخبرهم ولكنني مع ذلك أصررت مع عبدالله على الزواج وقد كانت حجج من يرفض زواجنا تتلخص في أنني أكبر منه في العمر، انه مثل ابني وقد كان ردي عليهم هو أن الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج من السيدة خديجة وهي اكبر منه سناً، أما من ناحية كونه مثل ابني فقد قلت لهم انه ليس ابني وانه لو كان ابني فلماذا طلبوا منه أن يعيش في غرفة خارجية من المنزل؟ واستمررت على قراري حتى نجحت بإقناع أبنائي ثم أقنعت شقيقي وبعد ذلك أقنعت عم عبد الله واستخدمت معه نفس الطريقة التي استخدمتها سابقاً عندما أردت أن يعود عبد الله إلى منزلي وهي طريقة الإغراء غير المباشر بالمال، وبحمد الله فان كل هذه الجهود لإقناع من هم حولنا لم تستغرق سوى أسابيع بسيطة وأقمنا بعد ذلك الزواج وكان بسيطاً جداً واقتصر الحضور على شقيقي وعم عبد الله والمأذون وشاهدين فقط.
وكم مضى على زواجكما الآن؟ وكيف هي علاقتكما بعد أن أصبحتما زوجين؟
الآن أمضينا تسعة أشهر على الزواج وأنا سعيدة بهذا الزواج فقد ضمنت بقاء عبد الله معي وأعتقد أنه هو أيضاً سعيد.
وهل تخططان لتتويج هذا الزواج بأبناء ؟
أتمنى ذلك وأرجو من الله أن يرزقني بأبناء من ابني وزوجي عبدالله وإن كنت أستبعد ذلك لكوني قد بلغت الخمسين من عمري وفي هذه السن يصعب على المرأة أن تحمل.
أحببته عندما كان صغيراً
وأحببته أكثر عندما صار زوجاً لي!!
عبدالله صامت
الزوج عبدالله كان حاضراً طول مدة الحديث مع زوجته منى ولكنه كان صامتاً ولم يتحدث أبداً واكتفى فقط ببعض الابتسامات من فترة إلى أخرى والمرة الوحيدة التي تحدث بها كانت عندما قال بانه سعيد بزواجه من منى وانه يشعر بأن رفض العوائل التي تقدم لها للزواج من بناتهم كانت بمثابة المنبه له بأن ما هو مكتوب له هو الزواج من منى.
وعندما سألناه عن إمكانية زواجه بزوجة ثانية على زوجته، خاصة أنها أكبر منه في العمر، ضحك وقال انه ليس بغبي حتى يتزوج على منى التي يحبها ثم قال إن منى مع أنها بلغت الخمسين من عمرها إلا أنها مع ذلك ما زالت جميلة وبكامل صحتها وبالتالي فانه ليس هناك أي مبرر في زواجه عليها من امرأة أخرى، كما قال انه يتمنى أن يرزق هو ومنى بعدة أطفال وليس طفلاً واحداً فقط.
وتقول حاولت أن أزوجه ولكنني لم أنجح فتزوجت منه
الزواج حق لكل إنسان بصرف النظر عن جنسه أو عرقه أو دينه، وتبعاً لهذا الحق فإن أي رجل وامرأة إذا حصل بينهما توافق فكري وعاطفي، وقررا أن يتوجا هذا التوافق بالزواج فإنه لا يحق لأي كان أن يحتج على زواجهما أو يستغرب حدوثه، لكن هذا الرأي العام هل يصلح في حالة هذه المرأة التي تزوجت من ربيبها الذي يصغرها بـ 26 سنة؟
لم أكن أطيق فراقه ولم يكن بيدي حيلة سوى هذا الحل» بهذه العبارة استقبلت منى. ر. أول سؤال لنا عن سبب إقدامها على هذا الزواج، حيث تقول : صدقوني انني لم أخطط لهذا الزواج ولم أرتب له ولكنني اضطررت له لأسباب كثيرة من أهمها أنني لم أتحمل أن افترق عن عبد الله وأصبح غريبة عنه بعد أن كنت أرعاه وأعتني به وألاعبه عندما كان صغيراً، فمنذ أن كان في سن السابعة من عمره وهو يعيش معي في بيتي وأنا التي أناوله طعامه وأغير ملابسه وأهتم بدراسته وكنت في تلك الفترة أعامله مثل أبنائي الذين خرجوا من بطني.
ولماذا أنت التي ربيت عبد الله؟ أين هم أهله ؟
ـ هذه قصة قديمة تعود إلى حوالي ستة عشر عاما عندما تعرض أهل عبد الله إلى حادث مروري وهم في رحلة سياحية إلى مدينة أبها في جنوب المملكة وفي هذا الحادث توفي أهل عبد الله كلهم ولم ينج من الحادث سواه، وقد نشرت الصحف في تلك الفترة خبر هذا الحادث، فانتقل عبدالله ليعيش عند جدته من جهة أمه، ولكنها كانت سيدة كبيرة في السن ومريضة تحتاج إلى من يرعاها، فقمت بزيارتها بعد الحادث لتقديم العزاء لها وفي تلك الزيارة طلبت منها أن توافق على أن اصطحب عبد الله معي ليعيش مع أولادي، فلم تمانع جدته لعلمها بالعلاقة القوية التي كانت تربطني بوالدته رحمها الله، ولكنها اشترطت موافقة أعمام عبد الله على هذا الأمر، وبعد عدة اتصالات مع أعمامه أبدوا موافقتهم خاصة أن زوجي قريب لهم فانتقل عبدالله إلى منزلي.
الزوجة: حاولت أن أزوجه من فتاة
ولكنني لم أنجح فتزوجت منه!
عبدالله الصغير.. كبر!
كنت في تلك الفترة متزوجة ولديك أبناء ؟
ـ نعم كنت متزوجة وزوجي من أقرباء أهل عبدالله وكان لدي ابنة وبعد سنة من انتقاله إلى منزلنا، رزقت بابن ثم رزقت بابن ثان، وبعد ثلاث سنوات من ولادة ابني الثاني توفي زوجي بسبب جلطة دماغية تعرض لها ولم تمهله سوى أيام قليلة، وبعد وفاة زوجي استمر عبدالله بالعيش معنا في نفس البيت، وكان يذهب إلى أعمامه في فترات متقطعة ويبقى عندهم لأيام محدودة، وفي تلك الفترة كانت علاقتي به كعلاقة الأم بابنها ولكن مع تقدمه في العمر وبلوغه مرحلة المراهقة تغيرت الأمور، فقد حضر أحد أعمامه إلينا وطلب أن ينتقل معه إلى منزله، حيث أصبح شاباً وأنه لا يجوز له البقاء معي في نفس المنزل لأنه ليس من محارمي، وقد كان وقوع هذه الكلمات علي أشبه بالزلزال، فقد كنت دائما أرى عبد الله كأحد أبنائي ولم أتصور أن يأتي يوم اضطر فيه إلى أن أغطي وجهي عنه أو أن أعامله كرجل غريب عني بعد أن كنت أحمله بين يدي وألاعبه في صغره، وأمام رغبة عمه لم يكن لي أو لعبدالله حق الاعتراض، فانتقل إلى منزل عمه وانقطع عني وعن أبنائي لمدة سنتين وكان في هذه الفترة يتصل بي ويشكو لي من عمه ومن أبناء عمه الذين يضربونه، ومع تعدد اتصالاته بي قررت أن أتصل بعمه وأطلب منه أن يسمح بعودته ليعيش معنا، وخطر في ذهني أن أقدم له بعض الإغراءات المادية بشكل غير مباشر نظير موافقته وذلك لعلمي أن حالته المادية كانت ضعيفة وأنا بحمد الله أمتلك الكثير من المال والعقارات التي ورثتها عن زوجي، وفعلاً نجحت خطتي هذه ووافق عمه على أن يعود عبدالله إلي بشرط أن تخصص له غرفه خارجية في المنزل.
< وهل كان زواجك من عبدالله بعد عودته مباشرة ؟
ـ لا لم أتزوجه في تلك الفترة فقد كان عمره لا يتجاوز السادسة عشرة، لكن التغير الذي حصل أن ابنتي تزوجت بعد عودته إلينا بسنة وبعدها بثلاث سنوات سافر ابني الذي يلي ابنتي بالعمر إلى أمريكا وذلك للدراسة بالجامعة، وبعد سنتين لحق به شقيقه الأصغر، ولم يبق في المنزل إلا أنا وعبدالله، وكان عبدالله في تلك الفترة هو الذي يتولى الإشراف على أعمالي وهو الذي يتابع تحصيل الإيجارات من العمارات التي كنت أمتلكها مع أبنائي، بل كان ساعدي الذي اعتمد عليه، وفي تلك الأيام صرح لي بأنه يود الزواج وطلب مني أن أبحث له عن فتاة، وأصدقكم القول أنني فرحت له كثيراً واجتهدت في البحث له، لكنني لم أوفق نهائياً فقد كان يرفض من العوائل التي يتقدم لها، وقد حاولت أن أغري هذه العوائل بالمال، حيث كنت أعدهم بمهر كبير في حال موافقتهم ولكنني لم أفلح، وفي أحد الأيام عندما كنت عائدة إلى المنزل برفقته أخذت أخفف عليه واعده بأنني سوف أجد له زوجة قال لي: «إذا لم أجد فتاة يا خالة سوف أتزوجك أنت» وقد قال لي هذه العبارة بأسلوب أقرب ما يكون إلى المزاح ولهذا لم أعر عبارته أي اهتمام، ومع مرور الأيام قال نفس العبارة لي في مناسبة أخرى فشعرت بأنه جاد في حديثه.
من الهزل إلى الجد!
< وماذا حدث بعد ذلك ؟
ـ لا أخفيكم أنني أخذت أفكر بهذا الأمر وأصبحت لا أنام الليل بسبب التفكير به، وبأن عبدالله سوف يكون زوجاً لي لدرجة أنني حلمت في إحدى الليالي بأنني وهو أصبحنا زوجين وقد شعرت أن هذا الحلم يحملني للتفكير أكثر بالموضوع، ولكن السبب الأهم الذي جعلني أفكر بالزواج منه هو خشيتي انه إذا تزوج من امرأة أخرى سوف يغادر المنزل وهذا الأمر هو الذي كان يقلقني جداً، فأنا لم أكن أطيق فراقه، فقد كنت أحبه أكثر من أبنائي، وبعد طول تفكير استقر رأيي على أن أعرض عليه فكرة الزواج، فاتصلت على هاتفه الجوال وطلبت منه أن يدخل إلى داخل المنزل، حيث انه كان في تلك الفترة ما زال يقضي أوقاته في غرفة خارجية بحكم الشرط الذي وضعه عمه لنا في السابق، وعندما دخل طلبت منه الجلوس وأثرت معه موضوع بحثه عن فتاة يتزوجها. فقال لي بطريقة مازحة: قد ضجرت من رفض العوائل لي، وأنا أود الزواج بك، وعندما قال هذه العبارة استجمعت قواي وقلت له : إذا كنت جاداً فأنا موافقة. فأخذ يضحك ولكنني أوقفته وأعدت عليه العبارة مرة أخرى وقلت له: إنني جادة في حديثي معك وإنني أريدك زوجاً لي.
وبماذا أجابك؟
بداية توقف عن الضحك وأخذ ينظر إلي وهو مندهش ولكنني لم أمهله كثيراً فقلت له: إذا كنت تحبني فكل ما عليك هو أن تحضر مأذوناً لنتزوج، عند ذلك قال لي: أنا أحبك يا خالة لكنني أخشى أن يرفض عمي وأبناؤك هذا الأمر ثم إنك مثل والدتي. فقلت له: إنني لست مثل والدتك ومع أنني ربيتك إلا أنني امرأة غريبة عنك ويحق لنا أن نتزوج، كما أنني أخشى أن تبتعد عني إذا تزوجت.
إضافة إلى ذلك ومن اجل أن أجعله يقتنع بالأمر فقد كذبت عليه وقلت له إن احد أصدقاء شقيقي قد تقدم لخطبتي من شقيقي ولكنه اشترط علي أن أخرجك من المنزل، وبعد أن سمع عبد الله هذا الحديث وافق على الزواج بي ولكنه طلب مني أن أحل مشكلة عمه وأبنائي خشيته أن يرفضوا زواجنا.
الزوج: أنا سعيد معها
وأتمنى أن نرزق بأطفال!!
عاصفة من الاعتراضات!
وهل اعترض عم عبدالله وأبناؤك على زواجكما ؟
لم يكن المعترضون فقط عمه وأبنائي، بل إن غالبية أقاربنا اعترضوا على هذا الزواج وتكفل بعضهم بإيصال الأمر إلى أبنائي قبل أن أخبرهم ولكنني مع ذلك أصررت مع عبدالله على الزواج وقد كانت حجج من يرفض زواجنا تتلخص في أنني أكبر منه في العمر، انه مثل ابني وقد كان ردي عليهم هو أن الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج من السيدة خديجة وهي اكبر منه سناً، أما من ناحية كونه مثل ابني فقد قلت لهم انه ليس ابني وانه لو كان ابني فلماذا طلبوا منه أن يعيش في غرفة خارجية من المنزل؟ واستمررت على قراري حتى نجحت بإقناع أبنائي ثم أقنعت شقيقي وبعد ذلك أقنعت عم عبد الله واستخدمت معه نفس الطريقة التي استخدمتها سابقاً عندما أردت أن يعود عبد الله إلى منزلي وهي طريقة الإغراء غير المباشر بالمال، وبحمد الله فان كل هذه الجهود لإقناع من هم حولنا لم تستغرق سوى أسابيع بسيطة وأقمنا بعد ذلك الزواج وكان بسيطاً جداً واقتصر الحضور على شقيقي وعم عبد الله والمأذون وشاهدين فقط.
وكم مضى على زواجكما الآن؟ وكيف هي علاقتكما بعد أن أصبحتما زوجين؟
الآن أمضينا تسعة أشهر على الزواج وأنا سعيدة بهذا الزواج فقد ضمنت بقاء عبد الله معي وأعتقد أنه هو أيضاً سعيد.
وهل تخططان لتتويج هذا الزواج بأبناء ؟
أتمنى ذلك وأرجو من الله أن يرزقني بأبناء من ابني وزوجي عبدالله وإن كنت أستبعد ذلك لكوني قد بلغت الخمسين من عمري وفي هذه السن يصعب على المرأة أن تحمل.
أحببته عندما كان صغيراً
وأحببته أكثر عندما صار زوجاً لي!!
عبدالله صامت
الزوج عبدالله كان حاضراً طول مدة الحديث مع زوجته منى ولكنه كان صامتاً ولم يتحدث أبداً واكتفى فقط ببعض الابتسامات من فترة إلى أخرى والمرة الوحيدة التي تحدث بها كانت عندما قال بانه سعيد بزواجه من منى وانه يشعر بأن رفض العوائل التي تقدم لها للزواج من بناتهم كانت بمثابة المنبه له بأن ما هو مكتوب له هو الزواج من منى.
وعندما سألناه عن إمكانية زواجه بزوجة ثانية على زوجته، خاصة أنها أكبر منه في العمر، ضحك وقال انه ليس بغبي حتى يتزوج على منى التي يحبها ثم قال إن منى مع أنها بلغت الخمسين من عمرها إلا أنها مع ذلك ما زالت جميلة وبكامل صحتها وبالتالي فانه ليس هناك أي مبرر في زواجه عليها من امرأة أخرى، كما قال انه يتمنى أن يرزق هو ومنى بعدة أطفال وليس طفلاً واحداً فقط.