السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعدٌ وحُلم أبْيَض
في كل صباح حين أستقبل يومي وتتسلل أشعة الشمس عبر نافذتي وتداعبني بدفء وتهمس برفق وحنو بأُذني أن "احلمي, واعملي على تحقيق حُلمكِ وما تزرعينه في مساحاتكِ اليافعة الخصبة من جد في سبيل تحقيقها, ستحصدينه"
فأنسج أحلامي الخاصة وأكون مغمورة بمتعة التحليق عالياً في سماءها, وأعيش اللحظة بكل تجلياتها وأنزوي تحت ظلالها وأنسى ما حولي من هموم وسموم, وأُفُكِر باجتياح هائج لسُفورِ مَشاعِريْ فتستحيل أحلامي لواقع ألمسه, أعيشه, أغرق بعبقه, وأستنشق شذاه, وأتلذذ بطعمه حين أتذوقه على شفتاي.
فحين نحلم, تعتمل لواعج الأمل فينا وتكبُر, وأعمارنا تزهر, وأرواحنا تنتعش وتفيض حباً وتمتلئ شغفاً, وقلوبنا تغني وترقص, وأفكارنا تنضج وتثمر ويحين موعد قطافها والعمل بها وترجمتها لواقع, ونتيقن أن هناك غاية نعيش من أجلها.
وأحمل أحلامي بداخلي كمن تحمل طفلاً, فأرعاها صغيرة وأعتني بإيماني بها, وأسقيها من نهر أفكاري المنصبة حولها, وبالتخطيط الذي لا ينكأ لها, فتنمو سريعاً وتتسع لأبعد مدى وتحويني.
وأحملها كمن يحمل قضية, فأدافع عنها بشرف مروم, وأجاهد لتحقيقها, وأكُافح لإيصال رسالتي لمسامع الناس ومداركهم من أقصى مشارق الدنيا لمغاربها, "فالحُلم فعل شخص واحد, والواقع جنون الجميع".
لكن كثيراً ما تواجهنا بحياتنا أموراً لم نأخذها بالحسبان, وتباغتنا عقبات بعيدة عن الأذهان, وتظهر حواجز التي ما أن نرتطم بها حتى تنهار خُططنا, وتتبدد أحلامنا وتتلاشى فرصة تحقيقها ونشعر بالخُسران, ونتخبط أمام مساحات الحلم الضائع وتتوه خُطانا, وقتها لا يهم أي الطرق نسلك فكل الاتجاهات سيان وجميعها مفضية إلى "لا مكان", ويصبح وقع الصدمة "بأننا أجهضنا الحِلم" ثقيلة فلا نحتمل الصمود, ونرزح تحت ثُقل وطأة الأحزان.
عندها نكون أمام خيارين, أما أن نستسلم للأقدار فتُهَشِمُنا وتُهَمْشنَا, أو نستبسل ونقاومها ونتصدى لها وعندها تُسفر نواحي الضعف فينا ونضطر للتعامل معها, ونفاجأ بقدرتنا على تخطي المشكلات وتحويل كل منحى للضُعف إلى مركز للقوة, بالتالي نزداد إيماناً بأنفسنا, فتستحيل نقمتنا إلى نعمة.
تحضرني قصة لفيلم"السعي وراء السعادة" المستوحى من أحداث حقيقية لرجل يدعى "كريس جاردنر" وهو رجل ثلاثيني مكافح استثمر جميع أمواله في آلات تصوير للعظام تشبه في عملها الآلات الدارج استخدامها في المشافي والعيادات غير أن الثانية أكثر شيوعاً لسهولة استخدامها ورخص ثمنها, وخسر تجارته على الرغم من أن قدماه حفيت من شدة سعيه الحثيث لبيع الآلات, وصوته انبح في محاولات باءت بالفشل لإقناع عملائه من الأطباء أن يشتروا منه, ولكن ما من مجيب.
وبعد أن تردت أحواله المادية وبلغت الحضيض وصار غارقاً بالديون التي قصمت ظهره, هجرته زوجته لما رأت أن الوضع تجاوز حدود صبرها, تاركة ابنه الذي لم يتجاوز عمره الخمسة أعوام ليعيش في كنفه ويكون وصياً عليه, وتم طرده من الشقة لعجزه عن سداد الإيجار.
فتسلل اليأس إليه وأطفأ بصيص ضوء الأمل الواهن بداخله, واكتسح محياه نظرة منكسرة وهزة رأس غارقة بالأسى والشعور بالخسران, وصار هائماً بالشوارع بدون خطة مضيع لوجهته, عاجزاً أن ينتشل نفسه من سراديب العجز الذي يقبع فيها, وكان كل تفكيره منصب على "كيف يجد كفاف يومه ويسد جوع ابنه؟, وأي ملجأ سيحويه الليلة بمنأى عن أرصفة الشوارع المكتظة بالمشردين وخفافيش الظلام؟!", حتى تراءى له رجل يركب سيارة تتجاوز قيمتها ال500 ألف دولار أمريكي فأستوقفه وطرح عليه سؤالين:"ماذا تعمل؟, وكيف تعمل ما تعمله؟" فأجابه ضاحكاً: "أعمل سمسار بالبورصة, وأعمل بأفضل جهد ممكن مستغلاً أقصى حدود إمكانياتي".
ولأن خسارة المعركة لا تعني نهاية الحرب عند "كريس" التحق بدورة تجريبية مدتها 6 أشهر كمتدرب للعمل بالبورصة, وكان يبذل فيها قصارى جهده لدرجة أنه صام عن الماء لكي يكسب وقت بدل ذهابه قضاء حاجته ويستغله في كسب عدد من العملاء, ولاحظ المسئولون توهجه وتوقد شعلة حماسه, فترسم بالعمل ومازالت جهوده لا تنضب وكفاحه مستمر, حتى وصل بنهاية المطاف إلى مكانة لم تخطر له على بال, وصار متربعاً على عرش إمبراطورية "منصبه" متوجاً ملك للبورصة."
و"مارتن لوثر كينغ" الزعيم الأسود المطالب بإنهاء التمييز العنصري ضد بني جلدته, في عام 1963م وقف وخطب وقال: " أنا عندي حُلم, وحُلمي هو بأن يعيش أطفالي الأربعة يوماً في شعب لا يكون فيه الحُكم على الناس بألوان جلودهم، ولكن بما تنطوي عليه أخلاقهم, ويكون لهم الحق الكامل بأن يعيشوا تحت ظل من المساواة". وبعد 5 عقود تحقق حُلم "مارتن" في اليوم الذي فاز فيه باراك اوباما بالانتخابات الرئاسية 2008.
جميلٌ منك أن تحلم, وتستحوذ عليك فكرة الحُلم وتؤمن بها إيماناً يقيناً لا يخالطه شك, لأن "لا شيء بالعالم ولا حتى جيوش العالم مجتمعة تملك "القوة الخارقة" التي تملكها عند إيمانك بالفكرة".
ولكن (ماذا ستعمل) لتحقيق حلمك؟, إذا لم تكن لديك إجابةً فارقد مع أحلامك بــــــــسلام!
تحياتي لكم
خادمكم الصغير ابو شاهين
وعدٌ وحُلم أبْيَض
في كل صباح حين أستقبل يومي وتتسلل أشعة الشمس عبر نافذتي وتداعبني بدفء وتهمس برفق وحنو بأُذني أن "احلمي, واعملي على تحقيق حُلمكِ وما تزرعينه في مساحاتكِ اليافعة الخصبة من جد في سبيل تحقيقها, ستحصدينه"
فأنسج أحلامي الخاصة وأكون مغمورة بمتعة التحليق عالياً في سماءها, وأعيش اللحظة بكل تجلياتها وأنزوي تحت ظلالها وأنسى ما حولي من هموم وسموم, وأُفُكِر باجتياح هائج لسُفورِ مَشاعِريْ فتستحيل أحلامي لواقع ألمسه, أعيشه, أغرق بعبقه, وأستنشق شذاه, وأتلذذ بطعمه حين أتذوقه على شفتاي.
فحين نحلم, تعتمل لواعج الأمل فينا وتكبُر, وأعمارنا تزهر, وأرواحنا تنتعش وتفيض حباً وتمتلئ شغفاً, وقلوبنا تغني وترقص, وأفكارنا تنضج وتثمر ويحين موعد قطافها والعمل بها وترجمتها لواقع, ونتيقن أن هناك غاية نعيش من أجلها.
وأحمل أحلامي بداخلي كمن تحمل طفلاً, فأرعاها صغيرة وأعتني بإيماني بها, وأسقيها من نهر أفكاري المنصبة حولها, وبالتخطيط الذي لا ينكأ لها, فتنمو سريعاً وتتسع لأبعد مدى وتحويني.
وأحملها كمن يحمل قضية, فأدافع عنها بشرف مروم, وأجاهد لتحقيقها, وأكُافح لإيصال رسالتي لمسامع الناس ومداركهم من أقصى مشارق الدنيا لمغاربها, "فالحُلم فعل شخص واحد, والواقع جنون الجميع".
لكن كثيراً ما تواجهنا بحياتنا أموراً لم نأخذها بالحسبان, وتباغتنا عقبات بعيدة عن الأذهان, وتظهر حواجز التي ما أن نرتطم بها حتى تنهار خُططنا, وتتبدد أحلامنا وتتلاشى فرصة تحقيقها ونشعر بالخُسران, ونتخبط أمام مساحات الحلم الضائع وتتوه خُطانا, وقتها لا يهم أي الطرق نسلك فكل الاتجاهات سيان وجميعها مفضية إلى "لا مكان", ويصبح وقع الصدمة "بأننا أجهضنا الحِلم" ثقيلة فلا نحتمل الصمود, ونرزح تحت ثُقل وطأة الأحزان.
عندها نكون أمام خيارين, أما أن نستسلم للأقدار فتُهَشِمُنا وتُهَمْشنَا, أو نستبسل ونقاومها ونتصدى لها وعندها تُسفر نواحي الضعف فينا ونضطر للتعامل معها, ونفاجأ بقدرتنا على تخطي المشكلات وتحويل كل منحى للضُعف إلى مركز للقوة, بالتالي نزداد إيماناً بأنفسنا, فتستحيل نقمتنا إلى نعمة.
تحضرني قصة لفيلم"السعي وراء السعادة" المستوحى من أحداث حقيقية لرجل يدعى "كريس جاردنر" وهو رجل ثلاثيني مكافح استثمر جميع أمواله في آلات تصوير للعظام تشبه في عملها الآلات الدارج استخدامها في المشافي والعيادات غير أن الثانية أكثر شيوعاً لسهولة استخدامها ورخص ثمنها, وخسر تجارته على الرغم من أن قدماه حفيت من شدة سعيه الحثيث لبيع الآلات, وصوته انبح في محاولات باءت بالفشل لإقناع عملائه من الأطباء أن يشتروا منه, ولكن ما من مجيب.
وبعد أن تردت أحواله المادية وبلغت الحضيض وصار غارقاً بالديون التي قصمت ظهره, هجرته زوجته لما رأت أن الوضع تجاوز حدود صبرها, تاركة ابنه الذي لم يتجاوز عمره الخمسة أعوام ليعيش في كنفه ويكون وصياً عليه, وتم طرده من الشقة لعجزه عن سداد الإيجار.
فتسلل اليأس إليه وأطفأ بصيص ضوء الأمل الواهن بداخله, واكتسح محياه نظرة منكسرة وهزة رأس غارقة بالأسى والشعور بالخسران, وصار هائماً بالشوارع بدون خطة مضيع لوجهته, عاجزاً أن ينتشل نفسه من سراديب العجز الذي يقبع فيها, وكان كل تفكيره منصب على "كيف يجد كفاف يومه ويسد جوع ابنه؟, وأي ملجأ سيحويه الليلة بمنأى عن أرصفة الشوارع المكتظة بالمشردين وخفافيش الظلام؟!", حتى تراءى له رجل يركب سيارة تتجاوز قيمتها ال500 ألف دولار أمريكي فأستوقفه وطرح عليه سؤالين:"ماذا تعمل؟, وكيف تعمل ما تعمله؟" فأجابه ضاحكاً: "أعمل سمسار بالبورصة, وأعمل بأفضل جهد ممكن مستغلاً أقصى حدود إمكانياتي".
ولأن خسارة المعركة لا تعني نهاية الحرب عند "كريس" التحق بدورة تجريبية مدتها 6 أشهر كمتدرب للعمل بالبورصة, وكان يبذل فيها قصارى جهده لدرجة أنه صام عن الماء لكي يكسب وقت بدل ذهابه قضاء حاجته ويستغله في كسب عدد من العملاء, ولاحظ المسئولون توهجه وتوقد شعلة حماسه, فترسم بالعمل ومازالت جهوده لا تنضب وكفاحه مستمر, حتى وصل بنهاية المطاف إلى مكانة لم تخطر له على بال, وصار متربعاً على عرش إمبراطورية "منصبه" متوجاً ملك للبورصة."
و"مارتن لوثر كينغ" الزعيم الأسود المطالب بإنهاء التمييز العنصري ضد بني جلدته, في عام 1963م وقف وخطب وقال: " أنا عندي حُلم, وحُلمي هو بأن يعيش أطفالي الأربعة يوماً في شعب لا يكون فيه الحُكم على الناس بألوان جلودهم، ولكن بما تنطوي عليه أخلاقهم, ويكون لهم الحق الكامل بأن يعيشوا تحت ظل من المساواة". وبعد 5 عقود تحقق حُلم "مارتن" في اليوم الذي فاز فيه باراك اوباما بالانتخابات الرئاسية 2008.
جميلٌ منك أن تحلم, وتستحوذ عليك فكرة الحُلم وتؤمن بها إيماناً يقيناً لا يخالطه شك, لأن "لا شيء بالعالم ولا حتى جيوش العالم مجتمعة تملك "القوة الخارقة" التي تملكها عند إيمانك بالفكرة".
ولكن (ماذا ستعمل) لتحقيق حلمك؟, إذا لم تكن لديك إجابةً فارقد مع أحلامك بــــــــسلام!
تحياتي لكم
خادمكم الصغير ابو شاهين